الرئيسية / بديل ثقافي / السياحة البيئية بإقليم بن سليمان الواقع و الافاق المستقبلية : موضوع ندوة نظمت بدار الثقافة

السياحة البيئية بإقليم بن سليمان الواقع و الافاق المستقبلية : موضوع ندوة نظمت بدار الثقافة

نظمت جمعية أصدقاء البيئة بن سليمان يوم الخميس 19 ابريل 2018، ندوة حول موضوع ” السياحة البيئية بإقليم بنسليمان الواقع و الافاق المستقبلية” بمناسبة اليوم العالمي للأرض و بتنسيق مع دار الثقافة بابن سليمان، وبحضور نخبة من الأساتذة والباحثين و المهتمين بالشأن البيئي.

في البداية القى السيد رئيس جمعية أصدقاء البيئة بنسليمان كلمة ترحيبية بالحضور و المشاركين في الندوة،  مبرزا أهمية هذه اللقاءات العلمية للتعريف و الاهتمامبالموروث البيئي خاصة في ظل التحديات التي تواجهه و افاق التنمية المستديمة.

وتم تقسيم اشغال هذه الندوة الى 4 مداخلات:

المداخلة الاولى:الدكتورة هند فتاح ، كلية الآداب و العلوم الانسانية بنمسيك الدارالبيضاء.

تطرقت الأستاذة في مداخلتها إلى موضوع المنتزهات الوطنية و دورها في السياحة البيئية: المؤهلات و التحديات”نموذجمنتزه افران”. حيث قامت بجرد لكل المنتزهات  الوطنية و الامكانات الطبيعية التي تتميز بها من تنوع في النبيت و الوحيش “تنوع بيولوجي”، و دورها في التوازن الطبيعي وفي تثمين البيئة من خلال السياحة الخضراء نموذج “منتزه افران”. كما تطرقت الاستاذة في مداخلتها الى مجموعة من الاكراهات التي تعاني منها المنتزهات الوطنية، من أهمها: التقلبات المناخية، انقراض بعض انواع النبيت و الوحيش، و كذلك التدخل البشري و السياحة البيئية العشوائية والتلوث والزحف على هذه المنتزهات. و في الختام،دعت الاستاذة الى ضرورة الاهتمام بالمنتزهات الوطنية و تثمينها من اجل النهوض بالسياحة البيئية كبديل و بالتالي الرفع من وتيرة الاقتصاد الوطني.

 

المداخلة الثانية: بوشعيب حمراوي، استاذ و صحفي، صاحب مؤلف ” رسائل سياسية” و مهتم بالشأن البيئي بالإقليم ، تطرق الاستاذ في مداخلته ،الى موضوع ” السياحة البيئية بإقليم بنسليمان من منظور اعلامي . حيث تطرق لمجموعة من المؤهلات الطبيعية (المجال الغابوي، المجال الساحلي، الشبكة المائية، تنوع التراث الثقافي للمنطقة… كما ابرز أهم الاشكالات و الاختلالات التي تواجه تنمية السياحة البيئية بإقليم بنسليمان منها: عدم الاهتمام بالمنتزهات المحلية ( عين سفيرجلة، عين الدخلة، عين القصب..) و الاعتماد على اجراءات ترقيعية مثال” منتزه غابة واد النفيفيخ”، وضعف تسويق المنتوج السياحي الطبيعي و الثقافي سواء داخليا او خارجيا.

على سبيل المثال لا الحصر،  كتصوير بعض المناظر “الشلالات و العاب ترفيهية …” و هي غير موجودة بالإقليم  والتي بإمكانها ان تسيئ للإقليم . كما تطرق الاستاذ الى المشاكل المرتبطة بالغابة و التي لا زالت في استمرار رغم النداءات و التحذيراتالمتكررة منها: الرعي الجائر و بقايا الاسمنت، الصيد العشوائي، المقالع( جماعة عين تيزغة) وتلوث الفرشة المائية، هشاشة الشريط الساحلي( بوزنيقة – المنصورية) ، مشكل محطة التصفية الخاصة بالمدينة وعدم استفادالمدينة منها لسقي المساحات الخضراء و تثمينها، هشاشة المنتزهات الغابوية ( عين سفيرجلة، عين الدخلة، واد شراط..)، وخلص الاستاذ الى ضرورة تعاون جميع المتدخلين في اطار مقاربة تشاركية مسؤولة و فاعلة، و توحيد الجهود من اجل حماية التراثالطبيعي و الثقافي و الحفاظ عليه للأجيال القادمة في اطار تنمية شاملة و مستدامة.

المداخلة الثالثة: الدكتور عبد الغاني الزردي،باحث من كلية الآداب و العلوم الانسانية المحمدية، حول موضوع التراث الطبيعي بسافلة وادي المالح و دوره في السياحة البيئية ” غابة المالح نموذجا

تطرق الاستاذ في البداية الى أهمية المنطقة من خلال المحددات العامة المرتبطة بالمجال(الموقع الاستراتيجي، تنوع الغطاء النباتي، المناخ، التربة، الشبكة المائية…)، و الانشطة البشرية، كالفلاحة، والصناعة، وما لهذه الاخيرة من تأثيرات على البيئة. كمابين الاستاذ دور هذه المؤهلات في الاهتمام بالسياحة البيئية. وفي الاخير استخلص المتدخل اهم المشاكل التي تعاني منها المنطقة من ابرزها: السياحة البيئية العشوائية، التلوث بأنواعه، غياب التحسيس و التوعية، الصيد العشوائي، غياب التهيئة….

في الختام دعا الاستاذ الى ضرورة تهيئة هذه المنتزهات الغابوية لما لها من اهمية ايكولوجية و ترفيهية يمكن استثمارها للنهوض بالاقتصاد المحلي.

المداخلة الرابعة: لحسن ايت ناصر، طالب باحث، كلية الآداب و العلوم الانسانية ابن طفيل القنيطرة و فاعل جمعوي مهتم بالبيئةبإقليم بنسليمان ، حيث تطرق الاستاذ في مداخلته الى موضوع السياحة البيئية بإقليم بنسليمان: الواقع و الافاق المستقبلية.

في البداية قام المتدخل بتقديم بتعريف لبعض المفاهيم ” التربية البيئية ، السياحة البيئية ، الاقتصاد الاخضر” تم ابرز بعد ذلك دور التربية البيئية في السياحة البيئية. كما تطرقالى المحددات الطبيعية و البشرية المؤثرة في مجال اقليم بنسليمان، مثل: المناخ، الغطاء النباتي 58000 هكتار تقريبا عبارة عن مجال غابوي، تنوع في الشبكة المائية( اودية، عيون، ضايات..) و التضاريس، الساحل 40 كلم تقريبا و التراث الثقافي للإنسان السليماني.

تم ابرز المتدخل اهمية السياحة البيئية سواء على المستوى الاقتصادي او السياسي او الثقافي او الاجتماعي او الانساني. بعد ذلك تطرق لبعض المشاكل التي تضر بالسياحة “البيئية” بإقليم بنسليمان، منها: مشاكل طبيعية مرتبطة بالتطور العادي للوسط و بالتغيرات المناخية، وما يتعلق بالانسان، كالزحف العمراني، التلوث، الرعي الجائر، ضعف البنيات التحتية،( دور الايواء، الفنادق ..)خاصة مدينة بنسليمان، ايضا السياحة البيئية العشوائية…

في الختام خلص الاستاذ الى ضرورة الاهتمام بالبعد البيئي كمفهوم محوري لدعم الاقتصاد المحلي و الوطني، تشجيع السياحة البيئية، توفير البنيات التحتية( دور الايواء، تهيئة المنتزهات الغابوية و المناطق الساحلية..)، مع ضرورة احداث بعض المديريات الاقليمية مثل( الثقافة و السياحة..)و تشجيع و تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع السياحة البيئية وفق شروط و ضوابط تراعي الحفاظ على البيئة، وضع علامات التشوير للتحسيس و التوعية، انشاء متحف بيئي، وضرورة دعم الحرف اليدوية بالمنطقة و الاهتمام بالجمعيات البيئية و تشجيعها على انجاز مشاريع صديقة للبيئية.

 

بعد استفاء كل المداخلات المدرجة في برنامج الندوة، تم فتح باب المناقشة للحضور الذين ساهموا في اغناء هذه الجلسة بأسئلة وتساؤلات عدة اغنت فعالياتالندوة.

 

اعتراف و تكريم

قبل اختتام فعاليات الندوة، جاءت لحظة الوفاء و الاعتراف ببعض الفعاليات السليمانية التي اعطت الشيء الكثير للمدينة و الاقليم، ومن ابرز الشخصيات المحتفى بها: الاستاذة الزهراء السجرادي(استاذة بثانوية الحسن الثاني بنسليمان سابقا، وفاعلة جمعوية رئيسة جمعية النور للتربية و التكوين و التنمية بنسليمان)، و الاستاذ سعيد مواق بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه تخصص الجغرافيا بكلية الآداب و العلوم الانسانية المحمدية. بعدما تم تكريم المحتفى بهما و اخذ صور تذكارية رفقة الضيوف، تم تنظيم حفل شاي على شرف الحضور.

 

وقد اختتم رئيس الجمعية الندوة بكلمة شكر لأعضاء الجمعية و لجميع المتدخلين والمشاركين و دار الثقافة و السلطات المحلية و الى كل المساهمين في إنجاح هذه التظاهرة البيئية، وعبر فيها عن مدى امتنانه وافتخاره بكل الغيورين للدفاع عن البيئة والعيش السليم راجيا أن يساهم كل من موقعه  في حماية البيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *