الزيارة الملكية لمدينة ابن سليمان في خبر كان …. أجلت إلى موعد غير محدد … على الأقل فمدينتنا تزداد جمالا والمنتخبون والسلطات المحلية والإقليمية تواصل عملية التزين … الله ينصر سيدنا … أظن أن الإعلان عن الزيارة الملكية وحده كاف لاستنفار الكل … بعد أن تنتهوا من الاستعدادات لرمز الأمة وضامن استقرارها … أرجو أن تلتفتوا إلى آلاف الشباب والشابات العاطلين و أن تعلموا أن مدينة جميلة بشباب عاطل لا تعني شيئا … فحتى النظر إلى الجمال لمدة طويلة يكرس اليأس والإحباط… يجب أن يحس ساكنة المدينة أن الجمال يتسرب إلى داخلهم ويشعرون بنعمه عليهم. يجب أن تكون حياتهم جميلة داخل غرف نومهم إن كانت لديهم غرف قبل أن يستقوا الجمال الخارجي للمدينة والذي لن يعشقه سوى الزائر. السليماني يريد أن يكون جميلا وهو يتبضع من ماله الخاص الذي وفره من عمله. يريد أن يرى الجمال في وجوه كل أفراد أسرته، والجمال لن يرسم إلا على الوجوه المبتسمة الفرحة والسعيدة… فاعملوا على رسم السعادة والبسمة في وجه ساكنة هذا الإقليم الذي يتميز بثرواته الطبيعية الهائلة. وبالمناسبة أترككم مع رسالتي التي بعثها على صفحات عشرات المنابر الإعلامية الاكترونية مباشرة بعد تعيين العامل الجديد للإقليم مصطفى المعزة….
ها علاش ما مفاكينش… يا عامل إقليم ابن سليمان
…رسالة مفتوحة إلى القادم الجديد…
إنها بلدتي الصغيرة…التي لم يتفق المسؤولون حتى على كيفية كتابة اسمها… فهي مدينة (ابن سليمان) أو (بن سليمان) أو (بنسليمان). أرادها الملك الراحل الحسن الثاني أن تكون مدينة خضراء. وأمر بحماية بيئتها وهوائها…اختيرت مؤخرا لتكون مدينة بيئية إلى جانب مدينة إيفرن. وهي التي ضلت لمدة عقود تلقب ب(إيفرن الشاوية)، لكن القرار الملكي والتصنيف الحكومي ضل حبيس الورق وأفواه المسؤولين والمنتخبين الذي تعاقبوا على تدبير شؤونها. ضلت الشعارات أقصى ما جادت به كل الجهات المعنية، في الوقت الذي تسللت إلى طبيعته العذراء، لوبيات الفساد البيئي، واستباحته أيادي العبث ومحترفي النصب والسطو على المال العام…هنا مقالع للأحجار والحصى دمرت الأراضي، وأتلفت الغابات، ولوثت وعفنت الطبيعة وسممت وأهلكت الإنسان والحيوان … بجماعة الزيايدة وعين تيزغة…. وهنا عقارات الملك العمومي فوتت بأثمان رمزية باسم الاستثمار والتنمية الاقتصادية داخل المجالين الحضري ببوزنيقة وابن سليمان، وببعض الجماعات القروية المجاورة لهما. وهناك على طول الشريط الساحلي لمدينتي المنصورية وبوزنيقة، البناء العشوائي (ديال بالصح) الخاص بالأثرياء والنافدين سابقا وحاليا مدنيين وعسكريين… شاليات وكابنوات فوق أراضي بحرية، بعضها يهدم ويشيد كل سنة بناء على طلب الزوجة أو (اوليدات الفشوش)… يقابلها صمت رهيب لوزارة النقل والتجهيز. وبالجوار مشاريع غامضة تنبت باسم السياحة، وتنمو زهورها الأولى، فتكشف أن الواقع شيء آخر. وأنها أراضي اغتصبت لتملأ جيوب النافذين وحاشياتهم…إنها بلدتي التي تسير نهضتها في الاتجاه المعاكس… تفنن روادها في تطبيق شعار (إنا عكسنا)، ونسجوا خيوطا لنسف كل من يسير عكس خطاهم. قرروا أن تبقى بلدتي في نفس الثياب الرديئة، وأن يبقى شبابها عبيدا للنافذين، وتبقى دواويرهم وأحيائهم السكنية، خزانات انتخابية، يلجؤون إليها كل ما حل موسم الاقتراعات الجماعية أو التشريعية. أرادوها أن تضل كما داعبها آباءنا وأجدادنا مكرهين بأسماء الغبن والقهر… كانبولو… القشلة…
إنها بلدتي….(بلاد) بجزم الدال، الزيايدة والمذاكرة والعرب (بجزم العين)، وأولاد زيان، وغيرهم من الأقليات المختلفة عربية وأمازيغية أحرار. (بلاد) القلوب الطيبة البريئة والكادحة، والهمم العالية…تسير بعكس ما أراد لها أصحابها… فلاحة في خبر كان… وصناعة أصبحت في الأحلام… وسياحة بلا مرافق ولا أدنى اهتمام.
…أين نصيب بلدتي من (المغرب الأخضر)… فلاحون كبار همهم الوحيد إحداث التعاونيات من أجل الاستحواذ على دعم الوزارة الوصية، وبالمقابل آلاف الفلاحين بجماعات أحلاف وبئر النصر وأولاد علي الطوالع ومليلة والردادنة اولاد مالك… يعيشون بؤسا لا نظير له. أين نصيب بلدتي من (المغرب الأزرق)… الصيادون أصحاب قوارب الصيد ينتظرون منذ أزيد من عشر سنوات، افتتاح السوق الحضري للسمك الذي أنجز بشاطئ بوزنيقة. مشروع يحتضر بفعل التغيرات المناخية، وبجانبه صيادون ضائعون، ينتظرون دون جدوى منحهم الغرف، وتزويدهم بالثلاجات والوقود المدعم.
… أين نصيب بلدتي من السكن اللائق، كل المدن استفادت من مشاريع تلو المشاريع لإعادة إيواء الساكنة، وبمدينتي بوزنيقة وابن سليمان، وبعد جهد جهيد وفرت الدولة مشروعين صغيرين للسكن العشوائي، لازالا في طور البناء. حوالي 300 شقة، بثمن 70 ألف درهم. (قبر الحياة) هذا… لا يفي بالمطلوب، فعمالة ابن سليمان توصلت بأزيد من 10 آلاف طلب. فكيف السبيل إلى توزيع تلك الشقق. وبالمقابل هناك مشروع السكن الاقتصادي المنتظر إنجازه فوق أرض السوق الأسبوعي القديم بابن سليمان من طرف شركة العمران. الغموض يلف المشروع الذي وقع تحت إشراف ملكي. وبعض النافذين رفضوا إنجازه واشترطوا تعديله.
…أين نصيب بلدتي من الشغل والوظيفة، وما مصير منطقة الأنشطة الصناعية التي أجمع العديد من المنتخبين أنها خضعت للزبونية والمحسوبية، وأن أعضاء مستشارين استفادوا منها دون احترام للشروط والمعايير، في الوقت الذي تم فيه إقصاء شباب المدينة. وكيف أنها لم توفر منذ إحداثها قبل أكثر من 10 سنوات أي منصب شغل، باستثناء بعض العمال والعاملات اللذين يشتغلون بدون احترام لمدونة الشغل و برواتب مهينة. وما مصير المنطقة الصناعية ببوزنيقة، بعد إشارات التهديد بإغلاق الشركة، التي بدأ عمال وعاملات شركة ليوني يتلقونها، لإخضاعهم لقوانين (اخدم واسكت). وما مصير عمال الإنعاش الوطني وعمال شركات النظافة والحراسة الليلية اللذين يتلقون فتاة المال، مقابل أعمال شاقة وإهانات مستمرة من طرف مشغليهم. كتب عليهم أن يستشنقوا العبودية في أشغالهم، وأن يعيشوا نصيبهم من الحياة بلا حد أدنى للأجور، ولا تغطية صحية ولا حمية جسدية ولا تقاعد مريح…
أينكم يا (وليدات وبنيات لبلاد) الذين انشغلوا بزيارة الأبناك من أجل تكديس الأموال، وتحالفوا حتى مع الشياطين من أجل مصالح مادية، أفقدتهم وطنيتهم وانتماءاتهم الأسرية… أين المثقفون والمبدعون والسياسيون الخارقون الذين يتقنون فن المراوغة ويبرعون في إيجاد التبريرات الضرورية لكل تجاوزاتهم… أين العيون التي كانت متدفقة بالمدينة… أين عين السفيرجلة التي عفنتها مياه العادمة، بعد أن رفض المسؤولون عن محطة التصفية معالجة كل مياه الوادي الحار، ورفضوا حتى فتح باب المحطة التي انتهت صلاحيتها سنة 2010، في وجه المسؤولين والمراقبين… أين عين الدخلة التي بدأت لوبيات المقالع تزحف اتجاهها. بعد أن أهملت… أين عين الناس وعين الشعرة وعين الفلاج وعيون كثيرة، أهدرت مياهها، وتحولت مناطقها إلى (عين علي مومن)، ما إن يقربها الإنسان حتى يحس وكأنه معتقل في طريقه إلى الهلاك بسبب التلوث… أين المشرفين على دار الشباب ودار الثقافة، ولماذا لا يحركون ساكنا اتجاه العبث الذي يمارس داخل دار الشباب… فساد مالي وأخلاقي وثقافي ورياضي… ولماذا ضلت دار الثقافة الوحيدة بالإقليم، بدون مدير رسمي، حيث أن كل الذين تعاقبوا عل تسييرها كلفوا بالإدارة. ولماذا تغلق أبوابها في الوقت الذي تبدأ فيه رحلة الشباب والأطفال في اتجاه العمل الثقافي. وتفتح فقط في الفترات التي يكون في الشباب والأطفال في مؤسسات التعليمية أو الوظيفية… ولماذا تعج بالموظفين وأشباه الموظفين؟…
هذه بلدتي التي أتحصر يوميا على وضعها المؤلم… والتي من أجلها ورغم مرضي قررت أن أتصدى للمفسدين فيها، وأقول لهم إنني لن أتهاون في فضحهم، وإنني ومعي نخبة من الشباب والشياب ذكورا وإناثا لا هم سياسيين ولا طامعين في مناصبهم، هم أناس عاديون أحبوا الأرض والعباد وقرروا وقف آلات الفساد… قررنا أن نقول لهم وللموالين لهم : ها علاش ما مفاكينش .
كاين غير الشفارة كايتسناو الفرصة فين تخرج شي ميزانية لشي إصلاح ولا شي إضافة أو هي غير حفييييرة ـــ نص نص ــــ لا حول ول قوة إلا بالله العلي العظيم