قطع محتجون من ساكنة وطلبة المحمدية والمنصورية و بوزنيقة وابن سليمان مؤازرين بمجموعة من المستشارين الجماعيين والفعاليات الجمعوية والحقوقية المحلية والإقليمية والجهوية وتغطية واسعة من طرف ممثلي وسائل الإعلام الوطنية ونقابة الصحفيين المغاربة، جميع الطرق المؤدية لمدينة المحمدية على مستوى قناطر واد النفيفيخ/ سابليت و قنطرة محطة الأداء بالطريق السيار بسبب أزمة النقل بين المدن.
وتم توقيف حركة المرور منذ الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الخميس 05 نونبر وتنفيذ وقفة احتجاجية صاخبة تابعت تفاصيلها الجريدة أمام مقر بلدية المنصورية تم خلالها ترديد مجموعة من الشعارات المحتجة والمنددة.
ومباشرة بعد ذلك انطلق المحتجون في مسيرة سلمية/ حضارية قبل أن يتفرقوا على شكل مجموعات بالطرق وقطعها على العموم، وذلك تحت مراقبة أمنية مكثفة عن بعد من طرف رجال الأمن بالمحمدية ورجال الدرك الملكي والقوات المساعدة ومسؤولي المحمدية والمنصورية وبوزنيقة وابن سليمان.
الدروع البشرية شلت حركة المرور بين إقليم ابن سليمان والمحمدية، إلى حدود الساعة السادسة مساءا حيث تم فتحها أمام العموم بعد تدخل مسؤولي السلطة بالمنطقة الذين وعدوا المحتجين بفتح حوار معهم تحت الإشراف المباشر لعامل إقليم ابن سليمان بداية الأسبوع المقبل لإيجاد حل للمشكل.
أزمة النقل بالخطوط الرابطة بين ابن سليمان وبوزنيقة والمنصورية من جهة ومدينة المحمدية من جهة أخرى، تفاقمت خلال الأشهر الماضية بشكل كبير مما ضاعف من معاناة الساكنة وأصبح يهدد بسنة بيضاء جديدة لمجموعة من الطلبة والتلاميذ المنحدرين من المناطق المذكورة والذين يتابعون دراستهم بمدينتي المحمدية والدارالبيضاء، ومعاناة السكان مع أصحاب سيارات الأجرة، مما يتطلب تدخلا عاجلا من الجهات المسؤولة مركزيا لإيجاد حل لمشكل النقل بين المناطق المذكورة ومدينة المحمدية مع الدخول المدرسي الجديد تطالب مجموعة من الفعاليات الجمعوية بالاقليم، خصوصا وان الاقليم اصبح تابعا إداريا لجهة الدارالبيضاء/ سطات مع التقسيم الجهوي الجديد.
سكان بلدية المنصورية المنطقة الأكثر تضررا من أزمة النقل بين المدن، سبق لهم من خلال مجموعة من الفعاليات الجمعوية أن نظموا خلال الأشهر الماضية العديد من اللقاءات مع المسؤولين بكل من عمالة المحمدية وعمالة ابن سليمان، ووقفات ومسيرات احتجاجية متتالية مشيا على الأقدام بمشاركة المئات منهم من اجل لفت انتباه المسؤولين إلى معاناتهم، لكن ذلك كان بدون جدوى يصرح احد الفاعلين الجمعويين للجريدة.
التصريحات التي استقتها الجريدة من مجموعة من السكان المتضررين بالمناطق المذكورة والفعاليات الجمعوية، حملت مسؤولية الأزمة إلى تقاعس المسؤولين عن الشأن العام المحلي بالمناطق المذكورة من رؤساء وبرلمانيين والعمالة والمجلس الإقليمي لابن سليمان، في إيجاد حل للمشكل الذي تعيشه المنطقة منذ حوالي السنتين، علما بان ملف النقل مطروح بحدة على المجلس الإقليمي لابن سليمان منذ سنة 2008 دون أن يتم الحسم فيه لأسباب مجهولة، هذا في الوقت الذي تفيد فيه بعض المصادر أن حل مشكل النقل الحضري الآن يوجد بأيدي مسؤولي الإدارة المركزية لوزارة الداخلية، لان المشكل لا يتعلق بمدينة أو عمالة بقدر ما هو مشكل مطروح بين عمالتين.
يذكر انه و منذ 24 من شهر يوليوز من سنة 2013، لم يعد بإمكان ساكنة مدينتي ابن سليمان وبوزنيقة وبلدية المنصورية الوصول عبر حافلات النقل الممتاز التي تقلهم إلى وسط مدينة المحمدية، وذلك بعد القرارالعاملي الذي صدر ذات اليوم عن فوزية أمنصار عامل عمالة المحمدية السابق، والقاضي بمنع حافلات النقل الحضري الرابطة بين المدن المذكورة من الدخول إلى وسط مدينة المحمدية استجابة لمطالب سيارات الأجرة الذين كانوا قد دخلوا في مجموعة من الاحتجاجات آنذاك من اجل توقيف حافلات النقل الممتاز من التجول داخل المدينة بسبب عدم توفرهم على ترخيص قانوني ودفتر تحملات، وهو ما ضاعف من معاناة ساكنة المناطق المذكورة مع النقل، تصل إلى حد ابتزازهم من طرف سائقي سيارات الأجرة الكبيرة الذين يفرضون على السكان أثمنة مرتفعة لنقلهم خصوصا في المساء والليل حسب تصريحات العديد من السكان للجريدة.
نائب الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة الياس العماري كان وعد في تدخله خلال لقاء تواصلي نظمه الحزب مع ساكنة اقليم ابن سليمان بداية شهر ابريل الماضي، بطرح مجموعة من المشاكل التي يتخبط فيها الاقليم، ومن بينها مشكل النقل بين المدن أمام السلطات المركزية من اجل إيجاد حلول لها خلال مدة لا تتجاوز الشهرين (يلا ماحليتش هاذ المشاكل مع المحمدية غادي نحل الحزب بالمحمدية ويلا مازال جيت عندكم جريو علية بالحجر) دون ان يفي بوعده للساكنة، وهو ما انعكس سلبا على النتائح التي حصل عليها الحزب خلال الانتخابات الجماعية لرابع شتنبر بالاقليم والتي لم تتجاوز 26 مقعدا من اصل 309 مقاعد.