الفصل الثاني ضخ مياه المدن للبحيرات الباطنية
تعــــــــــــريــــــــــــــــــــــــــــــف
تعاني العديد من مدن العالم من مخاطر الفيضانات، الناتجة ليست فقط من فيضان بعض الأودية، بل من كميات الأمطار المتساقطة على المدينة نفسها.
معلوم أن المدينة عبارة عن مجموعة من السطوح الإسمنتية والشوارع والأزقة المعبدة والأرصفة المبلطة، كلها لا تسمح بنفاذ الماء، مما يجعل الماء ينساب في الشوارع والأزقة ويتجمع في الشوارع المنحدرة، مشكلا واديا يجري في قلب المدينة.
أحيانا الوادي الذي يسير في شوارع المدينة، يغزو محلات ومنازل وشركات وممتلكات المواطنين عامة، ملحقا بها خسائر جد فادحة.
من أمثلة الفيضانات، ما عرفه المغرب خلال نهاية شهر نونبر وبداية شهر دجنبر من سنة 2014، حيث عرفت أغلب المدن فيضانات ألحقت أضرارا بالغة بالممتلكات وهدمت المنازل وأغرقت بعض المواطنين.
أغلب مدن العالم مهددة بالفيضانات في حالة تساقط كميات مهمة من الأمطار، والجهود المبذولة من قبل الحكومات والدول جهود مهما بلغت لحد الساعة، فإنها عاجزة عن تحمل كميات الأمطار العاصفية التي تتهاطل أحيانا في وقت وجيز.
قطر قنوات صرف مياه الأمطار في شوارع المدن، مهما بلغ لا يمكن أن يتجاوز 4 أمتار في الدول الغربية أما في الدول العربية فإن قطر قنوات صرف مياه الأمطار في الشوارع والأزقة بالكاد يصل إلى مترا أو مترين في المدن الكبيرة أما في غيرها فأقل من نصف متر.
لست أقصد بالطبع الأودية التي تخترق بعض المدن، فتقوى بالاسمنت المسلح فتغطى لتصرف مياه الأودية التي اعتدينا عليها وحجمنا عرضها وعمقها.
لذلك فكرت واخترعت اختراعي هذا، الذي هو حل فعال لمشكلة الفيضانات في المدن، زيادة على استغلال تلك المياه التي ننفق سابقا ملايير الدراهم من أجل صرفها دون الاستفادة منها.
اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، سيحل مشكلة الفيضانات في المدن، حلا جذريا ونستفيد به من كميات المياه التي كنا نضيعها بلا فائدة.
المبحث الأول: شرح اختراع ضخ مياه المدن للبحيرات الباطنية.
يتميز اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، بحفر ثقوب مائية A2 في نقاط الالتقاء A1 بين الشوارعA7 أوالأزقة والفرشات المائيةA16 تكون بعمق مساوي أو أكثر من 100متر وقطر متر واحد.
حال نحفر الثقب المائيA2 نحفر في الطريق A6 بالشارع A7أو الزنقة خندقاA20 بعرض مترين وعمق مترين وطول مساوي لعرض الطريق A6في الشارع A7 أو الزنقة.
نقوي الخندقA20 من الجوانب ومن الأسفل بالاسمنت المسلحA3 ليتبقى من عرضه متر واحد ومن عمقه على جانبي الطريق A6 متر ونصف 1.5 وفي نقطة الالتقاء مع الثقب المائي A2عمق 1متر فقط.
حوالي الثقب المائي A2نوسعه ونقويه بالاسمنت المسلح A3 بسمك نصف متر ثم نبقي مربعا بضلع 1.5 متر وعمق 1.5 متر حوالي الثقب المائي A2 الذي يبلغ قطره متر واحد فقط.
المربع A15المحيط بالثقب المائي A2 يكون مغطى بغطاء حديدي صلب A10 مثبت من جانبيه بالمربع الإسمنتي A15 حيث لا يمكن فتحه إلا من شخصين وبعد فتح لولبين معا في نفس الوقت.
يفصل بين المربع A15 وبين الخندق A20 في النقاط B1+B7 ثم B3+B6 شباك نحاسي صلب ليمنع سقوط الحصى في الثقب المائيA2 .
ثم نحفر على جانبي الطريق B5+B8 بعيدا عن الخندق A20 بمترين، في اتجاه جريان الماء، مربعين من الاسمنت المسلحA16+A17 بضلع مترين وعمق مترين ونصف، نقوي جنباتهما وأسفلهما بالإسمنت المسلح A3 ، ليتبقى من عمقهما مترين ومن ضلعهما متر واحد.
نربط بين نهايتي الخندق A20قرب الرصيف في النقاط B5+B8وبين كل من المربعين الاسمنتيين A17+A16بقناة بلاستيكية بقطر 10 سنتمتر وطول مترين، تكون محمية من جهة الخندق بشباك نحاسي مربع الشكل ضلعه نصف متر، ليمنع حصى البحر من الدخول إليها.
بين الشباك النحاسي A21 والقناة البلاستيكية A14 فراغ على شكل نصف اسطوانة A22 قطرها نصف متر وطولها نصف متر.
هدف الفراغ A22 على شكل نصف الاسطوانة هو أن يسمح بمرور الماء المتسخ في القناةA14 بسرعة لأنه لو كان الشباك النحاسي A21 على القناة A14 بنفس قطرها فان كمية الماء التي ستمر في القناتين A14 ستكون قليلة جدا، وبالتالي يمكن للمياه المتسخة التي غسلت الطريق وأسطح المنازل أن تبقى في الخندقA20 لحين جريان الماء في الشارعA7 فيدخل الماء الملوث للثقب المائيA2 .
القناة البلاستيكيةA14 من جهة المربعين الاسمنتيين A16+A17 تكون مزودة بكلابي A8يسمح بمرور الماء الملوث من الخندق A20 إلى المربعين الاسمنتيين A16+A17 ولا يسمح بالعكس.
القناتين البلاستيكيتين A14 تكونان على عمق 1.5 متر في الخندق، بعدها نملأ الخندقA20 بحصى البحر A5ليلعب دور المصفاة ولا يسمح بمرور أية ملوثات للفرشات المائية.
نخصص للمربع الإسمنتي A15 غطاء فولاذيا صلبا وسميكا A10 بقطر متر واحد يحميه من كل الشوائب يكون فيه ثقبين على جانبيه، منهما يشد جيدا مع المربع الاسمنتيA15 .
وتحت الغطاء الفولاذيA10 شباك نحاسي صلب A23يحمي الثقب A2ويحمي المواطنين من الثقب A2حتى ولو أزيل غطاؤهA10 .
كما نخصص للمربعين الاسمنتيينA16+A17 غطائين فولاذيين صلبينA11+A12 وبقطر60 سنتمتر فقط .
لن ينساب الماء إلى الثقب المائي A2 إلا حال يصل مستوى الماء في الشارع A7 لأكثر من 03 ثلاث سنتمترات، أما الدقائق الأولى من المطر فإن الماء الذي يسيل في الشارع A7 أو الزنقة يغسلهما وكذلك أسطح المنازل والبنايات حين ينساب في الخندق يتجه إلى جانبيه بفعل انحدار الخندق، ثم يخرج في القناتين البلاستيكيتين A14 نحو المربعين الاسمنتيينA16+A17 ومنهما عبر القناة البلاستيكية A9 نحو قناة الصرف الصحي.
في الدقائق الأولى من المطر، تغسل الشوارع والأزقة وينفذ الماء الملوث إلى قنوات الصرف الصحي، وحال يتهاطل المطر جيدا يملأ الخندق A20 بالماء ولا تتسع القناة البلاستيكية A14 بقطر 10 سنتمتر لصرفه نحو قناة الصرف الصحي وبالتالي ينساب إلى الثقب المائيA2.
الشباك النحاسي A4 عبارة عن مربع ضلعه متر واحد وهو يفصل بين المربع الاسمنتي A15 المحيط بالثقب المائي A2 والخندق A20 مما يعني أن كمية الماء التي ستنساب للثقب المائي A2 حال كثرة الماء في الشارعA7 هي نصف متر مكعب في الثانية في كل من الجهتين تقريبا، في حين ينساب فقط في القناتين البلاستيكتين 10 سنتمتر مكعب من كل جهة.
مجموع ما ينساب من القناتين البلاستيكيتين A14 هو 20 سنتمتر مكعب، في حين أن الخندق A20 يدفع متر مكعب من الماء نحو الثقب المائي في الجهتين معا.
حتى في حالة كثرة الماء في الشارع A7 يبقى 20 سنتمتر مكعب من الماء ينساب في القناتين A14 ويدفع طبعا الترسبات والغبار الذي قد يكون في الشارع A7 أو أسطح المنازل.
لن يتوقف تدفق الماء في القناتين A14 إلا في حالة امتلاء قناة الصرف الصحي بالماء حيث سيضغط الماء بقناة الصرف الصحي على الكلابيA8 ويمنع الأخير تدفق الماء في قناة الصرف الصحي وبالتالي منع تدفق الماء في القناتينA14 .
يحدث هذا طبعا في حالة كثرة المطر، حينها يتدفق الماء فقط عبر الثقب المائي A2 يكون بالطبع بعد دقائق من المطر الكثير، بعد أن تكون الشوارع A7 والأزقة والأسطح كلها نقية والماء الذي ينساب منها نقي سليم.
لكون المربع الاسمنتي A15المحيط بالثقب المائي A2 هو على شكل مربع ضلعه 1.5 متر وعمقه 1.5 متر ما يعني أنه سيسع 3.3 متر مكعب من الماء.
الثقب المائي A2بقطر متر واحد لن يسمح إلا بدخول متر مكعب من الماء في الثانية في أحسن الأحوال، والماء الزائد فوق فتحة الثقب المائي A2 يشكل ضغطا زائدا على الفرشة المائيةA17 .
بهذه الطريقة نطعم الفرشات المائيةA16 بماء الشوارع A7 والأزقة وأسطح المنازل، لكن بعد تنظيفها جيدا وغسلها، بدون تدخل الانسان، وحال يتزايد المطر يملأ الثقب المائي A2 في دقائق قليلة، حينها أمام الضغط الشديد للماء ستتوسع القناة المائيةA16 التي حفرنا عليها.
تتوسع القناة المائية A16 في الاتجاه الموالي لاتجاه جريان الماء في الشارع A7 تقريبا، بذلك نطعم الفرشات المائية A17 في الشوارعA7 والأزقة بكميات مهمة من المياه العذبة النقية.
بعد ساعات أو شهور أو سنوات حتى، تتوسع كل الفرشات المائية A17 التي حفرنا عليها الثقوب A2 فتسمح بمرور حوالي متر مكعب من الماء في الثانية.
لو خصصنا الميزانية المرصودة لتوسيع قنوات مياه الأمطار في المدن، لتطبق اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، فإننا وبلا شك سنحدث في كل مدينة أكثر من 300 ثقب مائي مزود بمصفاتين على النحو الذي فصلته أعلاه.
الثقوب الثلاثمائة المزودة بمصفاتين أعلاه، في كل مدينة يمكنها أن تسرب بعد توسعها في غضون سنة أو أقل أكثر من 300متر مكعب من الماء في الثانية.
لو أنفقت الدولة نصف ميزانيتها في مدينة معينة لا يمكنها أن تجهزها بقنوات لصرف مياه الأمطار يكون قطرها 300متر.
فوق الحصىA5 نركب شباك فولاذي صلب A13 مرتكز على حافتي الخندق A20 يكون الشباك A13متكونا من مجموعة قطع مربعة ضلعها متر وعشرون سنتمتر، تكون مزودة بإطار صلب بسمك أكثر من 5 ملمتر تركب فيه قضبان فولاذية بسمك 24 ملمتر أو أكثر تكون متقاطعة وبين القضبان المتقاطعة شباك فولاذي صلب أيضا، ليمنع الماء من جرف الحصىA5 .
الشباك A13يركب حيث تكون القضبان الفولاذية العلوية من الشباكA13 موازية لعرض الطريق وبينها مسافة أقل أو يساوي 4 سنتمتر، وفتحات الشباك بين القضبان الفولاذية تكون بمساحة أقل أو يساوي 3 سنتمتر مربع.
المبحث الثاني : فوائد تنفيذ الاختراع ونتائجه؟
الاختراع هذا ستكون له فوائد أخرى غير حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية.
الفائدة الأولى: تقليل السرعة في الشوارع والأزقة وبالتالي التقليل من حوادث السير، لأن السير فوق القضبان الفولاذية يلزم السائقين بالتقليل من سرعتهم، بالتالي نكسب الكثير من ملايين الدراهم التي نخسرها جراء حوادث السير داخل المجال الحضري.
