“إحترام الفرد في الإسلام بلغ الذروة .. وسبق ميثاق حقوق الإنسان وتفوّق عليه …”
د. مصطفى محمود رحمه الله . . من كتاب : حوار مع صديقي الملحد
الاحترام:قيمة إنسانية
إعداد: حميد فوزي
الاحترام هو قيمة إنسانية أساسية تعكس تقدير الفرد للآخرين ولذاته.
يُظهر الاحترام من خلال التعامل بلطف وكرامة، ويشمل احترام حقوق الإنسان، والوالدين، والمرأة، وذوي الاحتياجات الخاصة، والكائنات الحية ويُعتبر الاحترام جزءاً من الأخلاق ويعزز التماسك الاجتماعي، حيث يُشجع على التعاون والتفاهم بين الأفراد.
في السياق الديني، يُعتبر الاحترام واجباً نحو الله والناس، ويُعزز من خلال العبادات والتعامل الحسن.
تتجلى أهمية الاحترام في العلاقات الاجتماعية في عدة جوانب رئيسية:
1- استمرار العلاقات: الاحترام المتبادل هو حجر الأساس لنجاح واستمرار العلاقات الاجتماعية، حيث يعزز التفاهم ويقلل من النزاعات.
2- تعزيز الثقة: الاحترام يسهم في بناء الثقة بين الأفراد، مما يؤدي إلى علاقات أكثر استقرارًا وصحة.
3- تقبل الاختلافات: الاحترام يساعد على قبول وجهات النظر المختلفة، مما يعزز التعايش السلمي والتفاهم بين الأفراد.
4- تحسين التواصل: يعزز الاحترام التواصل الفعال، مما يسهل تبادل الأفكار والمشاعر بشكل صريح وصادق.
وبالتالي، يُعتبر الاحترام عنصرًا أساسيًا في بناء علاقات صحية ومستدامة.
ومن القيم التي تعزز الاحترام المتبادل وتساهم في بناء مجتمعات صحية نجد التواضع .
وتتجلى أهمية التواضع ،كقيمة أساسية، في احترام الآخرين من خلال عدة جوانب:
1- تعزيز العلاقات الاجتماعية: التواضع يسهم في بناء علاقات إيجابية، حيث يشعر الآخرون بالتقدير والاحترام، مما يعزز الروابط بينهم.
2- تقبل الاختلافات: يساعد التواضع على احترام وجهات النظر المختلفة، مما يتيح حوارًا بناءً ويعزز التسامح.
3- تحقيق المودة والتعاون: يعزز التواضع من روح التعاون والمودة بين الأفراد، مما يؤدي إلى مجتمع أكثر تماسكًا.
4- رفع مكانة الفرد: يُعتبر المتواضع محبوبًا بين الناس، حيث يُظهر الاحترام للجميع دون تمييز، مما يساهم في رفع مكانته الاجتماعية.
أكد د. مصطفى محمود على أهمية الاحترام في الحياة، حيث قال: “أفضل ما تهبه في حياتك: العفو عن عدوك، والصبر على خصمك، والإخلاص لصديقك، والقدوة الحسنة لطفلك، والإحسان لوالديك، والاحترام لنفسك، والمحبة لجميع الناس” ويعكس هذا القول قيمة الاحترام كجزء أساسي من الأخلاق الإنسانية، ويشير إلى تأثيره الإيجابي على العلاقات الاجتماعية والتواصل بين الأفراد.
كما أشار إلى أهمية الاحترام في الإسلام، حيث أنه يعكس القيم الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها المسلم.
وفي سياق حديثه عن الاحترام، قال إن فقدان المجتمع لاحترامه لبعض الشعائر، مثل شهر رمضان، يعني فقدان الكثير من القيم الأساسية. كما أشار إلى ضرورة احترام الأديان والمناسبات الدينية، مؤكدًا أن الاحترام هو أساس التعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات.
