الرئيسية / اقلام حرة / اليوم العالمي للغة العربية والذكاء الاصطناعي

اليوم العالمي للغة العربية والذكاء الاصطناعي

 

أحمد لعيوني

اللغة العربية أصبحت تعد واحدة من اللغات العالمية، وهي بحسب هيأة الأمم المتحدة اللغة السادسة في العالم، ويبلغ عدد المتحدثين بها أكثر من 400 مليون نسمة، غالبيهم من البلدان العربية، وتنضاف إليهم أعداد من سكان بعض الدول الإسلامية كتركيا وإيران ومالي وإريتريا وتشاد.

ومن بين حروف اللغة العربية حرف الضاد الذي لا يوجد له مثيل في اللغات الأخرى، ولذلك يطلق عليها لغة الضاد، وتكتب من اليمين إلى اليسار مثل اللغة العبرية بخلاف باقي لغات العالم التي تكتب من اليسار إلى اليمين أو من الأعلى إلى الأسفل. كما يستعمل الحرف العربي في عدة لغات أخرى، منها الفارسية وبعض اللغات الباكستانية والهندية واللغة الأفغانية، وسبق أن كانت اللغة التركية تكتب بالحرف العربي إلى أن غيره رئيس البلاد، مصطفى أتاتورك عندما تسلم الحكم سنة 1924 واستعمل الحروف اللاتينية. كما أثرت في العديد من اللغات التي تم الاتصال مع بلدانها من خلال الفتوحات الإسلامية. عدد كلمات اللغة العربية يقدر بما يفوق 12 مليون كلمة مما يدل على غناها المتفوق في إمكانيات التعبير.

لقد تم تحديد يوم عالمي للاحتفال باللغة العربية من قبل منظمة اليونسكو كما هو الشأن بالنسبة للغات العالمية الأخرى : الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية والصينية، وذلك ابتداء من سنة 2012 واختير لها يوم 18 دجنبر من كل سنة.

ويهدف تخصيص يوم عالمي للغة العربية إلى لفت انتباه العالم إلى واحدة من اللغات الحية التي ساهمت في النهضة الأوربية الحديثة ثم في الثورة الصناعية ولِما قامت بنقله عن طريق الترجمة من اللغات القديمة سواء لغة اليونان أو الرومان خلال العصور الوسطى إلى عصر الأنوار، وذلك بالنسبة لشتى ميادين العلوم والفنون والفلسفة، وما أضاف المفكرون العرب إليها من إبداع وبحوث في العديد من المجالات وخاصة العلوم والفلسفة، والتي كونت القاعدة الأساسية لعلماء ومفكري النهضة الأوربية.

لقد اهتمت منظمة اليونسكو باللغة العربية منذ العام 1948 خلال مؤتمرها الثالث. وفي عام 1968 وبفضل الفيلسوف الفرنسي René Maheu (1905-1975) الذي كان يشغل منصب المدير العام لليونسكو ما بين سنة 1961 و1974 ، تم اعتماد اللغة العربية كلغة عمل في المنظمة. وفي سنة 1973 أصبحت لغة رسمية لليونسكو من بين اللغات الأخرى.

اللغة العربية تعتبر من بين أقدم اللغات الحية، فهي لغة القرآن الكريم وبها تقام الصلوات وباقي الشعائر الدينية، كما أن الشعوب المسيحية في الشرق العربي تعتمدها في كنائسها.

والحديث عن اللغة العربية يشمل كل أشكالها وأساليبها سواء الشفهية أو المكتوبة، الفصحى والعامية، ومختلف خطوطها النثرية والشعرية.

وخلال هذه السنة في يومها العالمي تقام احتفالات للاهتمام باللغة العربية، حيث تنظم منظمة اليونسكو لمدة أسبوع بمقرها بباريس موائد مشتركة تناقش خلالها دور الذكاء الاصطناعي في صون اللغة العربية وتعزيزها، وتناقش كذلك مسائل متعلقة بحوسبة اللغة العربية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *