نظمت منظمة التجديد الطلابي عشية يوم الجمعة 26 فبراير 2016، وقفة احتجاجية أمام البرلمان بالعاصمة الرباط، وذلك بحضور طلابي من كافة ربوع المملكة، تحت شعار: "الطلبة صامدون، للعنف والإرهاب والفساد رافضون، بالعلم والسلم والمعرفة مطالبون".
رشيد العدوني رئيس منظمة التجديد الطلابي، وجه في كلمته خلال الوقفة تحية لكافة الشهداء والمعتقلين السياسيين وضحايا النضالات المسؤولة والجادة ولكافة الطلاب عبر ربوع المملكة، ليجدد التأكيد على أن المنظمة سعت لإيصال صوت الطلبة ورسائل موجهة لمن يهمه الأمر. حيث أكد على أن صوت الطالب يأبى الإقصاء والتهميش، وعلى أن الإصلاح الوطني لا مستقبل له ولا مسار دون جامعة تخرج النخب وتكون الأطر وتبدع الحلول في كافة مجالات الحياة. واسترسل العدوني بقوله أن الجامعة وجدت لكي تكون رائدة للنهوض وإنتاج الحلول والتنمية.
وفي ذات السياق، أكد الرئيس على أن الوقفة جاءت بالأساس للتعبير عن مدى ريادة الجامعة مع ما يحاك لها من مكائد وعوائق لتمنعها من القيام بدورها الفعلي والحقيقي، حيث قال: "نحن جئنا اليوم من كافة ربوع المملكة للوقوف عند العوائق التي توضع للجامعة وتزيحها عن دورها الحقيقي وأبرز هاته المعيقات، تفشي الفساد والزوايا السوداء داخل الكليات". وطالب العدوني بضرورة الافتحاص المالي والإداري للجامعات المغربية، كما وجه دعوى للمسؤولين بما فيهم الوزارة الوصية والمجلس الاعلى للحسابات لتحمل مسؤوليتها الكاملة في كشف خروقات الفساد.
ووجه المتحدث ثلاث رسائل، أولها التأكيد على تبجح الخلايا الارهابية واستمرارها في تكريس ظاهرة العنف من خلال حمل السلاح داخل الكلية وبين جنباتها وبالأحياء الجامعية دون أدنى خوف، مع استمرارهم في ممارسة التعنيف والتهديد على الطلبة في غياب من يردعها، وتساءل بقوله: "مع توالي الصرخات والحملات الإعلامية الشرسة ضد هاته العصابة وفي ظل تسجيل اعترافاتهم الأخيرة بجرائمهم المنسوبة إليهم، هل الدولة غير قادرة على حل هاته الجماعة الإرهابية؟ هل تفكيك الخلايا الارهابية أمر صعب أو مستحيل؟".
من جانبه، لخص أحمد الحارثي نائب رئيس المنظمة سبب الوقفة، في أنها "محطة لاستنكار أوجه الفساد الذي أصبح متفشي داخل الكليات المغربية، بحيث أصبحت مظاهره ظاهرة للعيان منذ الدخول الجامعي، سواء في كيفية انتقاء الطلبة المقبولين في الماستر أو الدكتوراة، الأمر الذي يطرح تساءل حول ماهية الانتقاء ومعاييره، والسبب الثاني للوقفة هو اضطهاد العنف واستنكار لغة الصمت واللامبالات من طرف المسؤولين، وأبرز دليل هو سقوط طالبين فقط بسبب اختلافهما الفكري ورؤيتهما المتباعدة لمفهوم النضال، الأمر الذي يجعل الدولة ومسؤوليها يقعن في مستنقع العجز على وقف سيلان الدماء داخل الجامعات المغربية، والسبب الأخير هي المخططات التعليمية التي تمر دون شرح أو نقاش وتوطئة علمية ،وإقرار إصلاح جامعي بمنهج تشاركي يقوم على تقييم حقيقي للإصلاحات السابقة وعلى ربط المسؤولية بالمحاسبة".
وفي ختام الوقفة وجه رشيد العدوني نداء إلى شرفاء الحركة الطلابية يدعوهم فيها للاتحاد من أجل اضطهاد العنف داخل الساحات الجامعية، وأكد على أن باب المنظمة مفتوح وعلى استعداد لأي صيغة أو آلية لتعزيز الوقوف ضد الارهاب والعنف والدعوة مفتوحة لكافة المكونات الطلابية اليسارية منها أو العلمانية وحتى الإسلامية.