وعددت هبة الخواطرة، بموقع موضوع في مقالتها عن أثر الاحترام على المجتمع، أنواع الاحترام، معتمدة كمرجع لها على :
“What is Respect?”, talkingtreebooks, Retrieved 4/2/2022. Edited
وجاءت بالأنواع كالتالي:
احترام الذات واحترام الآخرين واحترام القوانين والأنظمة واحترام الوالدين واحترام العلماء واحترام أهل الإيمان واحترام أهل القرآن واحترام كبار السن، واحترام الزوجين لبعضهما واحترام الخصوصيات واحترام مشاعر الناس واحترام الضعفاء واحترام الفقراء واحترام المسجد ودور العبادة عموما واحترام المصحف واحترام سنة النبي عليه الصلاة والسلام.
وكتب الكاتب والمفكر الڭوزي على موقعه الرسمي في مقابلته : الاحترام: مرجع كامل لفهم تعريفه، أهميته، أنواعه، وأساسياته:
هل سبق لك أن لاحظت أنّ الأفراد الذين يتمتّعون بقدر عالٍ من احترام الذات يحظون بتقدير الجميع دون استثناء، في حين أنّ الذين يتجاهلون قيمة الاحترام تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين غالبًا ما يجدون أنفسهم معزولين وغير مقبولين في المجتمع؟ هذه الظاهرة ليست مُجرّد مصادفة، بل هي نتيجة طبيعية؛ فبناء علاقات ناجحة ومُستدامة في أيّ بيئة يعتمد أساسًا على مبدأ الاحترام.
وبمقال بموقع فاستر كابيتال بعنوان Respect : gagner le respect : l’offre du parrain et son rôle(الاحترام: كسب الاحترام: عرض العراب ودوره):
“الاحترام هو جانب أساسي من التفاعل الإنساني الذي تقدره المجتمعات عبر التاريخ. إنها صفة تحظى بتقدير كبير، ولكن غالباً ما يُساء فهمها. الاحترام ليس مجرد عمل بسيط من الأدب أو مجرد لفتة من اللطف؛ إنه مفهوم معقد ومتعدد الأوجه يشمل جوانب مختلفة من السلوك البشري. إن فهم أهمية الاحترام أمر بالغ الأهمية لبناء علاقات صحية ومثمرة، على المستويين الشخصي والمهني.”
وعن احترام الوالدين ،كتب احمد الطيف
المالك المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة الجسر للاستثمار العقاري بتاريخ 2 نونبر 2016 بحسابه على موقع لينݣدن:
“ومن قيم الاحترام الهامة : احترام الوالدين ولا يكون ذلك إلا ببرهما وتوقيرهما .
قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }.فقد قرن سبحانه عبادته وتوحيده بالإحسان إلى الوالدين ولين الجانب وخفض الجناح لهما .كان محمد بن المنكدر يضع خده على التراب ويقول: يا أماه ضعي رجلك على خدي.
بل وصى الله تعالى بهما في وصية خالدة إلى يوم القيامة نزل بها سيد الملائكة على سيد البشر والأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ، فقال {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا } ، وقال {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاثة، لا يقبل الله واحدة بدون قرينتها، أما الأولى فهي قوله تعالى:{ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } فمن أطاع الله ولم يطع الرسول فلن يقبل منه، وأما الثانية فهي قول الله {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ }، فمن أقام الصلاة وضيع الزكاة لن يقبل منه، أما الثالثة فهي قول الله تعالى {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } ، فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه فلن يقبل منه.
وشكر الوالدين يكون ببرهما والإحسان إليهما ، وهذا من مقامات النبوة ومن أخلاق الأنبياء، فهذا نبي الله نوح يقول {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } . وهذا نبي الله إبراهيم ، يتحبّب إلى والده بأحب كلمة له كلمة : يا أبتِ ، مع أن أباه كافر يصنع الأصنام ويبيعها ، ومع ذلك ناداه نداء رقيقاً رقراقاً يلين القلوب القاسية ، فقال {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا *يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا }
إن البر من أعظم الطاعات وأجلّ الأعمال .”