لم تعد دار للا آمنة بابن سليمان تؤدي دورها في رعاية الأطفال الصغار (أربع سنوات فما فوق)، بعد أن تخلصت إدارتها منهم. كما أنها احتلت (دار الفتاة) وحولتها إلى جناح لبعض نزلائها. وأغلقت أبوابها في وجه الصحافة التي لا تريد سوى حقيقة ما يجري ويدور داخل جدرانها ومرافقها…
مالا يفهمه السكان بإقليم ابن سليمان، كل هذا الاهتمام الزائد بهذا المركز الذي لم يعد يؤدي دوره في حماية الطفولة. بعد أن تخلصت إدارته من الأطفال الصغار إلى مركز (للا مريم) بالرباط. وإحالة آخرين على التكوين أو الدراسة بمدن أخرى (13 نزيل). ولم يتبق داخل المركز سوى بضعة مراهقين منهم تلاميذ بالتعليم الإعدادي والتأهيلي، ومرضى نفسانيا تتراوح سن الكل ما بين 14 و20. إدارة المركز أخبرت التلاميذ أن هناك قرار من الإدارة المركزية يقضي بإبعاد كل نزيل فاق سنه 18 سنة. وهو قرار إن زرع الرعب في تلاميذ الثانوي التأهيلي. والذين يتخوفون من أن يتم طردهم. ويأملون أن تواصل العصبة رعايتهم وتتبع مسارهم لأنهم أبناء المركز ولا أسر لهم… إلى أن يتم إدماجهم في عالم الشغل للتكفل بأنفسهم.
.. عمالة ابن سليمان بادرت إلى بناء مركب سوسيو تربوي ممون من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كان بالإمكان أن تنجزه خارج أسوار المركز ليستفيد منه السلمانيين. كما تم بناء دار الفتاة لفائدة تلميذات العالم القروي، استقبلت الدار فوج أو فوجين، وبعدها ثم الاستحواذ عليها من طرف إدارة المركز. كما نلاحظ اهتمام المنتخبين والسلطات الإقليمية بالمركز، وتنظيم الحفلات داخله… عوض الاهتمام بدور الطالب ومركز حماية الطفولة أو حتى بناء مركز للطفولة أو دار للعجزة… علمت بديل بريس أن هناك عنف لفظي وجسدي يرتكب ضد بعض النزلاء، وخصوصا المرضى نفسيا. وهو ما لم يتسنى لنا تأكيده أو نفيه، لأن إدارة المركز ترفض التحدث إلى الصحافة. بدعوى أن الحديث يجب أن يتم بترخيص من العصبة.
وكلنا نتذكر الزيارة التي قامت بها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى٬ رئيسة مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان٬ يوم 22 ماي 2013، وكانت رفقة صاحبة السمو الأميرة للا زينب رئيسة العصبة المغربية لحماية الطفولة. حيث تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين هاتين المؤسستين. بموجب هذه الاتفاقية التي وقعتها السيدتان لطيفة العابدة الكاتبة العامة لمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان وفاطمة حصار الرئيسة المنتدبة للعصبة المغربية لحماية الطفولة٬ تتكفل مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان بجميع الأطفال المحرومين من الأسرة والمصابين بداء السرطان بمختلف مؤسسات الاستقبال التابعة للعصبة بكافة مناطق المملكة… فعن أي أطفال تتحدثون.. والمقصود داخل مركز ابن سليمان.
المهم في هذا البلاغ الرسمي الذي صدر بعد الزيارة، والذي تحدث عن المركب الاجتماعي والتربوي للا آمنة بابن سليمان. وتحدث عن (دار الفتاة) التي تأوي الفتيات المنحدرات من الوسط القروي. أين هي الدار والعشرات من التلميذات تركوا الإعداديات والثانويات، لأن أسرهم لم يجدوا لهم مأوى بالمدينة. ذكر البلاغ أن "دار الفتاة" مؤسسة مخصصة للفتيات اللواتي يتابعن دراستهن بالإعداديات والثانويات العمومية ببن سليمان. وتنحدر المستفيدات المنحدرات من أسر معوزة تنتمي إلى الوسط القروي بمنطقة بن سليمان. وقد بلغ عدد المستفيدات من خدماتها منذ إنشائها سنة 2006 ما مجموعه 147 فتاة. وأفاد البلاغ أن "دار للا آمنة" تؤمن التكفل بالأطفال المتخلى عنهم الذين تفوق أعمارهم أربع سنوات… أينهم هؤلاء الأطفال.. فقد تم التخلص منهم، وإرسالهم إلى مركز آخر… وتم الاحتفاظ بحوالي 30 نزيل تتراوح أعمارهم ما بين 14 و20 سنة، تسعة منهم أطفال مرضى نفسيا. وآخرون يتابعون دراستهم التعليم الإعدادية والتأهيلية…. جاء في البلاغ أن الإدارة توفر إطار خاص بمرحلة ما قبل التمدرس٬ وهذا كذب … ثم مرحلة التمدرس٬ بمؤسسات التعليم العمومي بمدينة بنسليمان. وهذا كذلك ليس كله صحيح. وجاء في البلاغ أن الأطفال يستفيدون من برنامج منوع يتضمن أنشطة ثقافية ورياضية ونزهات ومخيمات. ويبلغ العدد الإجمالي للأطفال الذين استفادوا من خدمات هذه الدار منذ إحداثها سنة 1987 ما مجموعه 386 طفلا… أينهم هؤلاء الأطفال … بعد مرور كل هذه السنوات… وأخص بالذكر أطفال السنوات الأخيرة… والذي تم التخلص منهم، كل حسب سنه.. بنقلهم إلى مراكز أخرى أو مطالبتهم بالرحيل لأن سنهم تجاوز مرحلة الطفولة.
كنا نود أن نقف على الحقائق من إدارة المركز .. لكن بما أن الأبواب موصدة فإن لا بديل من أن ننقل ما توصلنا إلى صاحبة السمو الأميرة للا زينب رئيسة العصبة المغربية لحماية الطفولة. لكي تعرف ما يجري ويدور بهذا المركز …