لعل سكان حي كريم بمدينة ابن سليمان، وكل المترددين على السوق الحضري المتعفن وسطه. وقفوا على الفوضى والعشوائية التي تم ويتم بها استغلال الملعب الجديد لكرة القدم والمعشوشب بعشب اصطناعي. هذا الملعب الذي أنجز من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكان من المفروض أن يتم تدبيره تحت إشراف المجلس البلدي أو من طرف إحدى الجمعيات النشيطة بالحي المذكور. إلا أن ما وقع هو أن البلدية لم توفق في إيجاد حلول لإشكالية تدبيره وصيانته. ولم توفق حتى في التواصل أو التفاوض مع جمعية محلية بالحي وبمباركة شباب الحي. من أجل وقف العبث الذي يطاله منذ بداية شهر رمضان.
بديل بريس عاينت الملعب الذي ضل لعدة أشهر مغلقا بدون سبب. وضلت بينته وعشبه تحت رحمة التغيرات الطبيعية (الحرارة والأمطار…). وملجأ لطيور (عوا) المعروفة ب(طايرة بقر). التي تطرح برازها فوق العشب. وضل شباب وأطفال الحي والمدينة يتحسرون وينتظرون بألم و(فقسة) كيف لم يتم فتح الملعب في وجههم. قبل أن يقتحموه فجأة بالقوة. حيث كان بعضهم يقفز من فوق سياج الملعب المغلق، وبعدها عمدوا إلى تمزيق جزء من السياج، وصنعوا لهم بابا يدخلون عبره، ليجرون مبارياتهم اليومية.
هؤلاء لا يلامون فمن حقهم اللعب داخل الملعب وبالمجان. ومن حقهم على المجلس البلدي أن يحسن تدبير الملعب، وعليه أن يختار بين أن يتكفل الإشراف عليه مباشرة، أو أن يسلم لجمعية محلية نشيطة تحسن تدبيره وصيانته مع دعمها ماليا.
كما أن الملعب الذي كثرت حوله المفاوضات والاتصالات، وانتهى الأمر بتعليق النظر في شأنه وتركه للعبث. لا يمكن أن نعتبره ملعبا بالمعنى الحقيقي. باعتبار أنه لا يتوفر على مستودعات للملابس ولا مراحيض. هذا دون الحديث عن باقي مستلزمات الملعب. ويبقى إذن ملعب عاديا يخص الحي والجوار. ولا يدعو إلى هذا الحرص الزائد عليه، إلى درجة إهماله والتهرب من المسوؤلية في تدبيره.