الرئيسية / بديل رياضي / الحاج عبد القادر الخميري : مدفع ريد سطار وعميد المدربين المغاربة في طي النسيان

الحاج عبد القادر الخميري : مدفع ريد سطار وعميد المدربين المغاربة في طي النسيان

من ذاكرة الأرشيف

أسرة  المرحوم الحاج عبد القادر الخميري  تعيش الإحباط

 وابنته سعيدة تحكي عن تبخر وعود  ودادية المدربين المغاربة بشأن تخليد ذكراه وتنكر له شباب المحمدية الذي أغرقه بالألقاب

 

 

 

… إنه المرحوم الحاج عبد القادر الخميري اللاعب والمدرب الذي نسج تاريخ كرة القدم المغربية عل مدار خمسين سنة، قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها… قبل استقلال المغرب وبعده… لعب بالمغرب وفرنسا والجزائر … لقبه الفرنسيون بمدفع ريد سطار لقوة قذفاته… وأدمعت عيون التلمسانيين لدى عودته إلى المغرب، فهو الذي منحهم كمدربا ولاعبا  الصعود إلى القسم الوطني الأول…

المرحوم الخميري لعب فأبدع ودرب فأقنع… درب تسع فرق مغربية، حصد معها العديد من البطولات والألقاب وصعد ببعضها إلى خانة فرق الصفوة… ثلاثة كؤوس العرش وبطولتين وطنيتين وكأس المغرب العربي وكأس الصحراء وكأس الشباب… ونال شباب المحمدية النصيب الأكبر من سخاء الخميري الذي أدخله التاريخ الرياضي باكتشافه للنجوم (أحمد فرس وحسن اعسيلة والحدادي وكلاوى… ) ومنحه ألقابا افتقدها برحيله.  

مرت 11 سنة ونصف على رحيل عميد المدربين المغاربة وصانع أمجاد شباب المحمدية دون أن تبادر الفعاليات الفضالية إلى تكريم الراحل المبدع عبد القادر الخميري… عاشت مدينة الزهور منذ أسبوعين أكبر حدث تاريخي في حياتها الرياضية، تمثل في التوقيع على أربع اتفاقيات للنهوض بالقطاع الرياضي بالعمالة تحت إشراف منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة  وعبد العزيز دادس عامل عمالة المحمدية، ولم يتم الحديث عن الراحل الذي صنع كل نجوم المدينة. ولا التفكير في إطلاق أسمه على إحدى المنشآت الرياضية المنتظر إحداثها بالمدينة.  يحل الثالث من أكتوبر من كل سنة، وتنتظر الأسرة دون جدوى التفاتة المسؤولين على الشأن الرياضي محليا ووطنيا  لأرشيف الراحل، والمبادرة لتكريمه. وسط   أجواء من اليأس والإحباط   انتظرت الزوجة المريضة والبنات طويلا إنصافهن بتخليد سنوي لذكرى الخميري أحد أعمدتها الذي كانت تفتقده في حياته بسبب انشغاله في نهضة ورقي الفرق التي كان يدربها.

قالت سعيدة الخميري ابنة المرحوم الخميري في تصريح للمساء الرياضي إن أباها عاش خادما لكرة القدم، بعيدا عن أسرته، لعب ودرب فكان لاعبا بارعا ومدربا معطاء قانعا، وعبرت عن استياءها الذي ما فتأت تردده كلما سنحت لها الفرصة، من التنكر الذي شمل شخصية أنارت ملاعب كرة القدم بالمغرب وفرنسا والجزائر على مدى نصف قرن.

وأضافت سعيدة التي خيم الحزن على وجهها، وهي تحاول جاهدة منع تسرب السوائل المالحة  من دموع وعرق: لم يسبق لأبي أن  كرم من طرف أية جهة محلية أو وطنية في حياته ولا في مماته، ننتظر من الجهات المسؤولة محليا ووطنيا إنصاف شخصية أعطت الكثير بسخاء.

وأضافت أن العديد من المسؤولين في قطاعات مختلفة رياضية وغير رياضية حضروا الذكرى الأربعينية لوفاته يوم تاسع نوفمبر 1998 وتعهدوا  ببناء مركب باسمه وتسمية أحد شوارع المدينة بإسمه وتنظيم دوري سنوي يحمل اسمه، لكن لا أحد منهم صدق.

 وأضافت الابنة البكر لعائلة الخميري: أشكر العائلة المالكة التي أسعفتني وعائلتي غير ما مرة. فقد كان أبي محبوبا لدى المرحوم الملك الحسن الثاني لما عرف عنه من مرح وجدية ومثابرة، عندما مرض أبي تكفل جلالته بكل مصاريف العلاج  وخصه برعاية خاصة، حيث كانت  سيارة ملكية خاصة تنقله إلى المستشفى حيث كان يتلقى كل العلاجات الضرورية مجانا، وعندما مرضت حباني جلالة الملك محمد السادس بنفس الرعاية، ومنح عائلتي رخصة النقل التي نستعين حاليا  بمدخولها الشهري على المصاريف اليومية، لكننا نجد مشاكل كثيرة في الاستشفاء واقتناء الأدوية.

وتابعت أقولها حقيقة: لولى رعاية الملك محمد السادس لخرجت بنات الخميري وزوجته إلى الشارع يطلبون الصدقة.

 وأكدت أن هناك أجانب يلوموننا ويقولون (لو كان لدينا شخصية أعطت لبلادها ما أعطاه الخميري لبلده لنصبنا له تمثالا. … عندما يفتكرون أبي سينصرهم الله وتعود نجومية شباب المحمدية والمغرب في كرة القدم).

 وقالت زوجة المرحوم الخميري ودموعها تسبقها: لا أريد أن أموت دون أن أحضر تكريم زوجي، عشت معه سنوات شربنا وأكلنا كرة القدم ، عشنا معه هموم فرق كثيرة كان مسيروها يغطون في سبات عميق، لقد أفنى عمره في خدمة كرة القدم وإمتاع الجماهير المغربية والدولية… حرام أن يكون مصيره الإقبار والنسيان.

فبعد الذكرى الأربعينية لوفاته التي سهر على إحيائها أعضاء المكتب المسير لشباب المحمدية  يوم الإثنين تاسع نوفمبر 1998، أسدل الستار عن حقبة تعد الأبرز في تاريخ شباب المحمدية وكرة القدم الوطنية، ودخل مجد المرحوم الخميري المزداد سنة 1920 في طي النسيان.

 بعد وفاته خيم الحزن على المدينة بأكملها، وأطلقت عدة وعود بشأن تخليد ذكراه محليا ووطنيا كان أبرزها وعد ودادية المدربين المغاربة التي تعهدت باسم رئيسها آنذاك العربي كورة و بحضور عبد الحق ماندوزا  الرئيس الحالي لنفس الودادية، تعهدت الودادية من خلال كلمة ألقاها وضلت خالدة عند العديد ممن حضروا حفل التأبين، حيث أكد أن الودادية ستخلد ذكراه سنويا لتكريمه والتعريف بتاريخه الكبير. كلمة الرئيس تبخرت مع مرور السنوات وأقبر الخميري بتاريخه. وتمنى  من جايلوا الخميري أن يبادر عبد الحق ماندوزا لإحياء ذكرى زميل له ولكل الذين صنعوا أمجاد كرة القدم المغربية(الأب جيكو وعبد الحق القدميري …) لإنصافهم وإنصاف تاريخ كرة القدم المغربية.

ويعيبوا رفقاء الخميري على  شباب المحمدية تنكرها للشخصية التي  أدخلت النادي تاريخ المتوجين ومنحته ألقابا وبطولات وأغرقته بالنجوم والمتعة.

فبعد التكريم الذي لقيه في حياته من طرف المجلس البلدي بداية التسعينات بدار الثقافة المدينة

وبعد الذكرى الأربعينية لوفاته التي سهر على إحيائها أعضاء المكتب المسير لشباب المحمدية  يوم الإثنين تاسع ونبر 1998، أسدل الستار عن حقبة تعد الأبرز في تاريخ شباب المحمدية وكرة القدم الوطنية، ودخل مجد المرحوم الخميري في طي النسيان.

   

 

حصيلة خمسون سنة من الممارسة والتدريب

 

ولد المرحوم الحاج عبد القادر لخميري سنة 1920 بمدينة الدار البيضاء من أبوين ينحدران من قبيلة الزيايدة التابعة لتراب إقليم ابن سليمان، بدأ حياته الرياضية في كنف الشارع البيضاوي، حيث كان حبيس الملاعب الصغيرة (لحويط ولبرواك…)،استقى منها حسه الهجومي وتقنياته ولياقته التي وظفها عبر الملاعب المغربية والدولية.

 انضم سنة 1936 إلى فريق رجي طابا، وعمل بشركة التبغ، وبعد تأسيس نادي الوداد البيضاوي  انتقل إليه لمدة أربعة مواسم، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية ولج عالم الاحتراف بالديار الفرنسية، حيث لعب لأندية ريد سطار وسطاد فرنسي وتولوز وبوردو … انهى موسمه الاحترافي وعاد إلى المغرب، لينتقل موسم 1952/1953 إلى نادي وداد تلمسان الجزائري الذي ولج معه عالم التدريب، فكان مدرب ولاعبا به، وحقق الصعود معه إلى القسم الاول وسجل حينها 27 هدفا… تجربته الناجحة كمدرب بالجزائر مكنته من ولوج التدريب من أبوابه الواسعة… عاد إلى المغرب وتعاقد موسم 1954/1955 كمدرب مع فريق اتحاد آسفي وصعد معه إلى القسم الوطني الاول، وبعد استقلال المغرب ضل مع نفس الفريق الذي اندمج في النظام الجديد للبطولة الوطنية… انتقل موسم 1960/1961 لتدريب النادي القنيطري أحرز معه كأس العرش بعد تخطيه الوداد البيضاوي في المباراة النهائية بهدف نظيف، ومن القنيطرة انتقل لتدريب شباب المحمدية  الذي لازمه لفترات متقطعة أ حرز معه كأس العرش موسم 71/72 وكأس المغرب العربي سنة 1973 ووكأس العرش 74/75 وكأس الصحراء وكأس الشباب سنة 1976 والبطولة الوطنية موسم 79/80.

درب المرحوم الحاج لخميري اتحاد آسفي والوداد والرجاء البيضاويين وحسنية آكادير والنهضة والنادي القنيطريين والكوكب المراكشي  وشباب المحمدية ورجاء بني ملال الذي أحرز معه البطولة الوطنية موسم 1973/1974، كما درب خارج أرض الوطن وداد تلمسان.   

تعليق واحد

  1. ان لله وان اليه راجعون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *