قال ادريس السدراوي رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان إن على هيئات المجتمع المدني أن تتحمل المسؤولية اتجاه سبتة ومليلية السليبتين، في ضل تخاذل الحكومة المغربية في المطالبة باسترجاعهما مع باقي الثغور المحتلة. ودعا إلى خلق جبهة مقاومة ضد الاحتلال، مؤكدا أن كل أشكال المقاومة مشروعة للدفاع عن وحدتنا الترابية. وأضاف أن برلمان الرابطة رسم بداية الطريق من أجل التعبئة الجماهيرية المكثفة ضد الاحتلال. وأن كل الاحتمالات قائمة وقيد الدراسة وطنيا ودوليا بما فيها الدعوة لمقاطعة المنتجات الإسبانية. مشيرا إلى أن برلمان الرابطة الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي بالقنيطرة، قرر تنظيم وقفة احتجاجية أمام سفارة إسبانيا غدا الخميس 14 مارس 2019 على الساعة الحادية عشر صباحا. تأكيدا على مطالب الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان وكافة المواطنات والمواطنين المغاربة وأحرار العالم بجلاء المستعمر الإسباني عن الأراضي المغربية المستعمرة . موضحا أن المكتب التنفيذي للرابطة تابع باستنكار شديد الطرق المتعددة لتكريس الاحتلال الإسباني لمدينة سبتة والتي لخصها في طمس المعالم الإسلامية، حيث (بذلَتْ إسبانيا جهودًا كبيرةً (منذ احتلال سبتة)، لطمس ومحو المعالم الإسلامية فيها، وهي في العمق لا تختلف كثيرًا في شيء عن تلك التي يبذلها الصهاينة في فلسطين اليوم). وندد بالزيارات المتكررة للمسؤولين الإسبان. إذ أقدم ملك إسبانيا خوان كارلوس على زيارة مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين بتاريخ 5 و6 نوفمبر 2007م، وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة سابقة قام بها “أثنار” رئيس الحزب الشعبي، و”ثباتيرو” رئيس الحزب الاشتراكي بصفة كل منهما رئيسًا للحكومة. بالإضافة إلى ما وصفه بالتجهيل والتفقير الممنهج. موضحا أنه رغم ما يروجه الاستعمار الغاشم من أن السكان المغاربة الآن في ظل الاحتلال الإسباني أفضل من أن يكونوا تحت حكم السلطات المغربية لاعتبارات اقتصادية. فالمعطيات الواقعية تؤكد أن مستوى البطالة في مدينة سبتة الأعلى في إسبانيا (35 % من المواطنين) غالبيتهم الساحقة من المسلمين. يضاف إلى ذلك الفشل الدراسي، حيث ينتظم 4 طلاب فقط من كل 1000 في المؤسسات التعليمية، وهو ما يعكس حالة الإهمال والتهميش التي يعيشها مسلمو إسبانيا في مدينة سبتة.
كما تحدث السدراوي عن (سبتة وثقافة “المورو” إسلاموفوبيا). مشيرا إلى الإسبان يطلقون على المغاربة المقيمين في المدينتين “المورو”، وهي تسمية مأخوذة من كلمة “موريسك” التي تعني في القاموس الإسباني المغاربة، وخاصة بقايا المسلمين من عهد سقوط الأندلس، غير أنهم حرَّفوها ليصبح معناها “المسلم” أو العربي، وأضافوا كلمة أخرى هي “مالو” التي تعني الشرير؛ ليصبح معنى عبارة “مورو مالو” هو المسلم الشرير. هذه الخلفية الدينية هي الثابتة في النظرة الإسبانية إلى المغرب وللسكان المسلمين في المدينتين، وتبقى مشحونةً في نظر الرابطة بكل نزعات الكراهية نحو الإسلام والمسلمين. إلى ذلك أوضح المسؤول الحقوقي أنه منذ بداية التسعينيات أصبحت نقطة الحدود المسماة باب سبتة بين سبتة والمغرب هي الحد الجغرافي للاتحاد الأوربي، وعُلِّقت على مدخل المدينة لوحة معدنية كبيرة مكتوب عليها: “أهلاً بكم في الاتحاد الأوربي. كما تحدث عن استغلال ظاهرة “الإرهاب” للإجهاز على المسلمين وإسكات أصواتهم. موضحا أن الإعلام الإسباني يستمر في تكريس الصورة التخويفية الترهيبية التي تروِّجها إسبانيا عن الإسلام والمسلمين. وأنه لجأ إلى ترويج أكاذيب الإسلاموفوبيا المغربية بالمناطق المحتلة؛ لقطع أي اتصال معه، وتشكيك المغاربة أنفسهم في قضاياهم المصيرية. وقررت الرابطة استمرار العمل على تشكيل لجنة استشارية علمية مكونة من خبراء القانون الدولي، ومتخصصون في التاريخ والجغرافيا والإعلام والحقوقيين قصد إعداد ملف علمي قوي تستطيع الرابطة وباقي الهيئات المهتمة المرافعة حوله لدى الهيئات الأممية المعنية. وتوجيه مراسلة إلى رئيس الحكومة المغربية من أجل حث الحكومة المغربية على بذل المزيد من الجهود للمطالبة باسترجاع المناطق المحتلة من طرف الإستعمار الإسباني. ودعت الدولة المغربية إلى تعديل التقسيم الترابي بتعيين والي يشرف من الرباط على المناطق المغربية المحتلة من طرف الدولة الإسبانية. ومطالبة الدولة الإسبانية بالجلاء وإنهاء الاستعمار عبر مراسلة توجه للسفير الإسباني بالرباط قصد توجيهها للحكومة الإسبانية. كما قررت الرابطة المغربية مراسلة الهيئات الأممية المعنية والقارية المعنية. وخصوصا اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الإستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، المعروفة باسم اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الإستعمار او لجنة 24. وكذا وحدة إنهاء الإستعمار التابعة لإدارة الشؤون السياسية.وهيئات الإتحاد الأوروبي المعنية، وهيئات الإتحاد الإفريقي المعنية