سيدتي الفاضلة فرنسا … أما حان الوقت لديك يا سيدة الجمال والأناقة الأولى في العالم، أن تلتفتي إلى مرآتك، وتنظرين بعقلية الصادق الأمين، وقلب طيب وغير حاقد، لتدركين حقيقة ما يجري، وتعترفين علنا ودون أدنى تردد أو وصاية من جهة ما… بقيمة العرب، وتعلنين للرأي العام الدولي، ولذريتك الفرنسية القحة، أن البصمة العربية حاضرة بقوة في كل مظاهر الحياة والتنمية والاستقرار لسكان برج إيفل. وأن العرب المقيمين ومعهم الأجيال المتناسلة من التزاوج العربي الفرنسي، أكثر وطنية وحب لك سيدتي وطبعا لوطنهم الأم. وأن تتغذي بجرأة وصراحة أكثر، وتؤكدين أن الإرهاب من صنع الفشل السياسي والاضطهاد الاجتماعي. وأنه يولد ويترعرع في الهوامش، ويتغذى من الإقصاء والإهانة و(الحكرة)… وهي مسؤولية الأنظمة والحكومات ولا علاقة لها بالشعوب عربية كانت أم غربية… وأنه لا دخل للعرب بهذا المولود (الوحش البشري). سيدتي الفاضلة فرنسا … أما حان للمتربعة على عرش العطور والطبخ والأزياء والدلال، أن تكشف بالأرقام والكتل، مساهمات العرب في تنمية اقتصادها، وتطوير علومها وثقافاتها وفنونها، وإنعاش مجتمعها بالمبادرات والبرامج الهادفة والصادقة. وأن تدرك مدى الالتحام والحب بين العرب والفرنسيين، ومدى التوازن الذي تنسجه أيادي وعقول العرب، ومستوى التوافق الراقي والمعاشرة الطيبة، والتسامح السائد على الدوام… فأنت سيدتي مزيج من العرب والفرنسيين، وهو التمازج سيدتي الذي زاد من طيب عطرك، كما سما برونق أناقتك وجمالك، ورسخ تفوقك في الطبخ… لكنك رافضة للاعتراف و الشكر بكل أنانية واستعلاء.. وهذا لن يزيدك إلى ضررا وضعفا.
سيدتي الفاضلة فرنسا… أما حان لك أن تقري أنك لازلت تعتبرين العرب عبيدا لك، أو على الأقل بشر من الدرجة الثانية.. ما إن تقع كارثة في بلاد ما، إلى وهم وراءها… فهم من نفخوا في أمواج البحار والمحيطات لتعلوا وتتحول إلى تسونامي… وهم من ولجوا باطن الأرض لتحريك الزلازل… وهم من كانوا وراء الاعتزال المبكر للنجم الفرنسي إيريك أبيدال بعد صراع طويل مع المرض.. وهم من تسببوا في مرض أسطورة كرة القدم الهولندي يوهان كرويف بالمرض الخبيث، لكن الجهات الرسمية حملتها للتدخين. سيدتي أنت تعتبرين أن العرب ومالهم ملك لك…فكرهم وأراضيهم وثرواتهم وعقائدهم وطموحهم … وخصوصا من سبق أن استعبدوا من طرفك لعقود خلت. أما حان أن تقري بأن اقتصادك مبني على استغلال وابتزاز العرب والأفارقة. وأنك لازلت تفرضين ما تبقى لك من قوة، بعد ظهور قوى كبرى عالمية، لكي تستنزفين اقتصاد العرب. وأن بعض العرب لا يجدون لك بديلا في الصناعة والتجارة والاستثمار ، ولا يجدون السبيل للتخلص من لغتك الفرنسية، التي تدار بها كل إداراتهم، وجامعاتهم ومعاهدهم وفنونهم وثقافاتهم… في الوقت الذي لم تعد فيه لتلك اللغة قيمة اقتصادية ولا صناعية ولا علمية أمام لغات الدول العظمى (الصينية، اليابانية، الإنجليزية…).
سيدتي الفاضلة فرنسا… أما حان لك أن تبحثي في عمق عقول وقلوب العرب، وأن تحللي دواخيلهم بكل صدق وموضوعية، لتكتشفي أنهم ربما أكثر وطنية من بعض الفرنسيين أنفسهم… وأنهم يرفضون ما تقوم به تلك المنظمة الإرهابية (داعش)، وغيرها من المنظمات والحركات التي تستهدف أمن واستقرار الشعوب…وإليك سيدتي النموذج المتمثل في الشاب المسلم والعربي (زهير) الذي كان يتولى حراسة أحد أبواب المركب الرياضي (سان دوني)، حين استهدف من طرف الإرهابيين. حيث أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية،أنه لولا هذا الشاب الذي لم تبادري سيدتي حتى للكشف عن هويته كاملة وجنسيته العربية، لكانت الفاجعة أكثر. حيث أفادت أنه منع أحد الإنتحاريين من دخول الملعب، وتفجير نفسه وسط الجماهير التي كانت محتشدة لمتابعة مباراة فرنسا وألمانيا. (زهير) الذي شك في مظهر الإنتحاري وطريقة تصرفه، منعه من اجتياز البوابة، وحال دون وقوع مجزرة كادت أن تودي بحياة المئات وتغرق المركب الرياضي (الستاد) في بحر من الدماء… أليس من الواجب تكريم هذا الشاب.. أليس من الواجب أن تتحرك المنابر الإعلامية الفرنسية نحوه، لإطلاع الفرنسيين والفرنسيات على شجاعته وبطولته… عوض اكتفاء تلك المنابر والأقلام والأفواه المأجورة ، بإشعال الفتنة، وتحريض الشعب الفرنسي على كراهية العرب والمسلمين… وفيهم الأخ والأم والأب والصهر والعم والخال والجار ….
سيدتي الفاضلة فرنسا… أما حان الوقت للكشف عن هويات وجنسيات ضحايا الإعتداء الإرهابي الذي عاشته مؤخرا فرنسا. لكي يعلم الفرنسيون المعادون للعرب ومعهم باقي العنصريين بالعالم، أن من بين الضحايا الذي ساقهم القدر إلى الموت المفاجئ، هناك الشاب المغربي المرحوم محمد أمين بنمبارك، حسب ما ذكرت صحيفة الخبر الآن الإماراتية. وهو شاب حاصل على شهادة عليا في الهندسة، ويعمل مؤطرا لمشروع في المدرسة الوطنية العليا للهندسة بالعاصمة الفرنسية باريس. كان الضحية قيد حياته يرتشق كأس قهوة رفقة زوجته، داخل مقهى ومطعم (الكاريون) بالدائرة العاشرة لعاصمة الأنوار. حيث ذكرت الصحيفة أنه تلقى رصاصات قاتلة غادرة، بينما لازالت زوجته في وضعية حرجة بعد أن تلقت بدورها ثلاث رصاصات. وهو الحادث الذي ذهب ضحيته 15 شخصا.
سيدتي الفاضلة فرنسا… إن محاولاتك المتكررة لإذلال العرب كلما سنحت لك الفرصة، بدون موجب حق أو قانون. يعتبر ضعفا بارزا في شخصيتك، وكرها مبطنا ودفينا لهذه الفئة من البشر. ويقتضي أن تعرفي أن فرنسا بلا عرب، ستتحول إلى دمية لا روح داخلها… و لن تجدي القوة للوقوف والمشي، وستشتهي القفز والعدو، ولن تجدي له سبيلا… دمية تنشط يديك ورجليك في حك باقي جسدك بقوة ولهفة غريبتين باعتماد بطاريات يتم تغييرها كلما نفذ تعبئتها…أملا في أن تعثري على ممر أو ضوء أو بصيص أمل في الحياة التي ينسجها معك العرب… وستحاولين البحث في ذاكرتك وباطنك عن هوية أو هدف … دون جدوى… ومع مرور الأيام والشهور ستدركين أن عمليات (الحك) التي تداومين عليها…لم تكن بهدف التنقيب والبحث عن حلول لعودة بريقك وبهائك… ولكن ويا للأسف… ستدركين بعد فوات الأوان أنك أصبت بكل بساطة بمرض الجرب… وأنك ستقضين أيامك في الحك الذي يفرز الحك ثم الحك.. وأكيد أنك لن تفوزي بشيء… وأنك ستنتهي بتقشير جلدك و…وستصبحين في عزلة تامة من أقرب أقربائك الأوربيين والأمريكيين… لأنهم يخافون العدوى…ورغم كل ما تفعلينه في العرب والمسلمين… ستجدين المئات والآلاف منهم يسارعون من أجل مدك بوصفات إزالة الجرب … لأن العرب والمسلمين ببساطة أناس طيبون مخلصون للسلام والحب والوفاء… وربما هذا ما ينقصكم سيدتي الفاضلة…