الرئيسية / السياسية / ألم أقل لكم شهر أبريل 2012 أن قطيع البقر قد ينافسنا على مقاعد المجلس البلدي؟ … الحيوانات الأليفة والضالة تغزو المدينة واحتمال فرض أمنها وتدبيرها للشأن المحلي

ألم أقل لكم شهر أبريل 2012 أن قطيع البقر قد ينافسنا على مقاعد المجلس البلدي؟ … الحيوانات الأليفة والضالة تغزو المدينة واحتمال فرض أمنها وتدبيرها للشأن المحلي

 

فترة فراغ يعرفها مقر البلدية،وحذر يشوب موظفيه وموظفات البلدية اللذين يضعون أياديهم على قلوبهم في انتظار تشكيلة المكتب المسير المرتقب، وكلهم أملا في أن يحظون بمسيرين في مستوى التسيير والتدبير. يحفظون لهم كرامتهم، ويمكنونهم من حقوقهم وواجباتهم تامة وكاملة. فترة فراغ  وانتظار محبط وقاتل فرض على الساكنة أن تعيش فصلا جديدا من الوعود الكاذبة، التي تبخرت قبل حتى أن يتم انتخاب الرئيس وباقي أعضاء مكتبه المسير. بعد أن اعتكف المنتخبون في المغارات  والدهاليز، ودخلوا في مفاوضات وشكلوا أسواق لبيع الذمم، دون أدنى احترام للناخبين والناخبات الذين منحوهم تلك المقاعد.

فترة فراغ ذكرتني بأحد أيام شهر ابريل 2012، حين ولجت إلى مقر البلدية، من أجل استخراج وثيقة إدارية، لأفاجأ بقطيع من البقر يسبقني في اتجاه الباب الرئيسي للبلدية. وزادت مفاجأتي عند مدخل البلدية، بعد أن لمحت أن الباب الرسمي مغلق. وألتقي بعد دقائق بشخص، نبهني أن موظفي وموظفات البلدية مضربون. طبعا فهذا حقهم في النضال والتعبير عن مطالبهم. لكن ما لم أعتبره واضحا و(معقولا) أن الجد الباب الرسمي للبلدية مغلق وكأنه يوم عطلة. لأن أبواب المرافق العمومية تغلق فقط في العطل وخارج أوقات العمل الرسمية. عندها جلست داخل سيارتي، لأستريح وأنفض غبار الغضب والإحباط، لأدخل دون شعور في سبات عميق. وأجد نفسي أمام قطيع البقر الذي كنت قد التقطت له مجموعة صور داخل فضاء البلدية. وتبين أن القطيع كان قد حل من أجل زيارة البلدية والاستئناس بفضاءها، قبل اتخاذ قرار خوض غمار الانتخابات الجماعية والتنافس على مقاعد المجلس البلدي. هول المشهد واللقاء جعلاني أنتفض من سباتي، وأقود بسرعة في اتجاه منزلي. حيث شربت كؤوسا من الماء المتعفن من مياه لونيب. وعرجت على فراش النوم لأستريح. مرت سنوات، لأدرك أنني لم أكن نائما حينها، وأن قطيع البقر قرر فعلا خوض المعركة. وإليكم الأسباب الحقيقية…         

فبعدما أغلقت السينما الوحيدة (المنزه)  بمدينة ابن سليمان، وتحولت إلى مربط للحمير والخيول. وتحولت باقي جوانبها المظلمة إلى مراعي لقطعان الماعز، ومراحيض عمومية للمنحرفين والمشردين. وبعدما أصبحت الخيول والحمير ترعى بكل حرية داخل حدائق المدينة المهملة. فلا بأس إن ولج إلى مقر بلدية المدينة قطيع من رؤوس البقر في واضحة النهار. القطيع الذي استغل الإضراب الوطني الذي خاضه موظفو البلدية. وتعمد المسؤولون إغلاق باب الإدارة وكأنه يوم عطلة. القطيع كان يرعى إلى جانب عدد من الخيول فوق حديقة البلدية، قبل أن يدخل إلى داخل مقر البلدية، ويتجه صوب باب الإدارة. لقد سبق لخليل الدهي لرئيس بلدية ابن سليمان أن أقر بوجود 6000 رأس منها داخل المدينة، يضاف إليها ضعف عددها من الكلاب والقطط الضالة، التي تفرض أمنها الخاص وقانون سير  وجولان خاص بها وسط ساكنة يقارب عددها  50 ألف نسمة. وهو ما أدى حينها بعدد كبير من ساكنة  المدينة إلى إعطاء فرضية احتمال مطالبة الحيوانات الأليفة والضالة بالتصويت لانتخاب أعضاء المجلس البلدي لمدينة ابن سليمان في أفق الانتخابات الجماعية المقبلة. الساكنة أكدوا أن الفرضية بدأت تأخذ طريقها إلى أرض الواقع…. بعد الغزو الحيواني للمدينة، بالنظر إلى تزايد أعدادها وتواجدها ليل نهار بين أزقة وشوارع المدينة.  

تعليق واحد

  1. الله يعطيك الصحة اسي بوشعيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *