أخرج الإمام مسلم في صحيحه ولفظه: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن القارئ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ))لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً.(( المروج هي الجنات والبساتين الخضراء
التغير المناخي في العالم والذي ستكون نتيجته تزايد درجات الحرارة سينتج عنها ذوبان الثلوج، بالتالي زيادة ارتفاع مستوى البحار وزيادة كمية الماء المتبخر كل سنة مع زيادة التساقطات المطرية، قد بدت ملامحه حيث اصبحت بلاد المسلمين تعرف الفيضانات جراء تساقطات غير طبيعية.
مع توالي العقود ستزداد كميات الأمطار التي ستتساقط على بلدان المسلمين، بالتالي تظهر في الصحارى العربية وفي الثلث الخالي نفسه، أنهار جارية فتنبث الكثبان الرملية العشب والشجيرات الصغيرة سنة بعد أخرى.
سيتغير مناخ بلدان المسلمين وكذا جغرافيتها، من كثبان رملية لهضاب وسهول، من مناخ جاف حار إلى مناخ معتدل رطب، ستشهد بلاد العرب عمارة وعمرانا وتعدادا سكانيا لم تعرفه من قبل.
الفصل الأول: ضخ مياه الأودية للفرشات المائية.
تقديم وتعــــــــــريـــــــــــــــف:
اعتمد الإنسان منذ القدم على العيون المائية التي تخرج فوق الأرض، فكانت التجمعات السكانية تتجمع حول عيون الماء، حيث نجد أغلب الحواضر والقرى شيدت حولها.
لكن الحضارات القوية شيدت السدود لتجميع مياه الأودية الكبيرة، من بين أشهر السدود في التاريخ، سد مأرب في اليمن، الذي شيدت عليه حضارة عريقة، لكنه هو نفسه سبب زوال تلك الحضارة في غضون ساعات معدودة، اثر تهدم السد بفعل الجرذان التي حفرت في جنباته .
في الحاضر أغلب الدول تعتمد على المياه السطحية من البحيرات والسدود، لكن مؤخرا اثر اختراع محطات التحلية، اتجهت العديد من الدول إلى تحلية ماء البحر، في حين بعضها اتجه إلى إعادة تصفية المياه العادمة.
بالنسبة لتحلية ماء البحر يمكن لبعض الدول التي تملك الطاقة أن تعتمدها في ظل استمرار السلم، أما في ظل الحرب فإن تخريب تلك المحطات أمر يسير، بالتالي تكون حياة الشعب في خطر.
كذلك السدود في حالة الحرب، تكون مهددة بالتخريب ومهددة بإبادة جزء من الشعب إثر تهدمها.
أما إعادة تصفية المياه العادمة فهو خطر على صحة الشعب ولا يمكن التصديق بأن التصفية حقيقية، بل الماء المعاد تصفيته يحتوي على سموم جد خطيرة تهدد الإنسان والحيوان والنبات.
الدليل أن تنقية السموم من دم المريض بالقصور الكلوي يتطلب ساعات، علما أن دم المريض لا يتجاوز 4 إلى 5 لتر، فكيف يمكن إزالة السموم من ملايين الأمتار المكعبة من الماء.
أمام هذه التحديات، بعد أن صدرت تقارير غربية تنذر بأن المغرب من الدول التي ستعرف نقصا حادا في الماء، كان لزاما علي أن أسهر الليالي وأبحث وأناقش لأجد لوطني وللمسلمين عامة حلا يضمن لنا الماء إلى الأبد، كي لا يطمع في أوطاننا وأمتنا الطامعون.
الطبيعة تعرف التطعيم المباشر للفرشات المائية، فقد استنتج الإنسان هذا التطعيم المباشر، حيث اقتنع أنه حال تفيض الأودية يزداد منسوب الماء في الآبار.
لكن الكثير لم يبحث ولا عرف كيف يتم التطعيم المباشر للفرشات المائية، بل الكثير تقريبا يحسب أن الفرشات المائية تنتعش بفعل تساقط المطر مباشرة، لا من خلال الأودية.
سأقدم هنا روابط نموذج التطعيم المباشر والطبيعي للفرشات المائية في وادي درعة في إقليم أسا الزاك، خلال فيضانات نهاية شهر نونبر سنة 2014.
https ://www.youtube.com/watch?v=derF_WiwjQY
https ://www.youtube.com/watch?v=HA1QVq1lOgY
التطعيم المباشر، عبر الثقوب الطبيعية، لا يكون إلا في حالة فيضان الأودية وخروج الوادي عن مساره وبلوغ الماء لتلك الثقوب التي تكون في الغالب على جنبات الأودية، كما يبين ذلك الفيديوهين أعلاه.
بالنسبة للشقوق الكبيرة في قلب الأودية، إن لم يحدث فيضان كبير ليجرف الماء الصخور والترسبات فوق تلك الشقوق، لا ينفذ فيها ماء كثيير للبحيرات الباطنية.
في حين أن الثقوب التي تكون على جنبات الأودية فهي تغلق بالطمي الرقيق فقط حال تقل مياه الوادي. عند معاودة فيضان الوادي مرة أخرى يذيب الماء ذلك الطمي لينفذ مباشرة للفرشات المائية بكمية قد تصل أو تتجاوز متر مكعب في الثانية.
قد يتساءل الكثير، كيف وجدت تلك الثقوب الطبيعية في جنبات الأودية التي ينفذ منها الماء بكميات مهمة للفرشات المائية؟
الله عز وجل قال في سورة الزمر الآية 21 (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَــــــــــــــهُ يَنَابِيـــــــــــــــــعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ))
الله عز وجل سلك للماء ينابيع في الأرض (فرشات مائية)، تكونت عبر ملايين السنين، فالماء يجري في الأرض في ينابيع كما يجري الدم في جسد الإنسان، الفرق هو فقط في كمية الماء بين نقطة ونقطة، كذلك حال الدم في جسد الانسان.
كلنا نلاحظ أشجارا في جنبات الأودية تكون مخضرة دائما، رغم كون جميع الأشجار شبه ميتة، فنفهم أن جذورها بلغت فرشة مائية.
معلوم أن جذور الأشجار، خاصة الكبيرة منها تبحث عن الماء في باطن الأرض كما يبحث الإنسان عن الغذاء، تخترق تلك الجذور الطبقات الصخرية للبلوغ للماء، فتنهل منه لفائدة الأشجار.
الجذر أو الجذور التي تصل للفرشات المائية تكبر ويزداد قطرها حتى يكاد يكون مساويا لجدع الشجرة.
أما طريقة ثقب الطبقات الصخرية فتكون بإذابة الجدر للصخر، حيث أن نهاية الجدر تكون مشبعة بالماء وحال يصطدم بالصخر وضغط الشجرة تدفعه ليخترق الصخر، يذيب الماء الذي في الجدر الصخر حتى يحدث فيه ثقبا.
كما يملك الانسان والكثير من المخلوقات حوامض معدية تساعده على الهضم، فأن للأشجار الكبيرة حوامض في جذورها تسهل عليها ثقب أي صخر إن كان الماء تحته.
حين يبلغ الجذر الماء، فانه ينقسم إلى ما يشبه الخيوط الحريرية البيضاء، تنمو في الفرشة المائية لعشرات الأمتار، تمتص الماء وتقوي الجدر ليحاول توسيع الثقب الذي أحدثه في الصخرـ وبنفس الطريقة يذيب الجدر الصخر من الجوانب ومع مرور السنوات قد يصبح الثقب الذي أحدثه جدر شجرة كبيرة بقطر متر أو أكثر.
بعد عشرات السنين قد يحدث فيضان قوي يقتلع تلك الشجرة، فينكسر الجذر المشبع بالماء مع أول هزة لها، ليبقى في باطن الأرض، وبعد عشرات السنين، يتفتت ليصبح عبارة عن قناة من سطح الأرض إلى الفرشة المائية.
حال يفيض الوادي من جديد، يحرك الفتات في الجذر الذي أصبح قناة، فيدفعه للفرشة المائية ويسمح للماء بالدخول للفرشات المائية بكمية مهمة، قد يتوسع مكان الجذر حتى يكون قناة قطرها متر أو مترين.
بالطبع حال ينحصر الماء في الوادي يترسب الطمي فوق القناة وحواليها وحال ينشف الطمي يشكل سدادة للثقب المائي تكون بعمق أمتار في داخل الثقب المائي، مع ترك اثر اعلاها يكون على شكل حفرة، يختلف قطرها حسب قطر الثقب المائي، من خلالها يعلم ذو النظرة الثاقبة، مكان تواجد الثقوب الطبيعية وتقدير قطر كل منها وكمية الماء التي يمكن ان تضخها للبحيرات الباطنية في الدقيقة الواحدة.
هكذا دواليك حال يفيض الوادي من جديد يذيب ذلك الطمي لينفذ الماء بمتر مكعب في الثانية أو أكثر لداخل الفرشات المائية.
الثقوب الطبيعة تكونت عبر ملايين السنين، كما تكونت في باطن الأرٍض بحيرات مائية يمكن لواحدة منها أن تسع حقينة جميع سدود المغرب، من أبسط البحيرات المائية، المغارات التي نتخذها اليوم مزارات سياحة، في حين أنها في الأصل بحيرات مائية.
البحيرات في باطن الأرض تكونت بفعل إذابة الماء للطبقات الهشة بين الطبقات الصلبة، مثل الطبقات الملحية أو الكلسية وغيرها من المعادن الهشة التي جرفها الماء في باطن الأرض، على مدى ملايين السنين، فبقي مكانها فارغا فأحتله الماء وتكونت البحيرات التي إن ملئت تضمن لنا الماء لسنوات متوالية.
المغارات التي يدخل منها المستغورون حاليا لتلك البحريات هي في الأًصل متنفسات لتلك البحيرات، تكونت تلك المغارات عبر ملايين السنين، بفعل بخار الماء الناتج عن ارتجاجه، فأذاب معادن بين الصخور، كما الكلس ليشكل منها فتحة أو فتحات تتنفس منها البحيرات، كي يخرج منها الهواء حال تملأ بالماء كما يدخل منها الهواء حال يقل ماؤها.
تلك المتنفسات للبحيرات المائية يسميها العامة (غار السبع) أو (غار الضبع) يتوهمون أن السبع أو الضبع هو من حفر ذلك الغار، والحال أن الوحيش اكتشفه فقط واستفاد من برودته، خاصة في الصيف، لكن يفر منه في حال فيضان الأودية، لأنه حينها ينبعث منه بخار كثيف يتعذر البقاء داخلها.
نظرا لأن دورة الفيضانات تكون في الغالب ما بين 20 إلى 30 سنة، مما يعني أن التطعيم الطبيعي للفرشات المائية لن يستطيع أن يلبي حاجياتنا من الماء في ظل الاستهلاك المفرط له حاليا.
زيادة على أن تشييد السدود يمنع في الغالب فيضان الأودية وبذلك نكون قد منعنا التطعيم الطبيعي للفرشات المائية.
لذلك لابد أن نطعم الفرشات المائية بطريقة اصطناعية على الشكل الذي يقع فيه التطعيم المباشر في الطبيعة، كما هو مبين في الفيديوهين أعلاه.
حاليا الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء ترى في حفر الآبار والثقوب المائية تهديدا للفرشات المائية، لكن حال نطبق اختراع تقوية الفرشات المائية، سيكون حفر الآبار والثقوب المائية جد مفيد للفرشات المائية، لأن كل ثقب أو بئر نحفره هو عبارة عن متنفس جديد للبحيرات المائية في باطن الأرض.
المتنفسات تسهل عملية انسياب الماء في الفرشات المائية، كما تسهل خروج الهواء ليحل محله الماء أثناء جريان الأودية، فيسمح ذلك للثقوب المائية الاصطناعية بتصريف كميات جد مهمة من الماء للفرشات المائية، تصل إلى متر مكعب في الثانية.
التطعيم الاصطناعي المباشر للفرشات المائية، هو موضوع براءة الاختراع التي وفقت فيها، وستجدون شرحه بالتفصيل أسفله.
المبحث الأول: شرح اختراع تقويـــــــــة الفرشات المائية
اختراع تقوية الفرشات المائية يقوم على حفر ثقوب مائية A1 أو آبار على نقاط الالتقاء بين الأودية والفرشات المائيةA15 ، بهدف تطعيم الفرشات المائية A16 مباشرة بمياه الأودية.
الطريقة هي حفر وبناء ضفيرة A2على الثقب المائي A1أو البئر تختلف أبعادها ومساحتها الفارغة باختلاف عرض الوادي وصلابة أو هشاشة نقطة الالتقاءA3 بين الوادي والفرشة المائيةA15 .
الضفيرة A2 دورها هو مصفاة تمنع الترسبات A14 من الدخول للثقب A1 وذلك بتعبئتها بحصى البحر A12 وإحاطة الثقب المائي A1أو البئر بشباكA8 ليمنع الحصى A12 من السقوط فيA1 ، مع تغطية الحصىA12 بشباك آخر A9 مساوي لمستوى الوادي، ليمنع الوادي من جرف الحصىA12 ، فيبقى الحصى A12في مكانه بين الشباكين A8 و A9 يمنع الترسبات A14 من الدخول للثقب المائيA1 أو البئر.
فوق فتحة الثقب المائي A1 أو البئر نبني سقف اسمنتي A6 دائري قطره أكبر من قطر الثقب المائي A1 أو البئر، ليحمي الثقب A1 أو البئر من الترسبات A14 ولا يتسرب له إلا الماء الذي يرشح عبر الحصىA12 الذي في الضفيرةA2 والمحمي بشباكين سفلي A8 وعلوي A9 كما شرحت أعلاه.
حال جريان الوادي يملأ البئر أو الثقب المائي A1 في دقيقتين تقريبا، بسبب ضغط الماء في الثقب A1 أو البئر، ستتوسع القناة المائية A15 التي حفرنا عليها لتصبح A16 .
الماء في باطن الأرض يخترق طبقة هشة بين طبقتين صلبتين، كمية وقوة الماء هي من توسع المجرى A15 أفقيا أو عموديا حسب سمك الطبقة الهشة، وعليه يمكن أن تتوسع القناة A16 لتسع أكثر من متر مكعب من الماء في الثانية.
نحفر بهدف استخراج الماء صحيح، لكن الهدف هو إدخال الماء للفرشات المائية حال جريان الأودية الموسمية، في النقاط الصلبة من الأوديةA3 بالدرجة الأولى.
الحفر في نقاط الالتقاء الهشة بين الوادي والفرشة المائية، يلزم بالزيادة في أبعاد وعمق الضفيرة المصفاة A2 بالتالي زيادة تكلفة تطبيق الاختراع.
لذلك بداية نركز على الحفر في نقاط الالتقاء الصلبة A3 ، بعدها يمكننا أن نحفر في نقاط الالتقاء الهشة إن وجدنا الحاجة لذلك ملحة.
حين نحفر الثقوب المائيةA1 على النحو المعمول به حاليا من تقوية أعلاها لكي لا تخرب A13 ، نحفر فوق كل ثقب A1 ضفيرة مربعة الشكل A2 بضلع 5 أمتار، يكون عمقها مترين ونصف.
نقوي الضفيرة A2 بالاسمنت المسلح من جوانبها ومن أسفلهاA4 ، ليتبقى من عمقها مترين وفي مساحتها 16 متر مربع.
نبني بالاسمنت المسلح من الجهات الأربع جدارا A5 بارتفاع 1.60 متر وسمكه 40سنتمتر وطوله 1.25متر، هدف الحيطان الأربعةA5 هو أن تحمل عمودين أسمنتين A7، الأخيرين يحملان سقفا اسمنتيا دائريا A6 بقطر 1.5 متر يغطي الثقب المائي.
أسفل السقفA6 وعلى حافته الدائرية قضبان من نحاس أو إنوكس أو الفولاذ أو البلاستيك المقوى بالحديد من الداخلA8 سمك كل قضيب حوالي 10 ملمتر، مشكلة شباك A8مقسم إلى أربع قطع E1+E2+E3+E4 حيث تتشكل كل قطعة من إطار من نحاس أو إنكوس أو فولاذ أو بلاستيك مقوى بالحديد من الداخل، بسمك حوالي 3ملتمر وعرض 5 سنتمتر تركب فيه حوالي 30 قضيب عمودي و 20 قضيب أفقي على شكل الشباك تكون مساحة كل فتحة فيه أقل أو يساوي 25سنتمتر مربع، بين القضبان الأفقية والعمودية شباك من نحاس أو إنوكس أو فولاذ أو بلاستيك مقوى بالحديد من الداخل، تكون مساحة كل فتحة فيه 1 سنتمتر مربع.
حين نقوي A13، أعلى الثقب المائي A1 نرفع حافة من الاسمنت المسلح محيطة بالثقب A11 قطر دائرتها 1.5 متر وسمك الحافة 20سنتمر وارتفاعها 20 سنتمر أيضا عن مستوى الضفيرة A2 ، تكون كالخاتم حول فتحة الثقب المائي A1.
دور الحافة(G1+G2) A11 هو أن ترتكز عليها القطع الأربعة E1+E2+E3+E4 للشباك A8 في الأسفل، كما ترتكز على حافة السقف في الأعلى، حيث تكون قطع الشباك قابلة للتغيير ومشدودة في الجانبين في الجدارين C1+C2 وفي حافة السقف G2 الذي يغطي الثقب المائيA1 .
الشباك A8 على شكل اسطواني بقطر 1.5 متر وارتفاع 1.80متر متكون من أربعة قطع متساويةE1+E2+E3+E4 متشابهة كما فصلتها أعلاه محيطة بفراغ A10.
الحافة في الجدارين G3أيضا يرتكز عليها الشباك A8،كي لا يتعرض لأي ضغط فيسهل استبداله في معدل عمري هو حوالي 25 سنة تقريبا، لأن حصى البحرA12 بفعل الاحتكاك سيحدث تآكل الشباك A8 كما تآكل الحصى A12 نفسه، جراء الاحتكاك الشديد وقت جريان الوادي.
الهدف من الشباك المعرف أعلاهA8 هو أن يمنع حصى البحر A12 من الدخول للثقب المائي A1 وفوق الحصىA12 شباك معد بنفس الطريقة A9من قضبان متقاطعة فولاذية تختلف عن التي في الأسفلA8 من حيث السمك حيث يجب أن يكون سمك القضبان التي تشكل الشباك فوق الحصى A9 في حدود 24 ملمتر تقريبا.
الشباك الفولاذي بين القضبان المتقاطعة A9 يكون سمكه ضعف سمك الشباك السفليA8 ، ويتكون من 16 قطعة متساوية ومتشابهة F1+F2+F3+F4+F5+F6+F7+F8+F9+F10+F11+F12+F13+F14+F15+F16 لكل منها إطارها الصلب حيث يتلامس الإطارين مكونان دعامة قوية للشباك.
فوق سقف الثقب المائي A6 والذي قلنا أن قطره 1.5 متر، قطعة مطاطيةA17 مساوية له في القطر، مركبة بإحكام يكون سمكها حوالي 3 سنتمتر تمنع الحجارة الكبيرة من كسر السقف.
بالطبع الشباك العلوي A9، الذي يغطي حصى البحر A12ليمنع الوادي من جرفه يكون هو والمطاط A17الذي يغطي سقف الثقب المائيA1 مساويان لمستوى الوادي، مع معدل انحدار مساوي لمعدل انحدار الوادي في تلك المنطقة.
حال ينقص صبيب الوادي سيترسب على الشباك A9 وعلى المطاط A17 الحصى فالرمل ثم الطمي A14 ،حيث لن يتبقى في الوادي ماء كافي يبعد ذلك الطمي A14 وسيشكل الطمي المترسب A14حماية للثقب المائيA1 ، يحميه من الملوثات ويخفيه عن فضول الغرباء، كما يمنع الملوثات التي يحملها الوادي في بداية جريان آخر من الدخول للثقب.
حين جريان الأودية من جديد، ستجد الثقوب المائية الاصطناعية مغطاة بالحصى والرمل والطمي، بالتالي لن ينفذ الماء للثقب إلا بعد أن يجرف الوادي كل الحصى والرمل والطمي وعليه لن يتسرب للثقب الاصطناعي الماء الملوث، سواء من الأرض كما في السماء.
أهل البوادي الذين يستعملون الضفائر لضمان الماء لهم، لا يسمحون بدخول ماء المطر الأول في السنة لها، بل يتركونه يغسل مصارف الضفائر، كما يعلمون انه يكون ملوثا لأنه ينزل كل ما في السماء من دخان وغبار وملوثات.
كذلك لن يدخل الماء الملوث للثقوب المائية الاصطناعية، لأنه سيجد مصفاتها التي هي الضفائر، محكمة الغلق بالطمي والرمل والترسبات، فلن يتمكن ماء الوادي من الدخول للثقوب المائية الاصطناعية إلا دقائق بعد كل جريان جديد، مما يحمي الثقب والفرشات المائية من أي ملوثات كيفما كانت.
سيملأ الثقب المائي A1 في دقيقتين تقريبا، وسيتشكل ضغط ماء شديد على الفرشة المائية، حيث لو كانت القناة المائية في عمق 60 متر مثلا ستتعرض لضغط حوالي 80 طن من الماء وأكثر ، ليوسعها لتصبح A16 ، فتسرب للفرشات المائية كميات مهمة من الماء، ستصل بعد سنة أو سنوات حوالي متر مكعب من الماء في الثانية.
الماء في باطن الأرض يخترق طبقة هشة بين طبقتين صلبتين، حجم وقوة الماء هي من توسع المجرى A15 أفقيا أو عموديا حسب سمك الطبقة الهشة، وعليه يمكن أن تتوسع القناة A16لتسع أكثر من متر مكعب من الماء في الثانية في حالة كون قطر الثقب المائي متر واحد.
الاختراع هذا يكلف تطبيقه حوالي 500.000خمسمأئة ألف درهم تقريبا، حيث أن حفر متر عمق ومتر قطر يكلف حوالي 2000 درهم و100متر عمق ستكلف 200.000 مائتا ألف درهم.
في حين ستكلف عملية تقوية أعلى الثقب المائي لحين البلوغ للطبقات الصلبة A13 وبعمق 10 أمتار أو أقل، زيادة على حفر وبناء الضفيرة A2 مع الشباك السفليA8 والشباك العلوي A9 مع المطاط A17 وحصى البحر A12 ، حوالي 300.000 ثلاثمائة ألف درهم.
لو قدرنا تكلفة سد كبير بمبلغ 5.5 مليار درهم، فإننا بنفس التكلفة سننجز 11000 أحد عشر ألف ثقب مائيA1 مزود بضفائر وجميع مشتملاتها على النحو الذي شرحت أعلاه.
مما يعني أن مجموع الثقوب A1 مع مصفاتها، المنجزة بتكلفة سد واحد، ستسرب للفرشات المائية A16 في 24ساعة من جريان الأودية – لو وزعنا 11000 ثقب على المستوى الوطني- حوالي 01 مليار متر مكعب من الماء.
لو كان معدل جريان الأودية الوطنية في سنة كاملة هو 72 ساعة، فإن الثقوب المائية A1 ستسرب للفرشات المائيةA16 حوالي 03 مليار متر مكعب من الماء.
طبعا للاستفادة من ماء السد الذي نشيده ب 5.5 مليار درهم، يلزمنا إنفاق مبلغ مماثل تقريبا لإيصال ماء ذلك السد لساكنة إقليم معين.
تكلفة إيصال الماء للساكنة والفلاحين، لو انفقناها في تقوية الفرشات المائية,(على النحو المفصل في اختراعي هذا) ستضمن لنا في السنة الواحدة حوالي 03 مليار متر مكعب من الماء.
وعليه تكون تكلفة تشيد سد وتوزيع مائه، لو أنفقناها في تقوية الفرشات المائية، كافية لتضمن لنا في السنة الأولى حوالي 06 مليار متر مكعب من الماء، في حين أن السد لن يضمن لنا بعد 6 سنوات إلا 700مليون متر مكعب من الماء، حقينة تنقص سنة بعد أخرى بفعل عوامل عدة شرحتها من قبل.
الماء فوق سطح الأرض على شكل شجرة أغصانها تزود الجدر بالماء، فنجد عشرات إلى مئات من المجاري المائية تصب في وادي كبير.
تحت الأرض يكون في الغالب العكس، حيث أن ثقب مائي A1 بقطر متر واحد يمكن أن يتوزع ماؤه على عشرات القنوات المائيةA16 في باطن الأرض، ويمكن لعشرات الثقوب المائية A1 أن تصب في بحيرة في باطن الأرض ومنها يتوزع الماء على عشرات إلى مئات القنوات المائيةA15 .
ماء موزع بالعدل على كافة التراب الوطني محفوظ وغير معرض للتبخر ولا للتلوث، يمكن لكل مواطن الاستفادة منه.
نظام تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية هو ضمانة للماء إلى الأبد، آمن محفوظ موزع بلا عواقب خطيرة، هو بديل للسدود التي تعتريها مجموعة نواقص منها تبخر ما بين الثلث والخمس من حقينتها، مع ضياع مثل ذلك في التوحل، زيادة على مشكلة الترسبات التي تملأ السدود ، خاصة في ظل الأمطار العاصفية، مما يجعلها تفقد بعضا من حقينتها كل سنة لحين تموت نهائيا، ببلوغ الترسبات أعلى جدارها.
أما مخاطر السدود، فهي كثيرة ما بين الانهيار بفعل الماء أو بفعل إرهابي، أو تسميم مائه، مع الأعداد الهائلة من البعوض التي تنتعش خاصة في الصيف في بحيرات السدود مشكلة تهديدا للساكنة، ناقلة لأمراض جد خطيرة، زيادة على تكاليف توزيع الماء وتنقيته ورعاية السد مع حمايته.
النتيجة هي أن اختراع تقوية الفرشات المائية هو بديل حقيقي لتشييد السدود، لأن نفس تكلفة بناء سد واحد مع توزيع مائه تضمن لنا أكثر من عشرة أضعاف حقينة ذلك السد مع توزيع ذلك الماء وحفظه سليما نقيا.
أما تحلية ماء البحر في المغرب، فهي بالطبع لن تشكل أمام اختراع تقوية الفرشات المائية حتى 1 في المائة، لكوننا وطن يستورد الطاقة، والطاقة تلزمنا لتحلية ماء البحر كما لنقل ذلك الماء لعشرات الكلمترات صعودا.
اختراع تقوية الفرشات المائية، بديل لسياسة السدود ولتحلية ماء البحر أما إعادة تصفية المياه العديمة، فهو غير صحي بل يجب استغلال ذلك الماء وعلى حاله لسقي الغابات الجديدة فقط.
- متى تكون الفرشة المائية أقوى من الوادي؟
يمكن للفرشة المائية أن تكون أقوى من الوادي، فالأنهار الدائمة الجريان هي أصلها فرشة مائية قوية أو مجموعة فرشات، تنبع فوق الأرض لتشكل نهرا دائم الجريان.
مثال النهر العظيم، في ليبيا، الذي جمع ماء العديد من قنوات الفرشات المائية ليشكل نهرا يجري فوق الأرض، كذلك تتشكل الأنهار الطبيعية عبر تجمع العديد من قنوات الفرشات المائية في قناة كبيرة أو بحيرة كبيرة تكون محاصرة تحت الأرض، فلا تجد متنفسا لها فتجبر على الخروج فوق الأرض مشكلة عيونا مائية جارية.
لذلك فان إمكانية خروج الماء بقوة في الثقوب المائية التي سنحفرها في قلب الأودية واردة بنسبة معينة، لكنها مؤقتة والسبب بالطبع أن كثرة الثقوب المائية ستمكن البحيرات المائية في باطن الأرض من إخراج الهواء المضغوط في داخلها، وسينعدم الهواء مستقبلا في تلك البحيرات ليحل محله الماء.
الذي يدفع الماء في الهواء في بعض الآبار والثقوب هو الهواء المضغوط تحت الماء، على شاكلة المسدس المائي المضغوط بالهواء، وحال يضغطون على زناده يندفع الماء بقوة، الذي يدفع الماء طبعا هو الهواء المضغوط، أما الماء بطبيعته فهو يتجه نحو الأسفل ولا يمكنه أن يرتفع، بل يبحث عن منفذ له في الأسفل دائما.
لذلك فإنه مستبعد جدا، مع كثرة الثقوب المائية على كل فرشة مائية أن يصعد الماء بقوة كما يحدث في العيون الجارية، زيادة على أن كثرة الثقوب ستمكن الماء من السيلان في الفرشات المائية بسهولة فيسهل عليه توستعها.
ينبع الماء على شكل عيون جارية في حالتين اثنتين، أولاها أن تكون القناة المائية (الفرشة المائية) وصلت إلى طبقات صلبة تعذر معها النفاذ فيها فلم تجد بدا من الصعود نحو الأعلى أمام ضغط الماء، حيث تجد متنفسا لها تنبع منه من غير جهد إنسان أو بفعل جهد متواضع، كما الحال في العديد من العيون في جميع أنحاء المغرب مثلا.
الحالة الثانية هي أن تصل الفرشة المائية طبقات صلبة لا تسمح إلا بمرور نسبة من الماء فيضطر الباقي منه إلى الصعود والخروج فوق الأرض، كما خرجت عين جارية في شارع القصر الملكي بكلميم بجانب الطريق إبان فيضانات نهاية نونبر من سنة 2014 والتي نضبت بعد ثلاثة أشهر من جريانها في الشارع.
كثرة الثقوب المائية لن تسمح للماء بالصعود نحو الأعلى إلا في حالات نادرة جدا، وسيكون ذلك مؤقتا وغير دائم، حتى لو صادفنا ثقبا مائيا ينبع منه الماء في قلب وادي فهو لن يضيع طبعا، لأنه سيدخل للفرشات المائية في ثقوب أخرى أسفل ذلك الثقب.
حدث في جماعة تكانت بإقليم كلميم أن انفجر الماء في بئر قرب عين تكانت، انفجار البئر بالماء كان شديدا واستمر مدة جريان الأودية، والسب بالطبع هو ما شرحته أعلاه، لأن البئر قريب من العين وخروج الماء في العين سببه استحالة مروره في الفرشة المائية، زيادة على الهواء المضغوط الذي دفعه ماء الأودية في قناة الفرشة المائية فسبب ضغط الهواء ارتفاع الماء في السماء.
في حالة عدم وجود الهواء المضغوط فإن الماء حتى وإن أجبر على الخروج فوق الأرض، فهو سيخرج بسلاسة، كما يخرج في قنوات الصرف الصحي حال انسدادها، يفور ولا يرتفع عاليا.
مشروع تقوية الفرشات المائية لا يمكنه أن يسبب استنزافها، لكن يمكنه أن يسبب فيضان بعض الآبار وخاصة القريبة من بعض العيون الخارجة فوق الأرض، والحل بالطبع هو إحداث ثقوب مائية على فرشات أخرى، غير التي ينبع منها الماء لصرف ماء العين.
لن يحدث فيضان بعض الآبار إلا في سنوات الفيضانات الشديدة، مثل ما وقع نونبر سنة 2014 ، حيث تنتعش الفرشات المائية ليس في الثقوب التي نحدثها فقط بل وفي قلب الأودية حيث الشقوق الطبيعية، كما في جنباتها حيث الثقوب الطبيعية.
لكن لكون الفيضان لا يقع إلا بعد كل 15 إلى20 سنة وأكثر، وعليه فإن إحداث الثقوب في قلب الأودية لتوسيع الفرشات المائية قد يحقق هذ الهدف، مما سيمكنها من استيعاب الماء الكثير الذي قد ينساب فيها في سنة الفيضانات.
بذلك نحقق الهدف المنشود الذي هو ضمان الماء لوطننا وأوطان المسلمين عامة، بكميات كافية وبتكلفة بسيطة، نقوي فلاحتنا وننعش التشغيل والإنتاج والتصدير ونحقق استقلالنا الغذائي.
2-كيف يمكن أن ننجز خريطة الفرشات المائية؟
أصبح بعض المعنيين بالماء موقنين أن تقوية الفرشات المائية، نظام دائم, مستمر، سليم وآمن لضمان الماء لبلاد المسلمين كلها مع توزيعه بلا درهم واحد. نظام يضمن الماء لكل المواطنين فيضمن للدولة والحكومة مبالغ جد مهمة عن استغلال المواطنين للماء، مبالغ مضاعفة إلى عشر مرات عما تحصل عليه الدولة حاليا. تكونت في بلاد المسلمين، على مدى ملايين السنين بحيرات في باطن الأرض الواحدة منها يمكن أن تساوي حقينتها حقينة عشرة سدود أو أكثر. زيادة على أن تلك البحيرات الباطنية مزودة بقنوات تكونت هي الأخرى على مدى ملايين السنين، توزع الماء توزيعا عادلا في كل ربوع بلاد المسلمين ولا يمكن أن نجد كلمتر مربع واحد ليس فيه فرشة مائية. دول المسلمين حاليا تنفق الكثير من أجل بناء بحيرات سطحية، كما تنفق مبالغ ضخمة من أجل انجاز دراسة توزيع ماء تلك البحيرات السطحية، فتنفق اضعاف ذلك من أجل شق قنوات توزيع ماء السدود، مع ما يستتبع ذلك من نفقات يومية ترهق كاهل الدولة في ضمان الماء للشرب والسقي للمواطنين. في نظام تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية، مع نظام حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، تضمن الدولة الماء الوافر النقي السليم الآمن الموزع على الشعب كله، سقيا وشربا بأقل من ربع التكلفة التي تنفقها حاليا. ستجني الدولة بتركيبها لعدادات الماء على كل ثقب أو بئر في الوطن كله، عشرة أضعاف ما تحصل عليه حاليا، بذلك سيضمن الاختراعين لدول المسلمين أضعاف ما تحصل عليه حاليا مقابل ضمان الماء لشعوبها، لن تنفق إلا القليل ، بعد عشر سنوات ستجني الدولة الملايير سنويا ولن تحتاج أن تنفق درهما واحدا زيادة. لتطبيق اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية، مع اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، لابد أن ننجز خريطة الفرشات المائية في بلاد المسلمين وفي كل منطقة على حدى. يرتكز اختراع تقوية الفرشات المائية على حفر ثقوب مائية أو آبار في نقاط الالتقاء بين الأودية وبين الفرشات المائية، لهذا لابد أن ننجز خريطة شاملة لنقاط الإلتقاء بين الأودية في الوطن وبين الفرشات المائية. كما يرتكز اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية على حفر ثقوب مائية في نقاط الإلتقاء بين الشوارع والأزقة وبين الفرشات المائية، في كل مدنية على صعيد كل وطن. لكن كم سيلزمنا من الوقت لانجاز خريطة الفرشات المائية؟ وماهي كلفتها المالية ؟ وكم من الأطر والأعوان يلزم لإنجازها وإتمامها؟ المخطط المائي بالمغرب مثلا، مشارف على المصادقة عليه، وإن صودق عليه في شكله الحالي فإننا بلا شك سنعطش قبل انتهاء الأجل المخصص لإنهائه، السبب بالطبع أن المخطط رغم المبالغ المهمة التي رصدت له، فإن كمية الماء التي يستهدفها جد متواضعة. زيادة على أن ما يستهدف المخطط المائي جمعه من الماء، يمكن أن نخسر مثله أو أكثر منه في نفس مدة انجاز المخطط المائي. السبب بالطبع هو الأمطار العاصفية التي ترسب في سدودنا ملايين إلى ملايير الأمتار المكعبة من الترسبات كل سنة، مع تزايد درجات الحرارة سنة بعد أخرى وتزايد كميات الماء التي ستتبخر من كل سد. لهذا وجب أن ننجز خريطة الفرشات المائية في كل وطن، في وقت قياسي، مركزين بالدرجة الأولى على الأودية الكبيرة وعلى الشوارع في المدن. يلزم خريطة شاملة لكل الأودية الكبيرة على مستوى كل جماعة محلية، الوادي الكبير هو الوادي الذي يتجاوز طوله 30 كلمتر، كما يلزم خريطة شاملة لكل الشوارع على المستوى الوطني، والشارع هو الذي يتجاوز عرضه 20متر. بالطبع وكالات الحوض المائي، لديها خرائط شاملة لكل الأودية الكبيرة على الصعيد الوطني، وبالنسبة للشوارع فكل مدينة لديها خرائط شاملة لها. عندما يتخذ قرار تطبيق اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية واختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، يصاغ إعلان وطلب التسجيل في المشاركة في انجاز خريطة الفرشات المائية، يبث ويذاع وينشر في كل وسائل الإعلام السمعي البصري والجرائد الورقية والالكترونية وفي وسائل التواصل في الأنترنيت. يكون أجل التسجيل هو أسبوعين تقريبا، المسجلون يحضرون في أيام تكوينية، تكون على مستوى الإقليم أو الدائرة، ليعرفوا كيف يتعرفون على الفرشات المائية. خبراء الماء المسمون (مافامان) مجبرون عل المشاركة في انجاز الخرائط تحت طائلة منعهم من الممارسة مستقبلا، إلا من أدلى بشهادة طبية أو عذر مقبول يمنعه من ذلك. تنجز الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء بتعاون مع السلطات المحلية لائحة بأسماء خبراء الماء ( مافمان) على مستوى كل إقليم. المهندسون والتقنيون أيضا يتجندون لرسم خرائط الأودية، وتدقيق نقاط الفرشات المائية بنظام (GPS) حيث يكون لكل جماعة محلية مهندس أو تقني ممتاز، و(مافامان) واحد. نجند الشباب المعطل، خاصة خريجو الجامعات ليستفيدوا ويفيدوا، ويستحسن أن يعمل في البوادي أبناؤها، فهم العارفون بأوديتها وقريبون من أهليهم. يلزم لكل جماعة قروية 20 عشرون شابا سليما، خريج الجامعة أحسن وإن لم يكن، يكون بمستوى التعليم الثانوي، يرأسهم تقني ممتاز أو مهندس، فيتولى الخبير المسمى (مافامان) تصحيح نقاط الفرشات المائية. الشباب العشرون على مستوى كل جماعة قروية يتوزعون على الأودية الكبيرة المخترقة لتراب جماعتهم، بعد أن استفادوا من الأيام التكوينية لمعرفة كيف يستعملون طرق اكتشاف الفرشات المائية، وطريقة تسجيل أبعادها بواسطة GPS. كل شابين يتعاونان، فينجز كل منهما محضرا لكل نقطة الفرشات المائية في مذكرة خاصة توزع عليهم، يعلمون نقطة الفرشات المائية بالصباغة ( النوع الذي يرش) في كومة حجارة في قلب الوادي، مع صباغة نقطتين في جانبي الوادي تبينان نقطة الفرشة المائية جيدا, حيث لو أزيلت كومة الحجارة بسبب ما، يسهل التعرف على النقطة. يراقب المهندس أو التقني الممتاز برفقة (مافامان) تلك النقاط المسجلة فيرسم المهندس أو التقني خريطة تبين تلك النقاط جيدا ويدقق أبعادها جيدا ويكتب (المافامان) تقريرا عن كل نقطة اكتشفها الشباب، مبينا تقريبيا كمية الماء فيها وقرب أو بعد الفرشة المائية. قد تستغرق العملية في كل جماعة قروية حوالي أسبوع إلى أسبوعين، ترسل المعلومات تقنيا، كل يوم من طرف تقنيين في مركز كل قيادة أو جماعة إن توفر الانترنيت، إلى وكالة الحوض المائي، حيث توجه للوزارة مباشرة لتراقب سرعة انجاز الخريطة. كل يوم يسلم الشباب والمهندس أو التقني و(المافامان) مذكرته لتسجل المعلومات التي فيها الكترونيا، فيحصل على مذكرة جديدة، ويحتفظ مكتب المعلومات بتلك المذكرات لتسلم في الأخير لوكالات الحوض المائي، تحتفظ بها وتدرسها جيدا فتقارنها بما سجل الكترونيا. لدينا ثلاث طرق سيتمكن الشباب بها من معرفة نقاط الفرشات المائية، وهي استعمال غصني زيتون كما هو مبين في الفيديوهين التاليين: https://www.youtube.com/watch?v=NagCrd531O0 https://www.youtube.com/watch?v=dZqTswXW4GQ أو الطريقة العصرية كما هي مبينة في الفيديو التالي: https://www.youtube.com/watch?v=ok0v_QtfL5U أو استعمال البيض البلدي كما هو مبين في الفيديو التالي: https://www.youtube.com/watch?v=R7OkuLXBwCQ يلزم لكل شابين مشاركين في إنجاز خريطة الفرشات المائية، عن كل نقطة التقاء الفرشات مع الوادي، مبلغ 200 درهما، على أساس أن لا يتجاوز أجرهما اليومي مبلغ 1000درهم، كل شابين لم يحددا ولو نقطة التقاء واحدة في اليوم، يعفيان من مهمتهما لكونهما متهاونين أو عاجزين ليعوضا بغيرهما في لائحة الانتظار. كل شابين حددا نقطة التقاء خاطئة يخصم من أجرهما مبلغ 400درهم، الذي يقرر في صحة أو خطأ نقطة الالتقاء هو خبير الماء (مافمان). في الخريطة الأولية وجب أن نحدد في كل جماعة قروية حوالي 250 نقطة التقاء بين الفرشات المائية والأودية الموسمية، ستكلف حوالي 50000خمسون ألف درهم للشباب العشرين المشاركين في المهمة. كما يلزم مبلغ 50000خمسون ألف درهم أو أكثر عن نفس عدد نقاط الالتقاء لكل من المهندس أو التقني الممتاز و(المفامان)، مع خلية تسجيل المعلومات وإرسالها عبر الانترنيت، مع تعويضات لموظفي الحوض المائي. وعليه يكون المبلغ الذي سيخصص لكل جماعة قروية هو حوالي 100000مائة ألف درهم، مقابل 250 نقطة التقاء بين الفرشات المائية والأودية، على مدى 15 سنة التي هي عمر المخطط المائي بالمغرب، يمكن أن ننجز في كل جماعة قروية 16ستة عشر ثقبا مائيا مزود بمصفاة، في كل سنة. أما بالنسبة للثقوب المائية في قلب الشوارع بالمدن فستتولى إنجازها الجماعات الحضرية والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، لأن الهدف هو تجنيبها الفيضانات وصرف مياه الأمطار، مع تقوية الفرشات المائية. المبلغ اللازم لخريطة الفرشات المائية في الأودية، الكافية لخمسة عشر سنة المقبلة هو في حدود 225مليون درهم، نصفه يوزع على خريجي الجامعات العاطلين عن العمل ويعد تحفيزا لهم على الشغل. |
|||
3- تدبير الماء واجب على الدولة قبل المواطن
الدولة المغربية بعد التوقعات التي أنذرت بأن المغرب سيكون من بين الدول التي ستعرف العطش في المستقبل، اعتمدت سياسة تدبير استهلاك الماء محاصرة المواطن الفلاح والمستثمر، مطالبة المواطن الكادح بفاتورة باهظة جدا.
الذي يسمع التصريحات والأماني عن مستقبل الماء في المغرب يكاد يصدق فيطمئن، لكن الوقائع تكذب وتفضح وتنذر بمستقبل قاتم جدا، إن استمرت الأوضاع على ما هي عليه في ميدان ضمان الماء وتوزيعه.
أعجب كل العجب لدولة تحاسب المواطن على كل قطرة ماء، وهي لا تحاسب نفسها على ضياع ملايير الأمتار المكعبة من الماء كل سنة.
دولة تصب أوديتها في البحر ملايير الأمتار المكعبة من الماء على طول الوطن من السعيدية إلى الكويرة، وفي نفس الوقت تبرمج شراء محطات لتحلية ماء البحر وتشيد سدود كبرى وسدود تلية تجمع الماء صحيح، لكنها تعجز عن توزيعه ولن تستفيد المواطن من ماء تلك السدود، بل ستصبح صالحة للفلاحة بفعل الترسبات.
الماء الذي نحصل عليه في الفرشات المائية هو الأنقى والأرخص والآمن والأسلم والأضمن والأقرب للمواطن في جميع التراب الوطني.
لكن حكومات وطننا – تبعية منها لدول الغرب الاستعمارية التي تريدنا فقراء تابعين لها لحين تعاود استعمارنا- لا تعير الفرشات المائية أي اهتمام يذكر، غير بعض محاولات التسميم التي تقوم بها بصب المياه العادمة في الأودية بزعم تقوية الفرشات المائية، وهي بالفعل تسممها بعد ما يسمونه تصفية المياه العادمة، والتي برز فيها الغرب أيضا إمعانا في إضعافنا وتسميم أبداننا.
في دول الغرب يتلقفون كل فكرة ويشجعون كل باحث موقنين أنه لن يفكر في مصلحة الوطن ومستقبلة إلا من تشبع الوطنية الصادقة، أما في دول المسلمين فالوطنية تهمة معاقب عليها، وكل من يسعى أو يفكر في النهوض بوطنه فهو محارب على جميع الجبهات.
النتيجة بالطبع في حالة تطبيق اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية، واختراع حماية المدن من الفيضانت وتطعيم الفرشات المائية، ستكون أنه بعد حوالي عشرين سنة ستتشبع البحيرات المائية الباطنية بالماء وقد تفيض فتخلق أنهارا دائمة الجريان، خاصة في الأودية الكبيرة جدا، التي تصب فيها العديد من الأودية الأخرى، فقد تصب فيها العديد من الفرشات المائية، بذلك سنغير بنية الوطن، فنضمن الماء فوق الأرض وتحتها لنحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً)).
4- كيف نتأكد من توسع الفرشات المائية في الثقوب المائية؟
قال الله عز وجل ((وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )) سورة الزخرف آية 51.
طرح علي مسؤول ذكي، سؤالا يتعلق بكيفية معرفة هل فعلا الثقب المائي الذي ننجزه يزود الفرشات المائية بالماء؟ أم أنه يمتلئ فقط دون أن يسرب الماء للفرشات المائية ليساهم في ملئ البحيرات الباطنية؟ نعم من السهل جدا معرفة هل الثقب المائي الذي ننجزه يسرب الماء بكميات مهمة للفرشات المائية، أو أنه لا يسرب أي شيء؟ بداية لا بد أن أبين أنه من السهل توسيع فرشة مائية، لكن من الصعب جدا إحداث فرشة مائية، لهذا فحفر أي ثقب مائي لا يكون إلا على فرشة مائية أو مجموعة فرشات، يكون هدفنا هو توسعتها بتعريضها للضغط المائي الشديد، الذي ينتج عن ملئ الثقب المائي بالماء وضغط الوادي فوقه. الذي سيقع حال جريان الوادي هو أن الثقب المائي سيمتلئ بالماء في دقائق معدودة، نظرا لكون الفرشة المائية أو الفرشات قطرها أحيانا يصل فقط لعشر سنتمترات، فإنها ستعجز في الحين عن صرف الماء الذي ملأ به الوادي الثقب المائي، لكنه سيحدث ضغطا كبيرا على تلك الفرشة أو الفرشات يوسعها شيئا فشيئا، لحين تصبح قادرة على ضخ متر مكعب من الماء في الثانية، إن كان قطر الثقب المائي متر واحد. حال تتوسع الفرشة المائية أو الفرشات المائية، فإن الماء سيدخل في الضفيرة المشيدة على الثقب المائي بحجم متر مكعب في الثانية تقريبا، كما شرحت في الفيديو التالي: https://www.youtube.com/watch?v=O-g8tNLfyI4 لكي نكتشف ذلك ونتأكد منه نثبت بحبل بلاستيكي في الشباك الفولاذي، الذي يغطي حصى البحر في الضفيرة المشيدة فوق الثقب المائي، كرة بلاستيكية كالتي تستعمل من البحارة أو قارورة بلاستيكية سميكة محكمة الغلق. القارورة البلاستيكية تكون مثبتة في الشباك من الجهة التي يأتي منها الوادي، فيكون الحبل البلاستيكي بطول يساوي الإرتفاع المتوقع للماء في الوادي. الذي سيقع هو أن القارورة حال تتوسع الفرشة أو الفرشات المائية في الثقب المائي، ستدور بفعل دوران الماء أثناء دخوله للضفيرة ثم للثقب المائي ومنه للفرشات المائية. شاهد هذا الفيديو في هاتفك أو حاسوبك وستفهم كيف سيدور الماء أثناء دخوله للثقب المائي: https://www.youtube.com/watch?v=derF_WiwjQY وبالتالي ستدور القارورة البلاستيكية، ولن تدخل للثقب المائي طبعا، لأن الشباك والحصى يمنعانها زيادة على أن مستوى الماء في الوادي لن يسمح بنزولها، مما يجعلها مرئية يمكن للجميع مشاهدتها وهي تدور حول الضفيرة معطية الدليل على أن الماء بالفعل يدخل في الثقب المائي، مما يفيد أن الفرشات المائية توسعت بالفعل. قارورة المشروبات الغازية البلاستيكية الفارغة مع حبل بلاستيكي بطول أمتار لن يكلفا الا دراهم معدودة، ويمكن لكل مواطن أن يتأكد بنفسه هل الثقب المائي المنجز والمشيد في قلب الوادي ، بالفعل يقوي الفرشات المائية والبحيرات المائية الباطنية أم لا؟ لهذا حين تنجز كل مقاولة، بإذن الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء، الثقوب المائية في قلب الأودية لتقوية الفرشات المائية، تكلف شابا من الساكنة القريبة للثقوب المائية بأن يربط قارورة بلاستيكية قبل نزول المطر بساعات، فيراقبها جيدا بعد ساعات من جريان الوادي، ليصور دوران القارورة أو عدم دورانها في فيديو لتعرف الوزارة هل فعلا توسعت تلك الفرشة أو الفرشات المائية مع أول جريان للوادي، أو أنها تحتاج وقتا أطول. تتكرر عملية المراقبة مع كل جريان للأودية، فتنجز فيديوهات لكل ثقب مائي مع رقمه الخاص، بذلك يمكن للوزارة أن تعرف تقريبا كمية الماء التي ضختها في البحيرات المائية الباطنية خلال كل سنة. |
|||
المبحث الثاني: فوائده ونتائجه المستقبلية.
- إيجابيات تقوية الفرشات المائية :
عبر الزمن لم يكن الإنسان يعرف نظام السدود، بل كان يعتمد على العيون التي تخرج فوق الأرض من تلقاء نفسها، فيتجمع عليها الإنسان، أو يعتمد على الآبار التي يخرج منها الماء، لذلك فإن الفرشات المائية، كانت ووجب أن تبقى الملاذ الحقيقي لضمان الماء للشعوب.
- يمكن انجاز خريطة لنقاط تقاطع الأودية مع الفرشات المائية، في كل جماعة محلية، على المستوى الوطني في شهور.
- يمكن حفر وانجاز آلاف الثقوب المائية في نقاط التقاطع بين الفرشات المائية والأودية في أقل من سنة على مستوى كل قطر.
- كل ثقب مائي يسرب للفرشات المائية كميات مهمة من الماء جراء جريان الوادي الذي يقع فيه، فيتوزع ذلك الماء على فرشات أخرى، يمكنها أن تغطي كامل المنطقة المراد ضمان الماء لها.
- ماء الفرشات المائية محفوظ، نقي، صالح للشرب، لا يحتاج منا تكلفة نقله ولا حراسته ولا تنقيته أو تصفيته ومن السهل استخراجه واستغلاله مباشرة.
- تعتبر سياسة تقوية الفرشات المائية أرخص طريقة لضمان الماء، حيث أن سدا مثلا بمبلغ 5.5 مليار درهم يمكنه فقط أن يضمن 700مليون متر مكعب من الماء بعد 6 سنوات ما بين الدراسة والانجاز، في حين أن نفس المبلغ يمكن أن يضمن وفي السنة الأولى حوالي 3 مليار متر مكعب من الماء إن وجهنا المبلغ المنفق لتقوية الفرشات المائية في نفس المنطقة المخصصة للسد.
- تقوية الفرشات المائية تزداد فعاليته مع توالي السنوات، حيث تتوسع القنوات في باطن الأرض مع كل جريان للأودية ولا تنقص فعاليته مع الزمن، ويمكنه أن يضمن الماء إلى الأبد تقريبا.
- لن يكلفنا أي ثقب مائي، حمايته أو حراسته أو نقل مائه، بل الثقب المائي يحمي نفسه بنفسه، لأنه حال ينتهي جريان الوادي يغلق الثقب ومصفاته بالطمي إغلاقا محكما بعد أن يترسب عليه الحصى والرمل، فلا يمكن لأي كان أن يسرب للثقب المائي أي مادة سامة أو ملوثة.
- سياسة تقوية الفرشات المائية تضمن الماء لعموم المواطنين دون استثناء ولا تمنع جريان الأودية، لكن تنقص صبيبها كلما اقترب الوادي من البحر ويمكنه أن ينتهي ماؤه قبل بلوغ البحر.
- تقوية الفرشات المائية هي أنفع وأجدى طريقة لمنع الفيضانات، لأن ميزانية سد واحد يمكنها أن تمكن من تسريب أكثر من 20 ضعفا كمية الماء التي يمكن لأي سد جمعها.
2-سلبيات تقوية الفرشات المائية :
- يمكن لتقوية الفرشات المائية أن يسبب فيضان الماء في بعض الآبار، مع ما يمكن أن ينجم عن ذلك من أضرار للممتلكات والأنفس.
- يمكن لبعض الثقوب المائية التي نحفرها أن تعجز عن تسريب الماء المنتظر منها كأن تكون الفرشة المائية في طبقة صلبة لم يعد ممكنا توسيعها.
- سيتوسع الاستقلال المائي لدى الدول والمدن، فلا يجد الساعون للتحكم في الماء وسيلة ناجعة لذلك.
- نجاعة مشروع تقوية الفرشات المائية مرهون بمدى قدرة الماء على توسعة الفرشات المائية في باطن الأرض، وكذا بوجود بحيرات مائية في باطن الأرض قادرة على استيعاب الماء الذي نضخه فيها.
الخلاصة : الدولة التي تعتمد اختراع تقوية الفرشات المائية يمكنها أن تضمن الماء الكافي للفلاحة والشرب والصناعة وغيرها من الأنشطة، في خمس سنوات متوالية يمكنها أن توفر ثقوبا كافية لضمان الماء لأكثر من مائة سنة، يكون الإنفاق السنوي على الماء بعد الخمس سنوات ربحا صافيا للدولة توجهه لمجالات أخرى.
3-ما بين تقوية الفرشات المائية والقضاء عليها.
مهندس في الماء مسؤول بادارة مغربية قال لي في نقاش اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية ( لا يمكن للماء الذي نطعم به الفرشات المائية أن ينساب بسرعة لعدم وجود مسالك له)
مظيفا بانهم حفرو ثقبا مائيا في مكان يتجمع فيه الماء ويعرقل سير القطار، وملؤه بالحجارة بهدف تسريب ذلك الماء، لكن الماء لم يتسرب.
فاجبته: أولا، ملأ الثقب المائي بالحجارة لا يمكن ان يجدي في ضخ الماء للفرشات الباطنية، بل يغلق الفرشة المائية إن وجدت أصلا في ذلك الموقع، لأن ارتكاز الحجارة بعضها على بعض يزيل ضغط الماء، تلك الصخور بالطبع ستجمع الترسبات وتقضي على ما كان للفرشة المائية نفسها قبل الحفر عليها من ضغط مائي.
شتان بين ما قام به المهندس المشار إليه، وبين اختراع تقوية الفرشات المائية، الذي يعتمد خلق ضغط مائي بعشرات الأطنان فوق الفرشة المائية لتوسعتها وعدم القضاء عليها، التصفية تكون في أعلى الثقب باستعمال حصى البحر الذي يمكن للماء أن يحركه ليمر الماء دون الترسبات التي يمكنها أن تغلق الفرشة المائية.
لهذا أورد رابط هذا الفيديو لمن أحب أن يشاهده في هاتفه أو حاسوبه.
https://www.youtube.com/watch?v=UabScrFqMpc
الفيديو يبين أكبر وأطول بحيرة مائية في العالم، توجد في إقليم تازة شمال المغرب، وإسمها ( إفري أواضو) ترجمتها مغارة الريح، ربما قد يوجد أكبر منها وأطول في العديد من المناطق في المغرب كما في باقي دول العالم الاسلامي لكننا لم نكتشفها بعد.
الريح في تلك المغارة دليل أن لها مجموعة متنفسات كانت ثقوبا تتزود منها بالماء في السابق فأصبحت حاليا متنفسات، أو ان كمية الماء في تلك البحيرة كبيرة فخلقت متنفسات عدة باذابة الماء المشبع بثاني اوكسيد الكربون للطبقات الكلسية، محدثا ثقوبا كبيرة فيها، لينفذ منها الهواء بدل الماء محدثا ريحا داخل البحيرة التي أصبحت مغارة.
الذي عرقل مهمة مراسل (إم بي سي) كما قال: هو المياه الجوفية، مما يعني أننا بحق نستهتر بثروتنا المائية، فنسمح لكل من هب ودب بالبلوغ لعقل وقلب وأمعاء البحيرات المائية( كما سماها المراسل)، الهدف بالطبع دراهم معدودة يحصل عليها شاب مغربي، مستغل أبشع استغلال.
السياسة المائية في المغرب لا تهتم بالبحيرات المائية الباطنية، المحمية والآمنة والتي من السهل تأمينها، لصالح بحيرات مائية سطحية يكلف بناؤها ملايير الدراهم وتنقص حقينتها سنة بعد أخرى، بفعل الترسبات زيادة على التبخر.
أعجب لخبراء يجتهدون في استنزاف بحيرات باطنية يمكن لواحدة منها أن تسع حقينة عشرة سدود فيمنعون عنها الماء، ويسعون لتحويلها لمزارات سياحية، بالمقابل يسعون لإنفاق أموال الشعب لبناء سدود يعلمون أكثر من غيرهم أن عمرها لا يتجاوز في الغالب خمسين سنة.
من بين الأنظمة التي تجني على البحيرات المائية في باطن الأرض وتمنع عنها الماء، بناء السدود، لأن الأخيرة تساهم في غلق الثقوب المائية في قلب الأودية بتجميع الترسبات فتمنع الماء عن الثقوب المائية أسفل السد، مما يعني منع الماء عن البحيرات المائية في باطن الأرض وبالتالي حرمانها من التجدد، لتستنزف حتى تصبح جافة وصالحة للإستغوار لتدر على الدولة دريهمات، فتنفق الدولة ملايير الدراهم لجمع الماء في بحيرات سطحية.
الطريقة الثانية التي يستنزف بها خبراء الماء الفرشة المائية هي بناء حيطان في قلب الأودية بزعم أنها تجمع الماء ليرشح لباطن الأرض فينعش الفرشات المائية.
الغريب هو أن بعض خبراء الماء لا يعرفون بعد أن الماء الذي نستخرجه في باطن الأرض، لم يرشح، بل نفذ في ثقوب يتفاوت قطرها بين سنتمترات وأمتار.
لهذا حين يزمجر خبراء الماء في وطننا وبحسن نية مدافعين عن بناء تلك الحيطان الاسمنتية، فأعلم أننا في خطر بحق، إنهم ينفقون أموال الشعب في منع الماء عن الفرشات المائية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
عاملات النظافة يعلمن أن الماء لا يحتاج إلى حاجز ليدخل في قناة صرف الماء، بل حال يصلها ينفذ مباشرة وإن كثر يمر بعضه طبعا، لكن أغلب الماء ينفذ حال يجد ثقبا ليدخل منه، لهذا فبناء تلك الحيطان لا يجعل الماء يدخل في الثقوب، بل يجعل الترسبات تملأ تلك الثقوب وبالتالي عدم إمكانية نفاذ الماء منها، مما يعني الحرب على الفرشات المائية.
الطريقة الثالثة والكارثية بحق، هي حفر آبار مع ملئها بالحجارة بزعم أنها ستساهم في تقوية الفرشات المائية، والواقع هو أن تلك الحجارة ستغلق القناة المائية في البئر ولا تسمح للماء بالنفاذ منها ولا بتوسع تلك القناة.
حين نحفر ثقبا مائيا بقطر متر واحد وعمق 100متر ونملأه كله بالحصى أو الحجارة فإننا بذرنا المال العام عبثا، زيادة على أننا خربنا تلك القناة المائية فأغلقناها إلى الأبد، كما منعنا توسعها ومن ينتظر من ذلك البئر المملوء بالحجارة أن ينفذ منه الماء فهو بلا شك يحتاج إلى دروس لدى الفلاحين وحافري الآبار لعله يفهم الكثير.
أما الطريقة الرابعة والخطيرة جدا فهي حفر خنادق وآبار في بعض الأودية وصرف المياه العادمة فيها بزعم تقوية الفرشات المائية والواقع أنهم يسممون الفرشات المائية ويقدمون للفلاحين والمواطنين ماء مسموما يخرب صحتهم تخريبا.
حين تجد خبراء الماء يدافعون عن تشييد السدود مع علمهم أن لها مائة نقطة ضعف، ويحاربون تقوية الفرشات المائية ولها مائة نقطة قوة، فأعلم أن في الأمر سر أو ربما أسرار خفية لا يجب أن نعلمها.
كلما ذكرت لمهندسي الماء إمكانية تقوية الفرشات المائية بحوالي متر مكعب من الماء في الثانية، استغربوا وتهكموا غير مصدقين، فهم يحسبون أن القناة المائية في باطن الأرض لا يمكنها أن تتوسع ليصل قطرها إلى متر أو أكثر.
لكني أجزم أن القناة المائية في باطن الأرض ستتوسع حتى يصل قطرها إلى أكثر من ثلاثة أمتار وزيادة، لكن لا يمكن لفتحة الثقب المائي أن تتوسع بالطبع لأننا نقويها بالاسمنت المسلح حتى نبلغ الطبقات الصلبة وبالتالي حتى ولو توسعت قناة الماء في باطن الأرض فإن الثقب المائي لن يسمح إلا بمرور متر مكعب واحد من الماء فقط في الثانية الواحدة.
حين نطبق اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية، مع اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، فإنه يجب أن تسلم رخص حفر الآبار والثقوب لكل من يطلبها في ملكه، لأن كثرة الثقوب والآبار حينها ستساهم مساهمة فعالة في نفاذ الماء وتوسع الفرشات المائية، لأن كل ثقب مائي أو بئر سيكون متنفسا للفرشات المائية، مساهما في تقويتها أكثر مما يساهم في استنزافها.
بالطبع حين تطبق الحكومة الاختراعين المتعلقين بالماء، حينها سيكون منطقيا ومقبولا أن تركب فوق كل بئر أو ثقب مائي عدادا للماء، والمواطن سيرضى ويقبل فهي التي أنفقت المال ليحصل المواطن على الماء قريبا منه وافرا نقيا.
هل يعلم خبراء الماء أن ماء الشرب في المغرب أصبح بنسبة حوالي 50 في المائة تقريبا فوق سطح الأرض معرضا للتلوث والتسمم والعدوان والإجرام؟ بالطبع فيه نسبة جد مهمة أصلها مياه البحيرات الباطنية تجمع في السدود التي شيدت على الأنهار الجارية.
لو أن دولة أو دولا عدوة استهدفت المغرب ألا يمكن أن تستهدف ماءنا؟ فكم سيلزمنا لحماية مائنا؟ هل حقيقة يمكننا أن نحمي ماءنا؟ كم من الرجال يلزمنا لحماية كل سد؟ وكم من الطائرات والرادارات تلزمنا لحماية سماء كل سد؟ هل نقدر خطورة مستقبلنا المائي؟ ألا نتعظ من قراراتنا؟ ألا يمكن للأعداء مستقبلا أن يوجهوا لنا ضربات مفاجئة ؟ أين ستكون تلك الضربات مؤلمة وقاتلة؟ هل فكرنا في هذا؟ هل فكرنا في المستقبل القريب؟ كيف سيكون الماء عامل قوة الدولة أو ضعفها؟
كيف نسمح بثروتنا أن تكون في العراء مسموحة للعدو والصديق؟ ألا يجب أن نعيد النظر في مخططنا المائي؟ فنتواضع قليلا ويسمع بعضنا بعضا.
هل نحسب أن الأجنبي يمكنه أن يفكر في مصلحة بلاد المسلمين؟ إن كنا نثق في الأجنبي ونصدق كل ما يمليه علينا ونحارب المسلم الذي ينفق وقته وجهده في سبيل وطنه وأمته، فربما أننا مستعمرون في عقولنا وقلوبنا، فوجب علينا أن نعلن ثورة داخل عقولنا وقلوبنا لتستقل من الاستعمار الأجنبي.
4-الفرشات المائية تنتعش بفيضانات الأودية
لقد لاحظ المغاربة عامة وسكان الجنوب خاصة بعد فيضانات نونبر 2014 أن الفرشات المائية انتعشت في المنطقة لدرجة ظهرت معها عيون لم يخرج منها الماء وعلى مدى أكثر من ثلاثين سنة. لقد نضبت آبار الجنوب المغربي، فحسب المواطنون أن الماء لن يرجع إليها أبدا لدرجة أن بعض المناطق وبعض الساكنة حولوا آبارهم التي جفت من الماء إلى (مطامير للصرف الصحي). بعض الساكنة في المدنية القديمة بكلميم مع بعض ساكنة اقليم كلميم وجهوا قنوات الصرف الصحي الخاصة بمنازلهم لآبار قديمة، بعد أن جفت ومر على جفافها عشر سنوات وأكثر. حاليا بعد أن انتعشت الفرشات المائية في جميع القنوات التي جفت سابقا، اختلط الماء العذب مع المياه العادمة في الآبار التي أصبحت مصب المياه العادمة، زيادة على تسرب الأخيرة في وادي صياد للفرشات المائية في غرب كلميم، فأصبحت معه البحيرات الباطنية ملوثة. لا يمكننا أن ننتظر الفيضانات كي تنعش لنا الفرشات المائية ونحن نبني السدود لمنع الفيضانات، فنمنع الماء عن البحيرات الباطنية، لنجد أن الماء الذي جمعناه بالسدود يمكننا جمع مائة ضعف منه، لو انتعشت الفرشات المائية بفعل فيضان الأودية. أوديتنا تجري كل سنة مرتين إلى أربع مرات، لكن الفرشات المائية لا تستفيد من ذلك الماء كثيرا، لكون مستوى الوادي عادي، لا يستطيع جرف الترسبات التي تجمعت في الوادي على الشقوق التي تسرب مئات الأمتار المكعبة من الماء في الثانة، فيتسرب اليسير من الماء فقط، كما لا يخرج الوادي عن مجراه ليبلغ الثقوب الطبيعية التي توجد في جنبات الأودية مما يجعل انتعاش الفرشات المائية محدودا جدا. حال يفيض الوادي فإنه بالطبع تتحرك الحجارة والصخور في مجراه الطبيعي حيث تكون قوة الماء شديدة، فتزيل كل الترسبات وتضهر الشقوق التي تكونت بفعل الحركات التكتونية والماء عبر ملايين السنين، فينفذ الماء في الشقوق بكميات مهمة. كما يصل ارتفاع الماء في جنبات الوادي بفعل الفيضان مترا أو مترين، فينجم عنه ذوبان الترسبات التي أغلقت الثقوب المائية التي تكونت عبر ملايين السنين، لتسمح بمرور الماء إلى الفرشات المائية. عند انحصار مستوى الماء، تترسب على جنبات الوادي طبقة من الطمي الخفيف، تجف تلك الطبقة بعد أسبوع أو أكثر، بالطبع يترسب الطمي في الثقب المائي بعمق أمتار وحال يجف الطمي يغلق الثقب المائي غلقا محكما، ولن يتعرف عليه إلا خبير ذو تجربة. الثقوب المائية المزودة بالمصفاة لن تسمح بالطبع للحجارة والصخور بغلق الثقب المائي، لكن حين سينتهي جريان الوادي سنجد الثقب مغطى ومحكم الغلق بالصخور والرمل والطمي الذي ترسب فوقه، لدرجة سيحسب البعض أن الثقب لم يسمح بمرور الماء نهائيا للفرشات المائية. لكن الذي يقع هو أن ترسب الحصى والرمل والطمي منطقي وضروري حين ينقص مستوى الماء في الوادي، لأنه يعجز عن تحريك الحصى ثم بعده الرمل ثم التراب وبالتالي يتجمع في مصفاة الثقب المائي وسيكون حماية للثقب المائي من دخول مياه الوادي الأولى – حال جريانه من جديد- والتي تكون محملة بالعديد من الشوائب. لا يدخل الماء في الثقب المائي من جديد إلا بعد دقائق من جريان الوادي، حيث يجرف الوادي الحصى والرمل ويذيب الماء الطمي الرقيق الذي ترسب في المصفاة، وحال يذيبه ينفذ الماء من جديد في الثقب المائي بعد أن يحرك الحصى المجمع في الضفيرة. الدولة المغربية تسعى حسب المخطط المائي، لمنع الفيضانات وهي لا تعي أنها تمنع تقوية الفرشات المائية الطبيعية، مما سيجعل أمر تقوية الفرشات المائية بثقوب نحفرها ونزودها بمصفاة، أمرا ضروريا وواجبا لضمان الماء لنا وللأجيال القادمة. |
|||
5-كيف سنقيس صبيب أي وادي؟
لكي نقيس كمية الماء الجاري في وادي معين يلزمنا أن نعرف طوله وعرضه وعمقه ودرجة انحداره لكي نقدر سرعة الماء فيه.
كمثال وادي اسكا غرب مدينة كلميم تصب فيه أكثر من 80 في المائة من أودية إقليم كلميم، أغلبها تأتي من مسافة حوالي 150كلمتر تقريبا من بدايتها لمصبها في ساحل البحر.
وعليه سنقدر معدل طول الأودية التي تصب في وادي أسكا بحوالي 120كلمتر تقريبا، ولكون عرض وادي اسكا يصل إلى أكثر من 100 متر وعمقه حوالي 20متر وعليه يمكننا احتساب كمية الماء التي جرت فيه إن قدرنا سرعة الماء في الوادي.
سرعة الماء في الوادي يؤثر فيها مستوى انحداره، أي الفرق بين مستوى إرتفاع بدايته عن مستوى البحر، فلو كان ارتفاع بداية الوادي عن مستوى البحر مثلا ألف متر تكون السرعة ما بين 40 و 60 كلمتر في الساعة ولو كان الارتفاع أقل تكون سرعة جريان الماء في حدود 30 إلى 40 كلمتر في الساعة.
سنقدر سرعة جريان الماء في وادي أسكا بحوالي 40 كلمتر في الساعة، ولكون معدل طول الوادي ( طبعا نحتسب طول جميع الأودية التي تصب فيه وكأنها وادي واحد بتجميع ماء جميع الأودية) هو 120 كلمتر وعليه فإن الماء الذي في بداية الوادي سيصل البحر بعد ثلاث ساعات تقريبا.
وعليه يكون صبيب وادي أسكا وخلال ثلاث ساعات هو (120x1000x100x20=240000000) مائتان وأربعون مليون متر مكعب من الماء.
120 مضروب في 1000متر مضروب في عرض الوادي الذي هو 100متر مضروب في عمق الوادي الذي هو 20متر.
ولكون جريان وادي اسكا استمر حوالي سبعة أيام وعليه يكون مجموع صبيب الوادي خلال هذه المدة هو ((7×24)/3)x 240000000)=13440000000 ثلاثة عشر مليار ونصف المليار متر مكعب من الماء تقريبا.
سبعة أيام مضروب في 24 ساعة مقسوم على 3 ساعات التي يستغرقها الماء من بداية الوادي لبلوغ مصبه في البحر.
لو كانت سرعة جريان الوادي هي 60 كلمتر في الساعة مثلا ستصبح النتيجة هي حوالي 20 مليار متر مكعب من الماء في أسبوع، ولو كانت سرعة جريان الماء في الوادي فقط 20 كلمتر في الساعة ستكون كمية الماء التي جرت في وادي اسكا خلال أسبوع كامل نهاية شهر نونبر 2014 هي حوالي 7.5 مليار متر مكعب من الماء.
حيث سنقسم عدد ساعات الأسبوع الذي هو 168 على 2 أي ساعتين فقط وليس 3 ساعات التي يستغرقها ماء بداية الوادي لبلوغ نهايته وبذلك ستصبح النتيجة هي 20 مليار متر مكعب من الماء تقريبا.
أحسب أن كمية الماء التي ضاعت في إقليم كلميم خلال الأسبوع الأخير من شهر نونبر من سنة 2014 هي بلا شك أكثر من 10 ملايير متر مكعب من الماء، ومعدل ما ضاع في المغرب كله، يصل إلى أكثر من 200 مليار متر مكعب على أقل تقدير.
لكون السدود من الاستحالة بمكان أن تجمع الكميات الهائلة التي ضاعت في أسبوع، بل كانت تلك الكميات ستقضي على السدود نهائيا إما بالتخريب أو بالتوحل.
سد أحمد المنصور الذهبي بورززات الذي ملئ عن آخره، فمر الماء فوق حائطه في وادي درعة، الذي عرف هذه السنة صبيبا يمكن تقديره بأكثر من 30 مليار متر مكعب من الماء.
مرت ملايير الأمتار المكعبة من الماء فوق حائط السد لكن حمولتها من الترسبات لم تمر معها بالطبع، بل ترسبت في قلب السد، مما أفقدنا أكثر من نصف حقينته أو أكثر ولو تكرر الفيضان مرة أخرى سنفقد حقينة السد كلية، لأن أمطار نونبر 2014 كانت عاصفية وحملت معها الأحجار والأشجار والأتربة وكلها بالطبع تعرف مستقرها في قلب السد، ولا يمكن مرورها مع الماء فوق حائط السد.
أظن أن سياسة السدود يجب أن تكون من الماضي لكونها لم تعد مجدية بالمرة، فالهدف الثاني الذي كانت تشيد من أجله والذي هو ضمان الطاقة يمكن تعويضه بالطاقات المتجددة، بالتالي فالسدود أصبحت بلا فائدة تقريبا مقارنة مع اختراع تقوية الفرشات المائية.
اختراع تقوية الفرشات المائية يمكنه أن يملأ البحيرات في باطن الأرض دون السماح للترسبات بالدخول إليها، فبتكلفة سد واحد يمكننا أن نضمن كل سنة حقينة ذلك السد 60 مرة إلى مائة مرة موزعة، محفوظة، مضمونة وآمنة وصالحة للشرب والسقي.
6-حراسة البحيرات السطحية وتحويل الباطنية لمزارات سياحية
حين تجد في دولة، البعض يسمي البحيرات الباطنية مغارات، فتتجرأ وزارة السياحية على اعتبارها مزارات سياحية ويسكت المعنيون بالماء في الوطن، فأعلم ان الدولة في خطر. دأب إعلامنا على التصفيق لسياسة السدود، حتى توهم المغاربة أن السدود هي من تضمن الماء للمغرب، والخبير يعلم أن سدود المغرب لا تضمن لنا أكثر من 5 في المائة من الماء الذي يسقط مطرا، لأن اهم سدود المغرب تجمع مياه البحيرات الباطنية الذي يجري في الأنهار الدائمة الجريان. في نفس الوقت تجاهل الاعلام فضل البحيرات الباطنية في المغرب، بل وتجرأ عليها وسماها مغارات، فلم يتعرض عليهم خبراء الماء، ليذكروهم أنها بحيرات باطنية وليست مغارات، وأن المغارة تطلق على مغارة الضب والثعلب، لا على البحيرات الباطنية التي كونها الماء عبر ملايين السنين، تجمع، تخزن، تصفي فتؤمن وتوزع الماء على مجموع التراب الوطني، فتجعله في متناول الشعب عامة. المعنيون بالماء في المغرب يحاولون أن يقنعوا الشعب أن السدود هي وحدها التي ستضمن له الماء، والواقع أن السدود لا تضمن الماء لنفسها ومحيطها، فكيف تضمنه للشعب المغربي. أقول لأولائك الجاحدين لفضل الله رب العالمين ونعمه علينا، من الذي يعطي لهذا الوطن خمسة أنهار دائمة الجريان؟ وهي نهر أبو رقراق ونهر أم الربيع ونهر ملوية ونهر سبو ونهر تانسيفت، هل السدود أم البحيرات الباطنية؟ التي تجرأتم عليها وتسعون لجعلها مزارات سياحية. الشعب المغربي لا يعلم أن نهرا واحدا من أنهار المغرب الخمسة والذي ينبع من البحيرات الباطنية يحمل سنويا من الماء ما لا تجمعه كل سدود المغرب، بل الصحيح أن عشر ما يجري في نهر واحد يكاد يساوي مجموع الحقينة الحقيقية ( تعني الماء الذي نستغله) لسدود المغرب كلها. المعنيون بالماء في المغرب، تناسوا فضل البحيرات الباطنية التي تملأ السدود الكبرى في المغرب، على طول السنة وتمد بالماء مئات الآلاف من الآبار والثقوب المائية، التي تضمن لنا الماء. السد كاختراع جد مهم للدول التي تعرف غطاء نباتيا يتجاوز 80 في المائة، ومعدل درجة الحرارة السنوي في حدود 15 درجة وانعدام الغبار وتساقطات مطرية تتجاوز 200 ملمتر في السنة. لكن أن نشيد سدا في مناخ قاري بمعدل درجة الحرارة السنوي يتجاوز 35 درجة وغطاء نباتي أقل من 10 في المائة وغبار دائم مستمر في الهواء، وتساقطات مطرية تكون أقل من 100ملمتر في السنة، فهذا لا يصح منطقيا. الكثير من مدن المغرب وقراه تحصل على الماء النقي الصالح للشرب من البحيرات الباطنية عبر آبار وثقوب مائية، كمثال حي بالمدينة التي أقطن فيها وهي مدينة كلميم، هذه المدينة تقع على بحيرات باطنية الواحدة منها يمكن أن تسع حقينة عشرات السدود في المغرب، بحيرات باطنية تملأ بالماء مرة كل 30 سنة، فتضمن الماء لثلاث مدن مع مئات القرى والضيعات الفلاحية رغم استمرار الجفاف لسنوات بلا جريان الأودية. حين تجد دولة تضمن لها البحيرات الباطنية 95 في المائة من حاجتها للماء ولا تنفق على ضخ الماء اليها درهما واحدا، بل تحارب تلك البحيرات فتسمح بتحويلها لمزارات سياحية، فأعلم أن الدولة بالطبع فقدت البوصلة وتسير على غير هدى. الدولة التي ترصد مبالغ طائلة وتوجه نسبة من جيشها لحراسة بحيرات سطحية مستوى الماء فيها ينقص يوما بعد يوم، بفعل التبخر والترسبات وامتصاص الأرض العطشى لتلك الثروة، دولة بالفعل تائهة ولا تعرف مسار قوتها وازدهارها. البحيرات الباطنية تجمع، تخزن، تصفي فتؤمن وتوزع الماء بصفر درهم، ويمكنها أن تحقق للدولة ملايير الدراهم سنويا، بوضع عداد على كل بئر أو ثقب مائي، شرط أن تنفق بعضا من ميزانية الماء لضخ مياه الأودية لتلك البحيرات الباطنية، ليرتفع مستوى الماء في الآبار فيقبل الشعب بوضع عدادات على آباره. |
|||
7-كم من الماء سنخزن ونوزع بمبلغ 800مليون درهم؟
مناخ جهة كلميم وادنون مناخ صحراوي جاف، معدل درجة الحرارة السنوية هو 35 درجة، في فصل الصيف تتراوح الحرارة ما بين 35 و 50 درجة حرارية، مما يعني أن نسبة جد مهمة من ماء السد سيتبخر ونسبة ستمتصها التربة والترسبات التي سيجمعها السد.
تعرف جهة كلميم وادنون عواصف من الغبار على طول السنة تقريبا بسبب انعدام الغطاء النباتي، حيث تكون سماء الجهة في الغالب ملبدة بالغبار، بالطبع حال يمر الغبار فوق السد سيصطدم ببخار الماء، فيتساقط الغبار على السد ملوثا ماءه على طول السنة.
السد بطبيعة الحال كوسيلة لتجميع الماء لم يبتكر للمناطق الصحراوية، بل للمناطق التي تعرف غطاء غابوي بنسبة 90 في المائة، أما المناطق التي تجرف فيها مياه الأودية ملايين الاطنان من الترسبات فهي لا تصلح للسدود، لأنها تكون فيها بلا فائدة، في غضون سنوات قليلة، حيث تتحول لأرض مستوية، يتبخر ماؤها وتمتصه الترسبات، فتكون السدود اسما بلا مسمى.
شرحت أعلاه أن ثقبا مائيا مزودا بمصفاة كما بينت ذلك في رابط الفيديو التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=CpGiC9BOfrk
تصل تكلفته لحوالي 500 ألف درهم، بذلك يمكن أن ننجز بتكلفة 800 مليون درهم حوالي 1600 ثقبا مائيا مزودا بمصفاة في قلب أودية جهة كلميم وادنون، لو قسمنا العدد على الأقاليم الأربعة بالجهة سيكون نصيب كل إقليم حوالي 400 ثقبا مائيا مزودا بمصفاة.
نخصص للمدن مراكز الأقاليم حوالي 60 ثقب في شوارعها وأزقتها لحمايتها من الفيضانات وفي نفس الوقت نطعم بتلك الثروة المائية التي تغرق المدن فرشاتها المائية، كما شرحت في رابط الفيديو الفيديو التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=Zb0TUBtJNWc
يبقى لكل إقليم حوالي 340 ثقبا مائيا سيكون نصيب كل جماعة قروية منها حوالي 12 ثقبا مائيا، فيكون نصيب كل دائرة انتخابية حوالي ثقب مائي مزود بمصفاة، يمكنه أن يلعب دورين مزدوجين يضخ الماء العذب النقي للبحيرات الباطنية والفرشات المائية ويستخرج منه الماء في وقت الحاجة إليه على طول السنة.
لو افترضنا أن أودية جهة كلميم وادنون تجري مرة واحدة كل سنتين بمعدل 24 ساعة في السنة، عدا سنوات الفيضانات والتي لا تكون إلا بعد كل 30 سنة تقريبا، حيث أن دورة الفيضانات في الجنوب المغربي تترواح بين 25 و 30 سنة.
كل ثقب مائي بقطر 01 متر وعمق حوالي 100 متر أو أقل ومزود بمصفاة، يمكنه أن يضخ في الساعة الواحدة حوالي 3000 متر مكعب من الماء، في 24 ساعة سيضخ حوالي 72000 متر مكعب من الماء، بالطبع ستضخ مجموع الثقوب في الجهة حوالي 115 مليون متر مكعب من الماء في أسوأ الظروف .
ماء محفوظ، موزع، مصفى ولن يكلف الدولة انفاق سنت واحد زيادة، وستجني منه الدولة مبالغ مهمة بتركيبها عدادا على كل ثقب وكل بئر، حيث تتولى الجمعيات رعاية الثقوب والآبار وتسديد فاتورة استهلاك الماء، كما الفلاحون وبتكلفة أقل.
في السنة الممطرة التي تعرف فيها المنطقة أمطار مهمة وجريان أوديتها لمدة أطول، مرتين أو ثلاث في السنة، فإنه بالطبع ستتضاعف كمية الماء لتصل لحوالي 400مليون متر مكعب من الماء، لن يتبخر منه متر مكعب واحد ولن يتلوث بالغبار ولن تمتص منه الأرض مترا مكعبا واحدا.
بالطبع سينتعش التشغيل الفلاحي والكسب وستنتج الجهة مزيدا من الخضر والفواكه ويستقر الفلاحون ويزيدون من مساحات الصبار وغيره من الاشجار المثمرة، التي تدر مبالغ مهمة على الفلاحين كل سنة، زيادة على أشجار الأركان والزيتون وغيرها.
8-النظام الأمني للماء، نموذج القصابي تكوست بكلميم.
قد يحسب البعض أن الأولين ممن سبقونا كانوا يجهلون أنظمة الماء، لكن من تعرف عليها وفهمها سيعي جيدا أن خبراء اليوم ما يزالون يجهلون الكثير من علوم الأولين في ميدان الماء.
حدثني السيد المونك محمد (وهو متقاعد، من سكان جماعة القصابي تكوست بكلميم) فقال: ” كنت طفلا تربى بمنطقة القصابي تكوست كلميم في الستينات وكان يومها الماء متوفرا وجاريا على وجه الأرض، لدرجة أنه كان لكل منزل بئر تقريبا في داخله، كنت شخصيا أخرج الماء من البئر باناء حديدي وبلا حبل“.
“من الأنظمة الجيدة التي لم يبحث فيها خبراء الماء لليوم هو ما يسمى (تافضنا) وهي خزان للماء يحفر على مجموعة عيون في نقطة التقائها، وتكون (تافضنا) بقطر حوالي خمسة أمتار وعمق حوالي مترين في باطن الأرض مخفية عن الأعين لا يعرفها إلا القليل من ساكنة المنطقة“.
” كنا ندخل من عين ماء جارية فوق الأرض تسمى (العنصر) وكنا نسير في القناة المائية التي يبلغ ارتفاعها ما بين 03 أمتار ومترين تقريبا ولا يقل ارتفاعها إلا حال نقترب من (تافضنا) حيث يكون الارتفاع أقل ونضطر لدخول (تافضنا) للإنحناء، يعني أن الإرتفاع أقل أو يساوي متر في نقطة الالتقاء بين القناة المائية و(تافضنا)”.
“ندخل خلسة بالطبع، في منتصف النهار، حيث كان أغلب اهل البادية ينامون القيلولة وكنا نحن الأطفال في عمر ما بين 15 و10 سنوات، ندخل تلك القناة التي يبلغ طولها حوالي 6 كلمترات تحت الأرض يتزعمنا شجاعنا الذي نتبعه نحن الخمسة أو الستة الآخرون وخلفه مساعده الذي يحمل الشمع والكبريت محفوظا جيدا كي لا يصيبه الماء”
“كنا نسير في القناة المائية والماء يبلغ تحت ركبنا أو أقل، والغريب في الأمر أن سبب دخولنا للقناة هو اصطياد الأسماك الصغيرة والتنزه تحت الأرض”.
” حال نصل (تافضنا) وهي ملاذ الأسماك وفيها تحتمي منا ونحن نسير نحوها، حال نصلها يدخل (تافضنا) شجاعنا ومساعديه والباقي يجمع الأسماك التي يطردونها نحونا في قناة الماء التي توصل الماء للدوار.” انتهى كلام المونك محمد.
هنا نلمس أمرين غريبين هما، وجود قناة مائية بعرض حوالي 80 سنتمتر وارتفاع 3 أمتار تقريبا، القناة هذه محفورة من طرف الأولين وهي فرشة مائية سابقا وسعوها، بطريقة علمية وخبرة جيدة في مجال الماء.
والأمر الآخر هو وجود الأسماك في القناة وفي (تافضنا) التي يتجمع فيها ماء مجموعة من العيون.
مؤكد أن الأسماك هذه إما وضعت أو بيضها في (تافضنا) من قبل إنسان عليم خبير، من أجل أن تقوم بتنقية الماء من المخلوقات الصغيرة التي تتكون فيه أو أن القناة المائية أو قنوات أخرى تصل مباشرة للبحر وتصعد معها الأسماك.
أضاف محمد المونك ” العين المسماة(العنصر) حاليا مهدمة ومكانها معروف لحد الساعة، والقناة التي كنا نسير فيها ما تزال موجودة، وللبلوغ (لتافضنا) يكفي فتح العنصر لنكتشف ويكتشف من يسمون أنفسهم خبراء الماء أنهم لم يبلغوا بعد ما بلغه الأولون من علوم الماء”.
” المنفذ الثاني للبلوغ ل( تافضنا) هو بئر أهل بكار ( اسم عائلة) بالقصابي من خلاله يمكن البلوغ (لتافضنا) بنفس الطريقة التي شرحتها أعلاه”.
قد يستغرب البعض كيف قام الأولون بحفر قنوات في باطن الأرض يسير فيها الماء من غير أن يبلغ إليه الغير، وحاليا نستهين بالجانب الأمني للماء، فنركز على تجميع الماء فوق سطح الأرض، متجاهلين المخاطر التي يمكن أن تهدده، ولدينا في باطن الأرض بحيرات مائية الواحدة منها تسع حقينة عشرات السدود، نمنع عنها الماء من أجل جمعه في بحيرات سطحية ليتبخر منه أكثر من الثلث ويضيع أكثر من الثلث تمتصه الأرض، ليتبقى لنا القليل منه صالحا نستفيد منه، لكنه يتناقص كل سنة بفعل تجمع الترسبات في بحيرات السدود بالماء كما بالرياح.
9-كم سيشغل مشروع تقوية الفرشات المائية؟
رصدت الحكومة المغربية للمخطط المائي بالمغرب أكثر من 240مليار درهم موزع على مدى خمسة عشر سنة، ما بين 2015 و 2030 والمبلغ كله بالطبع موجه حسب المخطط الحالي لتشييد سدود كبيرة وأخرى تلية ونقل المياه في قنوات من الأحواض المائية الغنية نحو الأحواض المائية الفقيرة. مبلغ 240 مليار درهم إن وزعناه على 15سنة، يكون نصيب كل سنة من المبلغ هو 16 مليار درهم، لو وزعناه على مبلغ 500000 خمسمائة ألف درهم الذي هو قيمة كل وحدة من وحدات تقوية الفرشات المائية وحماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، ستكون النتيجة هي 32000 وحدة كل سنة. معناه 32000 مشروع، معروض على المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب في كل سنة وعلى مدى 15 سنة المقبلة، كل مشروع تبلغ قيمته 500000 خمسمائة ألف درهم. نصف هذه المشاريع مخصصة للمجال القروي، أي الجماعات القروية، ونصفها للمدن والحواضر. لحفر وبناء كل وحدة من وحدات تقوية الفرشات المائية في الأودية أو حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، يلزم تشغيل حوالي 10 أفراد لمدة أقل أو تساوي نصف شهر. لو خصصت الحكومة لكل مقاولة صغيرة أو متوسطة في المغرب في السنة الواحدة 6 وحدات من وحدات تقوية الفرشات المائية في الأودية أو حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، سنضمن لكل مقاولة متوسطة أو صغيرة دخلا سنويا سيصل إلى حدود ثلاثة 3 ملايين درهم، يمكنه أن يغطي نفقاتها الضرورية خلال سنة كاملة. وعليه سيكون اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية واختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، مشغلان كل سنة حوالي 5333 مقاولة مغربية، كل منها تشغل بطريقة مباشرة على الأقل 10 أفراد، بالتالي يشغل تنفيذ الاختراعين في مجال الماء بطريقة مباشرة 53330 ثلاثة وخمسون ألف وثلاثمائة وثلاثون عاملا كل سنة. وبطريقة غير مباشرة يمكن لتنفيذ الاختراعين أن يشغل حوالي 25000 عاملا، بالتالي يكون مجموع ما يشغله تنفيذ الاختراعين حوالي 80000 ثمانون ألف مواطن. القطاع الفلاحي بالمغرب يشغل نسبة جد مهمة من المواطنين، لكن عددهم في تناقص سنة بعد أخرى أثر شح الماء ونقصان الإنتاج وضعف المردودية والدخل لدى الفلاحين. لكن بتنفيذ اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية واختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، مؤكد سيكون الماء في الآبار مضاعفا أكثر من عشر مرات، بالتالي سينتعش القطاع الفلاحي وسيشغل عشرة أضعاف عدد المياومين مما يشغله اليوم بطريقة مباشرة. بالتالي يمكن للقطاع الفلاحي بعد انتعاش الفرشات المائية وتوفر الماء الكافي للفلاحة، أن يشغل على المستوى الوطني أكثر من 500000 مياوم زيادة على ما يشغله اليوم بطريقة مباشرة، وبطريقة غير مباشرة حوالي 250000مائتين وخمسون ألف مواطن. إن احتسبنا مردودية تلك المبالغ المالية المهمة التي تبقى في داخل الوطن والتي لم نسمح لها بالخروج، فإن رواجها داخل الوطن يمكنه أن يشغل عن طريق القروض البنكية والتسهيلات حوالي 150000 مائة وخمسون ألف مواطن. وعليه نخلص أن تنفيذ اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية واختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، يمكنهما أن يشغلا حوالي مليون مغربي عاطل عن العمل اليوم. يلزم فقط أن تشجع الدولة إدخال آلات الحفر الجيدة، لتسهل على المقاولات المغربية الصغيرة والمتوسطة الحصول عليها بضمانات بسيطة، وبالطبع ستحصل كل مقاولة مغربية على مدى الخمسة عشر سنة المقبلة على مبلغ 45 مليون درهم، وتكلفة شراء آلة الحفر الجديدة بقطر متر واحد أو أكثر لن تتجاوز مليوني درهم على أبعد تقدير وعمر اشتغالها سيتجاوز 40 سنة تقريبا. النتيجة ستكون أن كل مواطن سيسعى لحفر بئر خاص به ما دام يسدد فاتورة الماء، وكثرة الآبار ستزيد من فعالية تنفيذ الاختراعين، وتزيد مردودية الدولة ومردودية المواطن انتاجا وتسويقا واستقرارا وضمان أمن غذائي مستقر. الدولة بالطبع, في غضون الخمس عشر سنة المقبلة, ستجني ثروات جد مهمة اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وسياسيا, أما الجانب الاقتصادي فهي ستكسب من استهلاك الماء عشرة أضعاف ما تكسبه اليوم. اجتماعيا سيشتغل الكثير من العاطلين اليوم، وستيزوجون وسيستقر الشعب ويهتم بالإنتاج، وأمنيا بالطبع سيزول تخوف الدولة والمواطنين من انهيار السدود أو تسمم مائها، وسياسيا ستزداد سيادة الدولة وعزتها ولن نخشى أو نضعف أمام أية تهديدات أجنبية. |
|||