نبض الشارع

… الهندية في خطر… جيوش حشرات قرمزية مستوردة تجتاح حقول الصبار بسيدي بنور وتتلف ثمارها … هلع في صفوف السكان بسبب تطاير ذكورها وتساقطها في الآبار ومسؤول يطمئنهم

تعيش مجموعة من الدواوير بإقليم سيدي بنور حالة غليان وهلع بعد انتشار مرض خطير أتلف عدة حقول من نبات الصبار. إلى درجة أنها أصبحت مهددة بالانقراض. ويعود سبب الوباء إلى حشرة ضارة تتغذى على أوراق نبات الصبار السميكة، والتي تحولها إلى أعشاش. فقد فوجئ سكان عدة دواوير بجماعة (سانية بركيك) دائرة الزمامرة بجيوش تلك الحشرات القرمزية المستوردة. وخصوصا دواوير (بني يخلف،الحوض، صنهاجة، الوعادية، أولاد بركيعة، زويتات، العمارنية،الكواط، العبابسة …)، بالإضافة إلى دوار (الحيدات)، حيث تقطن أسرة وزير الاتصال مصطفى الخلفي، والتي تضرر حقل الصبار المحيط بجدار منزلها. وقد انتشرت تلك الحشرات بجنسيها. وأتلفت (غلة) الصبار، المعول عليها من طرف العديد من القرويين. أو كما يعرف لدى العامية ب(الدرك) والذي ينتج ثمار التين المعروفة ب(الكرموس الهندي أو الزعبول). وزاد من هلع السكان المتضررين، تطاير تلك الحشرات الغريبة عنهم، وسقوطها في الآبار والبراميل المياه المستعملة للشرب والتنظيف. مما جعلهم يتفادون شرب تلك المياه، خوفا من التسمم. وذهب البعض إلى حد التأكيد أن تلك الحشرات أضرت بما لديهم من دجاج (بلدي). مشيرين إلى احتمال أن تكون قد تتغذى من تلك الحشرات التي تشبه الذباب، وأنهم لاحظوا تغير لون البيض. ولم يستبعدوا أن تكون قد تعرضت للتسمم، أو أصيبت بوباء ما. وقد عاينت بديل بريس الاكتساح الخطير لتلك الحشرات، والتي ما إن تحط فوق ورقة صبار، حتى تبدأ في التغذية وإنتاج ما يشبه القطن أو الصوف، لتغطي تلك الورقة. وما عن يقوم أي شخص بالضغط على تلك مكان تواجدها، حتى تفرز سائلا يشبه الدم. وفي اتصال بمصلحة وقاية النباتات بالمنطقة، أقر مسؤول بها بانتشار المرض، مشيرا إلى أن سببه الحشرة القرمزيّة (Dactylopius coccus. موضحا أن الإناث منها لا تفارق ورقات الصبار، التي حطت بها، بينما الذكور تفرز أجنحة، وتطير في اتجاهات مختلفة. ونفى أن يكون لها أي تأثير على الإنسان أو الحيوان. مشيرا إلى أن تلك الحشرة، تتم تربيتها في عدة دول من أجل إنتاج الملونات التي تستعمل في بعض المواد الاستهلاكية (الأقمشة والصوف)، أو الغذائية (الكاشير مثلا). وأنها حشرة غريبة عن المغرب. أصلها من جنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية. وتم نقلها بطرق مجهولة. مشيرا إلى أن المصلحة تراقب الوضع عن كثب. وأن الهلع الذي أصاب الناس، يرجع إلى الذكور من تلك الحشرة، التي تطير وسط المناطق الآهلة بالسكان، ويسقط بعضها في المياه. علما أن مدة حياتها قصيرة جدا . وأن السبب يعود إلى تواجد حقول الصبار بمحيط المنازل. وعلمت الأخبار أن نبات الصبار المعروف بقدرته على تحمل العطش والجفاف في أقسى الظروف المناخية الصحراوية، لم يتمكن من مقاومة الحشرة القرمزية، رغم قوة وسماكة أوراقه. بل إن تلك الأوراق توفر للحشرة كل الظروف الملائمة للتكاثر . كما أن للحشرة فم ثاقب، تستطيع أن تغرز خرطوم فمها بسهولة في لوح الصبار، وتمتص عصارته، مما يؤدي إلى جفاف اللوح واصفراره وتلفه، وقد تصل إلى إتلاف الشجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى