استحقت مدينة ابن سليمان أن تخطف الأضواء خلال الدورة العادية لامتحانات الباكالوريا، بطبيعة حالات الغش التي تم ضبطها سواء من قبل المراقبين أو نائبة التعليم بالإقليم. فبعد حالة التلميذة التي تمت إحالة ملفها على النيابة العامة، بدعوى أن طبيب زرع لها سماعة (عدسة) عن طريق عملية جراحية، مكنتها من التقاط الاتصالات الهاتفية عن بعد. تتمكن العناصر الأمنية بابن سليمان من أخذ اعترافات من تلميذ ضبط في حالة غش شبيهة، أكد من خلالها أن فئة الغشاشين في الامتحانات تتلقى دعما كبيرا من طرف مسؤولي صفحة التسريبات وشرائط فيديو متواجدة بموقعي الفايسبوك واليوتوب. فقد كشف تلميذ مترشح لاجتياز الامتحانات الجهوية للباكالوريا بمدينة ابن سليمان أول أمس الثلاثاء عن خيوط شبكة إجرامية متخصصة في تسريب الامتحانات ودعم التلاميذ الراغبين في ممارسة الغش باستعمال الهاتف النقال، ومدهم بكل الأجوبة الخاصة بالامتحانات الإشهادية الإعدادية والتأهيلية. وأقر خلال الاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية بابن سليمان، بالمنسوب إليه بخصوص ضبطه يوم الإثنين المنصرم في حالة غش مستعملا الطريقة العصرية للهاتف النقال، خلال إجراءه امتحان مادة التربية الإسلامية. وكان قبلها قد استعمل نفس الطريقة من أجل الحصول هاتفيا على أجوبة أسئلة امتحان اللغة الفرنسية. وأوضح التلميذ (الجاني والضحية في آن واحد) أنه تمكن من صنع الجهاز العصري الذي مكنه من استعمال الهاتف بدون حبال تربط ميكرفون الهاتف بأذنيه. بعد اطلاعه على طريقة الصنع في الموقع الاجتماعي (اليوتوب)، موضحا أن هناك شريطا فيديو أجنبي يوضح كيفية استعمال الهاتف من بعيد وعن طريق سماعة (عدسة) لا سلكية. وأن العملية لا تحتاج سوى بطاريتين وأسلاك كهربائية ومعدل صوتي يمكن الحصول عليها من داخل أية جهاز راديو أو كاسيط صغير، وكذا السماعة العدسة التي توجد أصلا داخل كل سماعة عادية لسلك (الكيت). وعن كيفية تلقيه الأجوبة، قال إنه ولج صفحة (التسريبات) التي توجد بالموقع الإجتماعي (الفايسبوك)، حيث وجد إعلانا لكل الراغبين في الحصول على أجوبة الامتحانات. ويوضح الإعلان أن على المعنيين أن يضعوا أرقام هواتفهم واسم الجهة التي ينتمون إليها ونوعية الامتحان. وأن المسؤولين على الصفحة، هم من يقوموا بمهاتفة التلميذ وهو داخل الفصل، من أجل أن يمدوه بالاجوبة التي يرغب في الحصول عليها. تصريحات التلميذ أذهلت العناصر الأمنية التي اعتبرت أن الحادث جريمة وطنية، تديرها شبكة تخطط لزعزعة النظام التعليمي في المغرب. ولم تستبعد مصادرنا أن يكون العشرات أو المئات من المترشحين والمترشحات استفادوا من هذه العملية دون أن يتم الانتباه إليهم من طرف المراقبين. ويذكر أن مدينة ابن سليمان، التي سبق وأن فجرت فيها نائبة التعليم، موضوع عملية غش شبيهة، بطلتها تلميذة من بوزنيقة ، كانت قد أقرت أنها زرعت (السماعة) عن طريق عملية جراحية. عرفت حالات غش محدودة، لكنها شكلت استثناء، بكون أن معظمها كانت من توقيع نائبة التعليم، التي كانت تقوم بزيارات خاطفة، وعمليات تفتيش مباغتة للمترشحين و المترشحات، ولو أن بعض الأسر اعتبروها غير مبررة، وأن المراقبين هم من لهم أحقية ومسؤولية مراقبة وتفتيش التلاميذ. كما تداول العديد من الساكنة، خبر ضبط حالة غش بطلتها ابنة صاحب مؤسسة تربوية خصوصية. وعلمت الأخبار من مصادر رسمية أن التلميذة كانت قد خرجت من القسم حيث كانت تجري الامتحانات رفقة أستاذ مراقب في اتجاه المرحاض بعد أن اشتدت بها آلام الدورة الشهرية وحالة القيء. وأن الحادث الذي تكرر مرتين، جعل مسؤول إداري يطلب تفتيش التلميذة، فتم العثور على هاتف نقال في جيبها. وتم اعتبارها أنها محاولة غش لأن الإدارة تمنع أساس توفر أي تلميذ على الهاتف داخل المؤسسة.
