الرئيسية / نبض الشارع / المستشفى الإقليمي بنسليمان على صفيح ساخن : اندلاع حرب البيانات النقابية وقصف جماعي للمعنيين بالتسيير والتدبير الإداري لقطاع الصحة محليا وإقليميا

المستشفى الإقليمي بنسليمان على صفيح ساخن : اندلاع حرب البيانات النقابية وقصف جماعي للمعنيين بالتسيير والتدبير الإداري لقطاع الصحة محليا وإقليميا

تحول الصراع النقابي الدائر بين الأطر الطبية بالمستشفى الإقليمي بنسليمان إلى مرحلة التراشق بالبيانات. بل حتى أن بعض الأطر الصحية غير (المتنقبة) انتقلت إلى مرحلة العنف الجسدي. حيث دخل طبيب (الطب العام) يوم السبت الماضي في عراك مع تقني في جهاز الراديو . وهو الحادث الذي عرف تكتما من قبل الجهات المسؤولة.

وبخصوص حرب البيانات النقابية التي انطلقت مؤخرا. فقد توصل موقع بديل بريس ببيان توضيحي من المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة التابع لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، بخصوص ما سماه ب: غرائب “مكتوب” منسوب لإطار نقابي !. أكد فيه أسفه الشديد لما جاء في  (غرائب “بيان نقابي”). يقصد به بيان المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية التابعة للفيديرالية الديمقراطية للشغل. متهما إياه بالتطاول على ثلة من مسؤوليه ومناضليه داخل المستشفى الإقليمي ببنسليمان. وأنه ذلك التطاول ليس له ما يبرره، سوى (سعي العقلية التي تقف وراء هذا “المكتوب” الذي وصف بـ “البيان” وإصرارها على الإساءة لمناضلينا). موضحا أن السبب يعود  إلى مغادرة مجموعة من المناضلين والمنخرطين السابقين في نقابة الصحة الفيدرالية، والتحاقهم الجماعي والتلقائي بصفوف الجامعة الوطنية للصحة (ا م ش) لصون كرامتهم والدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم بكل جدية ومسؤولية؛ واصفا بالبيان بالتائه. وأضاف أن الجهة التي تختفي خلف “بيان الإساءة” تحاول (تصريف حقدها الدفين اتجاه منظمتنا الأصيلة والمستقلة الاتحاد المغربي للشغل التي ما فتئ مناضلاتها ومناضليها يلقون أعداء الأطر الصحية في مختلف مواقع ومناطق عملهم أروع الدروس النضالية التي يصعب على البعض نسيانها).

وتحدث البيان التوضيحي عما اعتبره مشاكل متراكمة يعاني منها المستشفى الإقليمي لبنسليمان، والتجاهل التام للإدارة والمندوبية لما يجري من تجاوزات في هذه المؤسسة الصحية. في مقدمتها المركب الجراحي. وأن البعض يحاول خلط الأوراق، للتغطية على فشله الذريع في التسيير وتحويل هذه المصلحة إلى بؤرة عارمة من التعسف والتمييز والمحسوبة والشطط.  مستدلا بشكايات الموظفين التي قال إنها تتقاطر بهذه المصلحة على الإدارة ضد استغلال منصب المسؤولية لتهديد من يرفض الرضوخ للتعسفات بالجزاء والتأديب، مقابل محاباة المقربين وتمتيعهم بامتيازات غير قانونية والسعي لإظهار الأمر كأنه مجرد صراع نقابي.

وجدد المكتب الإقليم لنقابة موخاريق  الترحيب بالمناضلين الذين عبروا عن رفضهم للتسلط والتمييز واختاروا الالتحاق بصفوف الجامعة الوطنية للصحة (إ. م. ش)، وحيى غيرتهم على خدمة الوطن والمواطنين وعلى الرقي بالخدمات الصحية وعدم خضوعهم للاستبداد.

مشيرا إلى أنه  إذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر النضال والتصعيد؛ وإن النقابة على العهد باقية ولن نتوانى في الدفاع عن كرامة وحقوق الموظفات والموظفين بالمستشفى الإقليمي بمختلف فئاتهم وفي مختلف مواقع عملهم بأرجاء إقليم بنسليمان، كلما تطلب الأمر ذلك. وطالب الإدارة مجددا بتحمل مسؤولياتها في معالجة الاختلالات التي أصبحت تؤثر سلبا على السير العادي للعمل وعلى أداء المؤسسة الصحية ووضع حد للاحتقان الذي يسود المستشفى الإقليمي لبنسليمان، الناتج عن ذلك، وعدم الانسياق خلف أوهام تحويل الأنظار عن المشاكل الحقيقية.

واهتدى موقع بديل بريس إلى بيان المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، حيث تم العثور على نسخة من البيان الصادر بتاريخ 20 يوليوز. وهو عصارة  اجتماع للمكتب الإقليمي المنعقد يوم 15 يوليوز. تدارس وضع قطاع الصحة بالإقليم. وما عرفه المستشفى الإقليمي من اختلالات وفوضى عارمة غير مسبوقة وتسيب واضح في غياب تام للقانون. وتدني للخدمات نتيجة سوء التسيير والارتباك في تدبير شؤونه. واستنكر في بيانه معاناة النساء الحوامل ومعهم الأطر الصحية من استفحال ظاهرة التحويل المضاد للنساء الحوامل في وضعية حرجة واستعجالية الموجهة للمستشفيين الجامعيين ابن سينا بالرباط وابن رشد بالدار البيضاء، ورفض هذه الأخيرة التكفل بالحالات الوافدة عليها. مبرزا أن المستشفى الإقليمي أصبح معزولا بدون مستوى ثالث للعلاج، بسبب عدم توفر طبيب مختص في التخدير والإنعاش. كما استنكر التجاهل غير المبرر والتعاطي غير الجاد مع المراسلات الواردة من المصالح الإستشفائية واستيفاء متطلباتها مما يؤدي إلى عرقلة السير العادي للعمل بها. كما شجب تجريد مصلحة صيدلية المستشفى من عون المصلحة الوحيد. وندد بعدم تعاطي إدارة المستشفى الجيد مع واقعة تسريب وثائق إدارية خاصة بالموظفين وعدم احترام السرية والخصوصية اللازمة في التعامل مع ملفاتهم من طرف المعنية في وحدة الموارد البشرية. وطالب بفتح تحقيق نزيه لتقصي الحقائق واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق من قام بتسريبها. كما شجب التستر على موظفين أشباح والغيابات المتكررة لبعض الموظفين بدون مهام (المستفيدين من الريع المستشري بالمؤسسة الصحية).

كما انتقد المكتب الإقليمي ما اعتبره توزيع عشوائي وغير عادل للممرضين بين المصالح الإستشفائية. وتسهيل الانتقالات المشبوهة لبعض الموظفين للون النقابي المسؤول عن قطب الشؤون التمريضية. مؤكدا أنها تمت خارج الضوابط القانونية. كما ندد بما اعتبره تدخل سافر في شؤون المصالح الاستشفائية بتحريض بعض الممرضين على عرقلة سير العمل وخلق الفتنة والبلبلة وتنفيذ أجندات جهات معينة.

وتساءل المكتب النقابي عن سبب عدم تشغيل قسم طب الأطفال، والاقتصار على توجيه الأطفال المرضى إلى المستشفى الجامعي ابن سينا، رغم توفر المصلحة على موارد بشرية طبية وتمريضية مهمة وتجهيزات طبية ومعدات كافية.  وختم المكتب بيانه بالتحذير من استغلال الهيئات الاستشارية بالمستشفى (مجلس الممرضات والممرضين).وتحريف الأهداف المنوطة بها وإقصاء كل الأطر الصحية العضوة التي لا تنتمي للون النقابي المسؤول عن قطب الشؤون التمريضية.

تبقى ردود مديرة المستشفى والمندوب الإقليمي للصحة عالقة إلى حين الرد  على  مكالمات بديل بريس، والتوصل بتوضيحات بخصوص ما كالته لهما النقابتين.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *