أخطأت حينما وثقت في قدرتك على أن تكون لساني وعقلي وشافيا لمشاغل قلبي… وصيا على حاضري ومستقبلي… أخطأت في تقديري لمستواك التعليمي والثقافي والأخلاقي، ومدى حرصك على صيانة وتأهيل بلدي وبلدتي، وتوفير حقوقي المشروعة في الأمن والاستقرار، والسكن والصحة والغذاء والتعليم… أخطأت عند قبولي بالإنصات إليك والاقتناع بوعودك وبرامج حزبك ومحتوى الملصقات واللافتات التي زينت بها أزقتنا وشوارعنا ودروبنا إبان مهرجانك الانتخابي. أخطأت حين قررت ولوج دكانك والتبرك بمناضليك (مياوميك)، الذين سرحتهم وأغلقت الدكان، بمجرد حجزك بطاقة (بر الأمان)، كما أغلقت معه مقر سكنك الذي اتضح أنه لم يكن سوى سكنا ثانويا.. ضيعة تحج إليها من أجل الاستجمام والترفيه.
عفوا سيدي النائب المحترم: أحبطتني بقراراتك واختياراتك التي جعلت من مجلس الأمة، مجلسا للأنس والاسترخاء، وأحبطتني بنومك العميق وشخيرك المدوي الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام.، وبإهمالك لقضايا ومشاكل الشعب، وضمنهما سكان حومتي الذين انتخبوك…أحبطتني بتقمصك دور الممثل الذي لا يراعي نوعية الأدوار الموكولة إليه، بقدر ما يهتم بالمقابل المادي والمعنوي… تعمل أنت وطاقم حزبك على هوى مصالحكم الشخصية.. ضميرك منفصل عن هموم ومشاغل الشعب. متصل بكل ما يمكنه أن يزيد من أرصدتك المالية.. وعيناك تائهتان … عين تدمع طمعا في التموقع داخل الأغلبية والفوز بحقائب وزارية… وعين تطل على فضاء المعارضة الصورية … وأذناك تلتقط (صدى) الشعب الغاضب، وتقيس به ردود فعل المواطن الطيب المقهور…لتصطف إلى جانب الغاضب والساخط والمتمرد… علما أنك أنت من أغضب الشعب وأعاق سير حياته اليومية وأغلق مساراته المستقبلية…
عفوا أيها النائم في محرمه: معذرة إن بدأت أقلل من احترامي لك ولحزبك… فإن كلمة محترم يصعب علي نطقها. كلما هممت بتلفظ حروفها الخمسة، تسقط حرف التاء، وتصبح أنت وحزبك علي محرم رباعي… معذرة لأنك تسببت لي في فقدان نطق حرف الباء في كلمة (النائب). وجعلتني أنطق بدل منها حرف الميم… وأن أناديك بالنائم بدل النائب… معذرة أيها البرلماني الذي فقد هويته وانتحل صفات قذرة…أيها (البرمائي)، الذي نسي من صوتوا لأجله، ووثقوا في حزبه، وأصبح شغله الشاغل التسابق مع الزمن من أجل تكديس الأموال، وربط العلاقات، والتدريب على العيش داخل البحور والوديان وفوق الصحاري والثلوج…عفوا أيها (البارمان) الذي ترك الشعب ظمآن، واحتكر لنفسه وأسرته وحاشيته كل السوائل و المشروبات… عفوا أيها (السوبيرمان) الذي (عربد) فجأة واستعلى وتكبر على من كانوا وراء منحه تأشيرة الدخول إلى قبة البرلمان.
اطلب العفو أيها النائم المحرم: اطلب العفو مني، وأطلب الله أن يمدد صيام هذا الشهر الفضيل لأشهر عديدة، من أجل التصدق وإرجاع أموال خزائنك إلى أصحابها، والاعتراف بأخطائك وتجاوزاتك.. عليك أن تلقي بالغطاء السامي الذي ألبسناه لك، والذي لم تكن في مستوى ارتدائه وصيانته…عسى أن تنال رضا الشعب المسامح… اطلب العفو قبل أن نغلق عليك أبواب التوبة ونعلن كفرك وخيانتك. وأن نبادر إلى الاقتصاص منك، كل ما تسببت فيه لنا، من فقر وتهميش وعزلة… اطلب العفو واقبل بالتنحي.. فقد حولت مجلس الأمة، إلى حلقة من (حلقات) جامع الفنا، وسيصبح في عهدك قبلة ل(الحلايقية) ومروضي الأفاعي والقردة والحمير…ويهوي بما تبقى لنا من فتاة الشرف والكرامة.
اطلب العفو من الشعب الكريم: لأننا نحصد غلة نومنا وتواطئنا وتلاعبنا وصمتنا معك ومع مجموعة من المفسدين في مقدمتهم زملاءك من نواب الأمة الذين أخلفوا مواعيدهم معنا. سنتحد من أجل إسقاط الفساد النيابي وتنظيف مجلس أمتنا… سنوقف حروبنا الكلامية الأهلية الفايسبوكية التي انتقلت إلى المقاهي والشوارع والأحياء السكنية والمرافق العمومية الإدارية والترفيهية والرياضية و…والتي شغلت بعضنا البعض عن أمور ومطالب حقيقية. إننا ضحايا وجبات مبرمجة ومعدة من داخل مطبخ التماسيح والعفاريت، حيث (بابا شاف) و(ماما شاف) يداومان على إعداد وجبات الاستغباء والاستبلاد، وحيث (الشعب ما شاف) منشغل بمواضيع تافهة.. فقد نجحتم في إلهاء الشارع، وتحريف رواده عن مسارهم الصحيح المتمثل في تنقية وتطهير البلاد وتحرير العباد. لكن الوقت حان لسقوطكم وإنصاف شعب (المداويخ).