مرحلة مابعد خطاب 20 غشت.
ان خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله ل20غشت الذي زامن تورة الملك والشعب دشن لمرحلة جديدة في تاريخ المغرب الحديث .فقد اعلن جلالته عن مرحلة انتهت بسياستها واستراتجيتها وأن المرحلة الجديدة والقادمة والتي ابتدأت انطلقت باسس جديدة غير معتادة مبنية على الصدق والوفاء في العلاقات مع المغرب في المصالح الدولية تطبعها علاقات رابح رابح واحترام قرارات المغرب السيادية.
ان المغرب اكثر من اي وقت مضى يحرص ويعتز بما قام به وعبر عنه اصدقاؤه وشركاؤه من الدول الشقيقة والصديقة لكنه لم ولن يتخلى عن مبادئه وطموحاته في التنمية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
ووعيا من جلالته بأهمية التطورات التي يعرفها المغرب على كافة المستويات رأى ان اللبنة الاساسية لنجاح هذا المسار الديمقراطي للدولة هو الالتحام المبني على تقوية الجبهه الداخلية لكل مكونات المجتمع المغربي وانصهار تقافاته المتنوعة عربية أو امازيغية كانت اوعبرية.ان الرؤية والنظرة الاستشرافية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله و نصره ،لم ترق العديد من الدول الصديقة منها والغير الصديقة فهي أعتادت على وجود علاقات تقليدية غير متكافئة تحصل من خلالها على مصالح وامتيازات وهذه حقبة انتهت.
ان المغرب الحديث الذي بناه جلالة الملك محمد السادس نصره الله مغرب دولة القانون ودولة المؤسسات لا يمكن أن يعود إلى الوراء لذلك جاء خطاب جلالته خطابا صريحا وواضحا داعيا شركاؤه الى فتح سياسة جديدة مع المغرب ترقى فيها المصالح المشتركة مع المغرب الى الأفضل .ان دعوة جلالته هي موجهة بالأساس الى جارتنا وصديقتنا المملكة الاسبانية وذلك للروابط التاريخية المشتركة والمصير المشترك فالمملكة الاسبانية والمملكة المغربية لاتفصلهما الا 14كلم أما على مستوى التاريخ والتقافة فلايمكن الفصل بينهما ابدا وأن كان هناك شك فالنسأل موطنوا اسبانيا في شمال المتوسط والمغاربة في جنوب المتوسط .كما أن الدعوة موجهة ال فرنسا البلاد التي أصبحت جزأ لايتجزأ من تقافتنا لتغير سياستها العنيدة ضد مصالحنا ولاترى الا ذلك المغرب القديم مغرب الحماية ولم تستطع ان تستوعب ان تغيير الظروف والازمنة كفيل بتغيير المواقف والقرارات وأن تعتمد اسلوبا سياسيا جديدا يقوم على احترام المغرب وتقدير قادته والابتعاد عن الأساليب الملتوية للضغط على المغرب من أجل الحصول على مصالح وامتيازات بدون مقابل.
ان المغرب كدولة حديثة يعتبر عضوا اساسيا في حضيرة المجتمع الدولي وفاعل اساسي في السياسة الدولية واتبت ان سياسته فعالة وناجعة مما اكسبه مصداقية وتقة الدول الصديقة وشركاء يقدرونه ويشاركونه في الدفاع عن مصالحه لأنه بلد يفي بالتزاماته ويحترم اصدقاءه وشركاءه لذلك ذهب بعيدا في طموحاته وهذا حق مشروع ليس لأي كان ان ينازعه فيه .فيد المغرب ممدودة للجميع ممن يريد أن يرافقنا في هذا السير وهذه المسيرة المبنية على أسس مثينة وهي سياسة رابح رابح.
الدكتور المصطقى قاسمي
استاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن الأول سطات.