عرفت مدينة ابن سليمان تنظيم الندوة العلمية الثالثة تحت عنوان "الوضع البيئي في المغرب في ظل التغيرات المناخية ورهانات التنمية" والتي دأبت جمعية أصدقاء البيئة على تنظيمها كل سنة بتعاون مع دار الثقافة، وذلك يوم السبت 21 ماي 2016 بدار الثقافة، أطرها ثلة من الأساتذة المهتمين والمتخصصين في الموضوع، كما عرفت الندوة العلمية حضورا لا بأس به بين دكاترة وأساتذة وطلبة باحثين وفاعلين جمعويين…
تميزت الندوة العلمية بجلستين علميتين وجلستين افتتاحية وختامية، بحيث افتتحت الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ الصحفي بوشعيب حمراوي بقراءة صورة الفاتحة ترحما على الفقيد الأستاذ المختار الاكحل، أستاذ بجامعة الحسن الثاني الذي وافته المنية السنة الماضية بالديار المقدسة، بعدها كلمة السيد رئيس جمعية أصدقاء البيئة الذي رحب بالحضور والأساتذة المشاركين واللجنة المنظمة، متحدثا بعد ذلك عن أهمية مثل هذه الندوات ومبرزا قيمة محيطنا البيئي خاصة في ظل التغيرات المناخية ومشكل الاستدامة، ليتناول بعده الكلمة المهندس علي البلالي عن وكالة الحوض المائي، مبينا في مداخلته طرق التكيف مع التغيرات المناخية مع إعطاء بعض النماذج كأمثلة، تلاه بد ذلك الأستاذ الباحت التهامي التهامي عن مركز التربية والتكوين بالرباط الذي تحدث عن التغيرات المناخية واستدامة الموارد المــائية باللكوس التي تعرفا تراجعا ملحوظا خاصة مع الاستغلال المكثف الذي يعرفه هذا المجال والنمو الديمغرافي السريع ومشكل توحل السدود، وتطرق المهندس عزيز بوشوم الذي مثل الجماعة الحضرية ابن سليمان لدور الجمــاعات المحلية في حمــاية البيئة، بعده تناول الكلمة الأستاذ الصحفي بوشعيب حمراوي عن موضوع الواقع البيئي بإقليم ابن سليمان حيث شرح الواقع الوضع البيئي المتدهور بالإقليم من منظور إعلامي واضطلع على حقائق مؤلمة وجارحة بخصوص غابة ابن سليمان ومشكل المقالع التي حولتها إلى تشرنوبيل مغربية وكيف أن السكان يجدون صعوبة في الولوج إلى الغابة، انطلاقا من منازلهم ب(القدس، الحسني، السلام، النجمة، ….). لأن رئة الغابة معطلة بسبب الأزبال ومواد البناء والحيوانات النافقة التي يلقي بها السكان.. والتي غطت الشريط الغابوي لمدينة اغتيلت في اسمها كمدينة خضراء، كما تحدث عن احتلاك الملك البحري الذي لوث وشوه شواطئ بوزنيقة والمنصورية وعن مشكل الترييف وغيرها المشاكل التي لا حصر لها التي يتخبط فيها سكان إقليم ابن سليمان، وختمت الجلسة بمداخلة الدكتور السالك بوشعيب، حيث تحدث عن الوضع البيئي ورهانات التنمية وإشكالية التغيرات المناخية بالمغرب وأخذ جماعة مليلة نمودجا.
بعد هاته الجلسة انتقل الحضور الكريم إلى استراحة شاي على شرفهم، مع الاضطلاع على الملصقات التي انصبت حول موضع الندوة، لتبدأ بعد ذلك أشغال الندوة بالجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الأستاذ الباحث التهامي التهامي ، وكانت أولى المداخلات في هذه الجلسة للطالب الباحث من جامعة محمد الخامس رضوان بلحسن التي تحدث فيها عن تأثير العوامل الطبيعية والبشرية في دينامية منظومة البلوط الفليني بغابة ابن سليمان، بعده تناول الكلمة أحمد الراجي من جامعة الحسن الثاني عن الدينامية الغابوية بالمناطق الجبلية بين التغيرات المناخية و تدخلات الإنسان وأعطى كنموذج غابة عين اللوح بإقليم افران، ثم تناولت الكلمة الدكتورة هند فتاح عن الآثار المباشرة وغير المباشرة على استدامة المنظومات الإحيائية بغابة الأرز بمنطقة ازرو، وختمت الجلسة بمداخلة الدكتور الفيلالي عن أثار التغيرات المناخية على الساحل المغربي بين القنيطرة والجديدة.
كما ختمت الندوة العلمية بجلسة ختامية تناول الكلمة فيها رئيس جمعية أصدقاء البيئة ابن سليمان حيث شكر الحضور على حسن صبرهم واستجابتهم، ثم بعده أعطى بعض الدكاترة ممن صاحبوا المرحوم المختار الاكحل كلمة في حقه وذلك بعد أن قدمت الجمعية تذكارا وشهادة عرفان وتقدير إلى أسرة المرحوم ، كما ختمت أشغال الندوة بكلمة ختامية للأستاذ الباحث التهامي التهامي عن مركز التربية والتكوين بالرباط، حيث أشاد بأشغال الندوة مبرزا أهميتها وأهمية الموضوع بالذات شاكرا كل الحضور والمشاركين.