أشعلت صور صادمة لواقع معاناة التلاميذ داخل مدرسة بضواحي ابن سليمان، نيران الغضب والاحتجاج داخل العالمين الواقعي والافتراضي. بعد أن تم تسريب الصور عبر مواقع التواصل ومجموعة من المواقع الالكترونية. من طرف محمد شمسي أستاذ محامي ورئيس جمعية الخير لتنمية البادية وحماية البيئة. حيث أظهرت التلاميذ يغوصون في الوحل داخل فضاء المدرسة. وبعضهم يحاولون الاحتماء من الأمطار، داخل مراحيض متعفنة بلا ماء ولا نوافذ. وقال شمسي في تصريح للأحداث المغربية إن سكان منطقة أولاد وهاب حيث المدرسة التي تحمل اسمها بتراب جماعة الزيايدة. يعيشون جحيم العزلة والتهميش. وأن واقع المدرسة يؤكد مدى الاستخفاف بالأطفال. مشيرا إلى صعوبة التنقل اليومي للتلاميذ بسبب انعدام الطرق وتدهور المسالك. وغياب أدنى شروط التعليم. وأنتقد شمسي ابن المنطقة رد المديرية الإقليمية للتعليم، التي أوفدت لجنة يوم الأحد (عطلة)، من أجل ما وصفه بمحاولة إخفاء الجريمة. حيث تم استقدام عامل بناء من أجل إغلاق المراحيض، ومحاولة تهيئة المدرسة. وأكد أنه دخل في جدال مع بعض أعضاء اللجنة. متهما إياهم بالتقصير. وأدلى للجريدة بعدة شرائط فيديو توثق للنقاش الحاد والمتوتر الذي دار بين الطرفين. كما أصدرت جمعية الخير لتنمية البادية وحماية البيئة رفقة جمعية آباء وأمهات التلاميذ والتلميذات بمدرسة أولاد وهاب التي يرأسها خالد شمسي، بلاغا مشتركا، انتقدتا فيه تلك اللجنة. وحضور المديرة الإقليمية للتعليم (النائبة)، ومعها عامل بناء وأكياسا من الرمال والاسمنت والآجور. حيث أعطت تعليماتها بإغلاق المراحيض وترقيع الشقوق .وأكد رئيسا الجمعيتين أن تشققات برزت في حائط المدرسة حديث البناء. وطالبتا بفتح تحقيق، وإحالة الملف على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء لارتباطه بتبديد المال العام وتقديم المسؤولين عن أعمال البناء المغشوش للمحاسبة، ومعهم والمتاجرين في الصفقات العمومية. ونفت فاطمة القرش المديرة الإقليمية للتعليم في تصريح للأحداث المغربية كل الاتهامات وأن الهدف منها النيل من سمعة القيمين على التعليم. وأصدرت بيانا توضيحيا حول وضعية المدرسة، التي هي فرعية تابعة لمجموعة مدارس ثلاثاء الزيايدة. أكدت فيه أن الغرض من نشر صور التلاميذ داخل المدرسة، هو إظهار هذه الوحدة المدرسية في وضعية كارثية، وأوضحت أن الوحدة المدرسية المعنية بالموضوع تتكون من أربع حجرات دراسية وسكن وظيفي من البناء المفكك بالإضافة إلى مرافق صحية وسور. وأن الوضعية الحالية للوحدة المدرسية تعتبر عادية وملائمة لاستقبال و تمدرس التلاميذ. وأضافت في بيانها أن ما أثير بخصوص الأوحال التي تعاني منها الوحدة المدرسية، أن الأمر ناجم عن تأثير التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المنطقة وطبيعة التربة السائدة بها وهي تربة "التيرس" المعروفة بتأثرها بالتساقطات المطرية و تحولها إلى أوحال. وأن الوحدة المدرسية استفادت مؤخرا من عملية التأهيل التي تنهجها الوزارة والأكاديمية، تمثلت في صباغة جميع المرافق وتجهيز ساحتها بممرات إسمنتية وإصلاح النوافذ والأبواب. كما أشار البيان إلى أن المرافق الصحية التي شيدت من قبل السلطات الإقليمية أهلت، لكن تم تخريبها من قبل الغرباء علما أن المنطقة غير مرتبطة بشبكة الماء الصالح للشرب. وبالرغم من هذه الوضعية، أضافت المديرة فاطمة القرش أن المديرية الإقليمية تعاملت إيجابا مع واقعة نشر الصور. حيث أوفدت لجن إلى عين المكان من أجل الوقوف على حقيقة الأمر. وتبين لها أن ظروف تمدرس الأطفال عادية جدا باستثناء المرافق الصحية التي باشرت بشأنها الإصلاحات الضرورية مع الاحتفاظ بالجناح الخاص بالإناث الذي تم تأهيله بتنسيق وتعاون مع السلطات المحلية. كما أفادت إلى أن ما تبقى من حاجيات الوحدة المدرسية من التأهيل، فقد تم إدراجه ضمن البرنامج المادي للمديرية الإقليمية لتأهيل المؤسسات التعليمية برسم ميزانية 2018؛ وختمت المديرة بيانها بالتأكيد على أن عملية التشهير التي استغلت فيها براءة التلميذات والتلاميذ تعتبر مغرضة ومجانبة للواقع وبعيدة عن الأهداف النبيلة للتواصل المثمر والإيجابي لمختلف الشركاء والمتدخلين مع مصالح المديرية الإقليمية من أجل الانخراط الفعلي لإيجاد الحلول الآنية لتجويد الفضاءات المدرسية والرفع من المردودية التربوية. وينتظر أن يتطور الصراع القائم بين ممثلي الجمعيتين والمديرية الإقليمية للتعليم بابن سليمان، خصوصا أن الطرفين معا يهددان باللجوء إلى القضاء من أجل الإنصاف. حيث تعتبر الجمعيتين أن المديرية ارتكبت تجاوزات في حق التلاميذ والإصلاحات التي تمت داخل المدرسة. فيما ترى المديرية أن رئيسي الجمعيتين كالا لها تهم خطيرة. وأن أحدهما وراء هدم سور تم بناءه حديثا. فيما تؤكد مصادر الجريدة أن إدارة المدرسة ومدرسيها اتهموا بالتقصير، بسبب عملية تصوير التلاميذ والفضاء الداخلي للمدرسة التي تمت بحضورهم رغم أنها غير قانونية.
الرئيسية / بديل تربوي / الدراسة في الوحل … صور صادمة لتلاميذ مدرسة بابن سليمان تشعل نيران الغضب جمعيتان تطالبان بالتحقيق والمديرة تشير إلى أزمة المياه وعمليات تخريب وراءها غرباء