عجيب ما يجري ويدور بتراب مدينة المحمدية، من تسيب وعنف وفوضى، وصل إلى حد أن مجموعة من المنحرفين ومروجي المخدرات وحبوب الهلوسة باتوا يفرضون أمنهم الخاص. وأن العنف لم يعد يقتصر على الأطفال والنساء، بل بدأ يطول حتى الرجال وفي واضحة النهار.. سرقات بالخطف، وسرقات بالعنف، وسب وقذف مجاني يتلقاه المارة. بل إن هناك من يعاقر الخمر بالشارع العام، كما هو الشأن ببعض المنحرفين الذين لا يفارقون باب مسرح عبد الرحيم بوعبيد والجوطية وأزقة كثيرة بالعالية.. صحيح أن هناك أمنيين متفانين في أعمالهم. ممتثلين لواجباتهم المهنية. لكن هناك آخرين مقصرين في مهامهم إلى درجة يمكن وصف تقصيرهم بالتواطؤ.. ليل المدينة أصبح مناسبة لإفراز نزوات المنحرفين.. هذه فتاة مطاردة من قبل منحرفين، تعيش جحيم العنف والإهانة وهتك العرض، وقد تصل إلى الاغتصاب.. وهذه عصابة لصوص تقضي الليل في اقتناص فرص السرقة بكل الطرق.. وهؤلاء مصلون منعوا من أداء صلاتي العشاء والفجر.. وعاملات يجدن صعوبة في التنقل صباح أو مساء من وإلى مقرات عملهم… حديث كثير عن رجل أمن مسؤول، عمر طويلا بالمدينة لأزيد من 18 سنة، قضى منها نحو سنتين خارج تراب عمالة المحمدية، قبل أن يعود إليها (بت نبت). وحديث عن تلاعبات تصدر عنه، بخصوص مجموعة من الملفات، وحديث من أنه لا يتردد في تلفيق التهم إلى الأبرياء.. وأنه كان يستعد لتلفيق تهمة ترويج المخدرات لشخص محافظ، ذنبه الوحيد أنه دخل في نزاع قضائي مع رجل سلطة. ورفض التنازل إلى حين إنصافه.. وحديث من أن أحد أصهار هذا الأمني من أكبر مروجي المخدرات بالمنطقة.. وأنه يعيش تحت حمايته.. وحديث عن تحرير رئيس المنطقة الأمنية لتقرير بخصوص اختلالات هذا الأمني، تم إرسالها إلى المدير العام للأمن الوطني، وحديث عن أمنيين لا يجدون حرجا في التبضع وتلقي الخدمات بالمجان..ولا يترددون في استعراض عضلاتهم بعيدا عن ما يفترض أن يقوموا به وفق لما تستوجبه القوانين ودستور البلاد..
ألم يحن الوقت لتنقية وتطهير المدينة من هؤلاء.. وفسح المجال أمام مجموعة من الأمنيين العاملين بالمنطقة الأمنية.. واستقدام أمنيين آخرين للدعم والمساعدة.. عوض الاعتماد على هؤلاء الخالدين الذين تحولوا إلى مستثمرين وتجار. ولم يعد لهم أي ارتباط بمهنة الأمن الوطني سوى البذلة الرسمية وسيارة الخدمة والراتب الشهري..