يشارك المغرب في الدورة التاسعة للمؤتمر الدولي للشباب المنظم بالعاصمة البحرينية المنامة في الفترة ما بين 23 و28 أبريل الجاري، إلى جانب وفود يمثلون أزيد من ثلاثين دولة من مختلف أنحاء العالم. ويتكون الوفد المغربي المشارك في المؤتمر المنظم تحت سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل ملك البحرين للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، من محمد أكيام وصفاء الشرقاوي ووداد حاميد. ويحمل شعار (لنرد العطاء). ويهدف هذا الملتقى الدولي إلى تعزيز الأفكار والرؤى الجديدة والخيارات الحديثة المبتكرة للتعامل مع القضايا التي تواجه الشباب، عبر آليات جديدة وفعالة من أجل خلق التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية في عملية نماء الشباب، وكذلك تحفيز الشباب على تطوير قدراته ومساهماته والتعرف على مواطن قوته وإبرازها من خلال توفير الفرصة السانحة للانفتاح على التجارب الإقليمية والعالمية في هذا المجال الحيوي من أجل إكساب هذه الفئة المهمة من المجتمع أحدث المهارات والإمكانيات المتوافرة على الساحة.
وأشار المنظمون أن المؤتمر هذه الدورة ينتقل إلى مرحلة جديدة تبنى على الثقة في قدرات شباب العالم على إدراك التحديات العالمية من خلال التطرق إلى موضوع أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة في أعقاب انتهاء العالم من أهداف التنمية الإنمائية في 2015، وانتقلت دول العالم إلى مرحلة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة مع بداية العام 2016.
موضوع المؤتمر يتيح المجال أمام الشباب للتعرف على دور الأمم المتحدة في مجال التنمية المستدامة إلى جانب التعرف على ماهية أهداف التنمية المستدامة وتحفيز الشباب وتشجيعهم للتفاعل مع أهداف التنمية المستدامة من خلال وضع الخطط المستقبلية القابلة لتطبيقها في نطاق المجتمع المحلي أولاً ومن ثم العالمي وتعزيز ثقافة البذل والعطاء لدى الشباب لتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع من دون المساس بثروة الأجيال القادمة وتشجيع الشباب على بدء المشاريع والمساهمة في تنشيط اقتصاد الدول بما يخدم الأهداف السامية للتنمية المستدامة وتنمية المجتمع من خلال جذب واستقطاب الخبرات العالمية والشخصيات الفاعلة في المجالات المختلفة وإتاحة الفرصة أمام الوفود المشاركة من مختلف دول العالم لتقوية التواصل وروح الإبداع والتعاون فيما بينهم.
ويستضيف المؤتمر رجل الأعمال الأسترالي سارو بريرلي الذي يتحدث عن القضاء على الفقر كمتحدث رئيسي في الجلسة الافتتاحية، وفي اليوم الأول للمؤتمر تعقد جلستان الأولى بشأن المياه النظيفة والنظافة العامة ويتحدث خلالها مؤسس شركة "إيرث إيزي" الكندي آرن سيمن، أما الجلسة الثانية فتتناول العمل المناخي، ويستعرض خلالها المصور الكندي باول نكلن تجربته في تصوير المناطق القطبية، أما اليوم الثاني من المؤتمر فيشهد 3 جلسات الأولى بشأن الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، ويقدمها صاحب مبادرة الزراعة المفتوحة كليب هاربر، والجلسة الثانية فهي مخصصة للطاقة النظيفة وبأسعار مفتوحة ويتحدث خلالها المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بيفجن البريطانية لورنس كامبل كوك، ويختتم اليوم الثاني بجلسة عن مدن ومجتمعات محلية مستدامة وتتحدث خلالها المدير التنفيذي لإدارة الاستدامة والهوية المؤسسية في "مصدر" الإماراتية نوال الحوسني.
كما تقام على هامش جلسات المؤتمر حلقات نقاشية حول المبادرات الشبابية الهادفة، ويشارك فيها عدد من رواد الأعمال من الشباب في العالم. وتنظيم مجموعة من الورشات الموضوعاتية المصاحبة للمؤتمر تتضمن مجموعة من البرامج التفاعلية بين المشاركين للتعريف بأهداف التنمية المستدامة، ولتفرز عدداً من الخطط الشبابية الابتكارية من طرف الوفود الشبابية المشاركة في المؤتمر من مختلف بلدان العالم.
وأكد محمد أكيام، رئيس الوفد المغربي المشارك في هذه القمة، أن التمثيلية المغربية حاضرة من أجل المساهمة في إعلاء صوت المغرب في مثل هذه المحافل الدولية، والتي تسعى إلى تقديم النموذج التنموي المغربي الذي يرتكز على تحسين المستوى المعيشي للمواطنين من خلال تقديم مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كمشروع تنموي جاء من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة. عبر التصدي للعجز الاجتماعي بالأحياء الحضرية الفقيرة والجماعات القروية الأشد خصاصا، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل القار والمتيحة لفرص الشغل، والعمل على الاستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة.
افريقيا ستكون حاضرة في صلب النقاش، وعليه سيحمل الوفد المغربي أسباب المشاكل التي تعانيها دول القارة من فقر وتخلف وصراعات ويأس وهجرة وإرهاب… إلى السياسة الكارثية التي اعتمدها المستعمر لعقود من الزمن. وأن أفريقيا باستطاعتها النهوض من جديد بفضل ما لشعوبها من إرادة قوية وطاقات بشرية وموارد طبيعية.
كما أن حلقات النقاش الفكري ستشكل أرضية لإبراز جهود المغرب في مجال إدماج البيئة في السياسات التنموية والبرامج الدراسية، واحتضان المغرب للقمة الأممية حول المناخ والتغيرات المناخية (كوب22)، وأيضا مساهمة المغرب في التشجيع على استخدام تكنولوجيات الطاقة النظيفة "مشروع نور نموذجا". وهي فرصة أيضا للمرافعة الجادة والمسؤولة لتنزيل العدالة المناخية التي تبني على براديغم الاستدامة المؤسس على أخلاق جديدة تتوخى التخلي عن الإنتاج والاستهلاك المفرطين اللذين سوق لهما النموذج الرأسمالي للبلدان الصناعية الغربي والحد من مضار هذا النموذج باعتماد نموذج جديد تشكل أجندة 2030 للأمم المتحدة فرصة تاريخية للانتقال نحو نماذج حياة مستدامة بيئيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.
وأضاف أكيام، أن أساس التمنية المستدامة هو الاستقرار، لكن التنافس بين القوى الدولية حول المزيد من النفوذ والسيطرة في مجموعة من مناطق العالم، إضافة إلى عدم احترام حقوق الأقليات. كان في كثير من الأحيان سبباً من أسباب الصراعات الداخلية ونشوب نزاعات غالبا ما تتحول إلى صراعات مسلحة، التي تشكل مهدا للتضحية بمجموعة كبيرة من الأرواح البشرية خاصة منهم النساء والعجزة والأطفال، وتساهم في بروز مجموعة من الظواهر كظاهرة اللاجئين والتقسيم الدول إلى دويلات، تنامي الفقر والجوع والأمراض…
مؤتمر الشباب الدولي في نسخته التاسعة، هو فرصة لتبادل الأفكار والتجارب، وطرح النموذج التنموي المغربي، والتفكير العميق لبدائل إجرائية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030.