الرئيسية / السياسية / التفاصيل الكاملة لحادث غرق البرلماني والقيادي الاتحادي ……. (سودور) يقود محاولة إنقاذ الراحل أحمد الزايدي وأسرته تعتبر الفاجعة قضاء وقدرا أخطاء تقنية وإدارية وراء غرق الضحية الذي حاول سلك طريقا مختصرا

التفاصيل الكاملة لحادث غرق البرلماني والقيادي الاتحادي ……. (سودور) يقود محاولة إنقاذ الراحل أحمد الزايدي وأسرته تعتبر الفاجعة قضاء وقدرا أخطاء تقنية وإدارية وراء غرق الضحية الذي حاول سلك طريقا مختصرا

خرج الآلاف من ساكنة بوزنيقة والشراط زوال أول أمس الاثنين في موكب رهيب، لتشييع جنازة القيادي الاتحادي الراحل أحمد الزايدي. تعزز بحضور مكثف لأقاربه وأنصاره الاتحاديين، وشخصيات سياسية وإعلامية وثقافية وفنية وحكومية، تقدمهم المستشاران الملكيان فؤاد عالي الهمة وعمر عزيمان، ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزير الداخلية ورئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ووزير النقل والتجهيز عزيز رباح، ووزير السكنى نبيل بنعبد الله، وزير السياحة لحسن حداد، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مصطفى بكوري  ورفيقه الياس العماري، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي نزار بركة، و أبرز قياديي الإتحاد الاشتراكي. وقد انتقل الموكب الجنائزي من منزل الراحل بالشاطئ المركزي للمدينة، في اتجاه مسجد محمد السادس بحي السلام، على بعد حوالي 5 كلم، حيث أقيمت صلاة الجنازة، مباشرة بعد صلاة العصر. قبل أن يعود الموكب ليزداد كثافة وطولا، في اتجاه مقبرة الولي الصالح سيدي الصراخ بجماعة الشراط، والتي تبعد عن المسجد بأزيد من 5 كلم. موكب جنازة الراحل انضافت إليه أزيد من ألف سيارة، وآلاف الراجلين، الذين شلوا الحركة داخل مدينة بوزنيقة والطريق المؤدية إلى الشاطئ المركزي. وكان الملك محمد السادس بعث برسالة تعزية ومواساة  إلى أفراد أسرة الراحل  عبر من خلالها عن مشاعر الحب والتقدير التي كان يوليها للفقيد قيد حياته، مشيدا بخصاله الإنسانية العالية، ومدى التزامه (بالمبادئ الوطنية الصادقة في تشبث مكين بمقدسات الأمة وثوابتها)، وكذا تفانيه وإخلاصه و كفاءته العالية، في كل المهام التي تقلدها، سواء كمنتخب على الصعيدين الوطني والمحلي، أو كفاعل في الحقل الإعلامي، الذي كان أحد رواده، والذي جعله يحظى بتقدير واحترام كبيرين. ودعا الله (أن يجزي الفقيد الكبير الجزاء الأوفى عما قدمه لوطنه من جليل الأعمال، وأن يسكنه فسيح جناته، ويمن عليه بعفوه وغفرانه، ويتلقاه في عداد الأبرار من عباده، إنه سميع مجيب). من جهته أثنى أحمد رضى الشامي وصيف الراحل أحمد الزايدي على رأس تيار (الانفتاح والديمقراطية) على فصاحة لغته وأخلاقه الحميدة ونضاله الكبير من أجل الحزب والوطن محليا وجهويا ووطنيا ودوليا. وكان الشامي فاجأ الحاضرين لمراسيم الدفن، بإلقاء رسالة حفل التأبين، التي كان من المفروض أن يلقيها الكاتب الوطني للحزب الذي حضر مراسيم الدفن وانسحب بسرعة، أو أحد قيدومي الحزب الذين ساروا وراء جثمان الفقيد حتى المقرة (محمد اليازغي، عبد الواحد الراضي …). وهي المبادرة وإن اعتبرت أنها تدخل في إطار الصداقة الحميمية التي تربط الشامي بالراحل، فإنها خلفت جدلا كبيرا داخل الأوساط الاتحادية.   ويختزل ساكنة إقليم ابن سليمان للراحل حبا خاصا للراحل، وسجلا نضاليا كبيرا، بدئه منذ توليه رئاسة جماعة الشراط سنة 1971. التي انتخب مكتبها المسير حينها، وهي لازالت جماعة على الورق، لم يتم بعد تقطيعها من تراب بوزنيقة. حيث جعلها في مصاف المناطق المنتجة للعنب بكل أصنافه الراقية. بالإضافة إلى اهتمامه بساحلها. كما لا ينسى ساكنة الإقليم مقاومته لرموز الفساد الانتخابي، بداية التسعينيات، وانتزاعه بالقوة وبدعم شبابي كبير مقعدا برلمانيا، ضل يحتفظ به إلى أن وافته المنية.    

التفاصيل الكاملة لحادث غرق  البرلماني والقيادي الاتحادي  أحمد الزايدي

ضل السؤال حول سبب اختيار الراحل أحمد الزايدي القيادي الاتحادي التوجه من منزله بشاطئ بوزنيقة إلى منزل والديه مرورا عبر الطريق العشوائية. موضوعا يشغل الأهل والأحباب وكل الساكنة، خصوصا أن الضحية سبق وحذر في عدة مناسبات شقيقه الأكبر من خطورة تلك الطريق. كما ضل السؤال أكبر بخصوص إصراره على قطع الطريق رغم البركة المائية التي كانت قد حولت الطريق إلى مسبح. علما أن الطريق هي مسلك مختصر يستعين بها ساكنة الجوار لقضاء أغراضهم. ولو أنها غير كافية لفك العزلة عنهم. وإذا كان الموت قد أدركه في وضع اعتبر غامضا لدى الساكنة، فإن الحادث سجل بروز أبطال من المجتمع المدني في مقدمتهم شاب لحام (سودور) على شاكلة (علال القادوس)، كان أول من اهتدى إلى السيارة الغارقة وأول من غاص في عمق البركة محاولا نجدة الضحية. كما سجل أخطاء تقنية وإدارية قاتلة، قطاعات مسؤولة لا بد من إعادة النظر فيها من أجل تفادي تكرار الفاجعة الثانية من نوعها بعد فاجعة جرف مياه وادي شقيق لحافلة نقل العمال ومقتل أزيد من 26  شخص بنفس المدينة.     

 

غياب ترقيم أو اسم للطريق صعب من مهمة الاهتداء إليه

فشل (علي) أقرب المقربين من الراحل أحمد الزايدي في تحديد مكان تواجده، بسبب كثرة القناطر والمسالك، بعد أن اتصل به الضحية طالبا نجدته. ولو أنه عمل جاهدا من أجل الاهتداء إلى مكان غرقه، كما سخر مجموعة من الشبان الذي بحثوا هنا وهناك. وزادت صعوبته، بعد أن فقد الاتصال به، وهي اللحظة التي كانت المياه قد غمرت سيارة الفقيد. ليتمكن أخيرا من تحديد المكان، لكن بعدما فات الأوان. فقد علمت الأخبار من مصادر مقربة من الراحل، أن الأخير الذي كان عائدا من منزله بشاطئ بوزنيقة إلى منزل والديه لتناول وجبة الغذاء، اختار أن يسلك الطريق المختصر. ليفاجأ بأن الطريق مقطوعة بالمياه. إلا أنه ضن أن منسوب المياه غير مرتفع، فحاول المرور على متن سيارته رباعية الدفع (كاتكات). لكن السيارة توقفت في منتصف الطريق، بعد أن غمرت المياه محركها فأوقته. وعطلت معه كل الأزرار، حيث ضل الراحل حبيسا داخل السيارة التي كانت تغوص شيئا فشيئا تحت الماء. وأفادت مصادرنا أنه حاول الاتصال بعدة جهات، من بينها قريبه وسائقه (علي). وتحدثت مصادرنا عن اتصالات أجريت مع الوقاية المدنية وجهات أخرى رسمية، قد يتم الكشف عنها بعد فحص هاتفه النقال. إلى أن عزلة المكان وغياب ترقيم أو اسم للطريق، صعب من مهمة الاهتداء إليه بسرعة.   

(سودور) يكتشف السيارة الغارقة ويغوص لمحاولة إنقاذ الراحل

بحث (علي) وشبان المنطقة، انتهى بالاهتداء إلى مكان الحادث، ولعب شاب لحام (سودور) دور البطولة في العثور على السيارة الغارقة ومحاولة نجدة الضحية. حيث قام بالغوص داخل البركة المائية، والبحث عن السيارة إلى أن عثر عليها. قبل أن يعود رفقة شبان لمحاولة إخراجها من البركة، وتكسير زجاج السيارة الخلفي من أجل إخراج الضحية، قبل أن يأتي دعم عناصر الوقاية المدنية، الذي انتشلوا رفقتهم الجثة، وبدئوا عمليات الإنقاذ بالتنفس الاصطناعي ومحاولة تفريغ جوفه من المياه، إلا أن الضحية كان قد توفي غرقا. ليتم نقله إلى المركز الصحي ببوزنيقة، والذي لا يتوفر على مستودع للأموات.  وضلت جثة الراحل فوق سرير داخل قاعة للعلاج، في وقت غص فيه المستشفى ومحيطه بأقارب الضحية وآلاف الساكنة الذين لم يستسيغوا خبر الوفاة والطريقة التي توفي بها.

 

طبيب المركز الصحي يؤكد أن الوفاة كانت بسبب الغرق

تضاربت ردود أقارب الراحل حول حقيقة وفاته، بين من اعتبر أن الحادث قضاء وقدر، كما جاء في تصريح لشقيقه الصيدلاني إبراهيم الزايدي. الذي لم يتهم أي طرف بالضلوع في قضية غرق شقيقه. بينما ضلت كلا من شقيقته الكبرى وابنته تصرخان داخل المستشفى، من هول الفاجعة. وضلتا ترددان كلمة (قتلوه… قتلوه…). فيما حمل آخرون عناصر الوقاية المدنية مسؤولية وفاته، منددين بالطرق البدائية التي استعملت لمحاولة إنقاذ الضحية. ولو أن معظم المقربين منه، اعتبروا أن الوفاة كانت بسبب الغرق، وانتهوا بإقناع الكل بأن الوفاة ناجمة عن حادث الغرق. خصوصا أنه بعد فحص جثة الضحية من قبل الطبيب المداوم الدغمي بالمركز الصحي ببوزنيقة، أكد أن الوفاة كانت بسبب الغرق. ليتم نقل الجثة بإذن من النيابة العامة على متن سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية إلى منزله بشاطئ بوزنيقة. وينتظر أن يكون قد تم تشييع جنازة القيادي الراحل أحمد الزايدي بعد عصر أمس الاثنين، بمقبرة سيدي الصراخ، بعد أن صلاة الجنازة بمسجد سيدي اخديم ببوزنيقة.  كما أن المكالمات الهاتفية التي أجراها الراحل قبل وفاته، أقنعت بعض أقاربه أنه كان يصارع حالة غرق، ولم يكن ضحية محاولة قتل.

 

جمعويون وحقوقيون يحملون السكك الحديدية والتجهيز والدرك والوقاية المدنية مسؤولية الحادث

 

أجمع العديد من فعاليات بوزنيقة ونشطائها الجمعويين والحقوقيين أن ما وصفوه ب(الحادث العبث) الذي أودى بحياة شخصية قيادية مرموقة في عز تجلياتها، هو نتاج مجموعة من    الأخطاء التقنية  والإدارية، تتحمل مسؤوليتها عدة قطاعات حيوية، في مقدمتها كل من إدارة السكك الحديدية ووزارة التجهيز والدرك الملكي والوقاية المدنية. وأنه من العار أن تبتلع بركة مائية تكونت ليلة السبت المنصرم بعد هطول المطر، الضحية وسيارته، فوق طريق تحت أرضية غير مرقمة رابطة بين المنطقة الساحلية والداخلية للجماعة القروية الشراط،وهي ممر معبد تحت السكك الحديدية.  

مسؤولية إدارة السكك الحديدية ووزارة التجهيز التي شيدت طرق وقناطر عشوائية

تتحمل إدارة السكك الحديدية ووزارة التجهيز والنقل، مسؤولية الفاجعة، بسبب سلسلة الطرق والقناطر العشوائية التي تم نصبها على امتداد السكة الحديدية، لفك العزلة على السكان المحاصرين بالسكة الحديدية بالعالم القروي. وخصوصا القنطرة التي غرق أسفلها الضحية بسيارته. والتي شيدت على شكل مسبح، تتجمع داخلها المياه كلما أمطرت. كما أن الجهات المعنية التي تدرك مدى خطورة الطريق في فصل الشتاء، جهزت القنطرة بمحرك لضخ المياه وتجفيف الطريق. إلا أن المحرك الذي تم تشغيله لفترة، تعطل  وضلت الطريق تشكل خطرا على المارة والسيارة. وقد توصلت الأخبار بشكايات من عدة ساكنة ينددون بالكيفية التي يتم بها إنجاز مسالك لهم، من أجل التنقل. مشيرين إلى أن تلك الطرق والمسالك تشكل خطورة كبيرة على الراجلين والسائقين، بسبب ضيقها وانحرافها، وتحولها إلى برك مائية وسدود لمجاري المياه المتدفقة في الجوار.

مسؤولية الدرك الملكي في تحديد الطرق المقطوعة بالمياه والسيول

 يعتبر جهاز الدرك الملكي  المسؤول الأول عن السير والجولان بالعالم القروي. والمكلف بمراقبة الطرق وحماية السائقين من كل الآفات، بما فيها الفيضانات والسيول. ويعتبر المسؤول عن إخبار مستعملي الطرق، بالطرق الصالحة للاستعمال والمغلقة لأسباب مختلفة، ضمنها الطرق المقطوعة بسبب مياه الأمطار أو الرمال أو …. وبالتالي فإن مسؤولية الجهاز عن الحادث قائمة، إذ أنه كان يتوجب وضع علامات المنع، والإعلان عن خطورة استعمالها. وهو الإعلان الذي لم يصل إلى الضحية الذي هو في نفس الوقت رئيس الجماعة التي تتواجد بها الطريق.

 

قصور أداء عناصر الوقاية المدنية وضعف عتادهم وبعدهم عن مكان الحادث

 

من خلال محاولة الإنقاذ التي تمت من طرف شبان متطوعين، في مقدمتهم لحام (سودور)، ضحى بحياته من أجل محاولة نجدة الضحية. يتجلى لكل من عاينوا لحظة انتشال السيارة والضحية من داخل البركة المائية. أو لحظة حمل السيارة على متن الشاحنة (الديباناج). أن مدينة بوزنيقة أصبحت في حاجة ملحة إلى إحداث مركز قار للوقاية المدنية. التي يعهد إليها حماية الممتلكات وسلامة المواطنين ومراقبة الطرق والمواصلات. فبعد مركز الوقاية المدنية المتواجد بمدينة ابن سليمان، على بعد أزيد 25 كلم، أخر من عملية الإنقاذ. كما أن الوسائل البدائية المعتمدة، حدت من جدوى تدخلاتهم. وأعادت على ساكنة بوزنيقة، فاجعة انقلاب حافلة نقل عمال وعاملات إحدى الشركات بوادي شقيق، يوم الثلاثاء 30 نونبر من سنة 2010، والتي ذهب ضحيتها  26 شاب وشابة كانوا عائدين فجرا من مقر عملهم في اتجاه مدينتي المنصورية والمحمدية. بالإضافة إلى السائق وموظف بالوقاية المدنية. حيث عادت بطولة الإنقاذ واستخراج الجثث لشبان من أبناء المدينة والجوار. وهو الحادث الذي وقع على بعد أمتار قليلة من السكة الحديدية والطريق الوطنية رقم واحد، بعد أن رفعت السيول من مستوى المياه، التي لم تجد لها مجرى موازي لحمولتها بالنظر إلى ضيق قناة تصريف المياه المتواجدة تحت السكة الحديدية.

حضور شخصيات سياسية لمواساة أسرة الضحية

حضر إلى المركز الصحي ببوزنيقة ومنزل الضحية ببوزنيقة، شخصيات سياسية وإدارية مختلفة سواء من داخل حزب الراحل الاتحاد الاشتراكي، أو من خارجه (عبد الرحمان اليوسفي، ادريس لشكر، كريم غلاب، وزير الاتصال مصطفى الخلفي، عبد الواحد الفاسي، امحمد الخليفة، فتح الله والعلو، وزير الفلاحة و الصيد البحري عزيز أخنوش، عبد الواحد الراضي ، الحبيب المالكي. الجماهري، الشامي، مهدي مزواري…).كما حضر مصطفى المعزة عامل إقليم ابن سليمان وكاتبه العام، والبرلمانيين التجمعي حسن عكاشة والتقدمي كريم الزيادي. بالإضافة إلى مجموعة من منتخبين الإقليم ورؤساء المصالح الخارجية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *