الرئيسية / السياسية / إلى متى ؟ .. مركز حماية الطفولة بابن سليمان بين مطرقة التعفن والأمراض وسندان الخصاص في المنظفات والأطر التربوية والإحالات العشوائية لقضاة الأحداث

إلى متى ؟ .. مركز حماية الطفولة بابن سليمان بين مطرقة التعفن والأمراض وسندان الخصاص في المنظفات والأطر التربوية والإحالات العشوائية لقضاة الأحداث

يعيش نزلاء مركز حماية الطفولة بابن سليمان أوضاعا مأساوية بسبب قلة الموارد  البشرية في التنظيف والتأطير والحضانة داخل بنايات متقادمة ومساحة غابوية شاسعة، تسببت في إصابتهم بأمراض مختلفة، ناجمة الأوساخ والعفن الذي يلاحقهم في تحركاتهم اليومية.. تضاف إليها الإحالات العشوائية لمجموعة من الأحداث الأطفال في وضعية صعبة دون السادسة من أعمارهم من طرف قضاة الأحداث. علما أن المركز هو مخصص للتربية والتعليم، والمفروض أن يحال إليه كل طفل في عمر التمدرس الابتدائي. وهي الفئة التي يجب أن تتراوح أعمارها ما بين السادسة والسادسة عشرة. إذ كيف يعقل أن يتم تأطير أو احتضان طفل في الرابعة من عمره داخل مركز لا يتوفر على حاضنة ولا مربين متخصصين في الرعاية الدائمة.. معاناة يعيشها نزلاء المركز ومعهم أطرها القلائل داخل مركز في حاجة إلى تأهيل بنيوي وهيكلي واضح وإلى حماية أمنية بالنظر إلى شساعة مساحته ، وموقعه المنعزل وسط الغابة، وقصر ارتفاع جدرانه وتهدم بعضها…

81 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 4 و16 سنة، يتم تصنيفهم في مجموعتين. مجموعة (4 إلى 12 سنة)، ومجموعة (12 إلى 16 سنة). وهو تصنيف يصعب معه ضبط الأطفال، ومراقبة سلوكاتهم اليومية. كما يصعب معه وضع برامج موازية من أجل التربية والتعليم..  بالمقابل هناك أطر شاخت ولم تعد قادرة على العمل اليومي، ولا يمكن أن تمارس وظائف لا تدخل في تخصصها.. فالمجموعة الأولى تضم 38 نزيل، يشرف عليها مربي في أوقات العمل الرسمية فقط، ومنظفة تابعة لإحدى الجمعيات مكلفة بالأعمال الشاقة (تنظيف أجساد الأطفال وملابسهم ومراقدهم من الأوساخ والبول، تقديم أربع وجبات لهم في اليوم). والمجموعة الثانية التي تضم 43 نزيل يشرف عليها إطار واحد في الأوقات الرسمية، وهنا مربي عين حديثا (في طور التدريب) ومربي متطوع يعمل بالموازاة كأستاذ لقسم التربية غير النظامية. بالإضافة إلى ثلاثة عاملات يصعب إيجاد مبلغ أجورهن الشهرية، إحداهن منظفة مهمتها تنظيف الإدارة، وقاعة المجموعة الثانية. ومساعدتين للطباخ. ويتوفر المركز عل ممرض فقط وطبيب متطوع يزور المركز مرة في كل أسبوع.

 

 

 

أمراض مختلفة بسبب قلة النظافة أو العدوى من المحالين الجدد

لا أحد من داخل المركز، ينفي الأمراض المختلفة التي تصيب الأطفال النزلاء بين الفينة والأخرى، والتي أجمعوا على أن مصدرها التعفن، والخصاص المهول في المنظفات والأطر التربوية.. بالإضافة إلى أمراض أخرى (منها المعدية)، يكون مصدرنا الأطفال الجدد، الذين غالبا ما يتم انتشالهم من الشارع بسبب التشرد أو الذين يعيشون أوضاع عائلية صعبة.. أمراض (الجربة، الكوب)، وإن تم القضاء عليها حاليا، إلا أنها ضلت تفاجئهم في كل مرة..ويمكن أن تعود في أية لحظة بسبب ما تم ذكره سلفا.. وجروح وخدوش يصاب بها الأطفال يوميا، بسبب لسعات الباعوض (شنيولة، ناموس). وحشرات أخرى تظهر خلال فصل الصيف. وليس السبب إهمالا. ولكن بسبب حفر الصرف الصرفي.. فالمركز الوطني غير مرتبط بشبكة الشرف الصحي للمدينة.. والروائح الكريهة والبرك المتعفنة، تسد الأنفاس وتزكم الأنوف، وتؤدي الأطفال جسديا ونفسيا.. وبما أن المركز يعاني من نقص في المنظفات. فهذا الوضع يزيد تأزما.. ليس هذا فقط  فهناك أطفال صغار في حاجة إلى تنظيف يومي لأجسادهم وأعضاءهم الحساسة.. أطفال ممنوع إحالتهم على هذا المركز بالنظر إلى تخصص المركز في التربية والتعليم وليس الحضانة… بل إن هناك خصاص على مستوى (الدوشات الساخنة) الخاصة بفئة الكبار (12 حتى 16 سنة)، الذين يرغمون على الاستحمام بالتناوب بدوشات قليلة بفضاء التمريض.. إضافة إلى أن النزلاء يستحمون أسبوعيا (كل يوم خميس) داخل حمام تابع لمرفق عمومي بالمدينة وبالمجان.. إلا أن تحركات النزلاء يوميا داخل المركز، حيث الأتربة والأعشاب والحشرات والصرف الصحي.. هم معرضون يوميا للعفن…  

طبيب المركز، الذي كلف من طرف عامل الإقليم بعيادة الأطفال كل يوم خميس، نفى أن يكون هناك أي طفل مصاب بداء (الجدام). موضحا أن هناك عدة أمراض تنتاب الأطفال بسبب قلة النظافة. بالإضافة إلى أن مجموعة من الأطفال في وضعية صعبة تتم إحالتهم على المركز من طرف قاضي الأحداث. ويكونون مصابين بأمراض جلدية فطرية. وقد تنتشر العدوى إلى أطفال نزلاء آخرين بسبب الاختلاط أو تبادل بعض وسائل التنظيف (المشط، ..). لكن وإلى حدود اليوم الجمعة، أكد أنه لا يوجد أي مصاب بأي مرض معدي.. كما أكد أنه لم يقف على أية حالة اغتصاب داخل المركز. وأن كل من ادعى غير ذلك عليه أن يتقدم بما يفيد ويكشف عن الضحية أو الضحايا. للتمكن من التحقيق في الأمر طبيا. أما فيما يتعلق بالتدبير الإداري داخل المركز فإنه لا علاقة به.. 

مديرة المركز تقر بالمعاناة وتؤكد أن هناك مشروع تهيئة وتعيينات جديدة في الطريق

مديرة المركز أقرت لبديل بريس بما يعاني الأطفال من نقص في النظافة والتأطير.. وأقرت بما تتسبب فيه مشاكل الصرف الصحي (الوادي الحار). شساعة المركز ومساحاته الغابوية. لكنها نفت إصابة أي طفل بداء (الجدام)، كما نفت تعرض أي طفل بالاغتصاب داخل المركز.. موضحة أن هناك تعيينات جديدة مرتقبة، تمنت أن يسدوا بعض الخصاص. كما اكدت أن الوزارة بصدد الإعداد لإعادة تهيئة المركز.. وأن هناك دراسات تمت بهذا الشأن.. ولم يفت المديرة الإشارة إلى أنها هي الأخرى تعاني من عدم توفرها على سكن وظيفي.. وأنها تسكن بمكان هو مخصص أصلا باستقبال أسر النزلاء..بعد وفرت مكان أخرى لهذه الأسر.. وفي انتظار الإفراج عن السكن الوظيفي الخاص بها.. كما أنها أكدت أن هناك أطر شاخت وبالكاد تؤدي مهامها، وبالتالي لا يمكن الاستعانة بها من أجل ضمان سير المركز من حيث التأطير التربوي والمداومة.. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *