اختار الراحل المهدي المنجرة الذي انتقل إلى عفو الله أمس الجمعة عن عمر يناهز 81 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض ، أن يركن جثمانه حيث يرقد الفقراء بعيدا عن جثث الأغنياء. فأوصى بأن يكون قبره وسط قبور البسطاء والفقراء. وكان له ما أراد. ففي موكب متواضع مهيب، اصطف أمس السبت بعد صلاة الظهر التي أقيمت بمسجد عبد الحكيم اكديرة بالرباط، بعض من آمنوا بالمفكر وعالم المستقبليات، لتشييع جنازته في اتجاه مقبرة سيدي مسعود الصغيرة بحي الرياض صغيرة. جنازة غاب عنها الإعلام المرئي المسموع. وحضر الاوفياء من أجل الوداع الأخير، وربما الاعتذار لشخصية حاولت قدر المستطاع أن تخدم بلدها بحب وتفاني وغيرة وطنية أكيدة وبالمجان. جنازة الراحل الذي يصعب إيجاد بديل له، حضرها إلى جانب أسرته وأقاربه، عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، ولحسن الداودي وزير التعليم العالي، وحسن أوريد الأستاذ الجامعي والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، وخالد الناصري عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، و مجموعة من السياسيين والنقابيين، بالإضافة إلى العديد من تلاميذته، ومحبيه. للإشارة فإن أسرة الراحل المهدي المنجرة تمتلك مكانا مخصصا لها في مقبرة الشهداء بحي المحيط، حيث يتم دفن الشخصيات الكبيرة ورجال الدولة. لكن الراحل رفض مجاورة الأثرياء وكبار السياسيين، واختار دفء الفقراء رحمه الله وإنا لله وإنا إليه راجعون.