عند الخروج للشارع أو التوجه إلى المصالح الإدارية أو.. بصفة عامة عند الخروج لقضاء مصالح شخصية قد يطول بك المكوث خارج البيت و تضطرك الحاجة للبول أو التبرز فلا تجد مكانا مخصصا لهذا الفعل الطبيعي و الذي خلق الله الحاجة المتكررة إليه مع خلق الإنسان. حينها ستبحث عن أقرب مرحاض لتقضي حاجتك و لا تجد الحل إلا في قصد مقهى. والمقاهي في الغالب تغلق المرحاض و تضع له قفلا و لا يسلمك النادل المفتاح إلا إذا كنت زبونا دائما للمقهى أو تضطر لشرب شيء مقابل الاستفادة من المرحاض. و هناك مقاهي تضع شخصا يتولى تنظيف المرحاض مجانا و تعطى له الصلاحية في قبض درهم أو أكثر ممن يستعمل المرحاض و لعدم تضييع الوقت أو عدم الرغبة في استعمال مرحاض المقهى، أو لعدم وجود مقهى أصلا في المكان الذي يتواجد به المواطن. يبقى أمامه حل اللجوء لمكان خالي ، و يساهم في خلق نقطة سوداء داخل الفضاء العام. إذ أن هناك مساحات في جل المدن تحولت بفعل البول و البراز إلى مزابل حقيقية تعطي صورة غير حضارية عن الحي أو المدينة. و هناك أيضا جدران وأسوار يلجأ إليها الكثير عند الحاجة إلى التبول و مع الوقت يصبح المرور بالقرب منها مستحيلا بفعل الروائح التي تزكم الأنوف . و أما داخل الإدارات فمعظمها يخصص المراحيض و دورات المياه للموظفين فلا يجد المواطن إلا اللجوء إلى الحلول التي ذكرناها سابقا. و حتى الحدائق نادرا ما تجدها مجهزة بمراحيض عمومية. هناك شرائح مهمة من المواطنين يحتاجون لاستعمال المراحيض بصفة مستمرة كمرضى السكري أو المصابون بالإسهال و الأطفال و الأشخاص الذين يعانون من أمراض المثانة لذا وجب التفكير في إنشاء مراحيض عمومية بالمدن و اعتبار هذا المرفق من المرافق المهمة التي ينبغي إنشاؤها في كل تجمع سكني جديد أو تجزئة سكنية يراد الترخيص لها ببيع أراضي و مساحات للبناء ،و تجهيز الإدارات و المرافق العمومية بمراحيض للزوار و لو بأداء تمن رمزي. فالحالة التي أصبحت عليها بعض النقاط في المدن المغربية تحيل إلى أننا ما زلنا في القرون الوسطى و تناثر براز المواطنين هنا و هناك و رائحة البول النتنة تعطي عن المدينة صورة سيئة و كأن المدينة يسكنها الحيوان وليس الإنسان