الرئيسية / كتاب البديل / الدكتور الوكيلي يتساءل : أي تأويلٍ للعلاقة المُلْتبِسة مع فرنسا و”اتحادها” الأوروبي؟!

الدكتور الوكيلي يتساءل : أي تأويلٍ للعلاقة المُلْتبِسة مع فرنسا و”اتحادها” الأوروبي؟!

أيُّ تأويلٍ للعلاقة المُلْتبِسة مع فرنسا و”اتحادها” الأوروبي؟!

الضغط والابتزاز هما الوصفان اللائقان بما تُقْدِم عليه فرنسا واتحادُها الأوروبي بين الحين والآخر.. كلما “تمادى” المغرب في محاولاته المتكرِّرة والمستمرّة للتخلص من قبضتهما.. والانعتاق من مَكامن ومَظاهر سلوكِهِما الموروثِ عن ماضيهما الاستعماري.. الذي يبدو أنه لا يفتأ يشكّل لديهما لوثةً وحالةً مَرَضيةً لم يستطيعا الشفاء منها رغم أرصدة الفكر التنويري والتحرُّري الذي اتخذاه شعاراتٍ ليس إلاّ.. منذ أن بصم المجتمع الدولي على نهاية التاريخ الاستعماري عالمياً.. ولو على الصعيد النظري فحسب.

لقد ساءَ فرنسا واتحادَها الأوروبي.. أن يعود المغرب إلى بيته الإقريقي.. والأهم من هذه العودة.. أن يدخل مع السواد الأعظم من إخوته الأفارقة في شراكاتِ “رابح رابح”.. التي أخذت في الواقع تسحب البساط من تحت “قوائم” فرنسا تحديداً.. وأوروبا بتحصيل الحاصل.. اقتصادياً في بداية الأمر.. ثم بعد ذلك فكرياً وسياسياً وإستراتيجياً.. حتى بدأت فرنسا وأوروبا تكتشفان.. بكل ذهول.. ومن خلال استجابة الأفارقة للمبادرات المغربية.. أنّ عليهما مستقبلا أن تطلبا من المغرب ليس المشورة أو الوساطة فقط.. بل أن تلتمسا الإذن لهما بالمرور إلى ما كانتا تعتبرانه في الماضي القريب حدائقَ خلفيةً تَغرِفان من خيراتها بلا أدنى معارض أو منازع.. باستثناء القفزات التي تقوم بها إيطاليا بين الفينة والأخرى دفاعاً كما تدّعي عن “الكرامة السمراء”.. إنْ كانت للكرامة ألوان!!

بالمناسبة.. أصِرُّ مَجازاً على نسبة الاتحاد الأوروبي إلى فرنسا.. لأنها ماتت حُبّاً وتظلُّ تموت عِشقاً في قيادته رغم أنها فقدت كل أمل في تكريس تلك الريادة لأسباب موضوعية.. من بينها على الخصوص.. أنها ابتُلِيَتْ في الحِقَب الأخيرة برؤساء متعاقِبين كلٌّ منهم أرْدَأُ وأضعفُ من سابقه.. وأنها تصر على لعب دور “الأخت الكبرى” بين دول توجد من بينها مَن هي أكبر منها وأعتَى.. مثل ألمانيا وإيطاليا العريقتين.. وبلجيكا وهولندا الصاعدتين.. وبريطانيا الهاربة.. والتي يبدو أنها ستجر معها في هربتها أخواتٍ أُخْرَيات.. والآتي الأوروبي لا يُبشِّر بخير!!

وقد ساء فرنسا واتحادَها أيضاً.. أن يبحث المغرب ويجد شركاءَ يُقام لهم ويُقعَد.. مثل الولايات المتحدة وإسرائيل بالدرجة الأولى.. والصين.. وروسيا.. والهند.. وتركيا بدرجة تالية (الزيارات الملكية السابقة والمرتقبة).. فضلاً عن نجاحه الباهر في جعل علاقاته باتحاد دول الخليج العربي ترتقي إلى ما يشبه اندماجاً حقيقياً مع هذا الكيان الوازن عربياً وآسيوياً وعالمياً… وأن يتقدم المغرب في هذا المسار مُتعدِّدِ السُّبُلِ إلى درجة صياغة خارطة طريق.. وإنْ كانت غيرَ مُعلنةٍ بالواضح والصريح.. تذهب به في اتجاه نقل مركز ثِقَله بالكامل من الفضاء الأوروبي إلى نظيره الأوروأسيوي.. دون أن يَرِفَّ له جفن إزاء شطحات فرنسا واتحادها الأوروبي وحركاتهما الابتزازية.. المثيرةِ والحالةُ هذه للهُزْء والسخرية!!

العالم من حولنا يسير.. يتغيّر.. يتفرج.. يُبادر.. يَتجدَّد ويُجَدِّد… وفرنسا ووصيفاتها الأوروبيات لا يلبثْنَ يُمارسْنَ رقصاتِهن المفضلة.. التي صارت أشبه بضربات أخذيةِ زوجَيْ “الفلامينكو” الجريحَيْن.. وهما يريان جَذْوَةَ عِشْقِهِما تنطفئُ على نغماتِ قيثارةٍ هي أقرب إلى المَرثِيات!!!
ذاك حالُ فرنسا اليوم.. وحالُ اتحادِها بتحصيل الحاصل!!!

 

بقلم : محمد عزيز الوكيلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *