أصبحت عمليات النصب باستعمال الشبكة العنكبوتية (الويب) والمعروفة اختصارا بـ «الدوباج»، مصدر ثروة جديدة بالمغرب وباقي دول العالم. الموجة الأخيرة التي ركبها آلاف الشباب والقاصرين من مدمني الانترنيت، جعلتهم يتحصلون على الملايير من كل العملات الأجنبية. أموال لا تسلك الطرقات العادية والقانونية من أجل الدخول إلى تلك البلدان، ولا تخضع للاقتطاعات الضريبية المعمول بها. لم ينصبوا لها بورصات ولا أبناك، ولا حتى أعشاشا لتبيضها ولا مغاسل لغسلها. تصرف عبر وكالات تحويل الأموال. تعتمد عملية «الدوباج» على أرقام هاتفية تعود لشركات اتصالات دولية. ليست لديها فروع داخل تلك بلدان. مواقع الكترونية ذات طابع تجاري وإشهاري من أجل التواصل مع الضحايا بكل بقاع العالم. حيث يلجأ الطفل أو الشاب وهو جالس بمنزله أو مستلق فوق سرير بغرفة نومه. إلى ذلك الموقع الالكتروني من أجل التسجيل باسم مزور. قد ينتحل صفة نجم رياضي أو فني أو شخصية عالمية في قطاع ما عمومي أو خاص. يفتح صفحة داخل الموقع بهذا الاسم، باعتبار أن الموقع لا يشترط أية شروط من أجل التأكد من الهوية الحقيقية لصاحب الصفحة الجديدة. همه الموقع ارتفاع عدد رواده. يبادر إلى الإعلان عن مسابقة أو نشاط يشارك فيه المعجبين بشخصيته المزيفة. ينشر أرقام هواتف عالمية. بعد عقد الشراكة (ثلاثية الأبعاد) بين شركة الاتصالات وصاحب الموقع والزبون النصاب. على أساس أن يتم تقاسم سعر المكالمة الهاتفية للمشاركين في تلك المسابقات والمحدد سابقا بين الأطراف الثلاثة. ويحصل الموقع على نصيبه من مال الشركة، ويبعث بنصيب النصاب باعتماد وكالات تحويل الأموال. يكفي لكي نقوم بشراء منتوج معين أو الحصول على خدمة الاتصال برقم معين، توجيه رسالة قصيرة، لتأكيد عملية الدفع. مقابل قن سري (كود) خاص، له قيمة مالية معينة. تختلف طرق الحصول على (الكود) من نصاب إلى آخر. منهم من ينتحل شخصية مشهورة داخل مواقع التواصل الاجتماعي. أو يقوم باختراق حسابات أشخاص للتكلم مع أقاربهم وأصحابهم، أو انتحال شخصيته لكي يتق به كل من يعرف تلك الشخصية. منهم من وصل إلى حد تهديد البعض بنشر معلومات شخصية عنه، ومنهم من يخترق الهواتف للوصول إلى مبتغاه. وهناك من يستخدم برامج لتغيير الصورة والصوت في المواقع التي تستخدم الكاميرات، ليسقط ضحاياه في شباكه. يسجله في شرائط فيديو مخلة بالحياء، ويهدده بنشرها. تأتي الأموال من خارج بلدانهم بطرق سرية. الأطفال يستعينون بأفراد من أسرهم من أجل استخلاص تلك الأموال من وكالات تحويل الأموال، التي تشترط بطاقة التعريف الوطنية فقط. كما قد يلجأ أصحاب الأموال من أطفال وكبار إلى استئجار أشخاص غرباء ومنحهم نصيبهم عند كل عملية استخلاص. تخيلوا معي سلوك الطفل الذي يصبح مصدر أموال لأسرته وأصدقائه. وما قد يجنح إليه، في ظل ما يسوق له رقميا من عنف وانحراف وجنس و.. أموال تقطع حدود الدول. لا تهتم بالنزاعات والاتفاقيات الدولية وغيرها من القوانين المحلية أو الدولية. لا أحد يعرف فيما تصرف. باستثناء ما قد يلاحظه الجيران والأصحاب من (ثراء زائد و نعم) داخل بعض الأسر. أو كسوة أو حلي أو سيارة أو دراجة نارية لشاب أو قاصر فقير. لكن تلك الأموال تبقى مجهولة المصدر والمآل. وتشكل خطرا كبيرا على الدول. إذ لا يستبعد أن تستعمل في الترويج للمخدرات واستهلاكها، أو تستعمل في رعاية وتسليح المجموعات الإرهابية وغيرها.
شركات الاتصالات العالمية تدر الأموال من تلك الاتصالات المشبوهة، ولا تفكر في توقيفها. بالإضافة إلى أن الضحايا (المتصلين هاتفيا) هم من خارج تلك البلدان. وحتى وإن أدركوا أنهم ضحايا نصب واحتيال، فإنهم يراسلون شركات الاتصالات العالمية. التي قد تغرم أصحاب المواقع بقيم مالية تصرف للمتضررين. ستستمر طرق النصب والاحتيال إلى أن تدرك تلك الدول أن اقتصادها لا يواكب مخططاتها وبرامجها. وتدرك الدول التي تحتضن تلك الشركات العالمية للاتصالات أن أموالها تنزف في اتجاه مجموعة من الدول بدون وجه حق. وأن هذا يضر باقتصادها المحلي.
للإشارة فهناك دول أوربية وأمريكية انتبهت إلى العملية. وأرغمت شركاتها العالمية على وقف مثل تلك المعاملات..لكن هناك دول لازالت لم تنتبه..