الرئيسية / ميساج / التشريح الطبي للحكومة المغربية العالقة في (رحم الوطن) المشكل من الأحزاب السياسية

التشريح الطبي للحكومة المغربية العالقة في (رحم الوطن) المشكل من الأحزاب السياسية

هكذا بدأ المخاض عسيرا من أجل تشكيل حكومة من المفروض أن تنهي مآسي المغاربة… فجأة تشبث حزب الحركة الشعبية بما يعرف بأحزاب (الوفاق) المكونة من الحركة والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري. واشترط أن يتم تحالف حزب المصباح مع كل أحزاب الوفاق… وعاد إلى بيته ينتظر.. وفجأة تشبث حزب المصباح بحزب الاستقلال وغفر لزعيمه حميد شباط كل ما قاله في الحزب وأمينه العام..وفجأة قبل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية دخول الحكومة..لكن رئيس الحزب إدريس لشكر عاد ليطلب من بنكيران بالإسراع في تشكيل الحكومة وعدم انتظار إمكانية عودة حزب الحمامة للتحالف. لكن بنكيران يأمل في أن تغير الأيام من تفكير وتخطيط قائد الحمامة الحالي (أخنوش). ويقبل بالانضمام… وطبعا فلأخنوش ما أراد من حقائب (الفلاحة، الخارجية…)… مخاض عسير لازال مستمرا بآلامه وأوجاعه وزاد الوضع غموضا… مما تسبب في تأخر الولادة وإحباط الشعب في التغيير … المغرب يسير بلا حكومة … منذ أزيد من شهر.. والشارع يغلي بالاحتجاجات السلمية وبتعدد المطالب، والأحزاب السياسية منشغلة بالمناصب والوظائف الفارغة، والتي سيتم إفراغها إرضاء لمناضليها… تقضي أيامها في تهدئتهم بعد أن أصيبوا فجأة بداء الاستوزار والظفر بالمناصب داخل دواوين الوزارات ورفوفها و مندوبياتها ومديرياتها و… ولا أحد فكر في أحقية الشعب في مولود حكومي جاد.. ولا في حال أم المولود (الوطن) التي عانت من آلام الحمل والوحم والولادة عدة مرات.. وتأمل أن تفرز الولادة المقبلة حكومة تعيد الحياة إليها وإلى أطفالها (الشعب).. وتضع حدا لسنوات الفقر والتهميش والإهانة…     

 

 

… فهل يعلم زعماء الأحزاب السياسية المغربية أن الولادة المتأخرة بأسبوع واحد على الأقل للجنين (الحكومة). قد تنجم عنها أضرار جسيمة للأم (الوطن). في مقدمتها أن تلك الولادة لن تكون عادية، بل تحتاج إلى عملية جراحية. وأن بنية الجنين (الحكومة) إما تزداد حجما أو تقل داخل رحم (الوطن) الذي تشكله الأحزاب السياسية. وفي الحالتين نحصل على جنين غير متزن. ولو زرتم يا زعماء طبيبا نسائيا أو حتى مولدة أو (قابلة) لتأكدتم أن الولادة المتأخرة ستفرز لكم مولودا بمظاهر خلقية غريبة ومشوهة. فقد تجد له أظافر طويلة تتعدى طول الأصابع. وتجعل هذا المولود (الحكومة) عاجز على التحكم في أطرافه وتوظيفها.. وطبعا كل ما زاد عمر الرضيع، زادت صلابة وحدة أظافره… وقد تجد له شعر كثيف جدا على الرأس. قد يتدلى على عينيه، ويحرم المولود (الحكومة) من مزايا حاسته البصرية… وقد يبدأ الجلد في فقدان الطبقات السطحية منه. ليجعل المولود (الحكومة) عرضة للمؤثرات الخارجية ويجعله يتعرض لمرض الهشاشة والحساسية. ويفقده فاعليته ونجاعته مستقبلا…  وقد تبدو تغيرات الوجه مثل تغيرات شخص هرم عجوز. وهذا يجعله بدون نشاط ولا حيوية. عاجز على تدبير التنمية وفاقد للإبداع والتجديد… كما أن الرضيع سيعاني من ضيق التنفس، وقلة نسبة السكر في الدم... وهما مرضين لاشك سيحيلان المولود (الحكومة) إلى قسم الإنعاش عاجلا أو آجلا…  

زيارة خاطفة لعيادة الطبيب المولد تكفي لكي تعرفوا أن الحكومة التي تعيشون مخاض إنجابها لن تكون كاملة البنية والعقل. وأن عليكم بعد إنجابها السهر على مراعاتها، كما لو كانت طفلا ناقص النمو… أما إذا زاد التأخر في ولادتها لأزيد من أسبوع.. فإنه لا بديل من سلك العملية الطبية المعروفة ب (التحريض على الولادة)… ولن ننتظر حتى يشتد بكم مخاض الولادة…فالحل هو اللجوء إلى الولادة القيصرية.. وأكيد أننا سننجب حكومة فاقدة لكل الحواس…  

 

… إن ما يجعل عبد الإله بنكيران يتشبث بتحالف حزبه مع حزب الاستقلال، لا علاقة له بالتقارب والتقاطع الذي يربط حزب المصباح الإسلامي و حزب الميزان المحافظ.. ولا يمكن أن يدخل في إطار التوافق على برنامج عملي ولا حتى على نوايا حسنة…لأن ما وصل إليه الحزبين خلال الولاية السابقة، من صراعات وتبادل التهم والسخرية بين زعيميهما، وصلت إلى حد الملاكمة (البونية) داخل قبة البرلمان. يؤكد بما لا يدع الشك أن الحزبين طلقا بعضهما طلاق الثلاث لا رجعة فيه… فالرجل الأول داخل الحزب الإسلامي، يدرك جيدا أن هناك مشاغبا يلهث وراء زلاته، وبإمكانه أن يصنع تلك الزلات حتى إن لم يكن لها وجودا أساسا.. وهو إلياس العماري رئيس حزب الأصالة والمعاصرة، الذي اختار الاتجاه المعاكس لحزب العدالة والتنمية في كل الاتجاهات. وهو الذي يخطط لفرض معارضة شرسة تقض مضجع الحكومة… هذا المشاغب لابد له من خصم قادر على التصدي له وربما ردعه… لأن عبد الإله بنكيران جرب الدخول معه في المواجهة.. فأصابه بالإرهاق.. فما بالك بتواجد مشاغبين معارضين (حميد شباط زعيم حزب الاستقلال وإلياس العماري زعيم الأصالة والمعاصرة) ؟…   إن بنكيران (أستاذ الفيزياء) يدرك حق الإدراك مدى قيمة التحالف مع حزب الاستقلال ومع حميد شباط بالذات.. ليتمكن من مواجهة خصمه إلياس العماري في كل الملاعب، ويتمكن من هزمه في كل المباريات، سواء تعلق الأمر بالجد أو الشغب أو الفتونة…كما أنه ورغم ما يظهره من رغبة في التحاق حزب التجمع الوطني للأحرار للائحة المتحالفين مع حزبه إلى حد الآن (الاستقلال، التقدم والاشتراكية). فإنه في باطن عقله وفي داخل قلبه، يود غير ذلك. لأن الحزب الذي كان يقوده صلاح الدين مزوار وزير خارجية الحكومة المنتهية ولايتها، أصبح الآن بقيادة الملياردير عزيز أخنوش وزير خارجيته في الحكومة المنتهية صلاحيتها. ومع ما يجري ويحاك ضده. يدرك حق الإدراك أن وراءه أخنوش، الذي برز في الساحة كمنافس له على رأس الحكومة.. وأنه لا مفر من التحالف معه.. فهو ليس فقط منافس له في قيادة الحكومة.. ولكنه في حال ركن إلى صف المعارضة، فإنه سيزيد من لهيب المعارضة ويقوي بنيانها.. خلاصة الأمر أن تقتضي القول أنه مهما كان التشكيل الحكومي .. فإنه لن يستمر طيلة الولاية… وأننا سنعرف تعديلات حكومية، وربما  حكومة ثانية وثالثة خلال الخمس سنوات المقبلة…فصبرا جميلا  يا  أمي    (الوطن)… 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *