استنكر المكتب الوطني للشبيبة المدرسية فصل الآلاف من التلاميذ بداية هذه السنة ودفعهم إلى طلب الاستعطاف الذي رفض في أغلب الحالات، وطالب الوزارة الوصية على القطاع بالعمل وبالجدية اللازمة على إيجاد الحلول الناجعة لمعضلة الهدر المدرسي باعتبار أن المكان الطبيعي للتلميذ (ة) هو المدرسة. وندد المكتب في بيان له بتحويل الأقسام المدمجة إلى أقسام عادية، مما يسد باب التمدرس في وجه عشرات الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ودق ناقوس الخطر حول النقص المهول للموارد البشرية، لاسيما هيئة التدريس، في جميع أسلاك التعليم الذي أصبح كابوسا يقض مضجع المنظومة ويزيد من معاناتها، وفي هذا الصدد استنكر المكتب الجمعوي، الزج بِأساتذة في أقسام بعيدة عن تخصصاتهم وإطاراتهم وتوزيع تكليفات بشكل ترقيعي تخضع في أغلبها لمنطق المحسوبية والزبونية حسب بيان المكتب الموقع والمختوم من طرف كاتبه الوطني مصطفى تاج . وأهاب المكتب الذي يعتبر الدرع المدرسي لحزب الاستقلال، بالوزارة، من أجل إيلاء أهمية كبرى للحالة المزرية التي تعيشها المنظومة التربوية بالعالم القروي وفق مقاربة مندمجة تروم النهوض بِأوضاع التلاميذ والفاعلين التربويين الذين يكابدون الويلات داخل الفصول الدراسية في غياب أدنى الشروط التربوية للتدريس والتحصيل على حد السواء.وشجب ما اعتبره إجراءات ارتجالية وبدائية لبعض شاغلي مناصب المسؤولية من المديرين المركزيين إلى المديرين الجهويين إلى النواب وأطر الإدارة التربوية الذين يتصرفون في مصير الآلاف من التلاميذ بكثير من المزاجية، حيث تضيع مصلحة التلميذ بين الحسابات الشخصية من جهة والاعتبارات النقابية والإدارية من جهة أخرى. وأكد المكتب بالمقابِل وبكثير من الحس الوطني٬ أن مسار تحقيق تعليم ذي جودة يمُر بالضرورة بتخليق الحياة المدرسية وإرساء مبادئ النزاهة والحكامة وتكافؤ الفرص بين كافة التلاميذ.
وأضاف البيان الذي توصلت بديل بريس بنسخة منه، إن الشبيبة المدرسية وهي ترصد مكامن الخلل الجمة التي رافقت عملية الدخول المدرسي، وقفت على حقيقة مرة عنوانها الأبرز، أن الوزارة تعاملت مع هذه العملية كإجراء روتيني بسيط لم يتجاوز عقد ندوة صحفية ونشر بلاغات تواصلية لا تأخذ بعين الاعتبار الظرفية الاستثنائية التي تعيشها المنظومة التربوية المغربية خصوصا وأن السنة الدراسية الحالية هي أولى الخطوات على درب تنزيل مضامين الرؤية الإستراتيجية.
واستغرب بِشدة تلكؤ وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني عن تنزيل أي تدبير تربوي يستشرف مستقبل الرؤية الإصلاحية واكتفائها ببعض الإجراءات التي تستهدف بعض شكليات المنظومة التربوية دون الغوص في عمقها وإغفالها التركيز على التلميذ الذي يبقى محور العملية التربوية والمستهدف الأساس والأول من أية عملية إصلاحية. موضحا إن غياب المقاربة الاستباقية وروح المبادرة الإصلاحية للقطاع الوصي يضعنا قسراً أمام واقع مرير ومؤلم لا يتماشى مع الآمال المعقودة ولا حتى مع الشعارات المرفوعة من طرف الوِزارة نفسها من قبيل ''مدرسة جديدة من أجل مواطن الغد'' .