يبدو أن الصراع القائم بين المعارضة القوية لفريق المصباح التي تضم 13 عضوا مستشارا من أصل 29، وأغلبية فريق الميزان المتمرس بحكم الأقدمية في التسيير، والذي يدير شؤون بلدية بوزنيقة، قد ارتفعت درجة حرارته، واتسعت رقعته إلى خارج أسوار مقر البلدية. وهي حرب لا يمكن إلا قبولها وتثمينها من طرف المجتمع المدني المحلي، مادامت تكشف عن الحقائق والخبايا وتشخص الوقائع. فبعد أيام من تفجير ما اعتبر فضيحة داخل المركز الصحي، بسبب انعدام مادة الأوكسجين، واتهام رئيس المركز بالتقصير، وإهمال بلغ إلى حد وصفه بالجريمة من طرف البعض، ويتعلق الأمر بالتلميذة الراحلة منال (16 سنة) التي توفيت بعد دقائق من نقلها من المركز الصحي في الطريق إلى مصحة أو مستشفى بالمحمدية. حيث كانت في حاجة إلى الإسعافات الأولية المفروض تواجدها داخل المركز وسيارة الإسعاف… قضية التلميذة زعزعت عواطف الناس، لكن بدون أدنى تحقيق من لجنة مركزية صادقة، لا يمكن تحديد المسؤولية… ورئيس المركز الدكتور عبد العالي نايت نفى كل الاتهامات واعتبرها مزايدات سياسية. وبما أنه مستشار استقلالي داخل بلدية بوزنيقة، والنائب الثاني للاستقلالي خليل الهدي رئيس المجلس الإقليمي لابن سليمان، فإن الإسلاميين، وجدوا فيها فرصة النيل منه، باتهامه بالتسبب في مقتل التلميذة منال. وتحميل محمد كريمين رئيس بلدية بوزنيقة مسؤولية عدم المبادرة إلى المطالبة ببناء مستشفى يليق بالمدينة وسكانها… وطبعا لا يمكن نفي أو تأييد تلك التهم في غياب التحقيق… قوة الاحتجاج أغضبت الاستقلاليين، وجعلتهم يتصدون لهجوم الإسلاميين. بتكذيب كل الادعاءات والاتهامات… وطبعا البحث عن قضية أو حدث يمكنهم من تنفيذ الهجوم عوض الاكتفاء بالدفاع… بحث رفاق حميد شباط لم يدم طويلا. إذ بعد أيام قليلة، فجروا ما اعتبروه فضيحة محمد السويهي مستشار جماعي بمجلس بلدية بوزنيقة، ورفيق عبد الإله بن كيران مايسترو الحكومة وحزب العدالة والتنمية. و بادروا إلى اعتماد نفس أسلوب خصومهم بطرق أبواب ونوافذ العالم الأزرق (الفايسبوك). من أجل تسريب (فضيحتهم). والمتمثلة في أن المستشار الذي يشغل مهمة أستاذ بالتعليم الثانوي، يفتح منذ سنوات صيدلية ابنه الصيدلاني الذي يوجد خارج أرض الوطن. وأنه لا يمكن للصيدلية أن تنشط في غياب صاحبها الصيدلاني، لأنها ليس دكانا ولا مقهى يمكن لأي كان يشغله.بل ذهب بعضهم إلى اتهامه بانتحال صفة صيدلاني. وطبعا من أجل تأكيد أو نفي الخبر. اتصل موقع بديل بريس بالأستاذ المعني، الذي لم يؤكد أو ينفي خبر افتتاح الصيدلية في غياب ابنه. لكنه أكد أنه لا يدير الصيدلية، ببساطة لأنه مشغول. فهو ليس عاطلا عن العمل ولا شبحا، بل أستاذ يمارس عمله اليومي بمقر عمله، إضافة إلى كونه مستشار جماعي بالمجلس البلدي لبوزنيقة ضمن فريق المعارضة ، وكونه ناشط مدني. ونفى أن يكون قد انتحل مهنة صيدلاني، واعتبر الأمر إشاعة مغرضة بهدف النيل من مكانته الاجتماعية في المدينة ومن مكانة حزبه، موضحا أن السبب هو أنهم يمارسون معارضة شرسة في المجلس ويدافعون عن حقوق الساكنة .بعيدا عن دواليب الحزبين ومحيطهم، كشف صيدلاني ومسؤول نقابي محلي لبديل بريس أن الخبر صحيح. وأنهم كنقابة سبقوا وراسلوا مفتشية الصيادلة بالرباط، وأن لجنة تفتيش حلت منذ سنوات من أجل التفتيش ووقفت على صحة شكايتهم. لكنها لم تتخذ أية تدابير زجرية. مؤكدا أن الصيدلية فعلا مفتوحة في غياب الصيدلاني منذ سنوات، وأن والده وأخته هما من يتناوبان على العمل بها.
المجتمع المدني ببوزنيقة ومعه بديل بريس ينتظرون تحرك الجهات الوصية والمعنية من أجل التحقيق في قضية التلميذة الراحلة منال وقضية الصيدلية المفتوحة ك(محل بقالة) في غياب الصيدلاني. ونتائج التحقيق هي التي ستكشف عن أهداف ونوايا كل طرف…. وفي انتظار التحقيق … استمروا أيها الاستقلاليون والإسلاميون في تبادل الهجمات. والمراوغات وتسجيل النقاط والأهداف… لتنقية وتطهير أرض وأجواء المدينة العذراء بوزنيقة، ونسج بساط لحسن تدبير شأن سكانها الطيبين… فمبارياتكم ذات جدوى ونفع قد تنسي الجماهير الرياضية المحلية الغضب والإحباط الذي لازمهم من جراء ما وقع من كوارث وفضائح داخل نادي وفاق بوزنيقة لكرة القدم… وفاق بوزنيقة الذي كانت عدة فعاليات رياضية بالمغرب تعتبره الفريق الوحيد (المدلع) و(المخنت) و(المفشش)، باعتبار المنحة السنوية العالية التي كانت ترصد إليه. لكنهم لا يعرفون أن خزينة النادي لم تكن سوى جسرا لمرور الأموال من أجل تدبير شؤون أخرى لا علاقة لها بالرياضة.