إلى عامل المحمدية: لديكم شواطئ متعفنة … زادت تعفنا بأحذية ونعال وفدكم

نزلتم  سيدي عامل إقليم المحمدية على رأس وفد كبير لزيارة شواطئ المحمدية. والوقوف بأرض الواقع على ما يجري ويدور هناك. زيارتكم وزيارة من معكم وخصوصا حسن عنترة رئيس البلدية . كان يمكن أن نثمنها ونشخصها نحن ممثلي منابر الإعلام المحلي والوطني، لو تمت بحضورنا. حيث يمكن أن نرى ونعاين ونطرح عدة أسئلة بخصوص مشاكل وإكراهات المصطافين. لكن بما أنها تمت بدون دعوتنا، وبما أنه يصح لنا أن نطرح أسئلة كثيرة حول أسباب تغييبنا. فإننا لن نبحث عما قمتم به أنتم ورفاقكم عند زيارتكم. ولا حول ما تم وما أعطيتموه من وعود ونصائح و… . لكن من واجبنا سيدي العامل أن نعطي تقييما لتلك الزيارة التي نعتبرها غير ذات جدوى. وهو تقييم ننقله لكم من المصطافين أنفسهم الذين جئتم لتطمئنونهم.

         

 

سيدي العامل:

 

يتساءل المصطافون عن فائدة ماراطون المشي الذي نفذتموه رفقة زهاء الثلاثين مرافقا لكم من الميناء وحتى شاطئ السابليت الذي عاشت ضفته الثانية بالمنصورية خميسا أسودا. إن لم تكونوا قد ضربتم به عصفور (الحصة الرياضية اليومية) التي اعتدتم  القيام بها أنتم ومن معكم كل يوم. فهؤلاء المصطافون لم ينتبهوا سوى للتلوث الذي خلفته أحذيتكم ونعالكم وقنينات الماء البلاستيكية التي كان البعض ممن رافقوكم يلقون بها هنا وهناك، والتي عفنتم بها الرمال. وطبعا فالأمر لا ينحصر حول شخص أو شخصين. بل العشرات ممن كانوا معكم والعشرات من تبعوكم على طول ماراطونكم. يضاف إليها  افتقار مجموعة من الشواطئ لأبسط شروط الاصطياف والسباحة، والنموذج بشاطئ مانسمان حيث لا مراحيض ولا حمامات (دوشات)،وخيول التبوريدا (كتبورد). فرسان يركبونها ويصولون ويجولون بكل حرية وسط المصطافين… أليس هذا رعبا وانفلاتا أمنيا ؟؟  

 

 

 

سيدي العامل:

 

 

زيارتكم هاته التي أتت بعد يومين من هجوم ملثمين على شاطئ السابليت (الجزء التابع لجماعة المنصورية). أبرزت أن هناك اهتمام بالمصطافين وبالأمن بصفة عامة. لكن لا تنسوا أن الملثمين الذين تحدثت مصادر إعلامية أن عددهم فاق العشرين شابا. يقطنون بمدينة المحمدية. وأنهم انتقلوا مسلحين من قلب المحمدية، وعنفوا وسرقوا وعادوا إلى قواعدهم بالمحمدية سالمين، إلا أربعة منهم فقط تم إيقافهم من طرف شبان محليين وأفراد من القوات المساعدة. وهذا يعني أن مدينة المحمدية هي الآن ملجأ ومستقر لعصابات، تنفذ جرائم داخل وخارج تراب عمالتكم. وتعود لمنازلها بالمحمدية للاحتفاء بغنائمها.

 

 

 

سيدي العامل:

 

 

يعيب عليكم المصطافون تواجد مجموعة من (لحاسين الكابة) و(هواة الظهور بالقرب من ممثلي السلطة) ضمن وفدكم. هؤلاء الذين يستغلون التقرب منكم، والتحدث والتبسم في وجهكم من أجل إرسال رسائل مشفرة إلى بقية السكان، بأنهم أناس (مرضيين الوالدين مع السلطة)، وأن بإمكانهم التدخل والتوسط وقضاء حوائج الناس، و الويل لمن يعارضهم.  

 

 

سيدي العامل:

 

 

 بعد أن تحدثنا عن زيارتكم  وما خلفته من اطمئنان واستياء لدى المصطافين. لابد من أن نجدد تنبيهكم إلى أن هؤلاء المصطافين من ضيوف وسياح وأصحاب الأرض.. يلقون على عاتقك أمنهم واستقرارهم. الذين لن يتم بزيارة خاطفة على رأس قافلة من الأشخاص ضمنهم الصالح والطالح. بل بإحداث مراكز أمنية عن قرب، وتكثيف أنشطة للأمن الوطني والقوات المساعدة والدرك الملكي البحري، من أصحاب الخيول والدراجات النارية المائية والأرضية. حيث العديد من اللصوص الذين يتربصون بهواتف وممتلكات المصطافين. وطبعا هؤلاء اللصوص لا يمكن لأحد أن يتعرف إليهم، لأنهم يتواجدون ضمن فئة المصطافين. لدى يجب أن يكون هناك رجال ونساء أمن بدون بدل رسمية. مهمتهم التربص لهؤلاء.  كما يجب فرض احترام القانون. وفتح الشواطئ في وجه المصطافين بحرية. وإبعاد من يستولون على أماكن فوق الشاطئ  بدعوى كراء الكراسي والمظلات الشمسية. إذ لا يعقل أن يجد المصطاف صعوبة في إيجاد مكان له فوق رمال الشاطئ. ويرغم على أداء سومة كراء شمسية وكراسي و… من طرف أشخاص معظمهم لا يتوفر على تراخيص قانونية. والترخيص الوحيد الذي يتوفرون عليه هو (الفتوة) و(باك صاحبي) في البلدية أو العمالة أو مديرية التجهيز. كما أن المصطافين أصحاب السيارات يتعرضون للابتزاز من طرف (الزناكة)، الذين يفرضون عليهم أثمنة جد مرتفعة. ومنهم من يتعرض للاعتداء إن لم يدفع ما طلب منهم من مال.

 

 

سيدي العامل:

 

 إن أكبر مشكل تعاني منه سماء وأرض وبحر مدينة المحمدية هو التلوث المنبعث من مجموعة من الشركات بالمنطقة الصناعية. فهلا تفضلتم وأعلنتم بكل شفافية عن مستوى التلوث بكل شاطئ من شواطئ المحمدية. نريد أرقاما ومعدلات واضحة ودقيقة. ولما لا… ذكر حتى أنواع تلك الميكروبات والملوثات ليتسنى لأي كان ان يستفسر عنها ذوي الاختصاص من أطباء وعلماء.. ويبقى لكل مصطاف خيار السباحة أو الاكتفاء بالجلوس فوق الرمال أو حتى الابتعاد عن الشاطئ نهائيا. عوض الحديث الفضفاض (شاطئ للسباحة، شاطئ يمكن السباحة فيه، شاطئ …). لأن هناك القوي بدنيا وهناك المريض، وهناك وهناك… لكل طاقته ولكل شروطه لحماية جسده. ولا يحق عليكم إخفاء تلك الأرقام التي تتوصلون بها.