تجاوز الممثل والكوميدي عبد الصمد الغرفي المعروف باسم (المخنتر) عقده الثالث بأربع سنوات، دون أن يتمكن من توفير موارد قارة تمكنه من الاستقلال عن أسرته بمدينة القنيطرة، وتحقيق أمله بالزواج بالفتاة التي عشقها. أمله أن يتدبر موارد مالية لاقتناء منزل يجمعه بزوجة المستقبل. كل من يعرف المخنتر يرى فيه ذلك الطفل أو الشاب المرح ذي الملامح الكوميدية، والشخصية الناذرة، التي لازالت في مقتبل عمرها. والقليل من يدرك أن وراء تلك الشخصية الساخرة والبسيطة، هناك شاب كادح، يكافح من أجل أن يكون له حضنا يأويه رفقة محبوبته التي طال انتظارها. لم يوفق في عمله الفني، بسبب الأجور الهزيلة التي تصرف له نظير مشاركاته الفنية. وبسبب الإهمال والإقصاء الذي طاله منذ سنوات. يقضي عبد الصمد أيامه، رفقة طيور (سطيلة والكنار، الحمام، بيروش…)، التي يتاجر فيها بحي الفتح. وهي تجارة قال عنها إنها لا تسمن ولا تغني من جوع. بدأ بها في طفولته كهواية، حيث كان يضعها في أقفاص صغيرة بسطح منزل والديه. لكنه ما فتئ أن حولها إلى مشروع تجاري، بعد أن وجد أنها التجارة الوحيدة التي يمكن أن يديرها. إلا أن عائدات تجارته جد هزيلة. بل إنه يجد صعوبة في تدبير المال لاقتناء طعامها وأدويتها وأقفاص كافية لاحتضانها، وقضاء الوقت في تدريبها على أنواع مختلفة من الزقزقة. وكشف للأخبار أن الكساد أصاب تجارته في عدة مرات، بسبب الأمراض التي تجتاحها، والذي يتسبب في نفوق مجموعة كبيرة منها. وخصوصا خلال فصلي الصيف والشتاء. وأنه لا يمكن أن يعتبرها مورد رزق له. لكنها تبقى هوايته المفضلة في ظل العطالة وندرة الأعمال الفنية. قال المتحدث إنه لم تتم المناداة عليه للتمثيل منذ مدة. وإن هناك عدة جهات تحتقره، وتستغله من أجل إنجاح سهراتها وأنشطتها الفنية، دون أن تمكنه من أجره. (العديد من النصابين استغلونا، طلبوا منا تقديم عروض مؤدى عنها من طرف الجمهور، وبعد انتهار العروض اختفوا). موضحا أنه تمت المناداة عليه للمشاركة في حفل للأطفال بالجنوب، مقابل أجر مادي بسيط. وإن المكلف بالحفل، صرف له نصف المبلغ المتفق عليه، ورفض صرف باقي أجره. كما أن شخصا آخر بشرق المغرب، دعاه لإحياء حفل للأطفال، واعدا إياه بأجر تم تحديده، إلا أنه وبعد انتهاء الحفل الذي كان الدخول إليه بمقابل مادي، اختفى المكلف بالحفل بعد أخذه كل موارد الحفل. وأضاف أن التلاعبات والاستخفاف به، تعدى منظمي الحفلات إلى بعض المكلفين بتقديم وصلات إشهارية. حيث أنهم يطلبون منه الحضور من أجل تقديم وصلات إشهارية على سبيل الاختبار. وبعد أن يقفوا على نجاح التجربة، يقدمون له وعودا بالمناداة عليه في القريب العاجل، إلا أنهم لا يوفون بما وعدوا.
يقطن المخنتر رفقة والديه وخمسة أشقاء، يجمعهم الحب والتماسك العائلي رغم الظروف المعيشية القاسية. درس حتى مستوى السنة الثانية باكالوريا شعبة الآداب العصرية، قبل أن يوجه بوصلته نحول التمثيل والكوميديا. باعتبار أنها موهبة ترسخت لديه منذ طفولته المدرسية. حيث كان من بين أبرز المشاركين في عدة ملحمات كانت تعد احتفالا بذكرى عيد جلوس الملك الراحل الحسن الثاني على العرش. كما صقلها داخل دار الشباب رحال المسكيني، حيث نشط داخل فرقة (الإلهام المسرحي)، وتعرف بعدها على عدة ممثلين وفنانين، كانوا وراء بروزه. من بينهم الفنان محمد عاطيفي، الذي شارك معه في الشريط التلفزيوني (السوليما). ومشاركته في مسرحية (مجنون الكلام). انتقل المخنتر إلى مدينة الدار البيضاء حيث التقى المخرجة فاطمة بومكدي، فتحت باب الشهرة، بمشاركته في مسلسل (احديدان)، وبعدما سلسلة (سولوا احديدان). كما شار كفي سلسلة أمازيغية بعنوان (الدار الكبيرة). وكذا مسلسل (الزهر والمرشة) آخر أعماله الفنية التلفزيونية. بعده نسي كل المخرجين اسم (المخنتر). حيث لم يشارك في أية عمل تلفزيوني منذ ثلاث سنوات. وضل يكتفي بالعمل في مسرح الطفل، حيث ضل عرضة لمجموعة من النصابين، الذين كانوا يبيعون تذاكر حفلاته، ويهربون.