نظم مجموعة من الفعاليات المحلية الجمعوية والإعلامية والحقوقية بمدينة المحمدية مساء أمس السبت وقفة احتجاجية بقلب المدينة المريض قبالة باب القصبة. احتجاجا على استمرار معاناتهم مع التلوث والغبار الأسود الذي ينبعث من بعض مصانع المنطقة الصناعية. الغبار الأسود أو ما بات يعرف بالسموم السوداء. تغطي أسطح ونوافذ منازل سكان المدينة، وقد امتدت إلى سكان جماعات عين حرودة وبني يخلف والشلالات..بل إن الغبار بات يتسلل إلى داخل مطابخهم وغرف نومهم. وأصيب المئات من الساكنة بأمراض الحساسية والعيون والأمراض الجلدية في معظمهم اطفال ويافعين وشباب .. بالإضافة إلى انعدام مستشفى متعدد التخصصات.وضعف خدمات مستشفى مولاي عبد الله والنقص الحاد في الأجهزة الطبية والموارد البشرية الطبية ذات التخصصات اللازمة.. مما أدى إلى إصابتهم بالإحباط واليأس من جراء تنكر وتجاهل المسؤولين (ممثلي السلطة والمنتخبين) محليا وجهويا ووطنيا، لنداءات الاسثغاثة التي يطلقونها باستمرار ومنذ سنوات.
المحتجون وضعوا كمامات على أنوفهم وأفواههم للتعبير عن مدى استحالة استنشاق هواء المدينة المتعفن. وطالبوا بتدخل سعد الدين العثماني رئيس الحكومة من أجل إنصافهم. باعتبار أنه الرجل الذي وضعوا فيه ثقتهم خلال الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر 2016. ويرى المتضررون أن (الباترونا) في المغرب أصبحت أكثر سلطة من الحكومة.. وأن معظم أصحاب الشركات والمصانع لا يحترمون بنود دفاتر التحملات الخاصة بشركاتهم ومصانعهم. بل إنهم يهينون المدينة وسكانها. بعدم إحداث مقرات لتلك الشركات والمصانع داخل المدينة. حيث أن المدينة وبلديتها لا تستفيد من المداخيل الضرائبية المفروضة على الشركات والمصانع المتواجدة بالمنطقة الصناعية. لأن مقراتها تتواجد بالدار البيضاء والرباط. كما أن تلك الشركات والمصانع غير مواطنة. ولا تدعم الحياة العامة بالمدينة وفق ما تنص عليه القوانين والأخلاقيات.