تعددت الروايات حول كيفية اختطاف الطفل (أشرف) ابن سيدي مومن، وأسباب الاختطاف وعدد المختطفين. وتضاربت التصريحات حول نوعية الخلاف المندلع بين والد الضحية وحارس العمارة، ودرجة خطورته التي أشعلت نار الانتقام والجريمة في عقل الحارس الستيني. وجعلته يخطط لتعذيب أحد أطفال غريمه، والتنكيل بجثته. وبين حديث الشارع ودردشات الجيران وروايات أقارب الجاني والضحية، ضاعت الحقيقة المطلقة، التي لا يعرفها إلا الجاني والضحية. وبرزت حقائق منقحة، تزيد أو تنقص معلوماتها عما وقع في أرض الواقع، بين جدران العمارة المهجورة. فحارس العمارة (ع،ط) الذي أحيل أول أمس الاثنين على الوكيل العام لاستئنافية البيضاء، من أجل الاختطاف والاحتجاز ومحاولة القتل، أقر بجريمته الانتقامية، التي نفذها بعد أن فاض كيله من أفعال الطفل الذي كان حسب تصريحه، يعبث ب(القصدير) المحيط بالعمارة التي يحرسها. نافيا أن يكون قد حاول اغتصاب الطفل، ومؤكدا أنه بالغ في ضرب رأس الطفل بالمطرقة محاولا تهشيم رأسه، بعد أن كبله من يديه ورجليه وكمم فمه بلصاق. لكن سرية البحث، حالت دون التوصل إلى رواية الحارس كاملة، وخصوصا سبب النزاع بينه وبين والد الضحية. وبالمقابل فإن الضحية ابن الحادية عشر ربيعا، كشف حقيقة ما جرى لأفراد أسرته، بعد أن نجا بأعجوبة من قبضة الشيخ، حيث خضع ليلة السبت الماضي لعملية جراحية دقيقة، دامت زهاء أربع ساعات، من الثامنة ليلا وحتى منتصف الليل. من أجل رتق 36 جرح عميق في رأسه. بالإضافة إلى جروح أخرى في يده اليمنى، والتي كان يصد بها مطرقة الشيخ. وكشف سفيان شقيق الضحية في تصريح خص به الأخبار عن رواية أخيه وتفاصيل أخرى لها علاقة بالموضوع. بعد أن أكد أن الطاقم الطبي طمأنهم عن حالته، وأن الضحية لازالا يعاني من آلام في الرأس. مستنكرا الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شقيقه أشرف،الحاصل على الحازم البني في رياضة (الكونكفو)، والذي يتابع دراسته بمستوى السنة الأولى إعدادي، والتي انتهت فصولها بإيقاف الجاني وإنقاذ الضحية.
36 ضربة بالمطرقة لتهشيم رأس الطفل
قال إن شقيقه كان متوجها في حدود الساعة الخامسة والنصف من مساء الجمعة الماضي إلى محل للحلاقة، حيث فوجئ وهو على بعد حوالي ثلاثين متر، بشخصين يجران من الخف بقوة، ويختطفانه بسرعة البرق، ويدخلانها إلى داخل سياج العمارة القصديري ارتفاعه حوالي مترين ونصف، حيث تم تكميم فمه بلصاق، قبل أن يسارعان إلى رفعه بالقوة والصعود به إلى الطابق الثاني للعمارة غير مكتملة البناء. حيث أفاد أن الأمر يتعلق بحارس العمارة الستيني، وشخص آخر لم يبلغ بعد عقده الثالث. وأن الشخصين قاما بتجريده من كل ملابسه الخارجية والداخلية، وتكبيل رجليه بحبل متين، ويديه بسلك يستعمل في البناء. وأنهما تركاه داخل العمارة، لفترة، وبعد أن سمعا طرقات في باب سياج العمارة القصديري، وصيحات من طفل يطل استعادة كرته التي قذفها عن طريق الخطأ إلى وسط العمارة. سارعا من أجل إعادة الكرة، تجنبا للشبهات، فسارع شقيقه إلى فك رباط يديه من السلك، وفك حبل رجليه، وعند محاولته الهروب عبر سلم العمارة، تم تقبه من طرف الحارس وإيقافه. حيث تم من جديد تكبيل رجليه بحبل أكثر متانة، وربط يديه بلصاق بلاستكي. قبل أن ينهال عليه حارس العمارة بمطرقة على رأسه، وهو في حالة غضب شديد وهيجان، حتى أفقده الوعي. وتركاه غارقا في دماءه. وأضاف أن شقيقه لم يحدد بالضبط نوعية السلاح الأبيض المستعمل في حقه، والذي خلص إلى أنه مطرقة وقد يكون (مسيطة) أو ساطور…تلقى بواسطتها 36 طعنة على مستوى الرأس فقط. إضافة إلى جروح في يده اليمنى التي حاول الاحتماء بها من ضربات الحارس.
فشل خطة تقطيع الجثة وإخفائها بعد فرار من نافذة بالطابق الثاني للعمارة
يحكي سفيان بمرارة أن شقيقه أشرف تابع سرده لواقع ما عاشه من جحيم. حيث أفاد أن الضحية أغمي عليه، وأن الحارس أوقف هجومه بالمطرقة على رأسه. ظنا منه أنه قتله. وخرج رفقة شريكه إلى غرفة مجاورة، يناقشان تبعات جريمتهما، وماذا عليهما فعله لإخفاء معالمها. حدث هذا على مسمع من الطفل أشرف الذي مكنته لياقته البدنية من العودة إلى وعيه في دقائق.قال إنه سمعهما وهما يخططان للتخلص من جثته على اعتبار أن توفى، وكيف سيعمدان إلى تقطيعها وتخزين أجزاءها في أكياس بلاستيكية والتخلص منها أو دفنها. وأضاف أن الخوف زاد لدى الضحية، وزادت معه رغبته في الهروب. وأنه لمح منشارا بالقرب منه، فزحف إليه، وتمكن من إزالة اللصاق من فمه، والتقط المنشار بفمه، وتمكن من قطع اللصاق الذي كان يكبل يديه، وفك ربطة رجليه بالحبل. قبل أن يبادر عاريا إلى الفرار. فما كان عليه سوى أن يقصد نافذة بالطابق الثاني بالعمارة. حيث سارع إلى الخروج عبرها. وردا على سؤال الأخبار بخصوص عملية السقوط التي تمت من الطابق الثاني، دون أن تخلف كسورا أو أضرارا إضافية، قال شقيق الضحية إن أخاه كانا دو فطنة كبيرة ولياقة بدنية هائلة، جعلته يفكر في النزول باستعمال الأسلاك الملتصقة بالعمالة، والتي من حسن حضه، أنها لم تكن تحمل أي تيار كهربائي، موضحا أنها قفز إليها للإفلات من قبضة الحارس الذي كان يطارده داخل العمارة، وأنه استعملها للنزول تدريجيا، قبل أن يلقي بجسده على بعد أمتار قريبة من الأرض، مضيفا أنه حمل كل الآلام الحادة، وبدأ يزحف إلى أن وصل إلى السياج القصديري، وارتمى من خلفه وقفز من جديد، ليصل إلى بر الأمان حيث الشارع العام، والأطفال الذين كانوا يلعبون بالجوار. وخرت حينها قواه، وسقط مغشيا عليه. ليتم التفاف الأطفال والجيران حوله. وقال إنه تمت محاصرة الجاني حارس العمارة، إلا أن شريكه كان قد اختفى. وأشار إلى ما اعتبره مشتبه فيه فضلت الأخبار عدم تحديد هويته. وبخصوص شريك الحارس أو شريكيه كما سبق وتحدثت عدة مصادر ومنابر إعلامية، فإن مصادر رسمية اعتبرت أن حارس العمارة هو الجاني الوحيد في القضية. وأنه إلى حدود أمس الثلاثاء لا توجد أدلة ولا قرائن توحي بأن الجريمة بشراكة مع شخص آخر.
حقيقة النزاع الذي أشعل نار انتقام الحارس
قال سفيان إن حقيقة ما اعتبره الحقد الدفين الذي عشعش في عقل ونفس حارس العمارة، يعود إلى حوالي أربع سنوات. وأن الجاني كان حارسا للعمارة التي يقطنها فيها رفقة أسرته، والمسماة (مرجانة). موضحا أنه تعرض للطرد بعد أن اتهم بالسرقة عدة مرات، وأنه يعتبر أن والده المستخدم المتقاعد هو من طرده، بحكم أن والده يشغل مهمة السانديك بالعمارة. وأضاف أن الحارس انتقل بعدها للعمل كحارس لإحدى العمارات المقابلة للعمارة التي تسكن فيها أسرته، والتي توقف الأشغال بها لأسباب مجهولة. رواية شقيق الضحية تبقى مؤقتة، إلى حين الكشف عن تصريحات الجاني الرسمية. والذي أقر بوجود خلافات مع والد الضحية. وأبان خلال التصريحات الأولية عن عمق الحقد والكراهية التي يكنها له، وخصوصا بعد اعترافه بارتكابه للجريمة في حق الطفل، ونفيه لمحاولة الاغتصاب، وموضحا أنه جرده من ملابسه وكبله رغبة في تعذيبه اشد العذاب.