كتب على الكوميدي والممثل العالمي مصطفى هنيني أن يعيش رفقة زوجته وأبنائه الثلاث في منزل ضيق عشوائي بسطح عمارة بحي مبروكة بالدار البيضاء، يكتريه ب1500 درهم شهريا، تضاف إليها مصاريف التزود بالماء والكهرباء ومتطلبات الأسرة من تغذية وألبسة وتعليم وعلاج. كما كتب عليه أن يتكفل بأسرة ثانية مكونة من أمه الأرملة وشقيقاته، اللواتي يكتري لهن منزل ثان صغير مقابل سومة كرائية 700 درهم شهريا. هنيني الخمسيني المعروف في الأوساط الفنية باسم عصير (لافوكا)، قال إنه من أسرة محافظة، ويرفض أن يقتني شقة عن طريق قروض بنكية ستزيد من تأزم وضعيته الإجتماعية. وإن أمله ومناه أن يقتني لأسرته منزلا، وينهي مأساته مع مصاريف الكراء التي أنهكته. مؤكدا خوفه من أن يتعرض أبناءه جهاد (17 سنة)، وياسر (11 سنة)، و وسيم (6 سنوات) للتشرد بعد وفاته. وكلهم أطفال متمدرسون لازالوا في حاجة إلى مصاريف باهضة لمتابعة دراستهم، وخصوصا ابنه البكر (جهاد) الذي يتابع دراسته بمستوى الباكلوريا. ويأمل أن يحقق على يديه ما أخفق في تحقيقه في طفولته. تحدث بنبرة حزن وغضب عن وضع الفنان في المغرب، وطريقة تعامل بعض شركات الإنتاج مع الفنانين الحقيقيين. مشيرا إلى التهميش واللامبالاة التي يتعرضون لها، والأجور الزهيدة التي تصرف لهم. ولم يخف أن بالمغرب منتجين في مستوى أخلاقي وفني عالي، إلا أن هذه الفئة تعاني من الإقصاء والتهميش من طرف القيمين على التلفزيون. كما تحدث عن إقبال مجموعة من الشركات على تشغيل (أشباه الفنانين)، الذين يقبلون بأجور زهيدة، وبتقمص أدوار ساقطة ومخلة بالآداب. وأضاف أنه إذا كان المخرجون المسرحيون يشترطون توفر بطاقة الفنان لدى كل ممثل، قبل اختياره لتشخيص أي دور، فإن بعض شركات الإنتاج التلفزيوني للمسلسلات والأفلام والسلسلات، يتعاقدون مع ممثلين أو ثلاثة، بأجور غير محترمة، ويضيفون إليهم وجوه جديدة وأشخاص غير مهنيين، شريطة أن يكونوا خاضعين لأوامرهم. وأن على كل فنان يريد التعامل معها، أن يقبل بأداء أدوار ساقطة. وأكد أنه خلال السنة الجارية، كان قد تعاقد مع خمس شركات إنتاج من أجل أداء أدوار مختلفة، لكن تلك الشركات أقصيت لأسباب مجهولة، وبالمقابل هناك شركة هيمنت على المشهد التلفزيونين في غياب تام لمبدأ تكافؤ الفرص والتنوع. في إشارة إلى نفس الوجوه الفنية المهيمنة على التلفزيون والإشهار. وكأن المغرب لا يتوفر على غيرهم من الفنانين والفنانات. وحمل المسؤولية للتلفزيون المغربي، وطالب إداراته بالانفتاح على كل الشركات، وإتاحة الفرص لأكبر عدد ممكن منها. ولج هنيني عالم التمثيل والكوميديا منذ طفولته، وأصبح شغله الشاغل الإبداع المسرحي والتأليف إلى درجة الإدمان. بدأ عالم الاحتراف سنة 1989 بأول تجربة للثنائيات، رفقة الكوميدي والممثل الراحل محمد بن إبراهيم. وهي التجربة التي استمرت لمدة خمس سنوات. قبل أن يخوض عدة تجارب مسرحية مع فرقة مسرح الشعب، مع ميلود الحبشي ومصطفى الداسوكين، حيث شارك رفقتهما في 15 مسرحية، بثها التلفزيون المغربي، بالإضافة إلى مسرحيات أخرى تم عرضها في عدة مسارح ودور الشباب بالمغرب. ومن المسرحيات الشهيرة التي شارك فيها ( شمكار ولكن ، عباس وبلقاس في لاس فيكاس ، حديدان في الكاريان للمخرج ميلود الحبشي، أولاد الحلايقي…). كما شارك في عدة مسلسلات نذكر منها ( تريكة البطاش لشفيق السحيمي، جنان الكرمة لفريدة بورقية، شبح الماضي لفاطمة الجابيع، ضلال الماضي محمد عاطفي). وكانت له بصمة كبيرة في عالم السلسلات، حيث لعب أدوار مهمة في سلسلتي (الربيب والعوني لسعيد الناصري)، و (راديو واكواك) لمصطفى الخياط. وكذا في عدة شرائط سينمائية (طريق العيالات ، وزينب المكاوية لفريدة بورقية، كازا باينايك لمصطفى الدرقاوي، اوليدات كازا…). والأفلام التلفزيونية ( اللعب مع الذئاب لسعيد الناصري، و حياة الوحل لميلود الحبشي، و ريح البحر لفريدة بورقية…). ويعتبر المسلسل التلفزيوني (شوك السدرة) العالق للمخرج شفيق السحيمي من بين أبرز أعماله العصرية.
الرئيسية / بديل ثقافي / الكوميدي مصطفى هنيني بين مطرقة المداخيل الهزيلة وسندان الإقصاء ومصاريف الكراء … (لافوكا) قال إن شركات الإنتاج تشغل أشباه الممثلين لقبولهم تشخيص أدوار ساقطة