الرئيسية / نبض الشارع / انتفاضة ببوزنيقة بعد وفاة تلميذة بسبب نقص الأوكسجين ومطالب بالتحقيق والاهتمام بقطاع الصحة

انتفاضة ببوزنيقة بعد وفاة تلميذة بسبب نقص الأوكسجين ومطالب بالتحقيق والاهتمام بقطاع الصحة

تعيش مدينة بوزنيقة منذ حوالي أسبوعين على وقع ما اعتبره رواد فايسبوكيون، فضيحة طبية، متمثلة في عدم توفر مادة الأوكسجين الضرورية داخل المركز الصحي ببوزنيقة. وكذا داخل سيارة الإسعاف، التي نقلت تلميذة مريضة، وتسببت في مقتلها. البعض ذهب إلى حد وصفها بالجريمة الشنعاء التي ارتكبت في حق التلميذة (منال)، التي توفيت وهي في ربيعها ال16. واتهموا رئيس المركز الصحي الذي يشغل في نفس الوقت مهمة مستشار بمجلس البلدية والنائب الثاني لرئيس المجلس الإقليمي لعمالة ابن سليمان. المحتجون اعتبروا أن الوفاة، كانت بسبب انعدام الأوكسجين وكذا قصور أداء أطر المركز الصحي. وهي اتهامات وجب بكل بساطة تدخل وزارة الصحة من أجل التحقيق فيها بكل شفافية ووضوح، وتحديد الأسباب والمسؤوليات، ومعاقبة المتجاوزين إن كان هناك متجاوزين. والإعلان الرسمي عن تلك الأسباب. التي قد تعود للإدارة أو الطبيب المداوم أو مندوبية الصحة أو وزارة الصحة، لأنه ببساطة نحن أمام مركز صحي، وليس مستشفى مستقل الإدارة والتدبير (سيكما). وكل نقص في التجهيز تتحمل وزارة الصحة كامل المسؤولية فيه، كما تتحمل بلدية بوزنيقة نصيب من المسؤولية، لعدم المبادرة إلى الاهتمام بقطاع الصحة بالمدينة. والاكتفاء بسياسة إحالات المرضى على متن سيارات الإسعاف إلى مستشفيات الجوار (الرباط، البيضاء، المحمدية، ابن سليمان). تلك السيارات (لابينانس)،التي تؤدي مهام (التاكسيات)، لأنها غير مجهزة طبيا من أجل إنعاش المرضى ورعايتهم إلى حين نقلهم إلى مستشفيات الجوار.   ولكي لا نضيع الوقت في (جلد) إدارة المركز الصحي وأطرها الطبية، ولا ننتظر من مركز صحي أن يقوم مقام مستشفى… وجب العمل على توفير البديل اللازم…الأكيد أن المركز الصحي بغرفه ومكاتبه وتجهيزاته … يعتبر إهانة في حق سكان مدينة بوزنيقة، لأن هذه المدينة تستحق العناية الطبية اللازمة. وتستحق أن يخصص المجلس البلدي غلافا ماليا مهما، ويبادر إلى طلب الدعم من وزارة الحصة واللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وباقي المجلسين الإقليمي والجهوي، من أجل بناء مستشفى يضم كل الاختصاصات، ويتوفر على أسرة وتجهيزات وأطر طبية كافية. وأظن على أن تلك الأغلفة المالية التي يصبها المجلس في حساب نادي وفاق بونيقة، أو في حساب جمعية الفروسية من أجل تنظيم مهرجان من الحجم الوطني (خيل وخير).. الذي رغم آلاف الخيول التي تحضره .. فلا خير فيها للسكان. أو… كان بالإمكان ضخ تلك الأموال في قطاع  الصحة. وأظن على أن بلدية بوزنيقة لا تنقصها الأرض ولا الأموال لوضع حد لمعاناة مرضى المدينة. خصوصا إذا علمنا أن سكان المدينة في تضاعف مستمر، بسبب تلك الصناديق التي نمت هناك وهناك باسم السكن الاجتماعي والاقتصادي.

نعود إلى ملف التلميذة ( منال)، والتي تركت مكانا شاغرا، وتركت قلوب وعقول أبويها وزميلاتها في الدراسة، معلقة، تبحث عن حقيقة ما جرى. ففي اتصال بوالد الضحية (أبو الوفا)، قال لي إنه لم يضع ولن يضع أية شكاية لدى القضاء أو أية جهة معينة ضد إدارة رئيس المركز أو أي إطار بالمركز. وقال إن الوفاة قضاء وقدر، لكنه استاء مما حكت له زوجته، مشيرا إلى غياب الأوكسجين. وأضاف أن الطريقة التي توفيت بها ابنته التي كانت تتابع دراستها بالسنة الأولى باكالوريا علوم بشعة. وتمنى ألا يتكرر الأمر مع أبناء وبنات سكان بوزنيقة. وأضاف أن زوجته حكت له كيف أن سائق سيارة الإسعاف التي نقلت ابنتها، لم تكن له أدنى بذرة حنان أو حس إنساني، إذ طلب منها أن تؤدي مبلغ 150 درهم. خاطبها بعنف قائل (دابا كاينة الموت أعطيني غير 150 درهم). وهي تبكي حينها على فقدان ابنتها. منددا كيف يعقل أن تؤدي أسرة المريض مقابل نقل مريضها. ونفى رئيس المركز الصحي أن يكون هناك أي تقصير من طرف الطبيب المداوم، موضحا أن التقرير الطبيب لحالة التلميذة (منال)، يؤكد أن التلميذة وصلت إلى المركز وهي فاقدة الوعي، لأنها مريضة بمرض الربو (الذيقة). وأنها لم تأخذ دواءها المعتاد في موعده، فأصيبت بمضاعفات. وبعد أن فحصها الطبيب المداوم، أمدها بالأوكسجين، وحقنها بإبر خاصة. قبل أن يوصي بإحالتها فورا إلى مستشفى مولاي عبد اله بالمحمدية، من أجل إنعاشها. لكنها توفيت في الطريق. وأكد أن المركز الصحي يتوفر الأوكسجين الدائم. لأن به جهازين مولدين للأوكسجين (GENERATEURS). وبخصوص الاتهامات الموجهة إليه، أكد رئيس المركز أنها ذات بعد سياسي، ولا علاقة لها بالمصلحة العامة. وأنه مستعد للبحث والتحقيق مع أي كان، من أجل أن يعرف الكل حقيقة ما جرى. وختم تصريحه ببعث تعازيه إلى أبوي التلميذة الفقيدة. مبديا أسفه للحادث الذي وصفه بالأليم.    

 يذكر أن فعاليات جمعوية وبعض رواد الفايسبوك بمدينة بوزنيقة، سطروا وقفة احتجاجية صباح غد الجمعة قبالة المركز الصحي، احتجاجا على وفاة التلميذة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *