الرئيسية / جرائم و قضايا / إلى متى ؟؟ .. عنف جماعي وعربدة بطعم الحقد والانتقام : أطفال ومراهقون في طريقهم لتشكيل عصابات بابن سليمان

إلى متى ؟؟ .. عنف جماعي وعربدة بطعم الحقد والانتقام : أطفال ومراهقون في طريقهم لتشكيل عصابات بابن سليمان

ما يحدث بمدينة ابن سليمان من عنف غير مبرر وعربدة لبعض الأطفال والمراهقين، بأزقة وشوارع بعض الأحياء السكنية. وجب العمل على وقفه، والتصدي لرواده الذين بدئوا يتكاثرون. عنف وإجرام لم يعد فرديا، بل إنهم يقومون الآن بأعمال شغب وإجرام في إطار مجموعات. كرشق نوافذ وأبواب المنازل بالحجارة والقناني الزجاجية، مثل ما وقع بمنزل بحي القدس. أو اعتراض سبل المارة بأحياء (لالة مريم، المحمدي، الفرح، الحسني، … ).. أو الدخول في عنف جماعي، لأسباب واهية. دون اعتبارا للمارة والمحلات والمنازل، ولا خوفا من عناصر الأمن الوطني ولا من السجن.. وهي مظاهر كانت ناذرا ما ترتكب من طرف بعض الجماهير المشاغبة، خلال مباريات كرة القدم أو السهرات الفنية أو.. لكننا اليوم نرى تلك المظاهر يوميا، توحي بأننا بصدد مشاريع عصابات ومشاتل للمنحرفين. بدأت تنموا وترعرع تدريجيا، وتتغذى من السموم التي تروج لهم في السر والعلن. في غفلة من المسؤولين عنهم داخل الأسرة  والأمن والمدرسة والشارع..

 ما يحدث بالمدينة لا يمكن أن نحمل عناصر الأمن الوطني وحدهم المسؤولية. بل تتحملها كذلك بعض الأسر التي لا تعير اهتماما لأبنائها وبناتها، ولا تسأل عن الأوقات التي يقضونها خارج منازله، نهارا، وحتى أوقاتا متأخرة من الليل. ويتحملها المجلس البلدي بتركه أزقة وشوارع مظلمة والسلطة المحلية. ويتحملها المعنيون بالشأن الثقافي والرياضي والتربوي والتعليمي… ويتحملها القضاء الذي لا يقضي بما يجب من أجل إصلاحهم وحمايتهم من الانحراف والشغب والجريمة، والمؤسسات السجنية التي تحولت على مراكز لتكوين العصابات… لن أتحدث عن البطالة التي أنهكت قوى الأسر وأحبطت شبابها.. لكن لتلك الآفة أسباب غير مباشرة، تساهم بقدر كبير في انحراف الأطفال والمراهقين. لأن الطفل والمراهق يعاني أكثر داخل الأسرة العاطلة ورفقة الإخوة والأخوات العاطلين. يكون محروما من الرعاية اللازمة، والنصائح اللازمة، والقدوة اللازمة. والعيش اللازم و.. مما يجعله حاقدا ناقما لا يتردد في إيذاء الآخر .. ولا يتردد في إيذاء نفسه وجسده والسعي وراء الانسحاب من عالمه الحقيقي كلما سمحت له الفرصة، سواء بالتخدير أو اللعب أو ممارسة أي تفاهة رفقة من يرى أنهم من طينته…     

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *