يعود محمد عناني في روايته الجديدة "كرمة الصبار"، إلى أحداث القرن الماضي وبداية الاحتلال الفرنسي للمغرب، حيث تتوالى الأحداث عبر رحلة قرّر فيها الكاتب أن يعود إلى مسقط رأسه ليموت هناك موت الأبطال؛ موت استشرافي ولحظة تنبؤية سجل فيها بأسلوب حافل بالدلالات والأبعاد الإنسانية، ما تعرض له المغرب زمن السيبة من أحداث ومن عبَر بلغت معها الغرائز الإنسانية الفتاكة ذروتها واحتدّت الحروب القبلية وعمّت الفتن..
وبأسلوب شعري بالغ الثراء يصاحب الكاتب أبطاله النوعيين والرمزيين وهم الجد، سامي، سلمى، (س.م) والأم، بين فتنة المعيش من عهد السيبة إلى زمن الاحتلال الفرنسي، وبهجة اللقاء بالذات وانتظار فجر جديد يلوح معه بريق الحرية والاحتفاء بغد أفضل.
محمد عناني أحد الروائيين المغاربة القلائل الذين أبدعوا في ما كتبوه من روايات كان أولها: "الهضبة" (1998 )، "الشمس لن ترحل" (1999 )، "فوق الصفر بقليل" (2001 ) و "حب بحجم الألم" (2006 ).