المجتمعُ العربي –الأمَازيغي وصل لحدّ لا يُطاق من التسيُّب و الاستقرار و الفوضَى ، تجلى ذلك من خلال مظاهر مُجتمعية جاهزة للتحليل و المراقبة .نتائج ومُخرجات بعيدة كل البعد عن قيمنا .إذن ما هي مسببات هذه الظواهر و ما هو النَّقص أو العطب الحاصل في عجلة هذا المجتمع التوَّاق للإنعتاق من ربقة التخلف و التبعية و العُنف و كل المظاهر الإنحلال و السَّلبية ؟
المُجتمع المغربي كأنمُوذج ، عرَف عدَّة تغيُّرات و تحولات يمكن قياسها و تحليلها مِجهريا في مختبرات عُلماء الإجتماع و علم النفس و كل من له تخصص ومن له علم و تجربة و معلُومة يمكن أن تساعد في فهم مُسبِّبات هذه الحصيلة المجتمعية المُخيفة و هذا الخروج و الإنحراف عن سكة المسار السوي لأي مُجتمع .
سوف لن نأخذ بالشَّرح و التحليل هذه الظواهر فقط و ببساطة لأنه ليس من تخصصنا بل يمكن أن نضع الأصبع للإشارة إلى بعض الأسباب و تحديد المسؤوليات لكل جهة من أجل تفسير أو بالأحرى إعطاء تحليل و تفسير لهذه الحصيلة المُفجعة للكل و ربما تنطبق مقولة " مصائب قوم عند قوم فوائد " على بعض الجهات التي تسعى إلى تقويض /هدم ما تبقى من ركائز مجتمعية .
من خلال تواصلنا مع بعض المتخصصين في التربية ، نستنتج أن الصورة الواقعية التي نعايشها هي مفبركة و مقصودة ،الهدف منها تشتيت الطاقات و تفتيت القوى و وصول بعض من ذوي الأنفس المريضة إلى قضاء حوائج و مآرب خسيسة و خطيرة و لا علاقة لها بقيمنا الإسلامية ، تستمد ذلك من خبث و سبق إصرار على قتل ما تبقى من نخوة و كرامة لدى المجتمع .
حتى لا نسقط في التعميم و في ممارسة نوع من الوصاية و التكلم عن عدة جهات يمكن القول على أن سبب هذه المظاهر المجتمعية المَرَضية و هذه النهايات التي لا تبشر بالخير و التي تنم كما تكشفُ و تعكس عن خلل خطير مسّ جسم المجتمعات العربية –الأمازيغية ، يكمُن في التملُّص و الإخلال بالمسؤولية من طرف أي فاعل في منظومة المجتمع .
المجتمعات العَربية –الأمازيغية استوردت كلُّ ما جادَت به التكنولوجيا من اتصالات ، أنتيرنيت ، أقمار اصطناعية ، آيفون، لأرضية غير مستعدة للتعامل مع هذا التغير .فقط انخرطت في تلك الموجة من أجل التميُّز و التماهي مع المجتمعات الغربية التي تمارس نوعا من الرقابة على شبابها و تجتهد في مسايرته و رعايته و تأطيرِه و حمايته من كل ما يقوِّض جهاز مفاهيمه و قيمه و حضارته .في حين أن مُجتمعاتنا تَركت الكل في مواجهة الكل بل وقررت عن قصد قتل كل القيم وخلق نوع من الأزمة كما جاء على لسان الدكتور ، عالم المستقبليات المهدي المنجرة .
في تواصلنا مع فاعلين في حقل التربية خرجنا بفكرة بأن الغرب براء من هذه الحصيلة المجتمعية المخيفة .بل بالعكس ، الغرب تصله صور معكوسة عن قيمنا النبيلة و عن هويتنا الضاربة في جذور التاريخ .البعضُ منَّا من يقوم بتشويهنا و ذلك بتصدير عفَنِنا و إعطاء صورة مشوهة و عن قصد للغرب نتيجة نوع من التحجُّر و الفهم السطحي سواءا للدِّين أو العلم أو الابتعاد عنهما بنفس المسافة .
كان على كل فاعل منا و في نطاق مسؤوليته و بعيدا عن الأخطُبوطِية أن يُمارس سلطته و يقوم بواجبه على أحسن وجه و ليس الكذب و التباهي و التظاهر بأننا نقوم بواجبنا في حين أن الضمير نائم أو ربما مات لدى بعض المفعول بهم .
موتُ الضَّمير كخلاصة أو الإخلال بالمسؤولية أو الوصول لأغراض لا تمتُّ للأخلاق و لقيمنا المجتمعية بأية علاقة ، كانت هي السبب الوحيد الذي أدى بنا لحصد هذه النتائج وهذه التمظهرات السلبية لشبابنا و هذا التخلف الذي يئن تحت صخرة التخلُّف ، في وقت لدينا كل مقومات بناء مُجتمع محصَّن من كل الفيروسات التي يمكن أن تجعل من جسدِنا /مجتمعنا مُخترقا ، عليلا ، مختلَّ التوازُن ، ميتا ،مُحنَّطا، لا يفكر مُسيِّرُوه سوى في الإستقرار بأي طريقة و الإستقرار يعني المَوت في علم البيولوجيا .
إذن ما هو دور عُلماء الإجتماع و علم النفس التي تزخر بهم مجتمعاتنا العربية-الإمازيغية و ذلك لتحليل هذه الظواهر و إعطاء الحلول من أجل غد أفضل ؟ أم أن فرز و إقصاء ذوي التخصُّصات هو الوسيلة الأنجع من أجل حصاد نتائج أفضَع من قبل من يُخِلُّ بالمسؤولية ؟
فاعل تربوي/ المغرب