الرئيسية / ميساج / الرسالة الرمضانية الرابعة : .. لكم رأي انفصالي ولنا قناعة بأنه لا يخص المغاربة

الرسالة الرمضانية الرابعة : .. لكم رأي انفصالي ولنا قناعة بأنه لا يخص المغاربة

… لكم رأي انفصالي… قد يكون رأيكم أو رأي من سخروكم… لكنه رأي ليس إلا… ورأي ليس حتى…رأي لقيط لا يعني الشعب بأكمله، ولا يمكن أن يأخذ به لأنه رأي قلة قليلة ودخيلة، وصنيعة الخصوم، قد لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، رأي لم يطرح للنقاش ولم يأتي من جهات ملمة بمضمون الرأي ولا حتى مهتمة به….رأيكم هو لكم وحدكم ولا يعني دونكم، ما دام يضرب في عمق الوحدة الوطنية ويخدم خصوم الوطن ومعارضي نهضته. 

… لكم رأي لن يحترم … لأنه ليس رأي مغربي حر وقح … ولا نشتم منه رائحة الوطنية والغيرة الأكيدة … فلا هو رأي عربي ولا أمازيغي ولا صحراوي من داخل المملكة الشريفة… مادامت كل كلمة من كلماته تنزل على المغاربة كالمطرقة. ومادام كل حرف من حروفه يدس السموم والأكاذيب في عقول شعب مشاغله غير مشاغلكم… شعب سطر منذ عقود برنامج القرني والظهري على أساس أن المغرب مملكة دينها الإسلام، وأن الصحراء مغربية. وأن النضال من أجل الديمقراطية والتغيير والإصلاح، لن ينجز إلا بداخل المغرب، وبأيادي مغربية نظيفة وصالحة، تسري عصارة الوطنية في عروقها
 

… لكم رأي أجنبي مجنس بعدة جنسيات وملقح بعدة مذاهب ومآرب…رأي مستورد لا يعبر عن رأيكم أنتم وما لكم.. وبالتالي فهو رأي يضر بالمغرب وشعبه الذي تدبر أمره قبل ولادتكم بعقود وقرون، فنقح نفسه من عبث العابثين، وتحصن من الدخلاء والجواسيس والمأجورين مثلكم
 

… لكم رأي… ولنا قناعة تامة كاملة وشاملة بأن رأيكم ليس إلا دوي رصاص حرب باردة، وصدى صراخ واهم، قرر خصوم المغرب أن يطلقوها بألسنتكم وأقلامكم، لإيهام الشعب، بأن (الشعب) غاضب وأن طبول حرب أهلية قد دقت، وفئة منهم تصرخ بعد أن أصابتها نيران المعركة الوهمية…لنا قناعة أن رصاصكم هو فقط (بارود التبوريد)، وأن حرب خصومنا فاشلة ومحبطة لجنرالات الجزائر  وحلفائهم الذين يقتاتون من نفط وغاز الشعب الجزائري الطيب. ومحبطة لمن يديرونها ب(التليكوموند) من داخل الجزائر الشقيقة وبعض البلدان التي جعلت من الجزائر (البقرة الحلوب) لاقتصادها المحلي.

… لكم رأي .. ولكم أسلحة وهم… ونحن  لن نحتاج لواقيات أسلحة لصدها، لأنكم وفي غفلة وتسرع منكم، نسيتم أن تتأكدوا من نوع السلاح الذي هو بين أياديكم.. فسلاحكم ببساطة عبارة عن (لعب الأطفال)، وهو آخر ما تبقى من سلاح خصوم وحدتنا الترابية… لنا قناعة بأن قضايانا الكبرى سنحلها داخل المغرب، ومن طرف المغاربة الوطنيين، والملمين بتلك القضايا. سننظم الوقفات والاحتجاجية والمسيرات والاعتصامات والإضرابات عن العمل والطعام و…سنحارب المفسدين بأسلحة محلية وخيارات وطنية…

… لكم رأي ولنا قناعة … سنثابر من خلالها بلا كلل ولا ملل من أجل مغرب في مستوى طموحات المغاربة. لكننا لن نتحول إلى دمى وكراكيز وأقلام مأجورة، تسعى إلى تحقيق أطماع الخصوم والأعداء. لن نوظف المغاربة لخدمة الأجانب، ولن نوهمهم ببديل ليس سوى طعم لإغرائهم وجعلهم يخرجون إلى الشوارع من أجل مطالب لا علاقة لها بأولوياتهم في العيش الكريم، وتمكينهم من الشغل والسكن والعلاج والتعليم… لأنها حقوق يضمنها لهم الدستور.
 

… وحتى لا نبقى نخبط خبط عشواء بأقلامنا وأصواتنا في قضايا تحكمها القناعات والتوافقات والقوانين المنظمة لها… وحتى لا نحول المنابر الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية والإكترونية إلى أبواق مأجورة لجهات خفية، ولا نجعل من بعض الصحافيين والمراسلين والمذيعين والمدونين وكتاب الرأي والأعمدة… مجرد أصوات ومداد ووجوه، تنقل ما برمج وأعد لها من طرف أشخاص لا علاقة لهم بعالم الصحافة ولا علم لهم بقوانينه وضوابطه…

… حتى لا نكون ببغاوات نردد ما همست لنا به رياح الشرق والغرب، وحتى لا تحركنا الأيادي القذرة والعقول الخبيثة بأجهزة التحكم عن بعد، وتحولنا إلى دمى و كراكيز، ومستخدمين… همهم الوحيد الأجرة الشهرية والتعويضات والإكراميات… وتلميع الصورة والهوية… حتى ندرك أن صاحبة الجلالة ليست سلطة رابعة ولا خامسة… وأن الكلمة والصورة والصوت الحق لا يمكن أن يصنف حاملها ضمن خانة ممثلي السلط… لأنها ببساطة هي حامية وراعية الشعب والضامنة لتنزيلها وفق ما ينص عليه الدستور… وحتى لا تصبح صاحبة الجلالة عروسا (مرهونة)، تتأرجح فوق (عمارية) من يدفع أكثر…وتتزين بما تفرضه (النكافة)

… لكم رأي…وكان لكم بالأمس آراء أخرى… تسببت في تعطيل وشل التنمية والاستثمار، وتبذير أموال طائلة، والكذب على الشعب الذي ضن للحظات أنكم منبره ودفاعه الجديد الذي سيحقق مطالبه…لكن اتضح أنكم كنتم تسعون إلى الركوب على مآسيه لتحقيق مطالب أسيادكم بالخارج.
 

تدعون الحرية الفكرية يا عبيد السادة والسواد … وأنتم سجناء المال والفكر، ترسون بقواربكم حيث تؤمرون، وتبرمجون خرجاتكم وفق أجندات خصوم الوطن، تملى عليكم بالهاتف والبريد الالكتروني… تدعون الصحة وأنتم مرضى نفسيا.. بل مختلون عقليا تعيشون عالمكم الخرافي، وتريدون فرضه على شعب بأكمله، بهدف زعزة الوطن المستقر والآمن. تطالبون بالديمقراطية والحرية والشفافية، وأنتم تجسدون كل أصناف الديكتاتوريات التي عرفها تاريخ العالم، مع رفاقكم في النضال السياسي الوهمي، وبين أفراد أسركم الصغيرة، وحومتكم، … علما أن معظمكم لا يؤمنون بالحومة والدرب والدوار و.. بل إن كل المغاربة الذين يشاطرونكم رأي الانفصال والحريات الضاربة في عمق الدين والتقاليد المغربية، لا يعيشون في هذا البلد السعيد.. ولا يعلمون شيئا عن مطالب شعبه.

… بعضكم ممن وهبه الله القدرة الصحية والبدنية والمال، لم يفكروا حتى في إتمام (نصف دينهم) بالزواج، والإنجاب و تربية وتخليق الأطفال، رفضوا التأثيث لأسرة صغيرة ورعايتها، ويوهموننا بأنهم قادرين على رعاية شعب بأكمله.. فقدوا حبهم وروابطهم الأسرية، وأصبحوا منعزلين في عوالمهم المصطنعة. إلى هؤلاء أقول …

…  نحن لدينا قناعة تجاوزت مرحلة النقاش وتبادل الرأي حول ثوابت الأمة
قناعة علمتنا أن… الحرية ينتزعها الأخيار والأحرار، ويسبح في أحواضها الجبناء والصغار… وهي ليست سلعة تباع أو تعار… كما يضن عبيد الأورو والدولار … والمسخرين والموالين لهم الذين لا ينالون منهم سوى الخزي والعار… تجار الفساد و روادهم ممن تحولوا إلى بطاقات للتعبئة تشحن من هؤلاء الأشرار
أعطونا أناسا أخيار ومغاربة شرفاء أبرار.. وآراء متشبعة بالوطنية ومشاريع للاستثمار… وسنكون معهم… لكننا لن نصطف إلى جانب المنحرفين الذين يقضون الليل في الفساد والبغاء والانحراف والتخطيط لضرب الوطن…  يأتوننا بالنهار وقد نصبوا أنفسهم زعماء علينا.. ليلقوننا دروسا جوفاء ويزمرون بالمزمار …أو الذين يدعون أنهم يملكون زمام الجنة والنار، ولهم وحدهم الحق في الفتوى والقرار… وهم مثال للخونة والفجار ويجسدون قمة الوقاحة والعار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *