بادر محمد جديرة إلى بعث رسالة باشا مدينة ابن سليمان، بتاريخ سادس دجنبر 2019، حول موضوع (الترخيص باحتلال الملك العمومي).
جديرة المنتخب الجماعي القادم من عالم الأسواق والحفلات و(المخطاف)، يقلب كل القوانين الجاري بها العمل بالبلاد. ويؤكد للباشا أن حملة تنظيم الاحتلال المؤقت للملك العمومي، التي نفذتها السلطة المحلية في الأيام الأخيرة، تسببت في احتقان بالشارع العام واحتجاجات للمواطنين. وزاد الخبير جديرة أن سبب الاحتقان يعود إلى جهل المواطنين بالقوانين المنظمة للاحتلال الملك العمومي. وأنهم بدئوا يتقاطرون على المصالح الجماعية لتسوية وضعيتهم.
ورأى الحكيم جديرة أن على السلطة المحلية أن توقف حملتها، حتى يتمكن المجلس الجماعي الذي يرأسه من وضع حل جدري لما اعتبره إشكالية. والتمس إيقاف الحملة إلى حين استصدار قرار من المجلس الجماعي، ينظم احتلال الملك العمومي داخل الجماعة وفق القوانين الجاري بها العمل مع احترام خاصيات المدينة.
رسالة اجديرة ومن دفعوه إلى تحريرها وبغض النظر عن إيجابيات وسلبيات الحملة، وهل تمت بنزاهة أو انتقائية .. فإن الرسالة تؤكد مدى التخلف والجهل الإداري والقانوني لهم. كما تؤكد مدى الضغط الذي يتعرض له جديرة من طرف هؤلاء الذين قد يهددون مستقبله السياسي، وفرصه في الاستحقاقات المقبلة لسنة 2021.
بقراءة تفصيلية لرسالة جديرة يمكن استجلاء ما يلي :
أولا: لا يحق لرئيس جماعة أن يطلب من السلطة إيقاف عملها الذي تشرف عليه بكل استقلالية. خصوصا أن ما يربط الجماعة بالحملة هي الرخص المكتوبة. وعلى ممثلي السلطة أن يفحصوا تلك الرخص المتوفرة لدى أصحاب الملحات، ويلتزموا بما فيها. وإن كانت تلك الرخص متجاوزة للقوانين، فالسلطة تطلب من الجماعة سحبها، وإعادة الوضع كما كان عليه سابقا. وطبعا فالسلطة لن تنتظر أوامر من الجماعة قبل البدء في حملتها.
ثانيا: هناك اتهام صريح للسلطة المحلية بأن حملتها غير قانونية، وأنها تسببت في احتقان شعبي.
ثالثا: هناك اتهام من رئيس الجماعة للمواطنين بالجهل، وعدم الإلمام بالقوانين المنظمة لاحتلال الملك العمومي.
رابعا: كلمة (تتقاطرون) التي استعملها رئيس الجماعة في حق المواطنين، تؤكد استخفافه وإهانته لهم. المواطنون ليسوا مطرا ولا سائل ما. بل هم بشر. والبشر يأتي ويتوافد ويحج.. ولا يتقاطر.. وإن كان هناك من تسرب أو تقاطر فهو في أسطح بناية الجماعة المهترئة وعقول من يقررون داخلها عن جهل وغباء.
خامسا: ما هي هذه القرارات التي سيصدرها مجلس الجماعة، والتي يمكن أن تغير أو تعدل ما هو صادر عن قوانين منظمة للبلاد. وهي قوانين فوق المستوى المعرفي للرئيس ومحيطه، وما عليه سوى الاجتهاد في تطبيقها. كيف يمكن إصدار قرار لتنظيم احتلال الملك العمومي من مجلس منتخب. والقوانين الإجرائية للبلاد، موجودة وقائمة. فهل حول جديرة مدينة ابن سليمان إلى دولة أو منظمة عالمية كمجلس (الأمم المتحدة) ؟؟ .
سادسا: ما هي خصوصيات هذه المدينة التي يتحدث عنها الرئيس؟. إن لم تكن خصوصيات علاقة جديرة وبعض من أعضاءه مع بعض محتلي الملك العمومي بطرق غير قانونية. والذي رخص لهم شفويا، باعتبار المدينة تحت رحمتهم وقيادتهم.
ليس وحده جديرة من يستحق (تجباد الوذنين)، بل حتى ممثلو السلطة المحلية بالمحلقة الأولى والثانية وباشوية المدينة وعمالة إقليم ابن سليمان.
فعندما تسمع عن حملة تنظيم احتلال الملك العمومي، تستبشر خيرا، وتضن أن المدينة ستتخلص أخيرا من كل ما يعرقل الراجلين والراكبين من تجاوزات أصحاب المحلات التجارية والخدماتية والباعة الجائلين و.. لكن عندما تتجول في المدينة ترى أن تلك الحملات ليست سوى (فيترينا)، وتسويق مجاني، ومحاولة صباغة حقيقة ما يجري ويدور من فوضى وتجاوزات.
إذ كيف يعقل أن يتم طرد باعة جائلين بالعربات (الخضر والفواكه)، من أجل تنظيف ساحة أو زنقة.. وفي نفس الوقت يترك آخرون في فضاءات وأزقة أخرى يعيثون فوضى وعفنا. وهو يسوقون نفي بضاعتهم. بل إن بعضهم برزوا حديثا.
وكيف يعقل أن يترك السوق الحضري المركزي بهذا العفن والفوضى. ويسمح لأصحاب المحلات التجارية، بالتوسع العشوائي، واحتلال الممرات والفضاءات الخضراء المقابلة لهم. والنموذج (باعة الخضر والفواكه، الجزارين وأصحاب الشوايات …).
وكيف يترك العديد من المهنيين والحرفيين على هواهم، يحتلون الازقة والأرصفة.. فيما يتم مضايقة آخرين أقلهم تجاوزا واحتلالا للملك العمومي ؟؟..
على الحملة أن تكون شاملة وكاملة ومنصفة للكل… وإلا فلا جدوى منها…
رسالة جديرة::::