الفائدة الثانية: توفير الماء قريبا في كل الشوارع والأزقة، حيث أن الوقاية المدنية والجماعات الحضرية لن تحتاج تسديد فاتورة الماء، كما لن تتكبد عناء التنقل لجلب الماء، بل ستكون نقاط الماء متوفرة وبكثرة في أغلب الشوارع والأزقة.
فقط يكفي أن نركب قناة من نحاس أو إنوكس في داخل الثقب المائي تكون أعمق من مستوى الفرشة المائية التي بلغنا إليها، نركبها في الجهة التي يأتي منها الماء إلى الثقب المائي.
نجعل نهاية القناة في الرصيف نزودها بصنبور كبير على شكل ما تركبه الوقاية المدنية في شوارع المدن، وحال تريد الوقاية المدنية جلب الماء تستعمل محرك تركب قناته في الصنبور بعد فتحه فتضخ الماء من الثقب المائي A2.
من الصعب طبعا على أي مواطن أن يدخل أي شيء في الصنبور ليصل لداخل الثقب المائي، كما لا يمكن للماء أن يخرج من الصنبور إلا بتركيب محرك كبير.
لا يمكن للمياه العادمة النفاذ لداخل الفرشة المائية لان القنواتA14 و A9 التي تربط الخندق A20 بقناة الصرف الصحي عليها ستة 6 كلابيات A8ثلاثة من كل جهة، حيث أنه حتى ولو تعطل كلابي معين، إن تكسر فإن الآخرين يقومان بالمهمة جيدا.
اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، يعمل من تلقاء نفسه من غير تدخل الإنسان ويمكنه أن يعمل على أحسن حال أكثر من عشرين سنة متوالية، من غير أن ننفق عليه درهما واحدا.
شوارعنا تغسل بطريقة ذكية لا يمكن للمياه الملوثة أن تسير في الشوارع، كما لا يمكنها أن تنفذ في الفرشات المائية.
بالطبع حال تطبيق اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، نمنع على المواطنين صرف مياه المطر من أسطح منازلهم نحو قنوات الصرف الصحي، بل يجب أن تصرف مياه أسطح المنازل إلى الشوارع A7 والأزقة مباشرة.
يكون صرف مياه أسطح المنازل في الطريق وذلك بقطع القنوات المركبة حاليا في المربعات الاسمنتية للصرف الصحي وشق الرصيف بزاوية ميلان نحو اتجاه سيلان الماء هي 45 درجة ، كي تصرف القنوات الماء في جانبي الطريق A6 ومنه طبعا ينفذ الماء في الخنادق A20 ومنها إن كان ملوثا بداية إلى المربعين الاسمنتيين A16+A17 ثم إلى قناة الصرف الصحي .
بعدها طبعا ينفذ الماء بعد أن يصبح نقيا– لكون الشوارع والأزقة وأسطح المنازل غسلت بالمطر الأول قبل دقائق– إلى الثقوب المائية A2 فالفرشات المائيةA16+A17 .
اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، نظام جدير بالتطبيق في الدول التي تهتم برعاياها، تحميهم من الفيضانات ومن الملوثات، فتهتم بضمان الماء النقي السليم الآمن الموزع بالعدل لهم جميعا.
تطبيق الاختراع في كلميم نموذجا
لتقريب الاختراع للأذهان، سأقدم معطيات واقعية من مدينة كلميم، التي خصص لها المكتب الوطني للماء والكهرباء سنة 2015، بعد فيضانات نهاية سنة 2014، مبلغ 11مليار سنتيم لشق قنوات لصرف مياه الأمطار في بعض الشوارع بالمدينة.
تطبيق اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية سيكلف حوالي 500000 خمسمائة ألف درهم لكل وحدة منه على أبعد تقدير.
مبلغ 11مليار سنتيم إن قسمناه على 50مليون سنتيم يكون الحاصل هو 220 ثقبا مائيا على النحو الذي فصلته أعلاه، لحماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية.
عدد الثقوب المائية A2 الذي هو 220 يمكنه أن يصرف في شوارع المدينةA7 وفي الثانية الواحدة حوالي 220متر مكعب من الماء، بعد سنة أو سنوات من انجازها، معناه أنه في الساعة يمكنه أن يصرف حوالي 800000 ثمانمائة ألف متر مكعب من الماء.
اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، لن يصرف فقط في الساعة الواحدة من تساقط الأمطار حوالي 800 ألف متر مكعب من الماء، بل سيطعم بها الفرشات المائية، وبذلك نستفيد استفادة عظيمة بميزانية بسيطة جدا.
الخلاصة هي أن على الدولة والحكومة مراجعة المخطط المائي بالمغرب وتطبيق الاختراعين المتعلقين بالماء، إختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية واختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية.
النتيجة بالطبع ستكون أننا سنوفر لوطننا بربع الميزانية المرصودة للمخطط المائي بالمغرب، عشرة إلى عشرين ضعف كمية الماء التي قد يوفرها إنفاق جميع المبلغ المرصود للمخطط المائي بالمغرب.
تنفيذ اختراع تقوية الفرشات المائية، مع تنفيذ اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، يمكن أن ينهضا بالمغرب ليكون من بين الدول القوية في إفريقيا إن لم يكن في الأبيض المتوسط أيضا.
دولة تعرف اكتفاء ذاتيا في الماء، سقيا وشربا، لينتعش التشغيل والإنتاج والتصدير، فنشغل كل المغاربة مع ملايين الأفارقة الوافدين على المغرب.
ضمان الماء الكافي للفلاحة في المغرب، سيجلب ملايير الدولارات من الاستثمارات الأجنبية المتجهة بالخصوص للمجال الفلاحي، وسنجعل المغرب قوة اقتصادية جد مهمة في إفريقيا كلها والأبيض المتوسط.
وصدق الله العظيم, إذ قال عز وجل (( إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا)) سورة الأنفال آية 70.
2-التزام بضمان 500 مليار متر مكعب من الماء
اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية، مع اختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، غير صالحين إلا لدول المسلمين، ولا يمكن تطبيقهما في غيرها، لأن الفرشات المائية في الدول التي لا تعاني نقصا في التساقطات المطرية مشبعة جدا، ولا يمكنها أن تتحمل التقوية دون كوارث. في حين أن دول المسلمين هي المهددة في المستقبل القريب بالعطش والجفاف، لمناخها الصحراوي الحار ولجغرافيتها الصحراوية ولقلة التساقطات المطرية ولكون فرشاتها المائية مستنزفة بالعديد من العوامل. لهذا فإن كنا نتوقع أن يبارك الغرب الاختراعين في مجال الماء، فلن يفعل بطبيعة الحال، لأن فيهما قوتنا وخلاصنا وإن كان يحضنا على الحرص عل كل قطرة ماء نستهلكها فنحن نرد عليه وكذلك نحرص على كل قطرة ماء تسقط في أوطاننا، نضخها للفرشات المائية تحفظها وتصفيها فتوزعها وتحميها. إن طبقنا الاختراعين في مجال الماء، فإننا لن نسمح لقطرة ماء أن تضيع عبثا ولن نسمع بمخاطر الفيضانات، وقد نخلق أنهارا جديدة تجري على مدار السنة بعد 20 سنة أو أكثر ، بتكوين بحيرات مائية تغدي تلك الأنهار وقد يكون بعضها يغذي السدود المشيدة حاليا، لكن بالماء النقي بدون ترسبات. قد يبدو للبعض أني أطلق الأرقام جزافا وخيالا، لكني سأقدم شرحا مبسطا ليفهم ويصدق الجميع، حسب الدراسة التي قمت بها لاختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية، كما لاختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية، فإن كل وحدة منهما تكلف 500.000درهم إن كان قطر الثقب متر واحد وعمقه 100متر مع مصفاته. بحلول سنة 2030 إن وجهنا مبالغ المخطط المائي لتقوية الفرشات المائية سنكون قد حفرنا وجهزنا بالمصفاة حوالي 480000 ثقب مائي مزود بمصفاة، تغطي مجموع أودية وشوارع الوطن، تضخ كل قطرة ماء تسقط على الوطن للفرشات المائية، فتجمعها وتصفيها وتوزعها وتحميها من أية مخاطر. لو افترضنا في أكلح سنوات الجفاف أن أودية المغرب سالت لمرة واحدة وبمعدل 36 ساعة وعليه فإن الثقب المائي الواحد سيضخ للفرشات المائية حوالي 130.000متر مكعب من الماء. بحلول سنة 2030 وفي أكلح سنوات الجفاف يمكن أن نضمن كمية من الماء النقي السليم الموزع، تبلغ حوالي 97 مليار متر مكعب من الماء. في السنة العادية التي تسيل فيها أودية الوطن بمعدل 72 ساعة مثلا سنحقق ادخارا مائيا يتجاوز 190مليار متر مكعب من الماء. أما إن كانت السنة ممطرة وبلغ معدل جريان الأودية أكثر من 100 ساعة، فإننا بالطبع سنحقق ادخارا مائيا سيتجاوز 250مليار متر مكعب من الماء. سياسة بناء السدود نعم صحيح انقدت المغرب في زمن كانت فرشه المائية غنية ولم يكن المغرب بعد يعرف خصاصا في الماء، وكان الماء المجمع في السد بتلك الكمية يشكل عامل تشجيع وتحفيز للاستثمار الفلاحي والصناعي وللإستقرار النفسي للشعب. السياسة المائية المتبعة حاليا تراعي تدبير الاستهلاك واحتساب كل نقطة ماء والتنقيط في السقي، وهذا أمر جد مهم وضروري فالماء هو الحياة وتبذيره يعد ظلما. لكن إن كنا ندبر قطرة الماء في الاستهلاك فلما لا ندبرها في العرض ؟ نفاخر ونحسب عدد السدود المشيدة في المغرب وعلى مدى أكثر من خمسين سنة، نعم جهود مشكورة ومهمة، لكننا لا ننظر إلا للجزء المملوء من ألكاس ولم نحسب يوما كم بقي فارغا من الكأس. نعترف أننا شيدنا ما بين السدود الكبيرة والصغيرة أكثر من 500 سد فرضا، لكن كم عدد أودية المغرب التي تضيع مياهها؟ في المغرب الآلاف الأودية الصغيرة والكبيرة، مياهها في الغالب تضيع وتوجه للبحر مباشرة. حين ندبر استهلاك الماء فنحن من حيث لا نشعر نحاصر الاستثمار وبالتالي التشغيل والإنتاج ونهدد الطبقة المسحوقة من المياومين في أرزاقهم، وبالتالي ندفعهم نحو الهجرة للمدينة وامتهان مهن ممنوعة لحين يتحولون إلى مجرمين وقتلة. لهذا وجب أن نخلق توازنا بين تدبير الاستهلاك وتدبير المعروض من الماء، في سنوات الفيضانات تتغذى الفرشات المائية من تلقاء نفسها جراء خروج الأودية عن مسارها وجرفها للترسبات في الأودية وبالتالي الانسياب لباطن الأرض. إن حفرنا حوالي 480000 ثقب مائي مزود بمصفاة ، فنحن خلقنا متنفسات بالآلاف تتنفس منها البحيرات المائية، فتسمح بانسياب الماء بسهولة في باطن الأرض مع توسع تلك الفرشات. تشجيعا للإستثمار والتشغيل والإنتاج فإن الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء سيكون عليها أن تشجع حفر الآبار والثقوب المائية، بالطبع بناء على الجهود التي بذلتها في تقوية الفرشات المائية، يحق لها أن تركب عدادا على كل الآبار والثقوب المائية الجديدة منها والقديمة. كل بئر يحفر أو ثقب مائي هو بمثابة متنفس للبحيرات المائية، يساهم في توسعتها وفي توسعة الفرشات المائية، ويسمح بخروج الهواء المضغوط في باطن الأرض وبالتالي يمنع فوران الماء فوق الأرض. أمام انتشار إرهاب الجماعات والإفراد والدول، أصبح من الضروري حماية الموارد المائية ومنع تسممها وضمان سلامتها، ولن نضمن سلامة الماء ووفرته وتوزيعه على مجموع الوطن إلا بتطبيق الاختراعين في مجال الماء. متوقع جدا حال انتهاء جريان الوادي أن يختفي الثقب المائي مع مصفاته حيث ستغطيه الترسبات، وتغطيته أكبر دليل على أنه نشيط في ضخ الماء للفرشات المائية، لأن دخول الماء للثقب المائي يجعله يفقد بعض قوته وبالتالي تترسب حمولته من الحصى ثم الرمل ثم الطين ،لحين يختفي الثقب المائي ولن يتعرف على مكانه إلا تقنيو الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء. أما إن لم يترسب الحصى والرمل والطين على الثقب المائي ولم يخفيه، فإن ذلك دليل بالطبع على أن الثقب غير فعال بعد، وربما قد يحتاج وقتا والسبب بالطبع هو أن تلك الفرشة المائية اخترقت طبقة صلبة تعذر على الماء توسعتها في ساعات أو أيام. لكن لابد أن تتوسع ولو بنسبة معينة مع توالي جريان الوادي، وسيحقق كل ثقب الهدف منه، في أقل من خمس سنوات تقريبا، ما بين نسبة 20 في المائة و 100في المائة. أما من يزعمون أن الماء الملوث سيدخل للفرشات المائية فمخطئون بالطبع، لأن الماء يمر بالمصفاة قبل دخوله ولن يدخل إلا الماء النقي وبعض التراب القليل الذي يغير لون الماء، ولا حرج عليه فهو بالطبع يكون في كل الفرشات المائية حال فيضان الأودية. الخلاصة هي أن الاختراعين في مجال الماء سيضمنان لنا أكثر من 50 ضعفا كمية الماء التي يراهن عليها المخطط المائي بالمغرب، زيادة على مردودية جد مهمة من جراء تعميم عقدة الفرشة المائية وتسديد المواطنين فاتورة كل قطرة ماء يستفيدون منها. بالطبع ضمان احتياطي مائي أكبر أو يساوي 500مليار متر مكعب من الماء، موزع على مجموع التراب الوطني، سيشجع الاستثمار والتشغيل والانتاج وبالتالي الازدهار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. 3-ما بين تقوية الفرشات المائية وعقدتها الذي استغربه هو كيف أن خبراء الماء لم يبحثوا في كيفية تكون الفرشات المائية، ليعرفوا كيف ينشطوها خاصة مع تزايد وتفاحش استغلالها. سأوضح أنه وبمبلغ 500000 خسمائة ألف درهم الذي يعطى لفلاح واحد يملك 05 هكتارات فقط، يجهز به ضيعته يمكنني أن أضمن به أكثر من 30 طنا من الماء لكل واحد من خمسين فلاحا يوميا، وسيشغل كل فلاح 10 مياومين، وسينتج كل فلاح إنتاجا فلاحيا كافيا لألف مواطن وأكثر. مبلغ 500000 درهم سنشغل به 500 مياوم وننتج غذاء 50 ألف مواطن، ويتحول 50 فلاح من فلاحين معاشيين إلى فلاحين منتجين للغذاء. سأشرح كيف، بمبلغ 500000 سنحفر ثقبا مائيا على وادي كبير بقطر 01 متر وعمق 100 متر مزود بمصفاة طبعا، حال يجري الوادي سيضخ في الفرشة المائية حوالي متر مكعب من الماء في الثانية. لكي أقرب الفهم للأذهان سأنطلق من أودية الصحراء، كوادي أم العشار ( هو الوادي الذي يخترق مدينة كلميم) مثلا والذي جرى فيه خلال الأسبوع الأخير من شهر نونبر 2014 حوالي 3 مليار متر مكعب من الماء. جرى الوادي لسبعة أيام متوالية، أي أن ثقبا واحدا لو أحدث ولو كتجربة ما بين يونيو وأكتوبر 2014 كان سيضخ للفرشة المائية حوالي: 604800 متر مكعب من الماء. نقسم الكمية من الماء على 50 فلاحا في السنة تكون النتيجة 12096 متر مكعب من الماء، نقسمها على 12 شهرا فتكون النتيجة 1008 متر مكعب من الماء، نقسمها على 30 يوما فتكون النتيجة 33.6 ثلاثة وثلاثون متر مكعب من الماء لكل فلاح من الخمسين فلاحا كل يوم وعلى مدار السنة. طن واحد من الماء يوميا، يمكن أن يسقي وبالتناوب أكثر من 1000 شجرة مثمرة، معناه 33 طن يمكنها أن تسقي 33000 شجرة مثمرة لكل فلاح، ولخمسين فلاحا 1650000 مليون وستمائة وخمسون ألف شجرة في السنة. عقدة الفرشات المائية التي حملت الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء لواءها حاليا تهدف إلى التضييق على الفلاحين ومنعهم من استغلال الفرشات المائية، مما يعني أن الفلاحين بدل أن ينتجوا ويشغلوا سيقع لهم ما وقع للحرفيين الذي كانوا يدربون ويعلمون العشرات من شباب المغرب، فحاربتهم الحكومة وضيقت عليهم، فأصبح الشباب المغربي هائما في الشوارع والأزقة متسكعا متسولا سارقا تاجرا في المخدرات، وتعطلت صناعتنا التقليدية. |