أحدث شركة وهمية وكان يصرف الأموال نقدا بلا حسيب ولا رقيب: الدرك الملكي يعتقل الليبي العقل المدبر لشبكة المخدرات الدولية فككت قبل سنتين بالمحمدية
بوشعيب حمراوي
أوقفت الفرقة الوطنية للدرك الملكي منتصف الأسبوع الجاري بمدينة المحمدية العقل المدبر للشبكة الدولية للاتجار في المخدرات التي كانت تنشط على متن الباخرة السورية ليالريا روز (lilaria rose)، بعلم تنزاني. والتي سبق واعتقال ومحاكمة 17 من أفرادها، ضمنهم طاقم الباخرة المكون من تسعة سوريين، و الزعيم المحلي المغربي من منطقة كتامة. بالإضافة إلى ليبيين وثلاثة مغاربة، وهم صاحب شركة لصناعة الرخام وسائق تاكسي صغير وسيدة متزوجة ضبطت في فراش أحد الليبيين بالصدفة.
وكانت القيادة الدركية ومعها الشرطة العلمية تترصد للزعيم منذ تفكيك الشبكة شهرغشت 2014، والذي ذكر اسمه من طرف بعض المعتقلين. حيث كان يقود الشبكة من ليبيا. وقد تم تنقيط رقم هاتفه الليبي الذي ينتهي بمجموعة من 9999… ووضعه تحت المراقبة. إلا أن الزعيم قام بتقطيع شريحة الهاتف التابعة للشركة الليبية. واشترى رقمي هاتفي من المغرب. وضل يستعمل نفس هاتفه السابق نوع نوكيا. ليتم بعد لم الاهتداء إليه عن طريق الهاتف. وبعد البحث في المكالمات الهاتفية التي كان يجريها الزعيم بهاتفه (نوكيا) باستعمال الرقمين الجديدين. اتضح أنه كان يتصل بنفس الأشخاص المشبوهة، التي كان يتصل بها سابقا قبل تفكيك الشبكة، بواسطة رقم هاتفه الليبي الذي تخلص منه. بعدها تم تحديد موقع تواجد الزعيم واعتقاله بالمحمدية.
وعلم موقع بديل بريس أن الزعيم الدولي تمكن من الاستقرار بالمغرب، بعد أن أحدث شركة وهمية للاستيراد والتصدير بشارع بوردو بالدار البيضاء. والتي اعتمدها لدى الأمن المغربي من أجل الحصول على رخصة الإقامة بالمغرب. علما أن تلك الشركة لم يسبق لها أن زاولت أي نشاط فعلي. وأن الشقة مشكلة فقط من غرفتين ضيقتين ومطبخ.. كما قام بشراء سيارة فاخرة نوع كاتكات اودي، وشقتين فارهتين بقلب المحمدية (centrale park ). بمبلغ إجمالي بلغ 394 مليون سنتيم. دفعها نقدا (كاش) للشركة العقارية بالمحمدية، وشركة السيارات بالدار البيضاء.
ولعل ما يقلق حول هذا الليبي (محمد،ع،ع). من مواليد سنة 1972، والذي تمكن من استخراج بطاقة التعريف الوطنية من إدارة الأمن الوطني المغربي صالحة لمدة سنة ابتداء من أكتوبر 2016..علما أنه ضل لعدة سنوات يقوم بتحويل أموال غير مشروعة، ويتاجر ب(حقيبة ديال الفلوس). اشترى السيارة بمبلغ 65 مليون سنتيم نقدا (كاش). واشترى شقتين. واحدة باسمه بثمن 179 مليون سنتيم، والثانية سجلها باسم ابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات وتتواجد بليبيا بثمن 150 مليون سنتيم.. كيف يعقل وفي ضل الحرب الأهلية التي عاشتها ليبيا، والتي لازالت تعيش على أنقاضها على اليوم، وفي ضل ما تعرضت إليه أبناك ليبية، وما عرفته ليبيا من نهب وسرقة إبان الثورة الليبية.. كيف يعقل أن لا يتم التحقيق مع مواطن ليبي يتجول بحقائب من الأموال بالعملة المغربية.. بعيدا عن الأبناك المغربية.. وكيف يقبل الموثق وصاحب الشركة بتلك الأموال دون اعتبار لأمن واستقرار البلد..
تذكير…
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية المكلفة بتتبع قضية الباخرة السورية ذات العلم التنزاني، من تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات مكونة من 15 شخصا، يتزعمها مغربي من منطقة كتامة. ضمنها طاقم الباخرة المكون من تسعة سوريين، بالإضافة إلى ليبيين اثنين وثلاثة مغاربة، وهم صاحب شركة لصناعة الرخام وسائق تاكسي صغير وسيدة متزوجة ضبطت في فراس أحد الليبيين بالصدفة. وأحبطت بذلك عملية تهريب ثلاثة طن من مخدر الشيرا كانت معبئة وسط صفائح الرخام بميناء البيضاء. وتأكد رسميا أن الباخرة المشبوهة لا علاقة لها لتنظيم داعش ولا بتجار الأسلحة النارية. فقد أبانت عناصر الدرك الملكي المركزي والإقليمي بالمحمدية بتنسيق مع جهاز الديستي والبحرية الملكية عن كعبها العالي، وتمكنت من فك طلاسم الباخرة، التي كاد طاقمها أن يفلت منهم يوم الأحد الماضي، بعد أن أخلي سبيله من أجل مغادرة المياه الإقليمية، لانعدام أدلة كافية تثبت أن الباخرة كانت تقل مخدرات. ولو أن بعض العينات التي أخذت من أماكن مختلفة من الباخرة، أظهرت تواجد آثار مخدرات. إلا أن اعتماد الأجهزة الأمنية على عدة أساليب علمية متطورة، مكنها من تتبع ورصد كل المكالمات الهاتفية التي كان يتلقاها أو يجريها طاقم الباخرة وقائدها. وقد تم رصد الباخرة التي كانت في طريقها لمغادرة المغرب، وهي تعود إلى مياه البيضاء، بعد أن كانت قد تعدت مياه إقليم العرائش. وتبين أن قائدها تلقى مكالمة هاتفية من البيضاء. اتضح فيما بعد أنها مكالمة من مواطن ليبي، أخبره بالعودة إلى مياه البيضاء والتوقف في انتظار إنهاء عملية شحن البضاعة المتفق عليها. وكانت الأجهزة المغربية سجلت عن طريق شبكة الهواتف النقالة، عدة مكالمات دارت بين أعضاء من طاقم الباخرة وأشخاص من المغرب ضنها مكالمة الليبي الذي كان يتحدث باستعمال هاتف بأرقام غير مسجلة لدى شركة الاتصالات. وبينهم أحد الأشخاص الذي يتوفر على أرقام هاتف مسجلة باسمه لدى شركة اتصالات المغرب. ويتعلق الأمر بسائق تاكسي صغير يقطن بضواحي البيضاء. حينها قامت عناصر الدرك الملكي المحمدية بتعقب الباخرة واعتقال طاقمها مساء الأحد الماضي. وتمكنت من رصد مكان سكن سائق التاكسي، وإيقافه، حيث أفاد أنه على معرفة بالمواطنين الليبيين، وأنه هو من يتبضع لهما كل ما يتعلق بالمواد الاستهلاكية. وقاد العناصر الدركية إلى منزلهما في شقة بعمارة بعين الذئاب. حيث تم اقتحام المنزل، وضبط الليبيين، أحدهما كان رفقة خليلته وهي سيدة متزوجة. كما تم الاهتداء إلى زعيم الشبكة، ويتعلق الأمر بشخص يقطن بمدينة فاس وينحدر من نواحي كتامة، وقد قامت العناصر الدركية بالأنتقال رفقته من البيضاء إلى مسكنه بفاس حيث تم العثور على مبلغ يقارب 200 مليون سنتيم عملة مغربية. اتضح أنها عربون صفقة تهريب ثلاثة طن من مخدر الشيرا، والتي كانت ستنقل على متن الباخرة السورية، وكان سيتكفل بها الليبيين. لتمريرها إلى السوريين. كما كشفت المجموعة على طريقة تخزين وإخفاء المخدرات قبل تعليبها ومحاولة تهريبها، حيث أوضحت مصادرنا أن الشبكة تعتمد على أحد أفرادها وهو صاحب شركة لصناعة الرخام. وأن زعيم الشبكة يعمد بتعاون مع الليبيين إلى دس المخدرات بإتقان داخل الرخام الذي يتم تصديره إلى الخارج. وقد تم الكشف عن هوية ومكان تواجد صاحب شركة الرخام الذي تم اعتقاله كذلك. ليتم الإطاحة بباقي المجموعة بالتسلسل..