لم تعد مدينة ابن سليمان آمنة بسبب تزايد عدد المنحرفين ومدمني الماحيا والقرقوبي والإنزال الذي تنفذه الكلاب الضالة ليلا ونهارا بعدة مناطق مهملة. ولم يعد السكان يتحدثون عما يعيشونه من تهميش وتعفن وبطالة وضعف الخدمات الصحية، وأزمات في النقل.. بعد أن باتوا يخططون لتنقلهم وتنقل أطفالهم ونساء من أجل العمل والدراسة والتبضع والتجوال. فما إن تتمكن من مراوغة الكلاب الضالة، حتى تفاجأ بمدمن أو منحرف يترصد لك هنا أو هناك حاملا سكينا أو موس حلاقة (زيزوار) أو هراوة.. صباح اليوم الخميس أصيبت سيدة بحالة إغماء بعد أن طاردها كلب ضال بأرض السوق القديم (الأربعاء) المتعفنة، ولحسن حضها أن شخصا لمحها وهي تسقط فهرع لنجدتها. وقد تم نقلها على متن سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية إلى مستعجلات (مستعطلات) المستشفى. وقبلها بساعات قليلة، عاش حي الحسني على وقع حرب طاحنة بين مجموعة من الشبان انتهت بإحالة احدهما على المستشفى. ولا يمكن أن تمر ساعة أو ساعتين، دون أن تسمع عن عنف أو سرقة هنا أو هناك..أما العنف اللفظي فحدث ولا حرج..
كان السكان يشتكون من مروجي المخدرات والخمور وحبوب الهلوسة الذين يفتحون دكاكينهم ليلا ونهارا داخل الغابة المجاورة على طول الشريط المجاور للحي الحسني وحي القدس وحي لالة مريم، وخلف ملعب الحسنية.. أما اليوم فهناك من يروج المخدرات وحبوب الهلوسة والماحيا ليلا داخل حديقة لالة مريم، وحديقة الحسن الثاني بجوار اللاقط الهوائي وملعب التنس وداخله والمسبح البلدي المهجور والمساحة الغابوية بجوار مقر البلدية ومقر الباشوية… هناك حيث بدأ مجموعة من المنحرفين يجدون ملاذهم في إحياء جلسات حميمية بحرية تامة. ولا يجدون حرجا حتى في الصراخ والرقص والغناء بأصوات عالية وبكلمات خادشة للحياء.
حل فصل الربيع، وهو الفصل الذي يستغل من طرف سكان المدينة وضيوفهم، من أجل الاستمتاع بالطبيعة، وخصوصا ما تزخر به الغابة من منتزهات وبرك مائية.. لكن هناك العديد من الأسر، أصيبت بخيبة الأمل، عندما حلت بالغابة، فوجدت أن تلك المنتزهات محتلة من طرف شبان يعاقرون الخمر ويستهلكون المخدرات… قد يقول قائل إنها (البلية)، و(الله يعفو عليهم). وهذا ما نتمناه لهم. لكن هذه الفئة وغيرها من معاقري الخمور لا أحد يزعجها، إن هي اختارت أماكن منعزلة.. بعيدا عن الأسر. والكل يعلم بما فيهم عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي أن مجموعة من الأصدقاء موظفين وتجار وأصحاب مقاولات وغيرهم ينزوون داخل الغابة في كل فصول السنة، في عزلة عن الناس من أجل معاقرة الخمور. ولا أحد يضايقهم..فهذا عرف مغربي.. يوازي عرف بيع الخمور للكل (رغم أنها ممنوعة على المسلمين قانونيا).