بالصوت والصورة: تفاصيل مأساة أطفال يفرون من مركز حماية الطفولة بابن سليمان ويبيتون في الخلاء

يعيش مجموعة من الأحداث نزلاء مركز حماية الطفولة بابن سليمان مشردين بأزقة وشوارع المدينة، بعد قرروا الفرار من المركز لأسباب مختلفة. يبيتون بالقرب من مسجد حي الفرح، أو داخل البنايات المهجورة أو التي هي في طور البناء. بديل بريس انتقلت ليلا إلى حين مجموعة منهم يتسعكون ويتسولون بالقرب من المسجد، لنقل معاناتهم, والكشف عن واقع مرير لهم في التغذية والمبيت…
وسبق أن كشف مصدر أمني مسؤول لـلموقع، أن الشرطة القضائية بابن سليمان تعاني الأمرين مع عمليات الفرار المتتالية والمستمرة للأحداث القاصرين، نزلاء مركز حماية الطفولة التابع لوزارة الشبيبة والرياضة.
وأوضح المصدر أن عمليات فرار الأحداث القاصرين، في اتجاه البؤر السوداء والمباني المهجورة والغابة، بلغ معدل حوالي 26 عملية فرار في الشهر، إذ تم العثور عليهم في وضعيات مهينة من طرف عناصر الأمن الوطني أو بعض المواطنين. وأضاف أن النزلاء الفارين من المركز، يلجأون، في جماعات أو فرادى إلى محيط مسجد بحي الفرح، أو إلى المباني المهجورة بحي السلام “صوفال”، أو حي الحدائق “الجرادي”. مشيرا إلى أنهم يمتهنون التشرد والتسول.
وأرجع المسؤول الأمني سبب تمكن النزلاء من الفرار، إلى شساعة فضاء المركز، وقلة الموارد البشرية، وانخفاض سور المركز المخصص أصلا للأحداث في سن التمدرس الابتدائي. بالإضافة إلى أنه يحضن 86 نزيلا، علما أن طاقته الاستيعابية لا تتعدى 60 نزيلا.
في البداية تم الاتصال هاتفيا بمديرة المركز. لكن هاتفها لا يرد.. كما انتقل الموقع إلى مكتبها،حيث كان اللقاء بها، ورفضت إعطاء أي تصريح رسمي. كما تم الاتصال بمديرة الشباب والرياضة، التي أوضحت أنها لا يمكن أن ترخص لمديرة المركز بإعطاء توضيحات. وأنها ستتصل بالمسؤولين بالوزارة الوصية. مر على تصريح المديرة الإقليمية حوالي أسبوع.. ولم يتوصل الموقع بأي رد.. علما أن مديرة المركز سبق وقدمت استقالتها، بسبب دخولها في صراعات مع مجموعة من موظفي المركز وعدم الحسم في حقيقة ما يجري وما يدور داخل المركز من طرف الوزارة الوصية. يذكر أن نزلاء المركز، أطفال في سن التمدرس، إما ضحايا التشرد أو الإهمال أو أصحاب جنح، وأن عملية إحالتهم على مركز ابن سليمان، تتم وفق أحكام قضائية صادرة عن قضاة الأحداث بمحاكم المملكة.
كما سبق أن نبه الموقع قبل ثلاث سنوات إلى مسلسل الاختطافات والاغتصابات المستمر داخل غابة ابن سليمان، حيث المنحرفين ومروجي المخدرات يفرضون أمنهم الخاص. جرائم الاغتصاب وهتك العرض ستستمر في صفوف الأطفال والفتيات ما دامت هناك أعشاش حولها البعض إلى غرف للنوم وإحياء الليالي الحمراء. ومادامت تلك المنطقة الغابوية غير محمية وغير نظيفة يتحمل المسؤولية فيها عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي والسلطة المحلية ومديرية المياه والغابات. كما يتحمل مركز حماية الطفولة ابن سليمان مسؤولية حماية الأطفال الاحداث المحالين عليه وق أحكام قضائية.
مسلسل هروب الأحداث (الأطفال) من مركز حماية الطفولة كان منذ سنوات، ويستمر لسبب بسيط هو أن الوزارتين الوصيتين على المركز (العدل، الشباب والرياضة)، لا يقومان بأعمالهما كما يجب. ولكي لا نطلق النار على مسؤولي المركز الذين يتحملون جزء من هذا الملف. وجب التركيز أولا على الوزارتين، لأنه لا يمكن رفع شكايات إلى الجهة التي هي أصل المشاكل. ولا يمكن أن نحاسب المسؤولين على مدى قيامهم بمهامهم، يجب أن نبحث هل الوزارتين يوفران ما يلزم لاحتضان وتتبع شؤون الأحداث المحالين على المركز.
بديل بريس أجرت تحقيقا في الموضوع، ووقفت على حقائق تؤكد أن المركز سيضل عرضة للفوضى والتسيب . مشاكل يمكن تلخيصها بداية في شساعة المساحة (14 هكتار)، وقلة الأطر الإدارية والتربوية والطبية وضعف التغطية الأمنية لمحيط المركز وداخله. بالإضافة إلى أن موقع المركز وسط الغابة وبمنطقة غير محروسة أمنيا بسبب عدم ترسيم الحدود بين تراب نفوذ الدرك الملكي والأمن الوطني رغم أنها منطقة تابعة للمجال الحضري بابن سليمان. وهو ما ضعف من خدمات المركز، ويجعل المركز مجرد مجموعة غرف نوم ومطعم للتغذية والترفيه خاص بمجموعات مختلفة من الأطفال الذكور الذين تتم عمليتهم إحالتهم من طرف قضاة الأحداث بمحاكم المملكة. علما أن المركز تابع لوزارة الشباب والرياضة وليس لوزارة العدل. وأن مجموعة من الإحالات القضائية إلى هذا المركز تكون عشوائية. ولا تحترم كون المركز هو في الحقيقة مركز تربوي، يحتوي على مدرسة ابتدائية. والمروض أن يحال إليه الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 6 و15 سنة فقط. لكن المركز به أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 و18 سنة. مما يجعل فئة غير الممدرسين تعاني الفراغ ولا تستفيد من أي إصلاح أو تهذيب. كما أن هناك بعض الأطفال المحالين مضطربين نفسيا أو منحرفين وفي حاجة ماسة إلى إصلاح وتهذيب خاص ومعالجة نفسية لا يمكن أن يجدونها داخل المركز. كما بعض الإحالات تكون مؤقتة لأيام أو لأسابيع فقط لا يمكن أن يستفيد منها الطفل الحدث المحال على المركز.