فقدت مدينة المحمدية اليوم الثلاثاء أحد أعمدتها الرياضية الذي أنجب النجوم وصقل المواهب الكروية ورسخ فيها كل الفنون والآداب الرياضية. قاد أجيالا وأجيال بعزة نفس وشموخ قل نظيرهما، رغم قلة ما باليد. قابل الحياة بحب وإخلاص للكرة المستديرة وتضحيات جسام منذ أزيد من نصف قرن من الزمن في سبيل أطفال فضالة… صفات لن تجدها إلا في رجل واحد بمدينة الزهور… إنه مدرب النجوم الراحل سي عبد القادر ايت أوبا. أسد ضل قيد حياته في الظل يروض الأشبال بكل شموخ، من ماله الخاص دون أن يجد أدنى التفاتة من فعاليات المدينة الرياضية والاقتصادية ولا أن يتلقى وهو طريح الفراش تحية إجلال ولا زيارة رد جميل من بعض الذين صنعهم في أوقات الشدة.
إنه الراحل مولاي عبد القادر الذي عاني من مرض السكري على حد جعله يبتر جزء من رجله اليسرى، لكي لا يتسرب له المرض إلى باقي جسمه، الشيخوخة والفقر والتهميش خصوم قاومها بشدة وشراسة. لكن دفتره امتلأ. وأجله انتهى. بعد أن عاش حياته رمزا للرياضة المحلية، وبعد أن تمكن من محو الإحباط من عقول مئات الأطفال واليافعين. الذين تحولوا إلى نجوم. مات وفي ذاكرته رجالات رياضية، كانوا بالأمس أطفاله الذين يتنفسون بما يختزن لهم من تقنيات وإبداعات رياضية.
قائد مدرسة المجد التي تمكنت بالكاد من توفير مقر لها خلف المدرجات العارية لملعب البشير، مدرسة في الخفاء تعاني من غياب ملعب للتداريب في مستوى طموح الأطفال المتدفقين على المدرسة، كما تعاني من قلة الدعم واللامبالات والتهميش رغم ما تقدمه من خدمات رياضية واجتماعية للأطفال، مداخيل المدرسة الهزيلة تعتمد أساسا على منحة سنوية متواضعة لبلدية المحمدية ، إضافة إلى مداخيل الانخراطات الرمزية والتي يؤدونها أسر الأطفال الميسورة فقط. ولو أن غالبية الأطفال ينحدرون من أسر فقيرة . فالمدرسة تكون العشرات من أطفال الأسر المعوزة بالمجان كما تقتني لهم البدل والأحذية الرياضية والأدوات والكتب المدرسية بداية كل موسم رياضي ودراسي.
قيدوم كرة القدم بمدينة الزهور، مارس اللعبة منذ حوالي خمسين سنة، لعب في السن 13 لفريق فضالة سبور الذي كان معظم لاعبيه اسبانيين، إلى جوار الفاضلي وبطابوط … ولعب لشبان اتحاد المحمدية، قبل أن يتوقف عن الممارسة لأسباب صحية، ويلتحق بعالم التدريب وهو في سن التاسعة عشرة ، أحرز بطولة المغرب الفتيان سنة 1974 مع شباب المحمدية، كان يوفر للمرحوم الحاج عبد القادر لخميري قائد سفينة الشباب حينها الموارد البشرية الكافية والتي حقق معها عدة ألقاب وبطولات، ويكفيه فخرا أنه كان وراء تكوين عدة نجوم في السبعينات والثمانينات على رأسهم أحمد فرس وحسن اعسيلة والطاهر الرعد وادريس حدادي وعبد اللطيف حدادي وولد عائشة ومصطفى الزياتي.وغيرهم من اللذين نسجوا أمجاد المدينة والوطن …كما درب أواخر التسعينات، آخرون ومنهم من لازال يبدع فوق بساط الملاعب الوطنية، بعدة أندية وطنية ودولية منهم نور الدين الزياتي وعزيز البوطي ونور الدين الصويب وموكلي حاتم ، عادل كروشي…ويعتبر من بين المؤسسين لنادي شباب المحمدية… ساهم في تأسيس عدة مدارس كروية واختار أن يبقى بعيدا عن إدارتها واكتفى بمهمة التدريب ( الهلال والاولمبيك..)، بعدها قرر تأسي مدرسة المجد منذ ثماني سنوات واختار أن يقود قائدا لطاقمها الإداري والإداري لضمان استمراريتها.