الرباط، 22 أبريل 2014 – اغتنم المجلس الثقافي البريطاني يوم الأمم المتحدة العالمي للغة الإنجليزية ليحتفيبفوائد التعددية اللغوية.
اليوم العالمي للغة الإنجليزية في الأمم المتحدة هو احتفال سنوي باللغة الإنجليزية، إحدى لغات الأمم المتحدةالرسمية.
وقد تحدث المدير الإقليمي للمجلس الثقافي البريطاني أدريان شادويك، الحاصل على وسام الإمبراطوريةالبريطانية، عن الفرص التعليمية والمهنية التي تتيحها اللغة الإنجليزية كلغة ثانية للأشخاص المقيمين في منطقةالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأشار بالقول:
"تلجأ حكومات المنطقة بشكل متزايد إلى اللغة الإنجليزية كوسيلة قيمة تساهم في نموها الاقتصادي وفي إعداد يد عاملة تتمتع بمهارات عالية.
ويبذل المجلس الثقافي البريطاني، باعتباره أكبر مقدم لخدمات تعليم اللغة الانجليزية وامتحاناتها في المنطقة، قصارى جهده لدعم وتمكين الأعداد المتزايدة من الشباب الراغبين في تعلم الانجليزية، وتحصيل المؤهلات واكتساب المهارات، وزيادة الفرص المتاحة لهم في مجالَيْ العمل والتعليم."
وقد قام المجلس الثقافي البريطاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتدريس اللغة الإنجليزية لما يزيد عن 195 ألف طالب منذ العام 2010. وفي العام الماضي، قدم ما يزيد عن 420 ألف إمتحان في اللغة الإنجليزية للمتعلمين الأفراد ولقطاع الشركات.
أما على شبكة الإنترنت، فتضم صفحة المجلس الثقافي البريطاني LearnEnglish MENA على الفيسبوك 2.5 مليون متابع ممن يستخدمون موارد المجلس الثقافي البريطاني لتحسين لغتهم الإنجليزية، والتواصل مع مجتمع إلكتروني من زملائهم المتعلمين.
هذا ويقدر عدد الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية في المنطقة حاليّاً بحوالي 50 مليون شخص، وذلك على أيدي ما يزيد عن 430 ألف معلم، مع تزايد الرغبة في إجادة هذه اللغة.
وأضاف مارتن روز مديرالمجلس الثقافي البريطاني بالمغرب ، قائلًا:
"اللغة الإنجليزية هي لغة التجارة الدولية، وأولئك الذين يتقنونها يتمتعون بمهارة تميّزهم عن غيرهم بنظر صاحب العمل المحتمل.
ففي عالمنا المترابط، تعد القدرة على تحدث لغة عالمية مثل اللغة الإنجليزية أمراً ذا قيمة كبيرة بالنسبة للفرد.
وتساعد اللغة الإنجليزية، كلغة عالمية، على بناء علاقات من التفاهم والثقة بين الثقافات؛ حيث أنها تسد الثغرة اللغوية، مما يسمح للناس بالتعبير عن أفكارهم وتبادل الخبرات والتواصل مع بعضهم البعض".
اليوم العالمي للغة الإنجليزية في الأمم المتحدة – إحتفاء للمجتمع الدولي
يصادف اليوم الذكرى الـ 450 لميلاد كاتب يكاد يكون الأعظم من بين الكتاب الذين عملوا في مجال اللغة الإنجليزيةعلى الإطلاق.
في الواقع، لا أحد يعرف حقاً متى ولد ويليام شيكسبير، حيث أن الكثير من تفاصيل حياته تتسم بالغموض.
ولكن الأكيد هو أن الإرث الذي تركه، والجزء الذي خلّده من اللغة الإنجليزية، لا يزالان على قيد الحياة وبصحة قوية في مطلع القرن الحادي والعشرين.
كما يصادف اليوم أيضاَ اليوم العالمي للغة الإنجليزية كما حددته الأمم المتحدة. وثمة ست لغات رسمية للأمم المتحدة، من بينها اللغة العربية، وفي كل عام تطلب منا المنظمة أن ننظر في قيمة وأهمية كل منها.
ويكاد الجدل حول أهمية اللغة الإنجليزية على مستوى العالم يكون معدوماً، فهي اللغة الدولية للأعمال، والدبلوماسية، والتواصل والنقل، والعلوم، وتكنولوجيا المعلومات.
ويتعلم سُبع سكان العالم اللغة الإنجليزية؛ ويستخدمها 750 مليون شخص بشكل منتظم، كما أن 80% من محتوى شبكة الإنترنت على مستوى العالم هو بالإنجليزية، ويقرأ ثلثا علماء العالم هذه اللغة.
غير أن 50 بالمائة من بين الـ 750 مليون مستخدم يستعملون اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، وهي مطلوبة هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما هي الحال في مختلف أنحاء العالم، لأغراض معينة مثل العمل، والتبادل التجاري مع الشركاء في الخارج، والتواصل بين الجنسيات المختلفة في البلد نفسه، والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولن تحل اللغة الإنجليزية أبداً مكان اللغة الأم، لكنها ربما تعد أهم أداة للأعمال وللأشخاص الراغبين في التقدم وتحقيق الازدهار في عالمنا المترابط.
وتدرك حكومات المنطقة أهمية التشجيع على دراسة اللغة الإنجليزية، فثمة ارتباط مباشر بين تعلم اللغة الإنجليزية في المدرسة، والنجاح في التعليم العالي، وتوليد قوة عاملة ماهرة ذات آفاق دولية.
وإن الكفاءة في تحدث اللغة الإنجليزية تجذب الشركات متعددة الجنسيات والإستثمار الأجنبي المباشر. فعلى سبيل المثال، المستثمرون الصينيون والهنود معروفون بتحققهم من إتقان اللغة الإنجليزية لدى تقييمهم الاستثمارات المستقبلية.
كما تمنح إجادة اللغة الإنجليزية الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم فرصة النمو من خلال البحث عن أسواق تتخطى حدودها الوطنية. فثمة حاجة ماسة لمثل هذه الفرص التجارية حيث أن الحاجة إلى التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل في العالم العربي موثقة توثيقًا جيّداً.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي، تتسم المنطقة بأعلى نسب بطالة بين صفوف الشباب في العالم، حيث تبلغ هذه النسبة 25 بالمائة. ويحذر البنك الدولي حيال ضرورة قيام حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستحداث ما يزيد عن 28 مليون فرصة عمل إضافية في السنوات السبعة القادمة، وذلك فقط لوقف تزايد نسبة البطالة الحالية.
لذلك تلجأ الحكومات والأفراد بشكل متزايد إلى اللغة الإنجليزية كوسيلة لضمان مستقبلهم الاقتصادي.
في الأردن، يبدأ الطلاب بتعلم اللغة الإنجليزية في الصف الأول، ونتيجة لذلك، فإن 45٪ من السكان يتحدثون الإنجليزية بمستوى متوسط. وتبلغ هذه النسبة في لبنان 40 بالمائة. لذا، فإن الاستثمار الأجنبي المباشر عال في كلا البلدين.
وحتى في البلدان الناطقة باللغة الفرنسية، تركز الحكومات على تحسين المهارات في اللغة الإنجليزية. ففي الجزائر، كان انفتاح نظام التعليم على مقدمي الخدمات التعليمية من القطاع الخاص سنة 2008 مصمماً جزئياً لتحسين جودة تعليم اللغة الإنجليزية، نظراً لأن الشركات متعددة الجنسيات في قطاع الطاقة في البلاد كانت تجد صعوبة باستمرار في تعيين موظفين يجيدون اللغة الإنجليزية.
وفي تونس، شجعت الحكومة على إقامة شراكات جديدة مع الجامعات في الخارج، ويرجع ذلك جزئياَ إلى الرغبة في تحسين مهارات خريجي البلاد في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى الترويج لتعلم اللغة الإنجليزية عن بعد.
ويحتاج العديد من الطلاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مستوى عالٍ في اللغة الإنجليزية من أجل الدراسة في أفضل الجامعات في المنطقة. ففي الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال، يقدّم معظم التعليم باللغة الإنجليزية. وغالباً ما يختار الطلاب القادرون على تحمل تكاليف الدراسة الجامعات البريطانية، والأمريكية، والأسترالية، والكندية التي تقدم بعضاً من أفضل التعليم العالي في العالم.
وغالباً ما يبحث هؤلاء الطلاب بعد التخرج عن وظائف لدى الشركات متعددة الجنسيات. وقد يعني هذا في هذه المنطقة مستقبلًا مشرقاً في قطاعات سريعة النمو، يتم فيها تقاضي أجور مرتفعة مثل قطاعات النفط، والغاز، والسياحة، والطيران، والنقل، والشحن، والخدمات المصرفية والاتصالات السلكية واللاسلكية.
وتطلب العديد من الشركات متعددة الجنسيات الفرنسية والاسبانية والسويسرية وغيرها في أيامنا هذه من موظفيها تحدث اللغة الإنجليزية. لذا يجب على أولئك الذين يسعون للحصول على رواتب أعلى مع تطور وظيفي وتنقل دولي أن يتقنوا اللغة الإنجليزية أولاً.
ومن اللافت للانتباه في مجال العمل الفروقات الكبيرة بين رواتب متحدثي اللغة الإنجليزية وغير الناطقين بها. فقد أظهرت أبحاث المجلس الثقافي البريطاني من خلال يورومونيتور أن متحدثي اللغة الانجليزية في مصر يمكنهم أن يتوقعوا تقاضي أجوراً تزيد عن أجور غير الناطقين بالإنجليزية بنسبة 75 بالمائة، فيما يبلغ هذا الفارق في العراق 95 بالمائة. وحتى في تونس الناطقة بالفرنسية، فقد تحقق الإنجليزية للناطقين بها زيادة في الأجر بنسبة 10 بالمائة في السنة.
ويبذل المجلس الثقافي البريطاني، باعتباره أكبر مقدم لخدمات تعليم اللغة الانجليزية وامتحاناتها في المنطقة، قصارى جهده لدعم وتمكين الأعداد المتزايدة من الشباب الراغبين في تعلم الانجليزية، وتحصيل المؤهلات واكتساب المهارات، وزيادة الفرص المتاحة لهم في مجالَيْ العمل والتعليم.
ووفقًا لتقديراتنا، يتعلم اللغة الإنجليزية حوالي 50 مليون من أطفال المدارس والطلاب والبالغين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوقت الراهن وذلك على أيدي ما يزيد عن 430 ألف معلم. فقد استقبلت مراكزنا التعليمية التي تعج بالحركة في مدن المنطفة 195 ألف طالب خلال السنوات الأربعة الماضية، وقدمنا في العام الماضي ما يزيد عن 420 ألف إمتحان في اللغة الإنجليزية للمتعلمين الأفراد ولقطاع الشركات.
فهذه الحماسة حيال تعلم اللغة الإنجليزية ليس نابعة من كونها لغة بديلة بل من أهميتها كلغة إضافية أساسية تستخدم في التجارة الدولية.
وتترافق اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى تلك الفرص في مجالات التعليم والعمل والاستثمارات الخارجية، مع مهارات التواصل اللازمة لربط الثقافات ببعضها البعض وإثرائها في نهاية المطاف، من خلال إنشاء علاقات من الثقة والتفاهم المتبادلَيْن.
وقد كتب شيكسبير في مسرحيته عذاب الحب الضائع (Love’s Labours Lost)، إن الأمر أشبه بوليمة ضخمة من اللغات. ويبدو أن الإقبال الشديد على اللغة الإنجليزية وعلى الفرص التي تتيحها في الحياة لم يتم تلبيتها بعد.
أدريان شادويك، الحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية، هو المدير الإقليمي للمجلس الثقافي البريطاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.