حين تجد في دولة الكل يسمي البحيرات الباطنية مغارات وتتجرأ وزارة السياحية على اعتبارها مزارات سياحية ويسكت المعنيون بالماء في الوطن, فأعلم أن خبراء الماء في الوطن إما أنهم جبناء أو جهلة.
دأب إعلامنا على التصفيق لسياسة السدود حتى توهم المغاربة أن السدود هي من تضمن الماء للمغرب, والخبير يعلم أن سدود المغرب لا تضمن لنا أكثر من 5 في المائة من الماء الذي نستغله في المغرب.
وفي نفس الوقت تجاهل الاعلام فضل البحيرات الباطنية في المغرب بل وتجرأ عليها وسماها مغارات ولم يتعرض عليهم خبراء الماء, ليذكروهم أنها بحيرات باطنية وليست مغارات, وأن المغارة تطلق على مغارة الضب والثعلب لا على البحيرات الباطنية التي كونها الماء وعبر ملايين السنين تجمع وتخزن وتصفي وتوزع الماء على مجموع التراب الوطني وتجعله في متناول الشعب عامة.
المعنيون بالماء في المغرب يحاولون أن يقنعوا الشعب أن السدود هي وحدها التي ستضمن له الماء والحقيقة أن السدود لا تضمن الماء لنفسها ومحيطها فكيف تضمنه للشعب المغربي.
وأقول لأولائك الجاحدين لفضل الله رب العالمين, ونعمه علينا, من الذي يعطي لهذا الشعب خمسة أنهار دائمة الجريان, وهي نهر ابو رقراق ونهر ام الربيع ونهر ملوية ونهر سبو ونهر تانسيفت؟ هل السدود أم البحيرات الباطنية؟ التي تجرأتم عليها غباء وجهلا وتسعون لجعلها مزارات سياحية.
الشعب المغربي لا يعلم أن نهرا واحدا من أنهار المغرب الخمسة والذي ينبع من البحيرات الباطنية يحمل سنويا من الماء ما لا تجمعه كل سدود المغرب, بل الصحيح أن عشر ما يجري في نهر واحد يكاد يساوي مجموع الحقينة الحقيقية لسدود المغرب كلها.
المعنيون بالماء في المغرب غباء وجهلا تناسوا فضل البحيرات الباطنية التي تمد بالماء مئات الآلاف من الآبار والثقوب المائية والتي تضمن الماء للمغاربة وعلى مجموع التراب الوطني من طنجة وإلى الكويرة.
مهندسو الماء في المغرب تبعية منهم لسيدتهم فرنسا وخضوعا لها لا يفهمون إلا ما تمليه عليهم وما تعلموه من علومها التي لا تصلح البتة للمغرب, لأن السد كاختراع جد مهم اخترع للدول التي تعرف غطاء نباتيا يتجاوز 80 في المائة ومعدل درجة الحرارة السنوي في حدود 15 درجة وانعدام الغبار وتساقطات مطرية تتجاوز 500 ملمتر في السنة.
لكن أن نشيد سدا في مناخ قاري بمعدل درجة الحرارة السنوي يتجاوز 30 درجة وغطاء نباتي أقل من 5 في المائة وغبار دائم ومستمر في الهواء وتساقطات مطرية تكون أقل من 100ملمتر في السنة, فهذا هو الغباء بعينه وتبذير أموال الشعب.
الكثير من مدن المغرب وقراه تحصل على الماء النقي الصالح للشرب من البحيرات الباطنية عبر آبار وثقوب مائية وكمثال حي بالمدينة التي اقطن فيها وهي مدينة كلميم, هذه المدينة تقع على بحيرات باطنية الواحدة منها يمكن أن تسع حقينة عشرات السدود في المغرب, بحيرات باطنية تملأ بالماء مرة كل 30 سنة وتضمن الماء لثلاث مدن مع مئات القرى والضيعات الفلاحية رغم استمرار الجفاف ولسنوات بلا قطرة مطر.
لكن من يسمون انفسهم مهندسي الماء وخبراءه جهلا وغباء من بعضم يتجاهلون كل تلك المعطيات ويعبثون ويشاركون في العبث في مشاريع تافهة للغاية بطبيعة الحال ستكون سبب خراب المغرب, لأن بناء سد على وادي بالطبع يمنع الماء عن الثقوب الطبيعية التي تضخه للبحيرات الباطنية وبالتالي يفسد المعنيون بالماء من حيث يتوهمون أنهم يصلحون.
السياسة المائية في المغرب والتي يشرف عليها مهندسون وخبراء يكاد العاقل يعجز عن فهمهم لدرجة يحسبهم اجهل من ابسط بدوي في جبال المغرب. حين يتجاهل المعنيون بالماء اختراعين في مجال الماء يمكنهما ضمان حوالي 100مليار متر مكعب من الماء كل سنة لهذا الوطن, ويصرون على سياسات العبث من شراء محطات للتحلية ومحطات لما يسمونه تصفية المياه العديمة ومواصلة بناء السدود التلية لتجمع الترسبات وتمنع الماء عن البحيرات الباطنية.
واليك أيها القارئ الكريم فيديوهين يشرحان تبسيطا الاختراعين:
https://www.youtube.com/watch?v=CpGiC9BOfrk
https://www.youtube.com/watch?v=Zb0TUBtJNWc
ناقشت مع كبار المهندسين المكلفين بالماء في المغرب فوجدتهم بحق مبرمجون على ترديد ما يملى عليهم من فرنسا وأبناء فرنسا الذين يريدون خراب المغرب وتمزقه.
حين تجد دولة تضمن لها البحيرات الباطنية 95 في المائة من حاجتها للماء ولا تنفق على ضخ الماء اليها درهما واحدا, بل وتحارب تلك البحيرات وتسمح بتحويلها لمزارات سياحية, فأعلم أن الدولة بالطبع فقدت البوصلة وتسير على غير هدى.
وحين تجد دولة ترصد مبالغ طائلة وتوجه نسبة من جيشها لحراسة بحيرات سطحية مستوى الماء فيها ينقص يوما بعد يوم بفعل التبخر والترسبات وامتصاص الأرض العطشى لتلك الثروة, فأعلم أن الدولة بالفعل تائهة ولا تعرف مسار قوتها وازدهارها.
البحيرات الباطنية تجمع وتخزن وتصفي وتؤمن وتوزع الماء بصفر درهم, ويمكنها أن تحقق للدولة ملايير الدراهم سنويا بوضع عداد على كل بئر أو ثقب مائي, شرط أن تنفق بعضا من ميزانية الماء لضخ مياه الأودية لتلك البحرات الباطنية ليرتفع مستوى الماء في الآبار ويقبل الشعب بوضع عدادات على آباره.
ناقشت المعنيين بالماء في المغرب وبكل الطرق فوجدتهم مصرون على مواصلة البعث والتبذير والآن أعلنها صراحة أني ولله الحمد قادر على تحويل المغرب لإمبراطورية اقتصادية وضمان الماء للمغرب كله باختراعين هما اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية واختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية.
إن ما رصد للماء والبيئة والطاقة في المغرب يمكنني به وبحول الله وقوته أن أجعل المغرب إمبراطورية اقتصادية يشمل نفوذها الفعلي من المحيط وإلى حدود مصر ومن المتوسط وإلى ما وراء نهر السينغال, ليس نفوذ عدوان ولا حرب بل نفوذ اقتصاد وعلم ودين.
وإن واصل العابثون عبثهم في مجال الماء والطاقة والبيئة فسلام على الوطن فمشاريعهم بالطبع ستسبب تمزق المغرب وهوانه وضعفه, وستكون المشاريع التي يحسبونها عظيمة عديمة الفائدة, وسيدركون أن الأجانب ضحكوا عليهم واستغفلوهم بحق.