غاب ممثلو السلطتين المحلية والإقليمية والمجلس البلدي اليوم السبت عن حفل افتتاح برنامج النسخة الأولى من دوري المرحوم عبد القادر الخميري للفئات الصغرى، والذي تنظمه الأكاديمية الرياضية لشباب المحمدية بتعاون مع المجلس البلدي والودادية الوطنية لمدربي كرة القدم بالمغرب، احتفاءا بالذكرى 14 لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن. وغابت معهم كل الوعود الخاصة بتهيئة وتأثيث ملعب العاليا ليكون في مستوى الحدث البارز والأول من نوعه. حيث عبر المنظمون ومعهم الضيوف عن سخطهم واسيتاءهم للإهمال واللامبالاة التي سلكها حسن عنترة رئيس المجلس البلدي وعلي سالم الشكاف عامل المحمدية. مشيرين إلى روح الراحل لخميري التي لازالت تجري في عروق كل عشاق وممارسي كرة القدم بالمدينة والوطن. وإلى مسار الرجل اللاعب والمدرب الذي بصم بقوة داخل عدة أندية وطنية ودولية. ويرجع له الفضل في كل ما يحتفظ به شباب المحمدية من أرشيف البطولات والكؤوس. وما سطع داخله من نجوم. إذ أكدوا أنه من العيب والعار ألا يحضر مسؤولو المدينة لحفل افتتاح دوري يكرم أسطورة كرة القدم المغربية والدولية، ويحتفي بذكرى ولي عهد المملكة. كما انتقدوا عدم تمكينهم من العتاد اللازم لتهيئة الملعب. حيث ابنة الراحل لخميري وزوجته وباقي الضيوف، أجبروا على المكوث تحت أشعة الشمس الحارقة. وحيث صورة ملك البلاد ملقاة بمكان متعفن. وفي مقابل الغياب المقصود لمسؤولي المدينة. كان هناك حضورا قويا ووازنا للرياضيين، لاعبين ومدربين قدامى، وآخرين لازالوا يمارسون محليا ووطنيا. كما كان هناك حضورا مميزا للأندية المشاركة التي حضرت كما وعدت. كما كان هناك دعما ملحوظا من طرف اطر رياضية محلية. بل إن ابنة الراحل (المكرم) ساهمت بدورها بمبلغ 3000 درهم. مما يزيد من سخط المنظمين والمشاركين والضيوف على مسؤولي المدينة. وتستمر غدا الأحد منافسات الدوري، على أن يتم تنظيم حفلا لتوزيع الكؤوس والهدايا والسمر بقاعة المركب الثقافي مساء غدا الأحد..
هذا إلى أطفال وشباب مدينة المحمدية من أجل التعرف على رمزكم الرياضي الأول: الراحل عبد القادر الخميري….
نسج تاريخ كرة القدم المغربية عل مدار خمسين سنة، قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها… قبل استقلال المغرب وبعده… لعب بالمغرب وفرنسا والجزائر … لقبه الفرنسيون بمدفع ريد سطار لقوة قذفاته… وأدمعت عيون التلمسانيين لدى عودته إلى المغرب، فهو الذي منحهم كمدربا ولاعبا الصعود إلى القسم الوطني الأول في البطولة الجزائرية…
المرحوم الخميري لعب فأبدع ودرب فأقنع… درب تسع فرق مغربية، حصد معها العديد من البطولات والألقاب وصعد ببعضها إلى خانة فرق الصفوة… ثلاثة كؤوس العرش وبطولتين وطنيتين وكأس المغرب العربي وكأس الصحراء وكأس الشباب… ونال شباب المحمدية النصيب الأكبر من سخاء الخميري الذي أدخله التاريخ الرياضي باكتشافه للنجوم (أحمد فرس وحسن اعسيلة والحدادي وكلاوى… ) ومنحه ألقابا افتقدها برحيله.
لم تبادر الفعاليات الفضالية إلى تكريم الراحل المبدع عبد القادر الخميري ولا حتى الحديث عنه في محافلها الرياضية….
يحل الثالث من أكتوبر من كل سنة، وتنتظر الأسرة دون جدوى التفاتة المسؤولين على الشأن الرياضي محليا ووطنيا لأرشيف الراحل، والمبادرة لتكريمه. وسط أجواء من اليأس والإحباط انتظرت الزوجة المريضة والبنات طويلا إنصافهن بتخليد سنوي لذكرى الخميري أحد أعمدتها الذي كانت تفتقده في حياته بسبب انشغاله في نهضة ورقي الفرق التي كان يدربها.
الخميري لعب ودرب فكان لاعبا بارعا ومدربا معطاء قانعا.. ولم يسبق له أن كرم من طرف أية جهة محلية أو وطنية في حياته ولا في مماته، وهو الذي أعطى الكثير بسخاء..العديد من المسؤولين في قطاعات مختلفة رياضية وغير رياضية حضروا الذكرى الأربعينية لوفاته يوم تاسع نوفمبر 1998 وتعهدوا ببناء مركب باسمه وتسمية أحد شوارع المدينة بإسمه وتنظيم دوري سنوي يحمل اسمه، لكن لا أحد منهم صدق..
وحدها العائلة المالكة التي أسعفت عائلته غير ما مرة. كان الراحل محبوبا لدى المرحوم الملك الحسن الثاني لما عرف عنه من مرح وجدية ومثابرة، عندما مرض تكفل جلالته بكل مصاريف العلاج وخصه برعاية خاصة، حيث كانت سيارة ملكية خاصة تنقله إلى المستشفى حيث كان يتلقى كل العلاجات الضرورية مجانا، وعندما مرض ابنته سعيدة حباها جلالة الملك محمد السادس بنفس الرعاية، ومنح عائلتها رخصة النقل التي تستعين حاليا بمدخولها الشهري على المصاريف اليومية، لكن الأسرة تجد مشاكل كثيرة في الاستشفاء واقتناء الأدوية. لولى رعاية الملك محمد السادس لخرجت بنات الخميري وزوجته إلى الشارع يطلبون الصدقة.
هناك أجانب يلومون بنات الراحل ويقولون (لو كان لدينا شخصية أعطت لبلادها ما أعطاه الخميري لبلده لنصبنا له تمثالا. … )..
سبق لزوجته أن قالت لي عندما كنت صحافيا متعاونا مع جريدة المساء، ودموعها تسبقها: لا أريد أن أموت دون أن أحضر تكريم زوجي، عشت معه سنوات شربنا وأكلنا كرة القدم ، عشنا معه هموم فرق كثيرة كان مسيروها يغطون في سبات عميق، لقد أفنى عمره في خدمة كرة القدم وإمتاع الجماهير المغربية والدولية… حرام أن يكون مصيره الإقبار والنسيان... والحمد لله أن تحققت أمنية الزوجة الأرملة على يد الحارس الدولي السابق ومدرب الحراس الحالي حميد الصبار. ..
فبعد الذكرى الأربعينية لوفاته التي سهر على إحيائها أعضاء المكتب المسير لشباب المحمدية يوم الإثنين تاسع نوفمبر 1998، أسدل الستار عن حقبة تعد الأبرز في تاريخ شباب المحمدية وكرة القدم الوطنية، ودخل مجد المرحوم الخميري المزداد سنة 1920 في طي النسيان. بعد وفاته خيم الحزن على المدينة بأكملها، وأطلقت عدة وعود بشأن تخليد ذكراه محليا ووطنيا كان أبرزها وعد ودادية المدربين المغاربة التي تعهدت باسم رئيسها آنذاك العربي كورة و بحضور عبد الحق ماندوزا الرئيس الحالي لنفس الودادية، تعهدت الودادية من خلال كلمة ألقاها وضلت خالدة عند العديد ممن حضروا حفل التأبين، حيث أكد أن الودادية ستخلد ذكراه سنويا لتكريمه والتعريف بتاريخه الكبير. كلمة الرئيس تبخرت مع مرور السنوات وأقبر الخميري بتاريخه. وتمنى من جايلوا الخميري أن يبادر عبد الحق ماندوزا لإحياء ذكرى زميل له ولكل الذين صنعوا أمجاد كرة القدم المغربية(الأب جيكو وعبد الحق القدميري …) لإنصافهم وإنصاف تاريخ كرة القدم المغربية. ويعيبوا رفقاء الخميري على شباب المحمدية تنكرها للشخصية التي أدخلت النادي تاريخ المتوجين ومنحته ألقابا وبطولات وأغرقته بالنجوم والمتعة. فبعد التكريم الذي لقيه في حياته من طرف المجلس البلدي بداية التسعينات بدار الثقافة المدينة… وبعد الذكرى الأربعينية لوفاته التي سهر على إحيائها أعضاء المكتب المسير لشباب المحمدية يوم الإثنين تاسع ونبر 1998، أسدل الستار عن حقبة تعد الأبرز في تاريخ شباب المحمدية وكرة القدم الوطنية، ودخل مجد المرحوم الخميري في طي النسيان .. وهذه حصيلة نصف قرن من ممارسته لكرة القدم لاعبا ومدربا…